الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

قلعة روملي حصار بتركيا /1

قلعة روملي حصار بتركيا /1
عدد : 06-2018
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com



قلعة روملي حصار هي القلعة التي بناها السلطان العثماني السابع الغازي محمد الفاتح وكانت نقطة إنطلاقه لفتح القسطنطينية ولإحكام الحصار حولها وهي تقع علي علي بعد نحو ستة أميال منها ويبلغ إرتفاع أسوارها 82 مترا وقد تم بناؤها في مدة زمنية قياسية بلغت 4 أشهر فقط متحدية صعوبة تضاريس الموقع الذى بنيت فيه ومن ثم فقد كانت معجزة في البناء توقيتا وبناءا حيث تعد روعة في الجمال والفن المعمارى وهي تعد من أهم معالم مدينة إسطنبول التاريخية في الجانب الأوروبي منها وتتميز بأنها تطل على مضيق البوسفور بأسوارها وأبراجها العالية فمن الناحية المعمارية الجمالية تعد القلعة واحدة من أهم الأماكن السياحية في إسطنبول والتي يمكن الوصول إليها عبر رحلات بحرية في البوسفور لمشاهدة القلعة وإلتقاط بعض الصور التذكارية لها عن بعد وهي محاطة بعدد من الأشجار والزهور غاية في السحر والإبداع وتعد من أهم الحصون العملاقة في العالم التي لا تزال محتفظة بجمالها وطرازها المعماري المتميز حتي اليوم ويوجد عدد من المنازل حول القلعة تم بناؤها في العهد المتأخر وفي داخل القلعة توجد مدرجات لجلوس الجنود قديما كما توجد حول القلعة عدد من المقاهي لتناول المشروبات التركية وتاريخيا يعود بناء هذه القلعة عندما وصل السلطان محمد الفاتح على رأس قوة قوامها 50 ألف شخص إلى الموقع الذي توجد به حاليا قلعة روملي حصار في يوم الأحد 5 ربيع الأول عام 856 هجرية الموافق يوم 26 مارس عام 1452م وذلك لقطع الطريق البحرى القادم من شمال البحر الأسود إلى القسطنطينية وبالتالي قطع إعاشتها من هذا الإتجاه وأيضا من أجل السيطرة علي مضيق البوسفور الفاصل بين القسم الآسيوى من إسطنبول الحالية والمسمي الأناضول وبين القسم الأوروبي منها .

ولقد حدد السلطان محمد الفاتح بنفسه مكان القلعة حيث تم تنفيذها في أضيق مكان في مضيق البوسفور من حيث العرض بين الساحل الآسيوى الأناضولي والساحل الأوروبي حيث تقدر المسافة بين الساحلين في هذا الموقع بحوالي 660 متر إلي 700 متر فقط وقام بهدم كنيسة سان ميشيل التي كانت موجودة هناك وأضاف أنقاضها إلى المواد التي أتي بها من الأناضول كما أتي بالخشب من أرغلي قره دنيز وإزمير الواقعتين في منطقة الأناضول وقد قام بتصميم القلعة المعماري مصلح الدين وقد تشكلت من ثلاث زوايا وثلاثة أبراج يتحكم برجان منها في البحر وأحدها في البر وقد شارك في أعمال البناء كبار رجال الدولة حيث بني البرج المضلع الواقع بجانب البحر الوزير الأعظم خليل باشا والبرج المطل على قرية حصار بناه صاروجه باشا والبرج المطل على حي ببك بناه زاغانوس محمد باشا ويروى أن هؤلاء كانوا يعملون بأيديهم في البناء حتى يصبحوا مثلا يحتذى به العمال وبقى السلطان محمد الفاتح في هذا الموقع حتى نهاية بناء القلعة حيث كان يشرف بنفسه إشرافا مباشرا على أعمال البناء التي إستخدم فيها بين 3 و 5 آلاف عامل وعشرة آلاف رجل بصفة مساعدين ونجح في إنهاء العمل بالفعل في بناء القلعة في شهر رجب عام 856 هجرية الموافق شهر يوليو عام 1452م وبذلك يتضح أن هذا العمل الهائل قد تم إستكماله خلال أربعة اشهر تقريبا .

