الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

المسجد الأقصي- ج2

المسجد الأقصي- ج2
عدد : 08-2018
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com


ويتكون المسجد الأقصى من سبع مصليات او مساجد مع عدة قاعات صغيرة إضافية من الجهة الغربية والشرقية من الجزء الجنوبي من المسجد.

• وأول هذه المساجد هو الجامع القبلي وهو الجامع المسقوف الذي تعلوه قبة رصاصية والواقع في جنوبي المسجد الأقصى في جهة القبلة ومن هنا جاءت تسميته بالجامع القبلي ويعتبر هذا الجامع هو المصلّى الرئيسي الذي يخطب فيه الخطيب في صلاة الجمعة حيث يقف الإمام وحيث يوجد المحراب والمنبر الرئيسيان كما أنّه يعتبر المصلى الرئيسي للرجال داخل المسجد الأقصى والبناء الحالي يعود للعصر الأموي حيث بدأ العمل على تجديد بنائه الخليفة الأموى الخامس عبد الملك بن مروان وأتمه خليفته وإبنه الخليفة الأموى السادس الوليد بن عبد الملك بين عام 86 هجرية الموافق عام 705م وحتي عام 96 هجرية الموافق عام 714م وكان هذا المسجد في الأصل مكونًا من 15 رواقًا وبعد تعرضه لزلازل أدت لتصدعه أًعيد ترميمه في عصر الخليفة الفاطمي الظاهر لإعزاز دين الله وإختصِرت أروقته إلى 7 أروقة وفي وقتنا الحالي يتكون من رواق كبير في الوسط و3 أروقة في كل جانب وللجامع قبة مرتفعة داخلية مصنوعة من الخشب تعلوها القبة الرئيسة الخارجية والمغطّاة بألواح الرصاص وتبلغ مساحته حوالي 4.4 آلاف متر مربع ويبلغ طوله 80 متر وعرضه 55 متر على إختلاف يسير بين طول ضلعه الشرقي والغربي وله 11 بابا ويتسع إلى حوالي 5500 مصل وكان أول من بناه هو الخليفة عمر بن الخطاب عند الفتح الإسلامي عام 15 هجرية كما ذكرنا في السابق وذلك بعد أن إستشار كعب الأحبار في مكان بناء المسجد فأشار عليه في مكان الصخرة فرفض ذلك عمر وقال بل نجعل قبلته صدره كما جعل رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبلة مساجدنا صدورنا وكان بناؤه من الخشب وكان يتسع لحوالي 1000 مصل ثمّ جدده الخليفة الأموى الأول معاوية بن أبي سفيان فصار يتسع لحوالي 3000 مصل وعندما سيطر الصليبيون على القدس قسموا الجامع القبلي إلى ثلاثة أقسام أحدها تحول إلى مكاتب والآخر إلى سكن لفرسان المعبد والثالث إلى كنيسة وبقي الأمر كذلك حتى تم طرد الصليبيين من القدس في عهد السلطان صلاح الدين الأيوبي فرمم المسجد عام 538 هجرية الموافق عام 1187م ثم توالت الترميمات في عصر الدولة المملوكية والدولة العثمانية لاحقا وفي العصر الحديث وبعد إحتلال اليهود لفلسطين بقي الجامع القبلي تحت تهديدهم فعمدوا إلى أعمال حفر تحت أغلب الجدار الجنوبي للمسجد الأقصي وتحت أساسات الجامع القبلي مما هددها كما تعرض الجامع القبلي لحريق مفتعل وذلك في يوم 21 أغسطس عام 1969م كما ذكرنا سابقا على يد مايكل دينس روهن فإحترق منبر نور الدين زنكي وإمتد الحريق ليشمل أغلب الأروقة الثلاثة الشرقية بالإضافة إلى سقفه الخشبي وفي شهر يناير عام 2007م ذكر عدنان الحسيني رئيس دائرة الأوقاف الفلسطينية الإسلامية إنه سيتم تركيب منبر جديد للجامع القبلي وقد تم تثبيته بالفعل في شهر فبراير عام 2007م وقام بتصميمه والإشراف علي صناعته الفنان جمال بدران إستنادا إلى نسخة طبق الأصل من منبر صلاح الدين الأيوبي وقد عمل عليه بدران مدة خمس سنوات وتم بناؤه في الأردن في مدة أربع سنوات وإستخدمت في صناعته أساليب النجارة القديمة وتم إستعمال قطع من الأوتاد الخشبية بدلا من المسامير لتثبيته .

