الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

حي الشاطبي

حي الشاطبي
عدد : 07-2018
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com


حي الشاطبي أحد أحياء مدينة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية وأطلق هذا الإسم على المنطقة التي دفن بها العالم أبو عبد الله محمد الشاطبي نسبة إليه وتمت تسميته بالشاطبي نسبة إلى شاطبة وهي مدينة كبيرة ذات قلعة حصينة بشرق الأندلس تقع شرقي مدينة قرطبة وقد خرج منها الكثير من العلماء وقد إنتقل إلى مصر بعدما جاوز الثلاثين من عمره وكان ذلك في عام 572 هجرية الموافق عام 1176م بعد إنتهاء حكم الفاطميين لمصر وإستقلال السلطان صلاح الدين الأيوبي بالحكم فيها وقيام الدولة الأيوبية بعد أن كانت وزارة صلاح الدين الأيوبي تابعة لنور الدين محمود زنكي في الشام ولما فتح السلطان صلاح الدين الأيوبي بيت المقدس بعد معركة حطين عام 583 هجرية الموافق عام 1187م توجه الإمام الشاطبي إلى بيت المقدس وصلى به وصام فيه رمضان وإعتكف وكان الإمام الشاطبي رحمه الله أحد الأعلام الكبار المشهورين في الأقطار وقد تعلم قراءات القرآن الكريم وأتقنها وحفظ الحديث وتبصر في اللغة العربية فإشتهر إسمه وقصده الطلبة من جميع الأقطار وله قَصِيدتَان شهيرتان هما اللامية والرائية وضع فيهما خلاصة علمه في علوم القراءات واللغة والنحو والصرف ومن تدبرهما يمكنه معرفة قدرَ ومكانة علْمِه فلقد خضع لهما فحول الشعراء وكبار البلغاء وحفظها الكثيرون وقد عرف عنه أنه كان وَرِعا تقيا عازفا عن مناصب الدنيا وأعطياتها ولقد رزِق الإمام الشاطبي رحمه الله القبول مِن الناس مما جعلهم يجمعون على إمامته وزهده وإخلاصه ولما توفي دفن في ضريح يوجد الآن في زاوية تسمي زاوية الشاطبي توجد على مقربة من البحر بالمنطقة التي سمبت بإسمه أى الشاطبي بالإسكندرية ويزورها الكثيرون من أهالي الإسكندرية ويحد حي الشاطبي من الشمال البحر المتوسط ومن الشرق حي كامب شيزار ومن الغرب حي الأزاريطة ومن الجنوب حي محرم بك ويمر به ترام الإسكندرية الشهير ذو اللون الأزرق وله بالحي محطتان هما محطة الجامعة ومحطة الشاطبي .

ويضم حي الشاطبي العديد من المعالم الشهيرة منها مكتبة الإسكندرية الحديثة والتي ترجع قصة نشاتها إلي عام 1990م حينما نادى الرئيس الأسبق حسني مبارك كل دول العالم والمنظمات الثقافية العالمية فيما عرف بإعلان أسوان بالعمل الجاد علي إحياء مكتبة الإسكندرية وبالفعل وبمساعدة ودعم ومساهمة منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة المعروفة بإسم اليونيسكو تم إنشاء وإنجاز المشروع وتدشينه وإفتتاح المكتبة رسميا يوم 16 أكتوير عام 2002م في إحتفالية كبيرة ضخمة تليق بالمناسبة حضرها رؤساء وملوك وملكات ووفود دولية رفيعة المستوى وكان علي رأسهم الرئيس الفرنسي حينذاك جاك شيراك حيث وجه إليه الرئيس الأسبق حسني مبارك دعوة خاصة حيث ساهمت فرنسا مساهمة كبيرة في إنشاء وتأسيس وتنظيم المكتبة كما أنها أهدت مصر مجموعة كبيرة من الكتب لتوضع فيها ولتصبح المكتبة منارة للثقافة والعلم ونافذة لمصر علي العالم ونافذة العالم علي مصر ولتكون قبلة لكل المثقفين والباحثين وطلاب العلم من جميع أنحاء العالم وتم تعيين الدكتور إسماعيل سراج الدين أمينا لها وهو شخصية عالمية لها وزنها وثقلها على مستوى العالم في مجال الثقافة حيث أنه كان يعمل في منظمة اليونيسكو وتم ترشيحه ذات مرة ليكون أمينا عاما لتلك المنظمة المرموقة وتعد مكتبة الإسكندرية أول مكتبة رقمية في القرن الواحد والعشرين وتضم التراث المصرى الثقافي والإنساني وتعد مركزا عالميا للدراسة والحوار وتبادل المعلومات والأفكار وتضم المكتبة مساحات تكفي لعرض 8 ملايين كتاب موزعة علي عدد 6 أقسام متخصصة وعدد 3 متاحف واحد للآثار وآخر للمخطوطات وثالث للعلوم وعدد 7 مكتبات متخصصة الأولي للمواد السمعية والبصرية والثانية للمكفوفين والثالثة للأطفال والرابعة للنشء والخامسة للمواد الميكروفيلمية والسادسة للكتب النادرة والمجموعات الخاصة والسابعة للخرائط وتشمل المكتبة أيضا عدد 2 معرض دائم وعدد 6 قاعات عرض لمعارض فنية متنوعة وقبة سماوية أسفلها متحف خاص بتاريخ العلوم تعرض به أعمال العلماء الذين ساهموا في نشر المعرفة العلمية وتوجد إلي جوارها قاعة استكشافية معروض بها موضوعات علمية عديدة وخاصة في علوم الفيزياء والفلك وملحق بالمكتبة أيضا مركز مؤتمرات مصمم علي أحدث ماتوصل إليه فن العمارة في تصميم قاعات المؤتمرات ويمكن تنظيم ندوات ومعارض كبرى واجتماعات ودورات علمية وتعليمية وتثقيفية بتلك القاعة .