وفي الوقت نفسه الذى كان العمل فيه جاريا على قدم وساق في قلعة روملي حصار كان السلطان محمد الفاتح يقوم بإضافة بعض الملاحق إلى قلعة الأناضول المواجهة لها علي شاطئ البوسفور من ناحية الجانب الآسيوى وترميم بعض إستحكاماتها ووضع المدافع وباقي الأسلحة والجنود فيها مما جعل العثمانيين يسيطرون على مضيق البوسفور سيطرة كاملة من الجانبين وأصبح متاحا لهم مراقبة السفن الآتية من البحر الأسود وبذلك يكون العثمانيون قد كسبوا موقعا إستراتيجيا وإقتصاديا هاما يحول دون وصول المدد من مملكة طرابزون بشرق الأناضول والتي بينها وبين البيزنطيين علاقات طيبة عن طريق البحر المذكور وبالتالي فقد تم عزل القسطنطينية إقتصاديا كما أراد السلطان محمد الفاتح أن تكون القلعة الجديدة قاعدة لأعماله العسكرية في قارة أوروبا ومستودعا للزاد والعتاد فيما بعد ويذكر أن سمك جدران القلعة يتراوح بين 20 إلى 25 قدما وأن سمك جدران الأبراج المغطاة بطبقة من الرصاص المسكوب بين 30 و35 قدم إلي جانب أن القلعة قد بنيت على شكل إسم النبى محمد صلى الله عليه وسلم كنوع من التذكرة للمسلمين بنبيهم ورسولهم الكريم وجهاده من أجل نشر دين الله وكان ذلك بأوامر مباشرة من السلطان محمد الفاتح وقد أطلق علي هذه القلعة أيضا إسم بوغاز کسن حصاری أي القلعة قاطعة المضيق .

ولما تم الإنتهاء من أعمال إنشاء قلعة روملي حصار وضعت فيها مدافع بمختلف الأبعاد وعين السلطان محمد الفاتح قائدا لهذه القلعة هو فيروز آغا الذي كان السلطان محمد الفاتح يعتمد عليه كثيرا في العديد من المهمات العسكرية وحدد طاقمها وتم تسكين عدد أربعمائة جندي مختار بها وأمر فيروز آغا بتوقيف جميع السفن المارة بالقناة وإجبارها على تحية قائد القلعة والقيام بتفتيش السفن وتحصيل رسم يتناسب مع حمولتها وإغراق أي سفينة لاتطيع الأوامر ولقد قام فيروز آغا بتنفيذ هذا الأمر على الفور حيث تم على سبيل المثال إغراق سفينة تابعة للبنادقة في شهر شعبان عام 856 هجرية الموافق لشهر أغسطس عام 1452م نظرا لرفضها الإمتثال للأوامر ومن ثم عاد السلطان محمد الفاتح وهو مطمئن إلي إدرنه عاصمة الدولة العثمانية حينذاك وذلك في يوم الإثنين 12 من شهر شعبان عام 856 هجرية الموافق يوم 28 من شهر أغسطس عام 1452م ومما يذكر أن بناء قلعة روملي حصار كان بمثابة النقطة الحرجة التي وصلت إليها العلاقة السلمية بين السلطان العثماني محمد الفاتح والإمبراطور البيزنطي آنذاك قسطنطين باليولوك حيث أدرك الإمبراطور البيزنطي أن بناء هذه القلعة ماهو إلا مقدمة لإسقاط مدينة القسطنطينية ولذلك فقد أرسل سفيرين إلى السلطان محمد الفاتح في إدرنه للإحتجاج علي هذا العمل لأن بناء القلعة في نظره يعني خرق السلطان للمعاهدة التي سبق أن عقدها والده السلطان مراد الثاني مع البيزنطيين والتي نصت على عدم قيام العثمانيين ببناء تحصينات على الساحل الأوروپي لمضيق البوسفور إلا أنه لم يكن يأمل في تلقّي جواب مطمئن من جانب السلطان العثماني


