بقلم : خالد عبده
صندوقنا عمره 7000 عام من الزمان عدد قنواته قناة واحده عدساتها صورت وسجلت سجلات مجد وعزه وفخر وانجازات , نقاط البث الرئيسية اشاراتها من نقوشات على الجدران والاحجار , تتراتها الريادة والسيادة فى كل المجالات , اشاراتها استقبالتها صناديق الدنيا فى كل مكان ومرت الايام وتبدلت الاحوال لنرى ونسمع ونشاهد صندوق دنيتنا بيتغير لتتعدد قنواته نجد فيه ما يفرح ونشاهد ما يجعلنا نحزن من سوء ما نشاهده واليوم موعدنا مع حلقة جديدة من مسلسل الفساد الاخلاقى والمجتمعى متمثلا فى فساد القلوب . فالقلب يمرض كما يمرض البدن ، ويصدأ كما تصدأ المرآة ، ويجوع كما تجوع البطن، وأمراض القلب كثيرة وهي تختلف حسب نوع المؤثرات التي تحيط به ، وكلما قويت المؤثرات على القلب قوي المرض واشتد حتى يغلف ويُطمس ويقفل ويطبع عليه ويزيغ عن الحق ، وعندها تكون حالة موت القلب التي هي أسوأ الحالات ؛ لأنها تنقل صاحبها من الإيمان إلى ضده ، وتجعله في مرتبة الحيوانات لاعقل له ولا احساس الا بمصلحته ويصل الى اعلى مراتب الانا.
ومن أشد هذه الأمراض التي تصيب القلوب مرض قسوة القلب ، وهو مرض خطير تنشأ عنه أمراض ، وتظهر له اسوأ الأعراض ، ولا يسلم من ذلك إلا من سلمه الله ونجاه من شياطين الانس . فقد ينجح أحد الأبناء في جذب إنتباه الأبوين ، بذكاؤه بنبوغه ، بمكره ودهائه بحيله والاعيبه فيأفل نجم باقى الاخوه وتنموا اطماع الاخ الاكبر وتكبر معها احلامه لتتوتر العلاقه وينشأ صراع بين الاخوه ويستغل الاخ الاكبر الظروف كونه عاش كفتى مدلل يعرف كل كبيرة وصغيره , يعلم عما يملكه ابوه وما يعرفه اكثر من باقى الاخوه ليظهر وجهه الذى تشمئز منه القلوب ليسير فى طريق تحوط به الشياطين ليقوم بافعال لايرضاها عرف ولا دين: فتصبح الدنيا همه وشغله الشاغل، وتكون مصالحه الدنيوية ميزاناً في حبه وبغضه وعلاقاته مع الناس ,يضعف فيه تعظيم الله جل جلاله وتنطفئ الغيرة في قلبه، وتقل جذوة الإيمان داخله ، ولا يغضب إذا انتهكت محارم الله ، فيرى المنكرات ولا يحرك ساكناً ، ويصنع الموبقات وكأن شيئاً لم يحدث ، لا يعرف معروفاً ، ولا ينكر منكراً ، ولا يبالي بالمعاصي والذنوب والخوف الشديد من أن تستمر هذه العلاقات المتوترة بينهم حتى سن الرشد وما بعد ذلك ، بسبب وجود نماذج حقيقية محفورة في العقل والذاكره من الأسر المحيطة سواء كانت قريبه او بعيده ، وما قد يترتب على ذلك والعياذ بالله من قطع للرحم ، أكل لميراث ، استضعاف أخ أو أخت بعد وفاة الأبوين او حتى فى حياتهم , ويزيد الصراع وجود زوجه لهذا الاخ يملاؤها الطمع والجشع لتوسوس له وتدفع به الى فوهة النار ولا تهدأ الا ان تتسع الفجوه بين الاخوه ويحدث ما لا يحمد عقباه لتنظر بهيه الى احفادها نظرة الحسره والاسى والندامه لتذرف الدموع لما آل اليه حال ابنائها واحفادها الذين طالما حلمت بهم وتمنتهم ليكونوا فى مصاف الامم يحافظون على حضارة اجدادهم ليرفعوا رايتها ويخرج من اصلابهم من يحافظ على مجدها وعزها ...واتفرج يا سلام.
|