الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الغرابلى

الغرابلى
عدد : 03-2018
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
من موسوعة كنوز أم الدنيا
tbadrawy@yahoo.com


الغربال والمنخل لفظتان آرامية الأصل وجمعهما غرابيل ومناخل والمغربل هو من يقوم بغربلة الحبوب بالغربال لتنقيتها من الشوائب وجمعهم مغربلين أما كلمة غربلة فهي تعني البحث والتفتيش فيقول الرجل لآخر غربله أي فتشه جيدا ويقولون عن آخرين غربلناهم أي قمنا بالتفتيش عنهم ومن هنا فإن وظيفة الغربال والمنخل أنهما أداتان تسمحان بفصل والتفتيش عن أجزاء من المادة إما لإستخراجها أو للتخلص منها ويتكون كل منهما من شبكة وإطار لها ويعتمد عملهما على إستغلال الشبكة في حجز أجزاء المادة التي لا يمكنها المرور عبر الثقوب التي تشكلها الشبكة وهذه الشبكة يتم تصنيعها من مواد مختلفة وتكون فتحاتها ضيقة عادة في حالة المناخل وأوسع نسبيا في حالة الغرابيل وتعد مهنة صانع المناخل والغرابيل مهنة يدوية قديمة من التراث إلا أنها مازالت موجودة ولكن علي نطاق ضيق خاصة في الريف فالمنخل والغربال لا غنى عنهما فى البيئة الريفية التى تعتمد على إستخدام الحبوب من القمح والأرز والفول وغيرها ولا تعتمد على شرائها من السوق كما تعتمد علي إستخدام الدقيق في صناعة الخبز في الأفران البلدية في الدور والبيوت كما تستخدم المناخل التي يطلق عليها المناخل القياسية والتي تكون فتحاتها مصنعة بمقاييس محددة في تحديد التدرج الحبيبي لحبيبات الرمل والسن والزلط التي تستخدم في إنتاج الخرسانة اللازمة لأعمال التشييد والبناء .

ومنذ القدم كان الأهالي يصنعون الغرابيل والمناخل بطريقة يدوية جدا لإستخدامها في غربلة الحبوب مثل العدس والقمح والفول واللوبيا والفاصوليا وفي نخل الدقيق والرمل فكان الإطار يصنع من جلد الأبقار أو الأغنام القاسي والشبك يصنع من خيوط القطن شريطة قوتها وليونتها لأن الخيوط بطبيعتها بحاجة إلى شد من حين إلى آخر أما اليوم فتوجد طريقتان لصناعة الغرابيل والمناخل الأولى التقليدية اليدوية والثانية حديثة إذ تتم صناعتها بإستخدام إطارات وخيوط بلاستيكية ولكنها لا تصلح إلا للإستخدامات المنزلية فقط على عكس الغرابيل والمناخل التقليدية المصنوع إطاراتها من الخشب فهي تستخدم في المنازل وفي باقي الإحتياجات الأخرى.

ومع صاحب هذه المهنة تجد أنه يقوم بصناعة أنواع مختلفة ومتعددة الوظائف من المناخل والغرابيل حيث تتنوع منتجاته مابين غربال مانع وآخر فارض وثالث عياشي ورابع سلك وخامس جلد وسادس رملة وسابع محارة وإلي جانب غربال للتبن وآخر للقمح أما المناخل فمنها منخل للدقيق وآخر للرمل وهكذا ويتم تحديد سعرها حسب كل نوع منها وحجمه وفي وقتنا الحاضر نجد أن هذه المهنة تصارع من أجل البقاء حيث أصبح اليوم يتم تصنيع المناخل والغرابيل بطرق حديثة وأشكال مختلفة وعلي الرغم من إنتشار الغرابيل والمناخل الألمونيوم إلا أن المواطن وخاصة في الصعيد لا يثق بهذه الصناعات وفي كل مرة يظهر غربال أو منخل أجنبي حديث فإنه يأخذ فترة إلا أنه سرعان ما يندثر ويعود المواطن إلى الغرابيل والمناخل اليدوية معترفًا بجودة وتميز صناعتها وإتقانها وعمرها الطويل الذي يمتد لوقت أطول من الصناعات الأخرى كما يقول أحد محترفي هذه المهنة .