ومن المعالم المميزة لحي الشاطبي أيضا نادي الإتحاد السكندري وهو مؤسسة وطنية ورياضية وثقافية وإجتماعية ضخمة وقد تأسس نادي الإتحاد السكندري منذ 110 سنة أى في عام 1906م وطوال تاريخه الطويل الذى زاد عن قرن من الزمان صنع تاريخ حافل بالبطولات والإنجازات في مختلف الألعاب الرياضية بالإضافة إلى المواقف الوطنية فنادي الإتحاد السكندري هو أول نادي مصري شعبي خالص أسسه أفراد من الشعب المصري لكل الشعب المصري وبأيدي وإرادة مصريين ليس بينهم أجانب وهو أول نادي كرة قدم في مصر حيث كان أول ظهور للعبة كرة القدم في مصر في الإسكندرية عام 1882م حيث كان الموظفون والعمال السكندريون العاملون في الجيش الإنجليزي يلعبون الكرة داخل المعسكرات ثم ينقلونها لأصدقائهم خارجها ثم ظهرت فرق أحياء الإسكندرية في رأس التين والأنفوشي وبحري وكرموز ومحرم بك وغيرها ثم إشتهرت فرق مدارس رأس التين وإبراهيم الأول وسعيد الأول وتفتخر الإسكندرية بإقامة أول مسابقة سنوية في مصر للأندية في كرة القدم هي بطولة كأس بولاناكي عام 1910م قبل أن تبدأ في القاهرة مسابقة كأس حشمت عام 1914م وكانت بين المدارس العليا وليس الأندية كما كان نادي الإتحاد السكندري هو أول نادي مصري يتكون من إتحاد وإندماج أربع أندية وطنية شعبية هي الإتحاد الوطني والحديثة والأبطال المتحدين والسكندري وقد يكون أول نادي في العالم يتكون من إندماج أربع أندية وكان لنادي الإتحاد السكندري وجماهيره دور قومي وطني كبير في الكفاح ضد الإستعمار البريطاني والأجانب وإمتيازاتهم فقد كان قدر شعب الإسكندرية أن يتواجد بينهم نسبة 40 % من عدد الأجانب في مصر وكانوا يمثلون ما يقرب من 20% من سكان الإسكندرية في ذلك الوقت وكانوا خليط من اليونانيين والإيطاليين والفرنسيين والأرمن والألمان واللبنانيين وكانت أكبر جالية أجنبية بها هي الجالية الإيطالية وكانت الإسكندرية هي مركز الإعلام المصري والأجنبي وذات ثقل إقتصادي وسياسي كبير ولذلك كان الزعيم الوطني مصطفى كامل باشا يحضر إلي الإسكندرية لإلقاء خطبه الهامة مطالبا بحق مصر في الإستقلال التام ومنها خطابه في يوم 7 أبريل عام 1904م وأيضا خطابه في يوم 22 أكتوبر عام 1907م وقد ساهم كل ذلك في تحرك الوطنيين المصريين أبناء الإسكندرية في إنشاء الأندية الشعبية ثم إندماجها معا بهدف التكتل ضد الإحتلال الإنجليزي والأجانب وإمتيازاتهم وسطوتهم وأنديتهم كما كان نادي الاتحاد السكندري هو النادي المصري القديم الوحيد الذى رفض وبإصرار إشتراك أجانب في إنشائه أو في عضويته وأصر على تمصير كل الألعاب والإتحادات وبذلك تمكن أعضاؤه من المصريين الشرفاء في المساهمة بفاعلية في النضال الوطني بحرية من أجل طرد الإحتلال وإستقلال مصر ثم بعد ذلك ساهم نادي الإتحاد السكندري في تجميع المتطوعين وقوات الدفاع الشعبي أثناء الحروب المختلفة كما كان نادي الإتحاد السكندري أول نادي مصري يسافر فريقه لكرة القدم للخارج وكان له السبق فى تعريف الأوروبيين بوجود فرق كرة قدم قوية في مصر ففي عام 1926م سافر فريق نادي الإتحاد السكندري إلى جنوب وشرق أوروبا في رحلة إستمرت 50 يوما لعب خلالها 13 مباراة فاز في 12 مباراة وحقق نتائج أبهرت الأوروبيين حيث فاز على منتخبات وأندية كبرى فقد فاز على منتخب بلغاريا 0/1 وعلى منتخب أزمير التركي 0/3 وعلى نادى فنربخشة التركي 0/2 وعلى نادى جلاطا سراي التركي 0/5 وفؤجئت البعثة بدعوة من الرئيس التركي حينذاك مصطفي كمال أتاتورك من أجل لعب مباراة مع فريق الجيش التركي القوي وأقيمت المباراة في حضور الرئيس التركي وفاز الإتحاد السكندري يومها 0/3 وكان ثاني فريق يسافر للخارج هو فريق نادى الترسانة عام 1927م وثالث فريق يسافر للخارج هو فريق النادى الأهلي عام 1929م وضم إلى فريقه أربعة من نجوم نادي الإتحاد السكندري في رحلته هم محمود حودة والسيد حودة وجابر الصوري ومختار أمين ليدعم فريقه بهم ثم تكررت بعد ذلك سفريات فريق نادى الإتحاد السكندري إلى الخارج ولذا فقد أطلق على نادي الإتحاد السكندري سندباد الكرة المصرية كما كانت أول رابطة جماهير يتم تكوينها في مصر هي رابطة جماهير نادي الإتحاد السكندري التي تكونت عام 1960م برئاسة كمال الدين السيد وأيضا كان نادي الإتحاد السكندري هو رائد أندية مصر في تمصير الألعاب ليس كرة القدم فقط بل أيضا الألعاب الأخرى فكان نادي الإتحاد السكندري هو أول نادي مصري وطني يدخل الكثير من الألعاب في أنشطته لينافس أندية الأجانب حيث أنشأ في عام 1930م فرق الهوكي والمصارعة ورفع الأثقال وكمال الأجسام وفي عام 1935م كون فريقي كرة السلة والتنس وكان نادي الإتحاد السكندري هو أول نادي مصري وطني يفوز ببطولة مصر