الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

السروجي

 السروجي
عدد : 05-2018
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة (كنوزأم الدنيا)
tbadrawy@yahoo.com


مهنة السروجي مهنة تراثية كان يتوارثها الآباء والأبناء من الأجداد شأنها شأن أغلب المهن التراثية الأخرى مثل القفاص أى صانع الأقفاص والسلال والقباقيبي أى صانع القباقيب وغيرهما والسروجي لقب يطلق علي الشخص الذى كانت مهنته صناعة سروج الدواب من الخيول والبغال والحمير والإبل والسرج عبارة عن جسم داعم لراكب الدابة يثبت على ظهرها بروابط خاصة وأكثر أنواعها إنتشارا هو سرج الخيل الذى يكون مصمما لإعتلاء صهوة الجواد وإن كان هناك سروج تم تصميمها لإمتطاء الحمير والبغال والإبل وقد عرفت السروج منذ القدم وأقدمها وجد عام 800 ق م وهو عبارة عن وسائد محشوة يربطها إطار بسيط يلتف حول جسم الحيوان كما أن المصريين القدماء قد عرفوا صناعة السروج في العصر الفرعوني حيث يوجد العديد من الرسومات على جدران المقابر والمعابد القديمة بعضها يتضمن رسومات لسروج جميلة وضعت على ظهر الحصان الذي كان يركبه القائد الفرعوني حور محب عام 1600 ق.م وقد تطور السرج بعد ذلك علي مر الزمان كما أضيف له زوج من الركابات وهي التي تعلق أسفل السرج وتستخدم لوضع القدمين عليها أثناء إمتطاء الحصان .

وفي العصر المملوكي إهتم أمراء المماليك بطائفة صناع السروج التي كان يطلق عليها حينذاك السروجية ويقول كثير من المؤرخين من بينهم إبن إياس في كتابه الشهير بدائع الزهور إن شيخ تلك الطائفة كان مقدما علي غيره من شيوخ طوائف الحرفيين فكان يأتي في الترتيب البروتوكولي بعد شاهبندر التجار وقد إحتفظ كثير من أمراء المماليك بطائفة السروجية لتكون بجانب الديوان السلطاني في القلعة وربما يكون هذا هو السبب في تسمية الحي القريب من القلعة عند منطقة باب زويلة حتى اليوم بإسم حي السروجية ويقول إبن إياس إن تعلق سلاطين المماليك بالخيول والسروج المطهمة وقبولها كهدايا ثمينة حيث كانت السروج ترصع بالذهب والفضة قد إنتهى إلى إستخدامها كوسيلة للبرطلة أي الرشوة للولاة وكبار أفراد حاشية السلطان والسروج التي نراها اليوم تعود في تصاميمها إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين واليوم تصنع السروج حسب الحاجة إليها وطبيعة الركوب إن كان للتنزه أو للسباقات أو للعمل ودورها أن تعين الفارس وجواده على أداء مهمتهما بفعالية عالية ولايفوتنا أن نذكر إن العناية الصحيحة بالسرج تطيل من عمره وتحفظه لمدة طويلة . وكانت مهنة السروجي علي مر الزمان تستلزم ضرورة وجود حس فني عالي ودقة بالغة لدى صاحب هذه الصنعة حيث كان الصانع يقضي شهوراً طويلة في صناعة سرج واحد فقط متقن تتجسد فيه كل معاني الفن والأصالة والعراقة وفي الماضي كانت هذه المهنة من مستلزمات الحياة اليومية في أى بلد حين كان الناس يعتمدون على الحمير والبغال والخيول في التنقل والزراعة أما اليوم فقد تراجعت تراجعا كبيرا ولكنها لم تندثر بالكامل حيث أصبحت تقتصر فقط علي نطاق ضيق حيث تعتمد حاليا فقط على صناعة جميع مستلزمات الخيل من أطواق ورأسيات صوف مدندشة ورأسيات حرير والتي يقبل عليها أصحاب الدواب وهواة تربية الخيول إلي جانب صناعة السروج للحمير التي يستخدمها الفلاحون في الريف أو التي تجر العربات الكارو في المدن والقرى حيث يقومون بشراء الأطواق والحروز والطرر والعقود والخيوط الذهبية التي يزينون بها دوابهم وعرباتهم كما كان يتعامل معها القدماء ولذا لم يعد يمارسها في الوقت الحاضر إلا أعداد قليلة جدا منهم عم نبيل صاحب محل السروجي بمدينة الإسكندرية الذى يقول إن المهنة لم يطرأ عليها أي تطور منذ سنوات طويلة وإنه على الرغم من مواجهتها لشبح الإندثار إلا أنها ما زالت تقف عصية على الزمن تواصل صمودها محتفظة بجزء يسير من مريديها الأثرياء من أصحاب الخيول والجياد ومستخدميها الفقراء من أصحاب العربات الكارو .


