بقلم د/ إسلام محمد سعيد
ماجستير ارشاد سياحى
لم تكن فكرة صناعة أداة تعطى صوتاً رناناً يسر البهجة والفرح في النفوس سواء كلعبة من ألعاب الأطفال أو أله تستخدم في المناسبات و الاحتفالات المختلفة وليدة العصر الراهن بل ترجع أصولها لابتكار متميز نفذه المصري القديم من اجل إراحة النفس وإدخال النشوة عند سماع النغمات والموجات الموسيقية المختلفة،ومن ضمن تلك الآلات الموسيقية الساحرة التي ابتكرها المصري القديم والتي لعبت دوراً هاما بتعدد استخداماتها منذ صناعتها وحتى الآن، كانت أله السيستروم أو المعروفة ب " الشخشيخة" وهى إحدى أهم الآلات الموسيقية التي اختصت بها المعبودة حتحور ألهه الحب والجمال والموسيقى ..ألخ ، فقد استُخدمت تلك الآله في مصر القديمة من أجل الترفيه عن الأطفال والمواليد وظلت على هذا النحو إلى أن حرصت الكاهنات بعد ذلك على إدخالها ضمن النطاق الكهنوتي في المعابد المصرية القديمة من خلال إمساكها بالصلاصل وهزها لكي تعطى صوتاً موسيقيا رناناً يسر الآلهة بما يتماشى مع المعتقدات المصرية القديمة واستمر استخدام الشخشيخة على هذا النحو حتى دخول المسيحية مصر فقد استخدم الأقباط عدد من الآلات ذات الصليل للإعلان عن الاحتفال بطقوسهم الدينية المختلفة خلال حفلات القداس وكانت الشخشيخة من أهم تلك الآلات، ألا أن دورها الاساسى الذى صُنعت من اجله لم يختفي بعد فقد ظلت تستخدم كلعبة موسيقية للأطفال حتى عصرنا الحالي وأمامنا إحدى النماذج لشخشيختان اليمنى ترجع لعصر الحضارة المصرية القديمة وهى مصنوعة من حزمة من العصا ذات السمار المجدول مربوطة بحبل لولبي وتنتهي العصا عند أطرافها بكرة مجوفة مغطاه بنفس ذات الحبل بداخلها عناصر تعطى صوتاً رناناً عند اهتزازها، أما يد الشخشيخة فنجدها صممت على هيئة محارة حلزونية لسهولة الإمساك بها، وبالنظر للشخشيخة اليسرى نجد نموذج يعرض مدى التطور الذى وصلت إليه فكرة صناعة آله الشخشيخة الموسيقية فأصبحت مصنوعة من مادة بلاستيكية أُضيفت إليها صبغات ملونة مختلفة لكي تعطى مظهرا جمالياً و تجذب الطفل إليها هذا ولم يقف تصميمها عند هذا الحد بل اخذ يُصنع بمواد وطرق واشكالا اخرى جعلها تحتفظ ايضاً بوظيفتها كأداة موسيقية يستخدمها بعض العازفين فى مقطوعتهم وألحانهم الغنائية.. وفى نهاية الأمر لابد وان نعترف أن قدمائنا المصريين تقدموا في كافة المجالات والصناعات المختلفة قبل ظهور عصر الثورة التكنولوجية والإمكانيات الحديثة التي ما هي ألا تطوير لما هو مبرم منذ القدم لذا فلابد أن نغير من نظرتنا اتجاه علوم الحضارات القديمة حتى يمكننا الاستفادة من كنوزها . |