وقد رد السلطان محمد الفاتح علي هذين السفيرين بأن مسألة بناء قلعة روملي حصار علي الشاطئ الأوروبي للبوسفور ماهو إلا تدبير أمني مشيرا إلى أن موقع القلعة لايتبع بيزنطة ولا غيرها وأنه نقطة عبور تابعة للأتراك العثمانيين وحدهم يضاف إلى ذلك أن توفير الأمن اللازم للقناة سوف يقضي على قراصنة رودس والبندقية وقاتالان وغيرهم ممن يضرون بالتجارة التركية العثمانية والبيزنطية على حد سواء لذلك فينبغي أن يسر الامبراطور البيزنطي بهذا العمل ولا يحتج عليه مشيرا إلى أن والده السلطان العثماني مراد الثاني مابين عام 1421م وعام 1444م لما أراد العبور من مضيق الدردنيل في طريق عودته إلي إدرنه فإن أسطول اللاتين قد منعه من ذلك وأنه إضطر إلى عبور مضيق البوسفور بصعوبة شديدة ولما رأى السلطان محمد الفاتح إصرار الوفد على موقفه قال السلطان لأعضائه إن الأماكن التي تصل إليها القوة التي أملكها لاتصلها آمال إمبراطوركم وإنني إذ أسمح هذه المرة بعودتكم فإذا تكرر مجئ وفود منكم فإنني سوف أقشط جلود أعضائها وهم أحياء وبذلك طردهم من مجلسه شر طردة وعندما عاد هذان السفيران إلي القسطنطينية بعد حوالي أسبوع تحقَّقت مخاوف وشكوك الإمبراطور البيزنطي نتيجة عدم الإكتراث الذى أبداه السلطان بإحتجاجه وبين بصورة قاطعة أنه لم يخرق أية معاهدة وأنه رجل سلام وبالتالي فإن ما قام به كان أمرا ضروريا إقتضته سلامة دولته وجيشه وشعبه وأنّه لم يستهدف نشوب الحرب بين العثمانيين والبيزنطيين وكنتيجةً لرد السلطان قرر الإمبراطور العمل على إيقاف أعمال بناء القلعة بأى وسيلة فحذَّره رجال بلاطه لأن هذا لا يعني سوى الإسراع في إعلان حرب غير متكافئة بين الطرفين ستكون فيها الغلبة للعثمانيين وكان الإمبراطور يدرك ذلك إلا أنه إعتقد أن لا قيمة لتأجيل الحرب طالما أنها ستقوم حتما وراهن علي مناعة أسوار القسطنطينية وأنها ستصمد وسيكون من الصعوبة إقتحامها علاوة علي أنه في حالة قيام الحرب سيطلب النجدة من الممالك النصرانية الحليفة له وقد تبادل العاهلان الرسائل بشأن تبريد حدة المواجهة بينهما لكن تمسك كل منهما بوجهة نظره مما أدى إلي القضاء علي فُرص التفاهم بينهما وفعلا أدى إعتراض الإمبراطور البيزنطي على أعمال بناء القلعة إلى نشوب الحرب بين العثمانيين والبيزنطيين لاحقا ومحاصرة القسطنطينية حصارا كاملا وشاملا من البر والبحر مما أدى إلي سقوطها في النهاية في أيدى العثمانيين فقد إستمر البيزنطيون في محاولاتهم لهدم قلعة روملّي حصار وداوموا الإغارة على عمال البناء فتطورت الأمور إلى مناوشات بينهم وبين الجنود العثمانيين كان من نتيجتها أن أخذ هؤلاء يغيرون على بعض قُرى الروم المجاورة فوجد السلطان محمد الفاتح الفرصة سانحة فأعلن الحرب رسميا على الإمبراطورية البيزنطية فما كان من الإمبراطور البيزنطي إلا أن أغلق أبواب مدينته الحصينة وإعتقل جميع المسلمين الموجودين داخلها وبعث إلى السلطان محمد الفاتح برسالة يخبره أنه سيدافع عن المدينة لآخر قطرة من دمه ومن ثم أخذ الفريقان يتأهب كل منهما للقاء المرتقب الحاسم .