في كرة السلة عام 1943م ثم في عام 1944م كما نجح النادي في تمصير إتحاد الكرة الطائرة وفاز ببطولة مصر للكرة الطائرة عام 1963م ولكل هذه الأسباب المجتمعة السابقة حصل نادي الإتحاد السكندري على لقب سيد البلد كما كان ملعب نادي الإتحاد السكندري هو أقدم ملعب معروف موجود في العالم حيث تعود نشاته إلي العصر الروماني ومن يومها وهو ملعب رياضي كما كان ستاد نادي الإتحاد السكندري الذي تم إزالته مؤخرا لتقادمه في العمر وعدم جدوى إصلاحه هو أول ستاد بني في أفريقيا عام 1910م وكان به مدرج من دورين وكان هو أول ملعب في العالم يتم رفع العلم الأوليمبي الحديث عليه وذلك في عام 1914م ومن النجوم الذين برزوا في لعبة كرة القدم في نادى الإتحاد السكندرى عبر تاريخه والذين تم ضمهم للمنتخب القومي لكرة القدم ليمثلوا مصر في البطولات القارية والدولية السيد حودة ومحمود حودة ومحمد دياب العطار الشهير بالديبة وكمال الصباغ وفهمي جميعي وطلعت فواز وفؤاد مرسي وسعد راشد وأحمد كاطو وأحمد صالح وأحمد يعقوب وشحتة الإسكندراني وسمير مخيمر والظهير الفدائي بوبو وفكرى مرسي وحارس المرمي الشهير عرابي وعادل البابلي والجارم وطلعت يوسف ومحمد عمر ومحمد نور وطارق العشرى ومحمد ناجي جدو هداف بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2010م كما برز عدد كبير من لاعبي نادى الإتحاد السكندرى في لعبة كرة السلة ومثلوا مصر أيضا في البطولات القارية والدولية منهم فؤاد ابو الخير ونجله عمرو أبو الخير ومدحت وردة وعصام ابو العنين وطارق الصباغ وسعيد عرابى وأشرف صدقي وعماد الدين محمود وزاهر عبد الباسط وبدر الشامـى وأسامة سليمان وعصام مجاهد وأحمد عمر ومحمد عبد المطلب وشعبان ابراهيم وممدوح إبراهيم وطارق وصفى وأيمن صدقى وخالد عبد الفتاح ومحمد عبد الوهاب وعصام سيكا وأحمد عبد الوهاب بيبو وأحمد الجزار وإسمــاعيل أحمد وأميــر الفنــان ومن أشهر من تولوا رئاسة النادى عبر تاريخه محمد شاهين وعلي العبادى وحسن رسمي والفريق أنور عبد اللطيف والدكتور محمود القاضي وعبد الله علي حسن وكمال شلبي وعفت السادات ومحمد مصيلحي .


ومن أهم معالم حي الشاطبي أيضا كلية سان مارك وهي أحد المدارس التي تشمل جميع المراحل الدراسية قبل المرحلة الجامعية وتعتبر من أقدم المدارس في الإسكندرية ويعود تاريخ تأسيسها إلي عام 1921م حينما طلب مجموعة من الرهبان اللاساليين الكاثوليك العاملين في أحد المدارس في منطقة المنشية من السلطان فؤاد سلطان مصر آنذاك والذى أصبح الملك فؤاد الأول في وقت لاحق والذى كان مهتما جدا بالتعليم والثقافة أن يقوموا ببناء مدرسة جديدة ذات مساحة أكبر لمواجهة تزايد أعداد التلاميذ المنتسبين إلي المدرسة التي يديرونها فوافق السلطان فؤاد علي طلبهم وتم إختيار الموقع في منطقة بوسط المدينة وهي منطقة الشاطبي قرب الكورنيش بالإسكندرية وقد إستغرق بناء المدرسة بشكل معماري متميز نحو ثلاث سنوات من عام 1925م إلي عام 1928م حيث وضع حجر الأساس في يوم 16 مايو عام 1926م بحضور الأمير عمر باشا طوسون ممثلا للسلطان فؤاد وحسين صبري باشا حاكم الإسكندرية آنذاك وهنري جيلارد الوزير المفوض الفرنسي إلى القاهرة وأندريه كاسولو المفوض الرسولي وفريدريك جوريو قنصل عام فرنسا بالإسكندرية وتم الإفتتاح في يوم 6 أكتوبر عام 1928م كما تم بناء كنيسة كبيرة للرهبان اللاساليين ألحقت بالمدرسة وهذه الكنيسة الكبيرة توجد أسفل القبة التي يراها المارة علي كورنيش الإسكندرية ضمن مباني المدرسة كما تضم المدرسة أيضا مسجد وعند بنائها لم تكن توجد أي مباني ملاصقة أو مطلة بشكل مباشر علي الكلية وتطل الكلية من الخلف علي شارع بور سعيد وهو من أطول شوارع الإسكندرية كما تجاور الكلية مباشرة محطتا ترام الشاطبي والجامعة ومسرح بيرم التونسي ومباني كلية الهندسة التابعة لجامعة الإسكندرية الحكومية ويقام بحديقة الكلية الكبيرة بشكل سنوي السيرك العالمي بالإسكندرية وجدير بالذكر أن نقول إن كلية سان مارك هي مؤسسة تعليمية خاصة تدرس اللغة الفرنسية كلغة رئيسية للتعليم كما يجب علي جميع التلاميذ المنتسبين إليها الدراسة منذ العام الأول بها ويظلون في المدرسة حتي ينالوا الشهادة الثانوية والمناهج التي تدرس في الكلية تؤهل الخريجين منها لنيل شهادة البكالوريوس من جامعات مصر وفرنسا وكندا وبلجيكا وأسبانيا و البرتغال ومن أشهرخريجيها المرحوم الدكتور عصمت عبد المجيد الأمين العام الأسبق للجامعة العربية والمرحوم الفنان رشدي أباظة وعماد الفايد نجل الملياردير المصرى محمد الفايد صاحب متاجر هارودز بالعاصمة الإنجليزية لندن والمهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة الأسبق .