وتنقسم المناخل إلي قسمين هما منخل الحرير وهو منخل يصنع من القماش الحرير وينزل منه الدقيق الناعم جدا ويبقى فيه النخالة مهما صغرت ومنخل السلك وهو يصنع من السلك الرفيع لكن فتحاته أكبر من الحرير ويستخدم لنخل الحبوب مثل حبوب اللوبيا والفاصوليا حيث تنزل منها الأتربة والحصى والقش وتتبقي الحبوب كما تنقسم الغرابيل إلي عدة أنواع حسب سعة فتحاتها فمنها ذو الفتحات الضيقة لغربلة القمح والأرز وغيرهما ومنها ذو الفتحات الواسعة والذى يستخدم لغربلة الفول والفاصوليا وغيرهما وتشمل أدوات صانع الغرابيل والمناخل المطرقة والسندان إضافة إلى المنشار اليدوي والسكين والكلابتين وكذلك يمكنه إستخدام المثقب الكهربائي أو الدريل لغرض الإسراع في التثقيب وتبدأ صناعة المناخل بنوعيها السلك والحرير بتجهيز الإطار الخارجى حسب المقاس المطلوب ثم يتم تثبيت السلك أو الحرير على هذا الإطار مع قص الزيادات التى تزيد عن حدوده كما يتم تثبيت إطار رفيع آخر خارج هذا الإطار من أسفل وبحيث يكون ملتصقا به حول أطراف السلك أو القماش حتى يثبتها أما صناعة الغرابيل بأنواعها فيتم صناعتها من الجلد الطبيعى حيث يقوم الغرابلى بالحصول على جلود الحيوانات فيقوم بدباغتها ثم يقوم بقصها شرائح طويلة علي هيئة خيوط جلدية وحيث أن إطار الغربال يحتوى على خروم فيقوم الغرابلى بنسج الخيوط طوليا ثم عرضيا كما يفعل الأطفال فى النول المدرسى مع تفويتها من خلال هذه الخروم وبعد إتمام عملية نسج خيوط الغربال تتبقي بعض المسافات على حروف الغربال يقوم الغرابلى بملئها أيضا بالخيوط ولايحتاج الغرابلي في هذه الحالة إلي إطار خارجي مثل المناخل حيث أن الخيوط بدخولها وخروجها من ثقوب الإطار تكون مثبتة جيدا ولاتحتاج إلي المزيد من التثبيت مع مراعاة أن تشد جيدا حتي لايحدث إرتخاء لها عند إستخدام الغربال .

وقد إرتبطت بعض الأمثال الشعبية والتي تعد ترمومتر الثقافة الشعبية فى كل بلد وحيث أن مصر من أكثر الدول المهتمة بالأمثال الشعبية القديمة فهناك العديد من الأمثال التى ترتبط بالغربال منها المثل الذى يقول يا مآمنة للرجال يا مآمنة للميه فى الغربال وهو مثل قديم يقصد به أنه لا يجب أن تثق أى إمرأة برجل حيث أن المثل يعنى أن الرجال ليس لهم أمان ومن تثق بهم كمن تثق أن الماء لن ينسكب من الغربال الممتلئ بالثقوب وهناك مثل آخر يقول اللي ميشوفش من الغربال يبقي أعمي وهو يعني أن من لايرى ولا يدرك حقائق الأمور وهي جلية أمام عينيه ويدركها الجميع ويجادل ويعاند فيها كمن لايرى أى شئ يوجد خلف الغربال الذى يسمح برؤية ما وراءه من خلال ثقوبه وهناك أيضا مثل ثالث يقول الغربال الجديد له شدة وهو يضرب في من يراه الناس يعمل بجد وبنشاط وهمة دون تكاسل في بداية العمل مثل خيوط الغربال الجديد التي تكون مشدودة علي آخرها ولكن سرعان ماتفتر همته ويتكاسل في عمله مثل خيوط الغربال التي يحدث بها إرتخاء بعد فترة من إستعماله وهناك أيضا مثل رابع يقول شطارة الغربال يطلق الدقيق ويشد في النخالة ويضرب في حالة الشخص الذى تكون له فراسة في التفريق بين الأمور الحسنة والأمور السيئة مثل الغربال الذى ي
 
 
الصور :