والآن قبل أن نتحدث عن فتح القسطنطينية تعالوا بنا نلقي نظرة علي المحاولات التي قام بها المسلمون لفتحها قبل زمن السلطان محمد الفاتح حيث كانت أولي المحاولات الإسلامية لِفتح القسطنطينية في عام 49 هجرية الموافق لِعام 669م وذلك في عهد الخليفة الأموى الأول معاوية بن أبي سفيان إذ أرسل حملةً عسكريةً برية ضخمة لحصار المدينة بقيادة الصحابي الجليل فضالة بن عبيد الله الأنصاري الذى شهد مع النبي صلي الله عليه وسلم المشاهد كلها بعد بدر وكان من أهل بيعة الرضوان وشارك في فتوحات الشام ومصر والذي توغَّل في عمق الأراضي البيزنطية حتى وصل إلى خلقدونية التي تقع شمال شرق مضيق البوسفور علي الجانب الآسيوى منه في مواجهة العاصمة البيزنطية وقد أمضى فضالة شتاء هذا العام في أملاك الإمبراطورية البيزنطية وكان معاوية يمده بالإمدادات والمؤن والتي كانت تصله عن طريق سفيان بن عوف ومن أجل إحكام الحصارعلى العاصمة البيزنطية ونظرا لجسامة المهمة وأهمية الحملة عزز معاوية القوات الإسلامية بقوة إضافية كان علي رأسها إبنه وخليفته يزيد مما أنعش آمال المسلمين في مواصلة الحصار وإصطدم الفريقان الإسلامي والبيزنطي في معارك إلتحامية تحت أسوار المدينة إلا أن المسلمين لم يحرزوا إنتصارات حاسمة فإضطروا إلى فك الحصار والعودة إلى دمشق وتوفي في هذه الغزوة الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري الذى نزل النبي محمد صلي الله عليه وسلم في بيته في البداية عندما هاجر إلي المدينة المنورة حتي تم بناء بيت النبي الموجود حاليا داخل مسجده الشريف وكان قد رافق جيش يزيد وتوفي أثناء ذلك ودفن عند أسوار القسطنطينية طبقا لوصيته بأن يدفن في آخر نقطة وصلها المسلمون أثناء محاولة فتح القسطنطينية ويوجد حاليا مسجد بإسمه في إسطنبول يحتوى قبره .

وفي عام 54 هجرية الموافق عام 674م وفي عهد معاوية أيضا بدأ الحِصار الثاني للقسطنطينية بريا وبحريا كما إستدعى الأمر تعزيز القوة البحرية الإسلامية المشاركة في الحصار فأرسل معاوية قوة بحرية إضافية للقوة الموجودة هناك بقيادة جنادة بن أبي أُمية الأزدي بعد أن فتح جزيرة أرواد القريبة منها والتي تقع بالبحر المتوسط علي بعد حوالي 5 كيلو متر من ساحل ميناء طرسوس السورى والتي إتخذها المسلمون قاعدة إنطلاق لهم وتخلل الحصار مناوشات بين الأسطولين الإسلامي والبيزنطي في حين تراشقت القوات البريةُ الإسلاميةُ المرابطة حول القسطنطينية مع الجنود البيزنطيين المرابطين على أسوارها بالقذائف والسهام وإستمر هذا الوضع قائما طيلة سبع سنوات حتى عام 60 هجرية الموافق عام 680م وقد إقتصرت خلالها العمليات العسكرية على فترتي فصلي الربيع والصيف لصعوبة القتال في الشتاء نظرا لبرودة الجو الشديدة وصمدت المدينة أمام الحصار فلم يحرز المسلمون إنتصارات حاسمة أيضا بسبب أن جهودهم تركزت على محاصرة المدينة من جهة البحر أما الحصار البري فكان مزعزعا وبه ثغرات عديدة حيثُ بقي طريق البحر الأسود مفتوحا كما بقيت الطُرق البرية أيضا مفتوحة أمام البيزنطيين مما جعل منها متنفسا وطريقا للإمدادات والمؤن وأمام هذا الواقع أمر الخليفة معاوية بن أبي سفيان الجيش الضخم أن يعود أدراجه إلى دمشق وأبرم هدنةً طويلةً مع البيزنطيين مدتها 30 سنة وقد عاود المسلمون الكرة على القسطنطينية في عهد الخليفة الأموى السابع سليمان بن عبد الملك عام 98 هجرية الموافق عام 717م حيث قام بجمع جيش برى بلغ قوامه 180 ألف جندي من أهل الشام والموصل والجزيرة الفُراتية بالعراق وهي الأرض المحصورة بين نهرى دجلة والفرات بالإضافة إلى 1800 قطعة بحرية وإتخذ من مرج دابق وهي قرية تقع قرب حلب بشمال سوريا حاليا قرب الحدود السورية التركية معسكرا له وأعطى الله عهدا أن لا ينصرف حتى يدخل الجيش القسطنطينية ومن هذا المكان قام الخليفة بتعبئة الجيش وحركه بإتجاه العاصمة البيزنطّية بقيادة أخيه مسلمة فوصلها بعد أن فتح بضعة ثغور على طول الطريق وألقى أفراده أنفسهم عند أسوار القسطنطينية وحاصروها من جهة البر وتحرك في الوقت نفسه الأسطول الإسلامي الضخم بإتجاه مضيق الدردنيل وبحر مرمرة وحاصر المدينة من جهة البحر .