وتوجد في حي الشاطبي مؤسسة تعليمية أخرى هي معهد القديسة جان أنتيد ويعود تاريخها إلي عام 1917م حينما وصلت ثلاث راهبات إلى الإسكندرية تلبية لطلب الأسقف بريانت الذى بعث إليهن بتلغراف عاجل وذلك لعلاج الجرحى فى عيادة يمتلكها طبيب فرنسى وبعد إنتهاء الحرب العالمية الأولي تحولت هذه العيادة إلى مدرسة وبعد 6 سنوات أى في عام 1923م تكونت فكرة بناء مدرسة مع ملحق داخلى بها لمبيت الطالبات تنتمى الى هيئة الروم الكاثوليك فى منطقة أبى الدرداء بالإسكندرية ثم شهد عام 1932م مولد مشروع مبنى أكبر لهذه المدرسة الصغيرة ولذلك تقرر شراء قطعة أرض وبنائها فى حى الشاطبى الذى كان حيا مستجدا في ذلك الوقت أمام كلية سان مارك وفى يوم 31 مايو عام 1933م سمح الأسقف نوتى القاصد الرسولى لمطرانية اللاتين بالإسكندرية بإفتتاح ملجأ مجاني للأيتام ومدرسة داخلية ومعهد فى حى الشاطبى وفي عام 1934م قامت راهبات المحبة بيزنسون ببناء هذا المعهد وبدأ فى تحقيق أهدافه و تحديد مناهجه وكانت غالبية التلميذات به من الجاليات الأجنبية بالإسكندرية مثل الجالية اليونانية والجالية الإيطالية والجالية الألمانية والجالية الفرنسية والجالية الأرمنية والجالية المالطية والجالية اللبنانية وفى عام 1991م أنشئ مركز فى حديقة المعهد أطلق علية إسم مركز المحبة لخدمة الأطفال ذوى الإحتياجات الخاصة .....



ومن المدارس العريقة بالإسكندرية والتي تقع بحي الشاطبي أيضا مدرسة ليسيه الحرية وقد أنشأتها مؤسسة تعليمية فرنسية تدعى البعثة العلمانية الفرنسية في عام 1909م وكانت الدراسة بها باللغة الفرنسية فقط وقد تم تأميمها عام 1961م وأصبحت تابعة للحكومة المصرية وأطلق عليها الإسم الحالي ليسيه الحرية ويطل مجمع المدرسة على محطة ترام الجامعة في مدينة الإسكندرية وهي قريبة من كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية وكذلك من كلية سان مارك وكانت نشأة مدرسة ليسيه الحرية بالإسكندرية وليدة فكرة مجموعة من الآباء المقيمين بالإسكندرية المهتمين في ذلك الوقت بوجود مؤسسة تعليمية تتوافق ورغباتهم وطموحاتهم في تعليم أبنائهم تعليما راقيا حديثا وترجع مبادرة إنشائها للقنصل الفرنسي بالإسكندرية الذي إجتمع في عام 1907م مع نواب الأمة في ذلك الوقت والسابقين منهم مطالباً إياهم بإيجاد وسيلة لإنشاء ما يسمى مدرسة ثانوية ولتكون مؤسسة فردية علمانية للتعليم الثانوي فتكونت جمعية أفرادها عدد من أولياء الأمور ورشحت البعثة العلمانية مسيو شارل أبان وهو مدرس فلسفة لتنظيم وإدارة المؤسسة الجديدة في الإسكندرية وقاموا بإلغاء نظام الدراسة التقليدي وفتحت مدرسة ليسيه الإسكندرية أبوابها في يوم 11 أكتوبر عام 1909م وأنشأ مسيو أوبان مدير المدرسة حينذاك فصلين دراسيين ضما طلابا متقدمين في العمر عن السن الطبيعي لهذه المرحلة للوصول بهم للبكالوريا فكان هناك فصل لدراسة اللغة الفرنسية والتاريخ والجغرافيا والرياضيات بالإضافة لمادة المحاسبة وفصل آخر للطلاب ضعاف المستوى في اللغة الفرنسية ويشمل تعليمهم اللغة الإنجليزية والعربية والفرنسية وضمت المدرسة خمسة جنسيات مجتمعية هم اليونانيون واليهود والسوريون والمصريون والأرمن وفى يوم 30 سبتمبر عام 1910م إفتتح قسم للبنات بدأ بأربعين طالبة وفي العام الدراسي 1912م إزداد نجاح المدرسة خصوصاً لقسم البنات الذي شهد تزايدا ملموسا في الأعداد ولكن في هذا العام حدثت مشاكل كادت أن تهدد وجود المدرسة منها بعض المعلومات التي إحتواها منهج الجغرافيا المستخدم في مدرسة البنات والتي أغضبت الإيطاليين المقيمين في الإسكندرية آنذاك وعقب هذه المشكلة حدثت أزمة مادية أصابت مصر كلها والعالم أجمع وهبطت أسعار الأسهم بالبورصة هبوطا كبيرا وتزامن ذلك مع قيام الحرب العالمية الأولي فقلت الأعداد مرة أخرى في المدرسة ثم إستغنت البعثة العلمانية عن مسيو أوبان مدير المدرسة وإستبدلته بمدير مؤقت إستطاع أن ينقذ الموقف ويستعيد الطلبة الذين فقدتهم المدرسة وكان أمر إيجاد مقر للمدرسة هو الشغل الشاغل للبعثة حيث بات المقر الأول غير كاف للأعداد المتزايدة وهنا قررت البعثة بعد مفاوضات تابعتها يوما بيوم وزارة الخارجية الفرنسية قبول أرض بحي الشاطبي مهداة من بلدية الإسكندرية وكان وضع