بقلم الدكتور/ محمود رمضان
بُشراكَ يَا مَنْ فَرَطَ فِي الجَنُوبِ بُشراكَ
قَسَمْتَ بِجَهْلِ أَوَاصِرِ وَطَنٍ حُرٍّ اشتراك
قُطِعت يَدَاكَ حِينٌ وَقَّعَتْ القَرَارَ والهلاك
ذَهَبَ عنك الخَيْرَ وَمَنْبَعَهُ وَسَيْرُهِ تعداك
بُشراكَ
صِرْتَ مَحْشُورًا بَيْنَ النيلين ظمآن بلا حراك
جَاعَ الشَّعْب الأَبِيُّ مِنْ فَرْطَ الشُّحِّ والعراك
أترك عَنْكَ الرُّعُونَةَ هسة عُدْ لِلرَّشَادِ يراك
طِيشَ شَبَابُكَ مُصِيبَةٍ جَلَبَتْ العَارَ لدنياك
بُشراكَ
أَيُّهَا المُرَاهِقَ أبشر بسقر مسواك
يَا مَنْ بَلَغَتْ السَّبْعِينَ بأربع بُشراكَ
لَنْ يَشْفَع لَكَ إِنَّ عَمَرَ الأغا أَوْ سَكَنٌ ثراك
لا بشرى له
أُدْمِي غدرك خَاصِرَةَ الأُمة وَالوَادِي بُشراكَ
سَيَظَلُّ مُرَكَّبك بالميناء مقيدا محله سراك
بُشراكَ
سَيُغرق السُّلْطَانُ وَحُلْمُهِ بِالبَحْرِ ونهراك
لَنْ تُغَاثُ أَيُّهَا الهامل فِي التَّارِيخِ بُشراكَ
لَا مَجْدٌ لَكَ مَهْمَا تَفَوَّهْتَ بِالبَاطِلِ شراك
اِخْتَرْ مِنْ الآن مَوْقِعَكَ لَا بَشِّرِي تراك
بُشراكَ
اِسْتَغْفَرَ لِذَنْبِكَ إِنَّ نَجَّاكَ وَتٌبْ للذي هداك
صَالح وَطَّنَكِ الجَرِيحُ وَتَصَالُحٌ وأرفع يديك "يداك"
أذهب غَير مأسوف عَلَيْكَ بِلَا عَتَبٍ بُشراكَ
سَيَبْقَى الوَطَنُ وَأَهِلَّةٌ كِرَامًا بِدُونِكَ بُشراكَ |