بقلم الدكتور/ أحمد ربيع أحمد محمود
دكتواره الاثار المصرية
منذ اكتشاف حجر رشيد وفك "جان فرانسوا شامبليون" رموز اللغة المصرية القديمة عام 1822 وانطلق الكشف عن الاثار المصرية ....من قناصل اوروبا خاصة انجلترا وفرنسا وقامت حملة نهمة فى سبيل الحصول على الاثار المصرية واقتنائها وكان الحفر عشوائى بدون اشراف من الدولة المصرية......حتى تم انشاء مصلحة الاثار المصرية عام 1858 وتم تقننين طرق الحفر والحصول على الاثار، وهناك بعض الأكتشافات الاثرية كانت بطريق الصدفة ولكنها عملت صدى عالمى وهذا ما سوف نتحدث عنة وعددها حوالى 20 خبيئة وكنز، وسوف يكون السرد تاريخيا من الأقدم إلى الأحدث فى تاريخ الكشف.
وقبل أن نتحدث عن الموضوع نشرح معنى كلمة خبايا وهى جمع كلمة (خبيئة)، خبايا الأَرْض: كنوزها أو معادنها وما في بطنها من موارد، الزّرع، وفي الحديث الشريف:((اطلبوا الرزقَ في خَبايا الأرض))، خبايا القلب: ما يُكِنُّه من مشاعر وأحاسيس، بايا النُّفوس: أسرارها وخفاياها وأعماقها.
خبيئة الدير البحرى:
معبد الدير البحرى شيدته الملكة حتشبسوت فى البر الغربى بالاقصر ويحيط به مقابر منحوتة فى الجبل من عصور مختلفة وفى مقبرة اعطى لها رقم مقبرة 320 المعروفة بين علماء الآثار المصريين باسم خبيئة الدير البحري، من المرجح أن المقبرة من عصر الدولة الوسطى. وفى أيام تداعي الإمبراطورية المصرية فى عصر الانتقال الثالث مما جعل المقابر الملكية مطمعا للصوص الأمر الذي دفع الكهنة فى الأسرة 21 إلى نقل المومياوات الملكية من وادى الملوك إلى هذه المقبرة للحفاظ عليها بعد أن سلبها نابشو القبور كل ما كان يزينها من مجوهرات وحلي.
اكتشاف المقبرة واستخراج محتوياتها
فى عام 1875 اكتشف أحد عائلة عبد الرسول من نجع شيخ عبد القرنة الذين كانوا قد احترفوا سرقة الآثار مقبرة ممتلئة بالتوابيت الخشبية المكدسة بعضها فوق بعض، ومن ثم تكتموا على الأمر وبدأوا في بيع ما تمكنوا من انتشاله من أثاث المقبرة ومتعلقات الملوك المدفونين هناك ولفائف البردي وبعض التماثيل الصغيرة لهواة جمع الآثار سواء من المصريين أو الأجانب، الأمر الذي جذب انتباه السلطات المحلية خاصة بعد ظهور العديد من القطع الآثرية التي لم تكن مسجلة بالمتاحف المصرية في أسواق الآثار والأنتيكات بأوروبا وخاصة باريس مما دفعهم لمداهمة بيت عائلة عبد الرسول والعثور على ما قاموا باستخراجه من المقبرة، بعدما اختلف اللصوص فيما بينهم وأقدم أكبر الأخوة في العائلة ويدعى محمد أحمد عبد الرسول إلى إفشاء السر وإبلاغ السلطات في قنا التي باشرت التحقيقات لعدة سنوات دون تحقيق أي تقدم سواء بمعرفة مكان المقبرة أو المسئولين عن تسريب هذه الآثار للخارج.
قامت الشرطة ومصلحة الآثار المصرية باستخراج ما تبقى في المقبرة على عجالة وتحت إشراف عالم المصريات الألماني إميل بروجش وأحمد أفندى كمال عام 1881، وإشراف عالم الاثار ماسبيرو وعلى الرغم من الترتيبات الأمنية التي تم إعدادها إلا أن هذا لم يمنع اختفاء سلة بداخلها خمسون تمثالا مجيبا من الخزف المطلي بالأزرق.
استخرجت السلطات أكثر من أربعين مومياء ملكية وغير ملكية من داخل المقبرة، بعضها تم تحديد هوية أصحابها في حين لا يزال الغموض يعلو هوية أصحاب المومياوات الأخرى: ومن المومياوات التى عثر عليها:
- الأسرة السابعة عشر..(مومياء تتي شري، زوجة ملكية عظيمة، مومياء سقنن رع تاعا الثاني).
-الأسرة الثامنة عشر..( مومياء أحمس الأول، مومياء أحمس نفرتاري زوجة ملكية عظيمة، مومياء أمنحتب الأول، مومياء تحوتمس الأول فرعون،ـمومياء تحوتمس الثاني، مومياء تحوتمس الثالث).
-الأسرة التاسعة عشر..(مومياء رمسيس الأول، مومياء سيتي الأول، مومياء رمسيس الثاني).
-الأسرة العشرون ..(مومياء رمسيس الثالث، مومياء رمسيس التاسع).
-الأسرة الحادية والعشرون..(مومياء ماعت كارع الزوجة الآلهية لآمون، مومياء ماساهرتا كبير كهنة آمون، ثمانية مومياوات أخرى لم تحدد هوية أصحابهم).
ولقد تم عرض المومياوات التى تم اكتشافها فى الدير البحرى بالمتحف المصرى بالتحرير.
|