حجر الأساس للمقر النهائي في يوم 11 أغسطس عام 1913م وكان على مدير المدرسة مراقبة الأعمال وإيجاد حلول للمشاكل وكان من تلك المشاكل ما فرضه أولياء الأمور من فصل مدرسة البنات عن البنين فبني المبنى على هذا المبدأ الجناح الأيمن للبنات والجناح الأيسر للبنين والأوسط للإدارة وأصبحت مدرسة الليسيه في ثوبها الجديد مستعدة للعام الدراسي 1914م ولكن المناخ العام بمشاكله أرهق المدير فعاد إلى فرنسا وإستبدلته البعثة العلمانية بمسيو مارسيل فور الذي كان يعمل مدرسا بالمدرسة ليكون أول مدير للمدرسة في مبناها الجديد وتشمل المدرسة مسرح يعد أحد أهم المسارح القومية في الإسكندرية وتتصدر واجهته جدارية فنية تحمل إسم‏ طرح البحر‏‏ علي مساحة ‏86‏ متر مربع وقد أعيد إفتتاحه كمسرح قومي في يوم 14 فبراير عام 2007م بعد أن تم تجديده وتجهيزه بأحدث التقنيات الفنية الحديثة‏ وهو يضم‏ 850‏ مقعدا ويعد أول مسرح في مصر يتبع نظام الإطفاء الذاتي والإنذار المبكر لتفادي الحرائق كما تمتاز المدرسة بملاعبها الكبيرة الملاصقة للمدرسة وتحتوى على ملعب كرة قدم من النجيل الطبيعي وملعب كرة سلة وملعب هوكى صغير بالإضافة إلى صالة للألعاب .



وإلي جانب ماسبق من منشآت تعليمية مايزال حي الشاطبي بالإسكندرية به كثير من المنشآت التعليمية العريقة ذات التاريخ منها مدرسة النصر للبنين أو كلية فيكتوريا بالإسكندرية وهي إحدى أقدم وأكبر المدارس الإنجليزية بمصر حيث تبلغ مساحتها 14 فدان والدراسة فيها للبنين فقط وباللغة الإنجليزية وهي تحمل إسم الملكة فيكتوريا ملكة بريطانيا وقد تأسست عام 1902م بقرار من الحاكم البريطاني لمصر آنذاك إيفريل بارينج والذي كان أيضا رئيسا لبنك بارينجز والذى ظل أكبر بنوك بريطانيا التجارية منذ إنشائه عام 1792م وحتي إنهياره وإفلاسه عام 1995م حيث كان للبنك حينذاك إستثمارات كبيرة في مصر بحكم إستقرارها مقارنة بدول أخرى من العالم وأخذت كلية فيكتوريا لدي إنشائها بعين الإعتبار مستوي التعليم المتميز المتبع في الإمبراطورية البريطانية كما أصرت علي عدم الأخذ بأي نشاطات دينية بها سواء من جانب التعليم الديني الإسلامي أو من جانب التعليم الديني الكنسي مما أشعر وزارة الخارجية البريطانية بعدم الإرتياح ومن بين المشاركين في المشروع كان أفراد من أثرياء الأقلية اليهودية في مصر وإشتهرت الكلية في خلال فترة الحرب العالمية الثانية خصوصا بين طبقة الملوك والنبلاء في أوروبا ومصر حيث إنضم إليها العديد منهم كما درس بها عدد من أبناء الأسر الحاكمة والثرية في العالم العربي وقد إنتهت التبعية البريطانية للكلية في عام 1956م وهي السنة التي شهدت نهاية التعاون بين بريطانيا ومصر مع بداية أزمة السويس وقيام العدوان الثلاثي علي مصر والذى شاركت فيه بريطانيا وفرنسا وإسرائيل وصارت الكلية تابعة لوزارة التربية والتعليم المصرية وقد إستمرت الكلية في أداء رسالتها التعليمية في التدريس المتميز من هذا اليوم وإلي يومنا هذا وبمنهج يعتمد علي اللغة الإنجليزية في معظمه وتتميز تلك المدرسة العريقة بمساحتها الواسعة ويوجد بها ملعبان قانونيان لكرة القدم والعديد من ملاعب الكرة الطائرة وكرة السلة وكرة اليد وحمام سباحة ويطلَق علي هذه الكلية كلية إيتون الشرق تشبيها لها بكلية إيتون البريطانية التي تخرج فيها 18 رئيس وزراء بريطاني حيث تخرج في كلية فيكتوريا العديد من القادة في جميع مجالات الحياة ومن أبرزهم الحسين بن طلال ملك الأردن السابق والملك سيمون الثاني ملك دولة بلغاريا ورئيس وزرائها وإسماعيل شيرين آخر وزيرحربية قبل ثورة عام 1952م وزوج الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق والذى تزوجها بعد طلاقها من شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوى والملياردير السعودى عدنان خاشقجي وإدوارد سعيد الكاتب الفلسطيني المعروف ومحمد سلماوي الكاتب المصري المعروف وسمير زاهر رئيس مجلس إدارة إتحاد الكرة المصري الأسبق والمخرجان المصريان العالميان أصحاب الجوائز في المهرجانات السينمائية العالمية شادي عبد السلام ويوسف شاهين والمخرج المصرى توفيق صالح والفنانين المصريين أحمد رمزي وسمير صبرى والممثل المصرى العالمي عمر الشريف والإعلامي المعروف عمرو أديب .