ويضيف العم نبيل إنه كان قديما للأثرياء طلبات معينة للسروج حيث كانوا يطلبون تزيينها بقطع أو أسلاك ذهبية وفضية وكان ذلك يتم يدويا وكانت زخارف سرج الحصان الذكر تختلف عن سرج أنثي الحصان المعروفة بإسم المهرة وكان أفضل أنواع السروج هو سرج الفضة ويذكر العم نبيل إنه قام وهو في سن صغيرة بالإشتراك في تصنيع سروج لخيول الأمير عمر طوسون الذى كان أحد أمراء أسرة محمد علي باشا والذى كان مقيما بالإسكندرية وله فيها قصر فخم والذى كان له الفضل في تأسيس نادى سبورتينج وأيضا تصنيع سروج خيول رفعت باشا إسماعيل أحد أعيان الإسكندرية في العصر الملكي ويذكر العم نبيل أيضا أن سباقات الخيل التي كانت تجرى في نادي سبورتينج خلال أربعينيات وخمسينيات وحتي ستينيات القرن العشرين الماضي تشهد على جودة سروجنا الموشاة بالذهب والمكفتة بالفضة وأن الفنانين والمشاهير والأجانب والقناصل من هواة رياضة الفروسية كانوا يشاركون في هذه السباقات ولكن للأسف فقد إنتهت هذه الحقبة ولم يتبق سوى قلة من الأثرياء الذين يتمسكون بتعليم أبنائهم هذه الرياضة التي يطلق عليها إسم الرياضة الأرستقراطية والذى يفضل أغلبهم شراء السروج المستوردة بدلا من المحلية الصنع ولذلك فإن أغلب زبائنه اليوم هم سائقو الحنطور والعربات الكارو وهم من أفراد الطبقات الفقيرة الذين لا يهمهم الجودة ولا الشكل بل يهمهم في المقام الأول رخص الثمن هذا وتختلف السروج بإختلاف الإقليم الذى تنتسب إليه فبعض الاقاليم تهتم بالسرج إهتمام بالغ لأن سكانه يمضون على ظهر الحصان يوم كامل مثل رعاة البقر في الأمريكتين وبعضها يركز على خفة السرج من أجل السرعة وبعضها يركز على ليونة السرج على ظهر الجواد مثل هواة ممارسة رياضة الفروسية وقفز الموانع وهم يمتطون الخيل .


وجدير بالذكر أنه يزيد عدد الخيول العربية الأصيلة في مصر عن 8000 رأس تقدر قيمتها المادية بمليارات الجنيهات بينما لا تقدر قيمتها التاريخية بثمن لأنها جزء من تاريخ البلاد وتراثها ويعد تل الحدادين في مدينة طنطا أشهر وأهم منطقة في مجال تجارة وصناعة السروج ومستلزمات الخيول على مستوى مصر وعن صناعة السرج يقول العم نبيل إن هذه العملية هي نتاج تعاون بين أكثر من حرفي حيث يشارك كل من النجار والحداد وصانع الجلود وحرفي المصبغة إضافة إلى السروجي في إخراج المنتج النهائي حيث تبدا هذه الصناعة بتجهيز قالب من الخيش للسرج ثم يركب عليه الحديد أو الخشب ثم يعبأ بالقطن أو الصوف وبعد ذلك تبدأ عملية تركيب اللباد من داخل السرج الذي يخاط ويزين بزركشات التطريز والنقش باليد وتضاف إلى كل ذلك قطع معدنية تثبت بألوان ذهبية أو فضية أو ببعض أنواع الخرز الطبيعي علي السرج من الخارج وإلي جانب السرج توجد بعض القطع الملحقة به وبصناعته منها اللجام ويسمى أيضا البلام والذي يوضع في فم الخيل ليتحكم به الفارس في حصانه وهو يصنع من الجلد الخالص ويتكون من عدة قطع تلف رأس الحصان وتنتهي بحزام رقيق يمر حول الرقبة يمتد على طول وجنتي الحصان ليرتبط بالشكمة والعنان وهما قطعتان من المعدن تمسكان فم الحصان الذي يجب أن تزين جبهته بقطعة مطرزة ويحتوي اللجام أيضاً على حواجز الأعين لحفظ عيني الحصان من الغبار وتوجيه نظره إلى الأمام وهناك أيضا الركابات السابق الإشارة إليها في السطور السابقة وهي عبارة عن دائرتين من الحديد تتصلان بحزام وتتدليان على خاصرة الحصان يستعملهما الفارس بوضع قدمه داخل إحداهما والقفز فوق ظهر الحصان أو النزول منه كما توجد بعض من قطع الزينة ملحقة بصناعة السروج منها السلابند وهي قطعة تزيينية توضع على صدر الخيل وتُصنع من الجلد والأصواف الملونة والمطرزة وهناك أيضا السوط أو الكرباج والذي يصنع من الخيزران والجلد ويحمله الفارس للسيطرة على حصانه عند اللزوم .