• وثاني مساجد المسجد الأقصي هو المصلى المرواني ويقع في أسفل الزاوية الجنوبية الشرقية منه ويتحد حائطاه الجنوبي والشرقي مع حائطي المسجد الأقصى المبارك وهما كذلك حائطا سور البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة وكان يعرف قديما بالتسوية الشرقية وقد بناه الأمويون كتسوية معمارية لهضبة بيت المقدس الأصلية المنحدرة جهة الجنوب حتى يتسنى البناء فوق قسمها الجنوبي ويتكون المصلّى المرواني من 16 رواقا حجريا قائمة على دعامات حجرية قوية ويمتد على مساحة تبلغ نحو 4500 متر مربع ومن ثم فهو يعد أكبر مساحة مسقوفة في المسجد الأقصى المبارك حاليا ويمكن الوصول إليه من خلال سلم حجري يقع شمال شرق الجامع القِبلي أو من خلال بواباته الشمالية الضخمة المتعامدة على السور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك والتي تم الكشف عنها مؤخرا وعندما سيطر الصليبيون على المسجد الأقصى قاموا بتحويل المصلّى المرواني إلى إسطبلات للخيول وسموه إسطبلات سليمان وهي تسمية توراتية نسبةً إلى النبي سليمان وبعد تحرير المسجد الأقصى في عهد صلاح الدين الأيوبي أعاد المصلى المرواني إلى إستعماله السابق بإعتباره تسويةً ومخزنًا وبقي الأمر كذلك حتى شهر نوفمبر عام 1996م حيث تم إفتتاحه كمصلّى وسمي يومئذ بالمصلّى المرواني نسبةً إلى الخليفة الأموى الخامس عبد الملك بن مروان وكان سبب إفتتاحه كمصلى هو تسريب وثيقة سرية إسرائيلية لتقسيم المسجد الأقصى بإعتبار ما تحت الأرض لليهود وما فوق الأرض للمسلمين وذلك في عام 1995م فقررت عدة هيئات إسلامية البدء بالعمل على فتح المصلّى المرواني فبدأت بتنظيف المكان ومد الكهرباء إليه وإضاءته ثم تبليطه وتبرعت مصر بفرش المصلى وتم فتح عدة أبواب له وبذلك تم حمايته من مخطط كان يهدف إلى تمكين اليهود من الصلاة فيه ومن ثم الإستيلاء عليه حيث أقاموا درجا يقود إليه عبر الباب الثلاثي المغلق في الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك وقد تم إعتبار هذا العمل أضخم مشروع عمراني في المسجد الأقصى المبارك منذ مئات السنين وجاء نجاح المسلمين في فتح بوابتين عملاقتين من بوابات المصلى المرواني الشمالية الضخمة في شهر مايو عام 2000م وبناء درجٍ كبير داخل الأقصى يقود إلى هذه البوابات في فترة زمنية وجيزة سببا في إثارة حفيظة سلطات الإحتلال الصهيوني التي كانت تخطط للإستيلاء علي المكان والسيطرة عليه وكان ذلك سببا في قيام إيريل شارون زعيم المعارضة الصهيونية آنذاك بإقتحام المسجد الأقصى المبارك يوم 28 سبتمبر عام 2000م هو وعدد 1000 حارس مسلح محاولين الوصول إلى المصلّى المرواني ومدنسين باحات المسجد الأقصى الأمر الذي أدى إلى إندلاع إنتفاضة الأقصى المباركة في اليوم التالي مباشرة 29 سبتمبر عام 2000م والتي إستمرت حوالي 5 سنوات أى حتي عام 2005م .

• وثالث مساجد المسجد الأقصي هو مصلى الأقصى القديم ويقع هذا المصلّى تحت الجامع القبلي ويتم الدخول إليه عبر درج يقع قرب الرواق الأوسط في الجهة الشمالية للجامع القبلي وهو عبارة عن ممر يتكون من رواقين بإتجاه الجنوب بناه الأمويون ليكون مدخلا ملكيا خاصا إلى المسجد الأقصى يتم الوصول إليه من قصور الخلفاء والأمراء الأمويين التي كانت تقع خارج حدود المسجد الأقصى من الجهة الجنوبية ويوجد عند المدخل الشمالي منه غرفة صغيرة كانت تستخدم للحرس كما يوجد غرفة أكبر تقع عند بقايا الباب المزدوج عند المدخل الجنوبي للمصلى والتي كانت تستخدم للحرس أيضا وهي تحتوي على محراب في مدخلها ويوجد بئر عميق مغلق الآن ومن العناصر المعمارية المميزة فيه وجود قبتان أمويتان مسطحتان تقومان فوق مدخله الجنوبي وعندهما توجد أعمدة حجرية ضخمة تشكل الأساس الذي تقوم عليه منطقة قبة الجامع القبلي وقد رممت عام 1927م بتمويل من الملك فؤاد ملك مصر حينذاك وقد كان هذا المصلّى مغلقًا لا يفتح إلا في حالات الضرورة فقط حتى عام 1998م حيث تم تنظيفه وإعداده ليكون مكانا ملائما للصلاة وهو يتسع لحوالي 1000 مصل .