وبالإضافة إلي مدرسة كلية النصر للبنين توجد مدرسة كلية النصر للبنات وهي واحدة من أقدم وأعرق المدارس في الإسكندرية أيضا بحي الشاطبي وقد إفتتحت عام 1935م في فيلا بحي زيزينيا ثم إنتقلت بعد سنتين إلى موقعها الحالي بحي الشاطبي وقد جاءت فكرة إنشاء المدرسة على يد السير هنري باركر وكانت تدعى الكلية الإنجليزية للبنات وكانت تحت إدارة إنجليزية خالصة ويقوم بالتدريس بها معلمون إنجليز حتى تم تأميمها عام 1956م في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسميت كلية النصر بالشاطبي وظلت تقبل طلابا من البنين حتى الصف الثالث الإعدادي لفترة ثم ألغي هذا النظام وأصبحت كلية النصر للبنات فقط كما هي الآن وقد قام بتصميم مبنى الكلية المهندس الإنجليزي جاري وارنام علي مساحه تزيد عن 20 فدان وفي يوم 27 ديسمبر عام 2010م صدر قرار غريب جدا من وزير التربية والتعليم حينذاك الدكتور أحمد زكي بدر بتحويلها إلى مدرسة تجريبية وتم إلغاء هذا القرار بعد 4 أيام فقط من صدوره في يوم 31 ديسمبر عام 2010م بموجب حكم واجب النفاذ من محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية وذلك بعد مظاهرات غضب وإعتصامات من طلبة المدرسة وأولياء أمورهم ومن أشهر خريجات هذه المدرسة الملكة صوفيا ملكة أسبانيا وهي من مواليد الإسكندرية وتنتسب في الأصل إلي أسرة يونانية وكانت تقيم بالإسكندرية قبل زواجها من الملك خوان كارلوس ملك أسبانيا ومازالت تتردد علي مسقط رأسها حتي الآن والدكتورة المعروفة منى مكرم عبيد والصيدلانية المعروفة الدكتورة مروة الشربيني .


وعلي كورنيش الإسكندرية بحي الشاطبي يقف شامخا المقر الرئيسي لجامعة الإسكندرية أمام البحر مباشرة وبالقرب من مكتبة الإسكندرية ونلاحظ تأثير العمارة اﻹيطالية علي واجهاته وهو الطراز الذى كان سائدا بالإسكندرية بالذات في وقت إنشاء المبني نظرا لوجود جاليات أجنبية كبيرة في الإسكندرية في ذلك الوقت كان أهمها وأكبرها وأشهرها الجالية الإيطالية والمار علي كورنيش الإسكندرية يمكنه دائما رؤية علم مصر وعلم محافظة اﻹسكندرية يرفران في عزة وشموخ أعلاه وجدير بالذكر أن جامعة اﻹسكندرية قد أنشئت عام 1938م في عهد الملك فاروق وكانت الجامعة رقم 3 التي يتم إنشاؤها في مصر بعد جامعة فؤاد اﻷول التي تغير إسمها إلى جامعة القاهرة بداية من عام 1953م والجامعة اﻷميريكية بالقاهرة وكانت تسمي جامعة فاروق الأول حتي عام 1952م ثم تغير إسمها إلي جامعة اﻹسكندرية بعد الثورة وكانت تضم عند إنشائها كليتين فقط هما كلية اﻵداب وكلية الحقوق وبذلك فهما تعتبران من أقدم وأعرق الكليات المصرية ومنذ ذلك الوقت وكلية الآداب تعمل على إيجاد حل للمشاكل المتعلقة بمهامها وإهتمامتها العلمية والأكاديمية كما تلعب الكلية دورا كبيرا فى خدمة المجتمع من خلال نشاط مركز الطلبة المكفوفين وهى كذلك تهتم بالتنمية الثقافية والاجتماعية والعلمية في المجتمع كما تسهم الكلية فى نشر وتعليم اللغة العربية للأجانب من خلال مركز تعليم اللغة العربية التابع لها أما كلية الحقوق فهي تعتبر بحق منارة للتعليم القانونى في مصر والدول العربية من حولنا وخريجوها المنتشرون فى بقاع العالم العربى يعملون فى مجالات الممارسة القانونية كقادة لمجتمعاتهم بكل طاقاتهم وإمكانياتهم وينمون ويطورون العلم القانونى بها ثم توالي بعد ذلك إنشاء العديد من الكليات بالجامعة تباعا حتي وصل عددها حاليا إلي 20 كلية حبث أنشئت في البداية كلية الهندسة وتبعها إنشاء كليات التجارة والزراعة والطب والعلوم وطب الأسنان والطب البيطرى والتربية والتمريض والصيدلة والتربية النوعية والسياحة والفنادق كما تم ضم الكليات المتواجدة في الإسكندرية والتي كانت تتبع جامعة حلوان إلي جامعة الإسكندرية وهي كليات الفنون الجميلة والتربية الرياصية للبنين والتربية الرياضية للبنات وهكذا حتي وصل عدد الكليات إلي العدد المذكور وتعد جامعة اﻹسكندرية حاليا واحدة من كبرى الجامعات بمصر وتخضع مثل معظم باقي الجامعات المصرية ﻹشراف المجلس اﻷعلي للجامعات وهو جهاز حكومي وظيفته رسم السياسة العامة للتعليم الجامعي بمصر وكانت جامعة بيروت العربية تابعة لها إلي وقت قريب كما أن لها فروع خارج اﻹسكندرية في دمنهور ومطروح ومن المقرر فتح فروع لها خارج مصر قريبا بإذن الله في جوبا عاصمة جنوب السودان وفي إنجامينا عاصمة جمهورية تشاد كما يوجد بحي الشاطبي أيضا مجمع الكليات النظري والذى يضم كليات الآداب والحقوق والتجارة والتربية والسياحة والفنادق .