وإلي جانب ماسبق فإن لقب السروجي بعد ظهور وإنتشار السيارات أصبح يطلق أيضا على الشخص المسئول عن كل ما يهم السيارة من أغطية سواء داخلية أو خارجية وأيضا المسئول عن إصلاح ماقد يتمزق من فرش السيارة الداخلي والذى في بعض الأحيان قد يصل إلي مرحلة تستلزم تغييره فيقوم بتفصيل فرش داخلي جديد للسيارة ويتركز أصحاب هذه المهنة في القاهرة بمنطقة التوفيقية بوسط البلد ويقول العاملون بهذه المهنة إن أنواع فرش السيارات كثيرة وكل نوع من الفرش له سعره الخاص به فهناك الفرش الجلد وهناك الفرش القماش وهم ينصحون أصحاب السيارات بإستخدام الفرش الجلد لسهولة تنظيفه دون خلعه عن طريق ماء مضاف إليه نوع مناسب من مساحيق الغسيل مع إستخدام إسفنجة ومعطر خاص لغسيل الفرش كما يشيرون إلي أن إرتفاع أسعار الفرش جعل الإقبال علي تغييره ضعيفا بالإضافة إلى تفضيل الزبون الفرش الرخيص السعر حتى وإن كان رديئا موضحا أن تفضيل الفرش القماش والجلد يعود للسائق نفسه وأن سائق التاكسى يفضل الفرش الجلد لأنه يقوم بتنظيفه دائما بسهولة بينما القماش يصعب تنظيفه فيما يفضل بعض أصحاب السيارات الملاكى الفرش القماش .

وبخصوص أنواع غطاء السيارات فإن العناية بالسيارة أمر مهم جدا خاصة في فصل الشتاء لأنه قد يشهد أحيانا هطول أمطار غزيرة مما قد يعرض السيارات للبلل لذلك يلجأ الجميع لشراء أغطية السيارات وأنواع الأغطية كثيرة وأفضلهم في فصل الشتاء هو الغطاء المصنوع من الوتر بروف والذى يعد الأكثر إنتشارا بين أصحاب السيارات للحفاظ على السيارة من الأمطار ويوجد منه نوعان الأول المبطن المستورد والثاني المصري الطبقة الواحدة وأيضا من الأنواع المنتشرة يوجد الغطاء المصنوع من القماش ولكنه غير مناسب لفصل الشتاء لأن أبرز عيوبه إحتفاظه بالمياه وتوجد منه أنواع كثيرة أفضلهم قماش شراع المركب لتحمله الشمس أما عن أفضل وأغلى أنواع الأغطية فهو الغطاء المصنوع من الجلد والذى يعد أغلى أنواع أغطية السيارات سعرا ولكنه يتميز بأنه يحمي السيارة من الأمطار والأتربة ويحافظ عليها من الخدوش لأنه مصنوع من طبقتين طبقة خارجية تمنع الأمطار وطبقة داخلية ناعمة .

وهذه المهنة كانت مقصورة علي الرجال فقط إلا أن إحدى النساء وتسمي الحاجة فتحية قد إتخذتها مهنة لها ومازالت تعمل بها منذ 40 عاما لتكون بذلك أول سيدة تدخل في هذا المجال وتكون لها شهرة واسعة بين أبناء هذه المهنة وهي تفتخر بمهنتها وخاصة أن أسرتها كانت تعمل بهذه المهنة وكذلك زوجها وأنها كانت تساعده لمعرفتها بأصول هذه المهنة من خلال أسرتها وهي تؤكد إنها إستطاعت أن تربى إبنيها وتعلمهما أفضل تعليم من دخلها من عملها كسروجي سيارات واللذان إعتادا من صغرهما على مساعدتها فى عملها ليجدا مصاريف تعليمهما وهما الآن يعملان معها علي الرغم من تخرجهما من الجامعة بعد أن حصل الأكبر علي بكالوريوس نظم ومعلومات والأصغر علي بكالوريوس سياحة وفنادق .
 
 
الصور :