وقام مسلمة بن عبد الملك بنصب المجانيق الضخمة على المدينة وأخذ يضربها لكن ردته مناعة الأسوار ومهارة المهندسين البيزنطيين في ترميم ما يتهدم من الأسوار بسرعة وتوافّر أدوات الدفاع لديهم كما حدث أن هبت عاصفة عاتية حطَّمت عددا كبيرا من السفن الإسلامية فإنتهز البيزنطيون هذه الفُرصة وأحرقوا عددا كبيرا منها بالنار الإغريقية وهي سائل حارق كان يستخدمه البيزنطيون كسلاح في حروبهم البحرية منذ عام 674م وكان لهذا السائل خاصية الإحتراق حتى على سطح الماء كما لم يستطع الجيش الإسلامي أن يطوق الجبهة الشمالية للعاصمة البيزنطية مما مكنها من الإتصال بسواحل البحر الأسود التي أمدتها بحاجتها من الغلال والمؤن كما فتك البرد القارس بعدد من الجنود وهاجمهم البلغار من الجانب الأوروپي بالإتفاق مع الإمبراطور البيزنطي ليو الثالث الإيساوري ثُم حدث أن توفي الخليفة الأموى سليمان بن عبد الملك يوم 10 صفر عام 99 هجرية الموافق يوم 23 سبتمبر عام 717م وهو مايزال مقيما بمرج دابق كما تعهد لله وإعتلى الخليفة الأموى الثامن عمر بن عبد العزيز سدة الخلافة فأرسل كتابا إلى مسلمة يأمره بفك الحصار والعودة إلى دمشق ففعل الأخير ما أُمر به الخليفة في شهر ذي الحجة عام 99 هجرية الموافق شهر يوليو عام 718م وقد توقفت محاولات فتح القسطنطينية بعد ذلك خلال العصر العباسي خلال القرون الثامن والتاسع والعاشر والحادى عشر الميلادية ثم تعرض المشرق العربي خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين للحملات الصليبية والمغولية وبالتالي فلم تكن الظروف تسمح بالتفكير في فتح القسطنطينية وإن كانت هناك بعض المحاولات لم تبلغ المدينة ذاتها بل وصلت إلي ضواحيها ثم إرتدت عنها وقد وضعها بعض المؤرخين من جملة المحاولات الإسلامية لفتح القسطنطينية ومنها حملة الخليفة العباسي هٰارون الرشيد لمعاقبة قيصر الروم الإمبراطور نقفور الأول والتي تمكن خلالها من فتح مدينة هرقلة إحدى ضواحي القسطنطينية وكان ذلك في شهر شوال عام 190 هجرية الموافق شهر سبتمبر عام 806م .. ونكمل مع فتح القسطنطينية في المقالات القادمة بإذن الله تعالي.