بقلم/ جهاد ناصر
يأتي علي قمة الطعام اليومي منذ اقدم العصور الي يومنا هذا انه الخبز الطعام الرئيسي الذي تقوم عليه حياة المصريين والذي يأتي في مقدمة قوائم الطعام التي تقدم الي الالهة كقرابين بل وايضا التي يصطحبها المتوفي معه الي العالم الاخر فقد ترك لنا المصري القديم ما يقرب من الاربعين نوعا من الخبز والفطائر بمرور الزمن وصولا للدولة الحديثة وتنوع الدقيق المستخدم في صنعه ما بين القمح والشعير والذرة كما اختلفت اشكاله ما بين المستدير والبيضاوي والملفوف والمخروطي وفي مذاقها ايضا حيث المواد الداخلة في صناعته ما بين الزبد واللبن والعسل والبيض وقد عرف الخبز العادي في اللغة المصرية القديمة باسم " تا " ويبدو ان الخبز كان يصنع داخل المنازل كما هو في الريف الان ولكن كيف كان يتم اعداده وهو ما سنتطرق اليه ففي البداية كان يتم اعداد الحبوب من حيث التنقية من الشوائب لمرحلة الطحن بواسطة الرحي ثم ينخل بواسطة مناخل من البردي ثم تأتي بعد ذلك مرحلة العجن وكان العجن يتم بواسطة الايدي في المنازل الصغيرة بينما يقوم الخدم في المنازل الكبيرة بالعجن بالأرجل اكد ذلك استرابو مندهشا مما ذكره هيرودوت بان العجين كان يعجن بالأقدام في حين يخلط الطين بالأيدي وعليه ايه حال فكانوا يضيفون اليه الملح والبهارات والخميرة ويترك حتي يختمر لقد عرف المصري اكثر من طريقة لعمل الخميرة التي من شانها رفع العجين ومنها اضافة كوب من العدس او الغلة او السمسم الي كوب من لبن الماعز ويترك في مكان دافئ لليوم التالي حتي تتكون الخميرة ثم تأتي اخر مرحلة وهي النضج ففي عصر الدولة القديمة كان يتم بواسطة قوالب مخروطية الشكل توضع علي النار وعندما تصل الي درجة الحرارة المطلوبة توضع تلك القوالب علي لوحة ذات ثقوب مستديرة تملئ بالعجين وتغلق فتحاتها العليا وينتظرون اتمام النضج ليحفظ في سلال من سعف النخيل كما كان هناك طريقة اخري وذلك بوضع بلاطة طينية فوق قالبين من الطوب بينهما نار ويتم وضع العجين فو ق البلاطة بالإضافة الي ذلك ظهرت منذ عصر الدولة الحديثة افران يمكن فيها اعداد عدد وفير من الارغفة عثر علي نماذج منها بمنطقة تل العمارنة ورغم الخبرة القليلة في عمل الخبز فانه يشبه خبز الفلاحين الان او الرغيف السميك الذي يشبه العيش الشمسي في الصعيد حاليا
|