ومن المنشآت الطبية بحي الشاطبي مستشفى الشاطبي للنساء والولادة وهو مستشفى جامعي كبير يتبع كلية الطب بجامعة الإسكندرية وقد إفتتح المستشفى عام 1955م وكانت سعته حينذاك 100 سرير ويتم فيه التوليد وعلاج أمراض النساء والعقم ورعاية الأطفال المبتسرين ثم زاد مجاله فيما بعد ليشمل تنظيم الأسرة ورعاية الأمومة والطفولة ثم أقيم به مركز لنقل الدم وفي يوم 1 فبراير عام 1979م تم إفتتاح وحدة الفحص بالموجات فوق الصوتية بالمستشفى لأول مرة وفي يوم 13 ديسمبر عام 1979م إفتتحت وحدة الأطفال حديثي الولادة وقبل إنشاء مستشفى الشاطبي للنساء والولادة كان قسم أمراض النساء والولادة بجامعة الإسكندرية يشغل بضعة حجرات في المستشفى الميري القديم والمكون من مبنى صغير من طابق واحد مكان مبنى كلية طب الأسنان الآن ولما أقيمت كلية الطب تم التوسع فيه حتى أصبحت سعته 40 سريرا وعندما إنضم مستشفى الحضرة الجامعي لكلية الطب بالإسكندرية سنة 1951م أنشئ بها قسم لأمراض النساء والتوليد برئاسة الأستاذ الدكتور حسين طبوزادة وظل هناك حتى أنشئ مستشفى الشاطبي سنة 1955م وفي عام 1986م وصل عدد أسرة المستشفى إلى 254 سريرا كما زاد عدد أسرة وحدة الأطفال حديثي الولادة إلى 40 سريرا وفي يوم 31 يوليو عام 1990م إفتتحت وحدة أطفال الأنابيب وفي عام 1994م بعد أن أضيف طابقان إلى مبنى المستشفى زادت سعة المستشفى إلى 376 سريرا وأنشئت وحدة العناية المركزة بسعة 5 أسرة ومن معالم حي الشاطبي أيضا جمعية الشبان المسلمين فرع الإسكندرية وجمعية الشبان المسلمين جمعية إجتماعية تأسست بمدينة القاهرة عام 1346 هجرية الموافق عام 1927م وتهدف إلي تنمية الشباب المسلم في مجالات الفكر والثقافة والرياضة عن طريق عمل الندوات والمعسكرات ولها فروع في جميع محافظات مصر منها فرع الإسكندرية الذى يقع بحي الشاطبي وبالإضافة إلي ماسبق يوجد بحي الشاطبي أيضا قصر ثقافة يسمي قصر ثقافة الشاطبي ويتبع الهيئة العامة لقصور الثقافة ويقع على مساحة تبلغ 600 متر مربع ويتكون من ثلاثة طوابق الأول يشتمل على مسرح مغطى سعته عدد 120 مقعدا ويشتمل الطابق الثاني على مكتبة للطفل ومكتبة عامة وقاعة أنشطة متعددة الأغراض ونادي تكنولوجيا مزود بعشرة أجهزة كمبيوتر ومرسم وجاليري أما الطابق الثالث فيشتمل على قسم الشئون الإدارية وقد تم تطويره مؤخرا وتم الإنتهاء من أعمال التطوير عام 2014م وهذا التطوير جعل منه صرحا ثقافيا وحضاريا جديدا يقدم العلم والمعرفة لجمهور الإسكندرية العاشق لهما . ويوجد بحي الشاطبي أيضا مايسمي بنادى السلاح السكندرى وكان يسمي في الزمن الماضي نادى السلاح الملكى ويعد أقدم أندية مصر بلا منازع فقد تأسس عام 1891م في عهد الخديوى توفيق ويليه النادى الأوليمبى بالإسكندرية عام 1905م ثم النادى الأهلى بالجزيرة عام 1907م ونادى السلاح الملكى يعد أيضا أول ناد للمبارزة على مستوى المنطقة العربية وأحد أهم ثلاثة أندية على مستوى العالم فيما يتعلق بالمبارزة ورياضة الشيش وقد تأسس نادى السلاح الملكى فى بداية الأمر على يد مجموعة من الأمراء والنبلاء والوجهاء الأجانب وعلى رأسهم الجنرال الإنجليزي ماكسويل ومدرب السلاح العالمى كونستانتسى وشيكوريل أحد أبرز رجال الأعمال فى القطر المصرى في ذلك الوقت حيث كانت تلك الرياضة هي الرياضة المفضلة لهم لما تتسم بها من نبل ورقى ولأثرها فى غرس الروح القتالية والتقاليد النبيلة فى نفوس ممارسيها كما يرجع إنحصار هذه الرياضة بينهم إلى التكلفة المرتفعة لأدواتها فرياضة السلاح تحتاج إلى زى بمواصفات خاصة لحماية اللاعبين من إختراق السلاح لأجسادهم ويتكون الآن من بدلة بيضاء وقناع من السلك المثقوب بالإضافة إلى قفاز من الجلد الأبيض وحذاء خاص يحمى من التزحلق أما الملعب فهو معدنى معزول ومصنوع من مادة خاصة لتوصيل الكهرباء وذلك حتى يتم تسجيل حركات اللاعبين بدقة بواسطة جهاز خاص أما السيف فيصنع من مادة تسمح له بالإنثناء عند لمس اللاعب فلا يصيبه ولا