بقلم الدكتور/ محمود رمضان
فكك كل المنابر القديمة وأزل المعالم واسترح
وانسف الحشوات والتروس واللوز والكندات والسبح
فما أراح كسر الأخشاب ضمير الحضارة يوما ولا أدخل الفرح
أيا ركيزة الثبات مُذ ألف وأربعمائة عام واليوم تسترح
فلا هناء للقرار العاجل ولا لمن ينفذ الهدم الرتيب المترنح
لم تهتز المنابر عهًودا ولا في الأزمات تخلع الخلع المطرح
كم من صدور لمنابر تصدت بالفكر واستعادت مجدها والصدر انشرح
الريشتان تخفقان عند نزعها كخفقان قلب جريح ينزف الجرح
تتهاوى القمة وقبتها فهي ليست من الخشب ترفق أيها المشرح
تتطاير الأطباق النجمية بعد تطعيمها بالعاج دهورا لتخزن وتزح
خمس وخمسون منبرا نجوما والثريات تتشاءم من عددها المقترح!
أتعرف ما هو الأفول؟!
أن تظلم المشكاوات يوم بدرها كالعروس في الفرح!
أو كأنها في التاسع عشر أقمارا وأتى القرار المنسدح
والكراسي تشتكي لله!!
أين المقرئين والمصاحف والترتيل والدين السمح؟!
إذا تفككت أخشاب منابرنا فهمم الرجال تعلو كالمنارات لا الباطل الفسح |