بقلم الدكتور/ إسلام محمد سعيد
يُعتبر بيت السحيمى احد أهم البيوت العربية الاسلامية ذات الطراز المعمارى الشرقى العتيق، يقع بحارة الدرب الاصفر بشارع المعز لدين الله الفاطمى بمنطقة الجماليه ويتبع منطقة آثار شمال القاهرة ، كانت الكتله المعمارية للبيت فى البداية تضم قسمين أحداهما قبلى انشأه الشيخ عبد الوهاب الطبلاوى والذى عُرف البيت بأسمه فى البداية حيث كان يسمى بيت الشيخ الطبلاوى وذلك فى عام 1058ه / 1648م طبقا لما دُون على احدى الجدران الخشبية للبيت، والآخر بحرى قام بإنشأه الحاج إسماعيل بن إسماعيل شلبى وادمجه بالقسم القبلى وجعل منهما بيتاً واحداً وذلك فى عام 1211 ه / 1797م ، توافد على البيت بعد ذلك عدد كبير من المشايخ كان اخرهم الشيخ محمد أمين السحيمى شيخ رواق الاتراك بالجامع الازهر والذى عرف المنزل بأسمه الى اﻻن، ظل الشيخ السحيمى طوال فتره حياته يحرص بشكل كبير على عقد جميع لقاءاته و ندواته الدينية داخل البيت الامر الذى جعل منه قيمة تاريخية اسلامية هامه ليس فقط بفضل هيكله المعمارى المتميز بل بدوره الفعال فى ارساء دعائم الفكر و العقيدة الدينية الاسلامية ، ومع بداية حقبه التسعينيات خضع بيت السحيمى لعملية تجديد وتطوير شاملة لجميع جوانبه الا ان الامر لم يصل به لجعله مزاراً يجسد احدى اهم الطرز المعمارية الاسلامية الهامة بل تحول بفضل ما ألحق بجواره من كافيه ومطعم عُرف ب " وكاله السحيمى" الى نوع من انواع الترفيه و التنزه بشكل طغى كلياً على قيمه البيت الاثرية و التاريخية الاسلامية، فقد حققت وكالة السحيمى فى فترة وجيزة شهرة كبيرة جدا حيث يتوافد عليها فئات مختلفه من الشباب البعض منهم يتجه إليها ليستمتع بقيمة المكان المعمارية وأجواؤه العتيقة وأخرون للإستمتاع بتناول الاطعمة والمشروبات و المكيفات المختلفه التى قد يكون بعضها غير مستحب ، ويرى البعض من راغبى السهر و الاستمتاع بأوقات الفراغ ان تلك الانشطة المتنوعة التى تتم بوكالة السحيمى بجوار بيت السحيمى وسط الطبيعة العتيقة التى تتميز بها المنطقة ككل يعتبراً نوعاً من الترويج السياحى الا ان البعض الاخر من اصحاب حراس الحضارة والتراث يعتبرون هذا الفعل انتهاكاً لقيمة الاثر و قداسه تاريخه الذى يرمز لفترة من اهم فترات العصور الاسلامية ..فهل هناك حل لوقف هذا الزحف و المساهمة بشكل فعال فى تحويل المنطقة بالكامل بما تشمله من منشأت اخرى بجانب بيت السحيمى الى موقع اثرى خالى من الاضافات الحديثه سواء كانت كافيهات و مطاعم او منشات سكنية ترجع للقدم مازالت تشغلها ملاكها دون التنازل عنها للدوله مقابل دفع التعويضات الكافيه من اجل الوصول بالمنطقة الى مظهرها الحضارى المراد ؟!
|