توجد سن للإعتزال طالما أن اللاعب يتمتع بلياقة ذهنية وبدنية وكان لمصر شرف السبق فى تمثيل الدول العربية على الصعيد العالمى فى هذه الرياضة وحققت مراكز متقدمة إلى أن أصيبت مصر بزلزال عنيف وخسارة فادحة بفقدها فريقها القومى في هذه الرياضة بالكامل فى شهر أغسطس عام 1958م أثناء رحلة سفر الفريق إلى فيلادلفيا بالولايات المتحدة الأمريكية عن طريق العاصمة الإنجليزية لندن فبعد دقائق من مغادرة الطائرة مطار لندن إنفجرت الطائرة التى كانت تقلهم فى الجو بمن فيها وسقطت فى مياه المحيط الأطلنطى وفقدت مصر بذلك أقوى فريق سلاح وكان من بين أبطالنا الذين فقدناهم عثمان عبدالحفيظ وأحمد صبرى وحسن رشاد وغيرهم وكان يرافقهم المدرب المجرى تيللى وكانت البداية الحقيقية لنشأة نادى السلاح بإحدى الصالات بعمارة الدرمللى بالقاهرة ثم إنتقل بعد ذلك لأحد المبانى التابعة لوزارة الاشغال العمومية ثم إلى مقره الحالى بالعتبة والقابع على جزء من حديقة الأزبكية التى صممها مسيو دلشفيادى مفتش المزارع الخديوية فى عهد الخديو إسماعيل ومنذ عام 1931م أصبح النادى يتمتع بالرعاية الملكية حيث أطلق عليه الملك فاروق حين كان أميرا للصعيد قبل أن يتولي ملك مصر في عهد أبيه الملك فؤاد الأول لقب نادى السلاح الملكى المصرى وإجتذب النادى إلى عضويته العديد من أفراد الأسرة العلوية وبعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية إستعان النادى بديبارون أحد أبطال فرنسا لتدريب اللاعبين المصريين وبفضله حققوا أفضل النتائج وتم إفتتاح فرع له عند تقاطع شارعي الإسكندر الأكبر وأفلاطون بحي الشاطبي بالإسكندرية وعندما قامت ثورة 23 يوليو عام 1952م أغلقت النادى لأنه تم إعتباره أحد أندية النبلاء والأمراء وهوانم القصور فى مصر ثم أعيد إفتتاحه بعد ذلك وإستمر نشاطه حيث توالى الخبراء الأجانب من المدربين الفرنسيين والروس والمجريين والألمان على تدريب الفريق القومي المصرى ومنذ تأسيس النادى تشكل له 21 مجلس إدارة كان أولهم الأمير محمد على توفيق نجل الخديوى توفيق عام 1899م ثم الخديوى عباس حلمى الثانى عام 1902م ثم الأمير محمد كمال حسين ويليه الأمير يوسف كمال وفى عام 1929م تولى رئاسته الأمير إسماعيل داود وكان الأمير فاروق وقتها وقبل أن يصبح ملكا رئيسا فخريا للنادى ورأسه قبل الحرب العالمية الثانية وفى أثنائها الجنرال ماكسويل وتولى بعده رئاسة مجلس الإدارة أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكى وهو أيضا أحد أبرز لاعبى الشيش في مصر ومثل مصر في الدورة الأوليمبية الخامسة ببروكسل عاصمة بلجيكا عام 1912م ثم ترأسه محمد طاهر باشا إبن عمة الملك فاروق عام 1949م والذى كان أيضا رئيسا للجنة الأوليمبية المصرية وبعد أن أغلق النادى بعد قيام ثورة يوليو عام 1952م ثم أعيد إفتتاحه مرة أخرى رأسه عبداللطيف البغدادى أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة والذى تولي أيضا منصب وزير الشئون البلدية والقروية وتولى رئاسته بعد ذلك كثير من الشخصيات البارزة إلى أن تولت رئاسته سعاد محمد رشاد وتعد أول إمرأة مصرية تتولى رئاسة ناد رياضى فى مصر لخمس دورات متتالية من عام 1986م حتى عام 2006م وكانت هي أول فتاة مصرية تشارك فى بطولة دولية فى المجر عام 1962م وقد حققت بطولة الجمهورية في رياضة سلاح الشيش لخمس سنوات متتالية وتولى رئاسته بعد ذلك وإلى الآن الكابتن محمد عبدالمجيد طاحون وهو من أبناء النادى ومن أبطال رياضة سلاح الشيش المتميزين وجدير بالذكر أن نادى السلاح السكندرى يضم قاعتي أفراح هما قاعة مونامور وقاعة رانديفو والقاعاتان مكيفتان وتتسع كل منهما لأكثر من 250 فرد ومجهزتان بالكاميرات وشاشات العرض والمونوتورز والأنظمة الضوئية والصوتية والسماعات اللازمة لإحياء حفلات الأفراح كما يتم بهما تقديم بوفيهات الطعام المتنوعة والتي تناسب جميع الأذواق وحسب الإختيار من خلال المطابخ المتخصصة التي يضمها النادى .
 
 
الصور :