الأحد, 15 ديسمبر 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

شم النسيم و الحضارة المصرية القديمة

شم النسيم و الحضارة المصرية القديمة
عدد : 04-2018
بقلم الدكتور/ إسلام محمد سعيد


انتهى فصل الشتاء ببرده القارص وامطاره الغزيره وهل علينا فصل الربيع بسماءه الصافية وشمسه المشرقة ،وهوائه المعتدل لتتفتح الزهور وتخضر الاشجار وتتنقل الطيور فوق الاغصان لتغرد أحلى الألحان فترسم البهجة والفرح على وجوه العامة، ونرى الارض تخضر بغلاتها ليهب الفلاح بجمعها وحصادها..تلك هى مظاهر استقبال فصل الربيع منذ اكثر من 5000 عاماً، فقد قسم المصرى القديم فصول السنة الى ثلاثة فصول هما : فصل " الفيضان" وفصل "الإنبات"..وفصل " الحصاد" وهو موسم احتراق الزرع اعلاناً ببدء الحصاد وتجدد الحياة الذى عُرف فى اللغة المصرية القديمة ب " شمو ن سيم " ليتحور الاسم بعد ذلك عند دخول العرب مصر الى " شم النسيم" ، فقد كان يُمثل هذا الموسم مايعرف بظاهرة الاعتدال الربيعى الذى يتساوى فيه الليل و النهار ويحدث الفصل بين البرد والدفء فى رمزية تعبر عن بعث الحياة و تجددها مرة اخرى، ليجد المصرى القديم نفسه حرصاً على الاحتفال بموسم الحصاد " شمو ن سيم " وسط مجموعة من الاعياد ارتبطت بالخصوبة و البعث و اعتادت فيها رمزية الحياة وتجددها من خلال بعض الأكلات التى اصبحت فى عصرنا الراهن بمثابة رمزاً لشم النسيم فمنها : "البصل الاخضر" احد اهم الاكلات المقدسة فى مصر القديمة فقد كان رمزاً للحياة و الارادة و نظراً لطبيعته التى تأخذ شكل الحلقات حيث ينبت من شتلة وليس بذرة فقد شبوه بقرص الشمس كما كان رمزاً للتغلب على الامراض فكثيرا ماكان يعلق على شرفات المنازل وحول الرقاب وتحت الوسائد وهو التقليد المتبع عند بعض القبائل حتى الان،..

"الفسيخ والسمك المملح" من اهم الاطعمة فى مصر القديمة بفضل تقديس نهر النيل واعتبار كل مايخرج منه مصدرا للخير، كما ان فكرة تمليح الاسماك رمزية الاصل فقد جاءت من طريقة التحنيط فى مصر القديمة من خلال نزع الاحشاء وحشو الجسم بالملح ومن هنا اطلقت كلمه فسيخ على نوع معين من السمك المملح فالكلمة متصرفه فى الاصل من الفعل المصرى القديم " بسخ او فسخ " اى حُفظ او مُلِح، فتفسيخ السمك اى تمليحه وتخليله، .. " الملانة و الخص" من اكثر الاطعمة التى اعتبرت رمزا للخصوبة فى مصر القديمة..، " البيض" ظهر الاهتمام به فى العصر المتأخر من قبل اليونانيين المقيمون بمصر وقت موسم الحصاد عند المصريين القدماء الذى كان يواكب موسم الربيع عند اليونان فحرص اليونانيين احتفالا بموسمهم (الربيع) ان ينقشوا على البيض بعض العبارات و الامنيات الخاصه بهم ويرسموا الزخارف البديعة ويربطوا عدد من الشرائط الملونه عليه، لتستمر عادة " تلوين البيض " بعد ذلك حتى وفتنا هذا و تلازم هى الاخرى طقوس شم النسيم.

هذا وقد حُصر موسم الحصاد فى مصر القديمة الذى يواكب موسم الربيع عند اليونان فى يوم واحد عُرف ب " شم النسيم" يحتفل به جموع الشعب المصرى بمختلف فئاته الدينية ، فقد حرص اليهود على الاحتفال بيوم عيد الفصح اى "العبور او الخروج" الذى كان بمثابه يوم النجاه لهم بعد الخروج من مصر فى عهد سيدنا موسى و كان ذلك اليوم فى وقت موسم الحصاد عند المصريين القدماء فاستطاعوا الهروب و العبور الى أرض الحرية بعد التحرر من العبودية كما يُصف ذلك بالتحديد فى" سفر الخروج "، وعندما دخلت المسيحية مصر كان عيد القيامة المجيد موافقاً فترة موسم " شمو ن سيم " او "شم النسيم" عند المصريين القدماء الذى كان يمتد فى الفترة من شهر 4 الى شهر 7 فحدث الربط بين عيد القيامة وشم النسيم، فمن المعروف ان عيد القيامة المجيد يأتى بعد فترة الصوم الكبير عند الاقباط والتى يمنع خلالها تناول عدد من الاطعمة من بينها الاسماك بأنواعها ومن المعروف ان الاسماك خاصة المملحة كانت تميز فترة موسم "شم النسيم" كما ذكرنا، فمن هنا جاءت العادة فى جعل اليوم الذى يلى يوم عيد القيامة المجيد احتفالا و رمزاً لموسم " شم النسيم " يستمتع فيه جميع أطياف الشعب المصرى بكافة مظاهر الاحتفالات المختلفة .