بقلم الدكتور/ محيى عبد السلام
خبير اقتصادي
قلت سابقا في مقال لي عن العلاقات المصرية السعودية بان الأخ هو البوابة الاولى لجسر الدفاع عن اخيه فهو السلاح الذي يواجه الاخ به صعوبات الحياة وهو السند والعون انه نور ظلام الايام والمعين على الأعداء وها انا ذا اقولها مره أخرى عن علاقة مصر بالشقيقة السودان فإيهما تبدأ فلا فرق فمصر كنانة الله في الأرض والسودان هي الامتداد الإقليمي لمصر حيث يجرى فيها النيل أولا ومن ثم يتدفق الى مصر.
لذا فان العلاقة هنا تندرج تحت مسمى علاقه المصير الواحد وبالتالي فهي غير قابله للاختراق من الاخرين سواء كان هؤلاء الاخرين دول او افراد او جماعات ومن هذ المنطلق ومن خلال زيارة السيد الرئيس الأخيرة للشقيقة السودان استطيع ان أؤكد بان هذه الزيارة جاءت لتكشف لنا مرحلة جديدة من العلاقات والاستراتيجيات والاتفاقيات بين البلدين في كافة المجالات الامر الذى من شأنه ان يبشر بعودة قوية لمصر الأفريقية من خلال التركيز على الجوانب الاقتصادية والفنية وتشجيع وحماية الاستثمار وانتقال الأيدي العاملة والتعاون في مجالات التعليم والصحة والزراعة واستغلال الموارد الطبيعية والمالية والبشرية بين البلدين وتكثيف استخدام تلك الموارد ليس فقط من اجل تحقيق الامن الغذائي للشعبين بل أيضا بغرض دفع عجلة التنمية الاقتصادية لزيادة الدخل القومي والرفاهية الاقتصادية للمواطنين في البلدين ومن هذا المنطلق اقول لماذا لا نضع ايدينا معا ونصنع مستقبل باهر لنا جميعا فالسودان دولة تحتاج لتنمية موارده وخصوصا بعد المتغيرات التي طرأت على الساحة الأفريقية والتي بدأت بانفصال جنوب السودان عن شماله وانعكاساته على مصر حيث حدودها الجنوبية وعمقها الاستراتيجي لما له من أهمية قصوى لمصر وما يترتب عليه من نتائج علي المستوي المحلي والإقليمي والدولي ومصر دولة لديها المورد البشرى المدرب في مجالات الزراعة والإنتاج الحيواني فما الذى يمنعنا ان نكون شركاء في النجاح وما الذى يمنعنا ان تكون هناك مشروعات زراعية عملاقه تغطى مساحات جديده تضاف إلى الرقعة الزراعية بالوادي بالإضافة إلى استغلال الثروة الحيوانية والتصنيع الزراعي واحياء زراعات تكاد تكون اختفت مثل زراعة الصمغ والبن والشاي ولماذا لا يكون هناك شراكة برأس مال مشترك للتعدين والبترول وذلك لاستغلال الخامات التعدينية والبترولية وتصنيعها بدلا من تصديرها في صورتها الأولي ولماذا لا يتم تدعيم حرية الانتقال والعمل والإنتاج بين البلدين دون أية قيود وتطوير شبكة المواصلات بغرض تيسير وسهولة حركة الأفراد والسلع والخدمات وحق انتقال الأيدي العاملة وان يكون هناك اولويه لمشروعات النقل والمواصلات سواء بربط البلدين بطريق برى حديث به كافه الخدمات أو بالسكك الحديدية أو الخطوط الملاحية البحرية أو بالملاحة النهرية كذلك اعتبار الطيران بين مصر والسودان رحلات داخلية أيضا انشاء منطقة للتجارة الحرة وانشاء سوق مشتركة وبعدها تكون الوحدة الاقتصادية الكاملة كل ذلك في اطار تنشيط الاتفاقيات السابقة في الزراعة والصناعة والتعدين علما بأن التجارة بين الشعبين قديمة قدم الأزل ومن هنا يجب علينا التحرك وبسرعه في البدء في اتخاذ الإجراءات الإدارية لإلغاء القيود التي تقيد تدفق السلع بين البلدين وعدم إغفال دور الاقتصاد في تقوية وتعزيز العلاقات الثنائية لأنه يعتبر ركناً مهماً لتوطيد العلاقات المشتركة
يا ساده ان دولة السودان يطلق عليها سلة غذاء افريقيا وعند هذه النقطة نقف ونسأل أنفسنا لماذا استطاعت ان تضغط علينا اثيوبيا في حصة مصر كما يجب ان نسأل عن دور إسرائيل وايديها الخفية التي تلعب في المنطقة من اجل مصالحها في التوغل داخل افريقيا لتنهب خيراتها من خلال زيادة نار الفتنه بين مصر والسودان وجعل خلافات الحدود هي القضية الاهم بين البلدين بغرض تحقيق إسرائيل لمطامعها الكبرى والاستحواذ على حصص المياه وخير شعوب المنطقة.
لذا فقد ان الاوان ان تكون مصر والسودان سدا مانعا ضد التوغل الصهيوني في افريقيا ولابد من التعاون المشترك والمخلص من خلال انشاء مشروعات عملاقة مشتركة على ان تكون كثيفة العمالة كثيفة رأس المال حتى نتجنب كوارث نقص المياه لأنها امن قومي للشعب المصري والسوداني ويجب ان تستفيد مصر من أراضي السودان الخصبة لزراعتها من المحاصيل ذات الاهمية الاستراتيجية لكلا البلدين مثل القمح والذرة والقطن وخصوصا في ظل وجود وفرة في المياه العذبة أيضا استغلال الثروة الحيوانية في توفير احتياجات الشعبين وشعوب المنطقة من اللحوم والجلود والالبان بدلا من استيرادها من دول أمريكا واوربا علما بان السودان بلد يحتاج لليد العاملة المصرية ومصر بلد يحتاج للأراضي السودانية . علينا بتوجيه الاستثمارات المصرية الى السودان حتى لا نخسرهم كما خسرنا الكثير من الدول الافريقية في العهد السابق وأن نستفيد من بعضنا البعض وكفانا كرها وبغضا والنظر تحت اقدامنا وعلينا ان نسرع في فتح الحدود بين مواطني الدولتين مع وضع خطة امنيه حتى لا يندس عناصر مخربة في هذه الانفتاح وتكون مصر والسودان دولة واحدة كما كان في السابق.
وإنني اقولها بكل قوه ومعي الكثير من مواطني البلدين ان أقرب شعبين متشابهين في العادات والتقاليد والأعراف والطيبة هما الشعب المصري والسوداني كل ذلك بخلاف ان السودان تعد البوابة الجنوبية لأفريقيا التي نستطيع ان نصل منها الى دول حوض النيل وافريقيا لذا علينا ان نبدأ بالنظر الى مستقبلنا ومستقبل اولادنا فقد ان الأوان ان نرى مصر قوية بالسودان والسودان قوية بمصر حتى يكون لنا كلمتنا المسموعة على المستوى الأفريقي والعالمي.
كلمات مأثوره
إن الاتصال في العلاقات الإنسانية يشبه التنفس للإنسان كلاهما يهدف إلى استمرار الحياة (فرجينيا ساتير)
حفظ الله مصر وحفظ شعبها الأبي الكريم
|