بقلم دكتور/ إسلام محمد سعيد
ماجستير ارشاد سياحى
يُقال أن مابين الثقة و الافتخار بالنفس شعره وكلما ازدادت ثقة الإنسان بنفسه كلما اشتدت تلك الشعرة واقتربت من الانقطاع، الا ان المصرى القديم لم يترك لنفسه وقتا للوصول لتلك المرحلة بل ترك لاحفاده واجياله القادمه لعب هذا الدور و الاعتزار بكل ما خلده وتركه من علوم و صناعات صاغت كل مجالات العصر الراهن، فقد كان سؤال المستكشف الانجليزى اللورد كارنارفون لعالم الآثار الشهير هوارد كارتر عند فتحه لمقبرة ملك مصر الشاب توت عنخ امون بعد اكتشافها بوادى الملوك فى الاقصر عام 1922م خير دليل على ذلك، فعندما سأله قائلا : "هل ترى شيئاً ؟ " كانت اجابة كارتر "نعم، أشياء رائعة" وهى بالفعل انسب جملة يمكن ان تقال على ماتم اكتشافة من مقتنيات داخل مقبرة الملك توت عنخ امون، فلم يكن الامر مجرد مقتنيات ذهبية باهظة القيمة كانت بمثابة كنز خلد اسم الملك فى تاريخ الحضارة المصرية القديمة، بل حتى ابسط القطع التى تم اكتشافها اصبحت بعد ذلك سببا فى افكار و ابتكارت و صناعات كثيرة جدا أفادت البشرية و المجتمع المعاصر..فعلى سبيل المثال نذكر بعض القطع الخاصة بالملابس الداخلية للملك توت عنخ امون التى ظلت محتفظة الى حد كبير بحالتها الاصلية منذ اكثر من 3000 عام داخل مقبرته، فهى مصنوعة من نسيج رقيق جدا من الكتان الطبيعى الخالص الغير مصبوغ بأيه ألوان، تبين بعد خضوعها لعملية الفحص والترميم مع عدد 450 قطعة نسيجية اخرى تخص الملك ذاته ان هناك مقاسات واحجام مختلفة لها وهذا ما يتضح فى الصور المرفقه.. كما ان المدهش فى الامر ان تلك الملابس الداخلية الخاصة بالملك توت عنخ امون وجدت وهى مطبقة بطريقة معينة وليست مفرودة وقد حاول كارتر عند اكتشافهم فرد أحداهما و اعاده تطبيقها مرة اخرى لكنه فشل فترك الباقى على وضعه كما هو، لتستمر اعمال الفحص والترميم حتى الان على أيدى أخصائي ترميم اثار المتحف المصرى الكبير من اجل التعرف على طريقة تطبيق تلك القطع بعد ان تم الوصول لطريقه ارتدائها كما موضح بالصور المرفقه ايضاً..هنا ويوضح لنا ماسبق ذكره ان المصرى المعاصر اذا اراد ان يتحدث عن اية ابتكار او صناعة لمنتج ما فى اى من المجالات عليه ان يرجع ويبحث ويستكشف اثار اجداده ليفتخر بما خلدوه من فكر وعلم استغله العالم الخارجى وحاول ان ينسبه لنفسه بشىء او بآخر، فإذا طرحنا تساؤل عن موضوعنا هذا متى واين كانت بداية انتشار الملابس الداخلية؟! ستأتى الاجابة: فى القرون الوسطى فى اوروبا، الا ان حقيقة الامر غير ذلك .. و إحقاقا للحق ان تكنولوجيا العصر الحديث ساهمت بشكل كبير فى تطوير و تجديد العلوم المختلفة ولكن يبقى موطن الأصول وحقوق الملكية كما يطلق عليها حاليا بأراضي حضارات الشرق الادنى القديم وبالأخص حضارتنا المصرية العظيمة .
|