الجمعة, 19 أبريل 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الماشطة

الماشطة
عدد : 03-2018
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
من موسوعة كنوز أم الدنيا
tbadrawy@yahoo.com


الماشطة هى المرأة التى تقوم بتزيين النساء وخاصة العروس وكان يطلق عليها أيضا إسم الكواية أو قصاصة الشعر حيث لم يكن في ذلك الوقت يوجد صالونات مخصصة لتزيين النساء وتصفيف شعروهن كما هو معمول به اليوم وكلمة ماشطة مشتقة من كلمة مشط وهو الأداة التي تستخدم في ترتيب الشعر وتسريحه وقيل إن الماشطة كانت تقوم بدور الخادمة لدى العروسين فتنتظر أمام باب مخدع الزوجية لتنفذ ما يطلبه الزوجان منها وتتقاضى أجرا علي ذلك بما يتناسب مع الوضع المادي والإجتماعي للعروسين وهذه المهنة تعد من أقدم المهن النسائية وقد بدأت مع ظهور الحمامات العامة في روما وتركيا والمدن العربية ويعود تاريخ هذه المهنة إلى آلاف السنين حيث تم إكتشاف رسومات ولوحات من العصر الفرعوني تصور الناس الذين يعملون على تصفيف شعر أشخاص آخرين كما أننا نرى رسومات ملكات الفراعنة ووصيفاتهن علي جدران المعابد والمقابر وشعورهن مصففة جيدا وفي الحضارة الإغريقية في بلاد اليونان يذكر الكاتبان اليونانيان أريستوفانيس وهوميروس تصفيف الشعر في كتاباتهما وكان أول ظهور لكلمة محل تصفيف الشعر في القرن السادس عشر الميلادى في قارة أوروبا وتم إعتبار تصفيف الشعر مهنة منذ ذلك الوقت وكانت الموضة حينذاك تميل إلى أن المرأة الغنية يكون لها تسريحات شعر كبيرة ومعقدة بعكس المرأة الفقيرة فتكون لها تسريحات بسيطة غير معقدة وبحلول عام 1777م كان هناك قرابة 1200 مصفف شعر يعملون في العاصمة الفرنسية باريس وقد إنتشرت هذه المهنة بعد ذلك في عدة دول عربية وأبرزها السودان حيث تقوم الماشطة بعمل الضفائر الشهيرة التي تتميز بعددها الكثير ولكن حاليا تغير إسم هذه المهنة في كل الاقطار العربية وأصبح إسمها “كوافيرة وماكييرة وقد إختفى من دورها بعض المهام ومنها مشاركتها فى ليلة الزفاف وإنتقل عملها من البيوت الى مراكز التجميل أو مايطلق عليه إسم بيوتى سنتر الذى تذهب إليه العروس لتصفبف شعرها وعمل الماكياج اللازم لليلة الزفاف .


وقديما كانت الماشطة تقوم بكل ما تحتاجه نزيلة الحمام أوالعروس في ليلة زفافها من أعمال التزيين والتجميل لإعدادها لليلة الدخلة حتى دقائقها الجمالية والتزيينية ونظرا لأن أدوات ومستحضرات التجميل والماكياج لم تكن كما هي عليه اليوم فإن الماشطة كانت تستخدم مادة تسمي البياض السليماني وهي مادة تحتوي على أكسيد الزئبق توضع على الوجه والمفرة وهي مادة حمراء تباع عند العطارين يتم إستخدامها لتحمير الوجنتين والشفتين عند المرأة وكان أيضا من أنواع الزينة التي كانت تستخدمها الماشطة مايسمي بالبوق او البهرجان وهو عبارة عن قصيصات مستديرة من السوليفان تكون بلون الذهب أو الفضة تثبت على الوجه لصقا وقد لعبت الماشطة دورا هاما في الحياة الإجتماعية وكانت أشبه ما تكون اليوم بمصففة الشعر إلى جانب كونها أداة إعلامية وإعلانية تساهم في تجميل الصورة والسمعة الحسنة وكانت تقوم بدور محامي الدفاع عن العروس ولذلك قديماً قيل من الذي يدافع عن العروس غير الماشطة وأمها وأيضا كانت الماشطة تلعب دورا رئيسيا في تسهيل وتدبير أمور الخطوبة والزواج من خلال معرفتها بالفتيات وبأمهاتهن وتقديم النصح لهن في هذا العريس أو ذاك إضافة إلى ذلك فإن الماشطة وأيضا الداية كانتا محور العلاقات الإجتماعية بين النساء بما فيها من أحاديث وأسرار بحكم ترددهن علي العديد من البيوت بحكم العمل . وكان برنامج عمل الماشطة في تزيين العروس يبدأ بالحضور إلي منزلها صباح يوم الزفاف عند الساعة التاسعة صباحاً وهي مرتدية غالبا عباءة بيضاء مزركشة وتتأبط في اليد اليسرى حقيبة بيضاء تضع فيها أدوات الزينة على تنوعها والتي تنبعث منها رائحة العطر والطيب وترسم علي وجهها أحلي إبتسامة وهنا تعلو زغاريد النسوة مرحبة بقدومها ثم تدعوها أم العروس لتناول الإفطار والتي تقف مفاخرة بإبنتها ومزهوة بهذا اليوم المنتظر فترد شاكرة لأنها ترغب في إنجاز عملها لكي تنصرف ؛يث دائما ما يكون في إنتظارها عروس أخرى ومن ثم تدخل برفقة العروس وبعض صديقاتها إلى غرفة جانبية وعادة ما كان يكون الخجل باد على وجه العروس من خلال إحمرار وجنتيها أما الباقون من الأمهات والفتيات فينتظرن في الخارج على أحر من الجمر أما الرجال وهم والد العروس وأخوتها فيجلسون في مكان آخر وبعد حوالي ساعتين أو أكثر تخرج العروس بكامل زينتها وبكامل أناقتها وبفستانها زفافها الأبيض المزين بالنجوم الذهبية والطرحة على رأسها مردودة إلى الوراء وتتبعها الماشطة وباقي الفتيات فتعلو الزغاريد مرة أخرى من أم العروس ومن بعض النساء الموجودات في المنزل مع أصوات بعض الأهازيج والطبل والزمر وما شابه وبعض الأغاني الخاصة بالأفراح وكثيرا ماكان يتم تجسيد هذا المشهد في العديد من المسلسلات التليفزيونية والأفلام السينمائية القديمة مثل فيلم ليلة الدخلة وأم العروسة وغيرهما .

 
 
الصور :