• ورابع مساجد المسجد الأقصي هو مسجد قبة الصخرة الذى يعد من أهم المساجد الإسلامية في مدينة القدس وفلسطين بوجه خاص وفي العالم الإسلامي بوجه عام كما يعد من أجمل الأبنية في العالم وعن وصفه فهو عبارة عن بناء مثمن الأضلاع طول ضلعه نحو 12.5 مترا وداخل المثمن الخارجي مثمن آخر داخلي في كل ضلع من أضلاعه ثلاثة عقود محمولة على عمودين وكتفين وبذلك يكون عدد الأعمدة 16 عمودا وعدد الأكتاف 8 أكتاف وداخل المثمن الثاني دائرة من 12 عمود وأربعة أكتاف وفوق الدائرة قبة قطرها 20.44 متراً وإرتفاعها الحالي يبلغ 35.30 مترا عن مستوى سطح الأرض ويعلوها هلال بإرتفاع 5 أمتار وهي مرفوعة على رقبة أسطوانية وفتحت بها 161 نافذة وهي من الخشب تغطيها من الداخل طبقة من الجص ومن الخارج طبقة من الرصاص وللمسجد أربعة أبواب متعامدة وفي داخل المثمن الثاني توجد دائرة تتوسطها الصخرة المشرفة التي يعتقد المسلمون بأن النبي محمد صلي الله عليه وسلم صعد منها إلى السماء في رحلة الإسراء والمعراج بصحبة الملاك جبريل وترتفع هذه الصخرة نحو 1.5 مترا عن أرضية البناء وهي غير منتظمة الشكل ويتراوح قطرها بين 13 و18 مترا كما توجد مغارة تسمى مغارة الأرواح أسفل جزء منها وهذه الصخرة هي التي تعلوها القبة المشار إليها ويتم النزول إلي هذه المغارة من الناحية الجنوبية بأحد عشر درجة وشكلها قريب من المربع وطول كل ضلع فيها حوالي 4.5 متر ولها سقف إرتفاعه ثلاثة أمتار وفي السقف ثغرة إتساعها متر واحد وعند الباب قنطرة مقصورة من الرخام قائمة على عمودين وتعتبر قبة هذا المسجد والمسماة بقبة الصخرة إحدى أهم وأبرز المعالم المعمارية وأقدم بناء إسلامي في المسجد الأقصي بقي محافطًا على شكله وعلي زخرفته وقد بنى هذه القبة الخليفة الأموى الخامس عبد الملك بن مروان حيث بدأ في بنائها عام 66 هجرية الموافق عام 685م وإنتهى منها عام 72 هجرية الموافق عام 691م وأشرف على بنائها المهندسان رجاء بن حيوة الكندي وهو من التابعين المعروفين ويزيد بن سلام مولى عبد الملك بن مروان وتمثل هذه القبة أقدم نموذج للقباب في العمارة الإسلامية من جهة ولما تحمله من روعة فنية وجمالية تطوي بين زخارفها بصمات الحضارة الإسلامية على مر فتراتها المتتابعة من جهة أخرى حيث جذبت إنتباه وإهتمام الباحثين والزائرين وجميع الناس من كل بقاع الدنيا لما إمتازت به من تناسق وإنسجام بين عناصرها المعمارية والزخرفية حتى إعتبرت آية في الهندسة المعمارية ولذلك فقد إهتم المسلمون برعايتها والعناية بها على مر الفترات الإسلامية المتعاقبة وبخاصة بعد ما كان يحدث بها من خراب وتدمير بسبب التأثيرات الطبيعية مثل الهزات الأرضية والعواصف والأمطار والحرائق فلم يتأخر أي خليفة أو سلطان أو والي عن ترميمها وإعادتها إلي حالتها الأصلية الأولي والحفاظ عليها ومن أبرز ما يميز مسجد قبة الصخرة أيضا أنه قد تم تغطية معظم أروقة وجدران المصلى من الداخل بالفسيفساء وهي تظهر الفن الإسلامي في الزخرفة كي تشكل وحدة فنية منسجمة في التكوين ومتحدة في الأسلوب حيث أن حجارة الفسيفساء كانت مصنوعة محليا ومن أجمل ما في هذه الزخرفة الآيات القرآنية الموجودة في أعلى أقواس المضلع المثمن الأوسط والتي تعتبر أقدم ما كتب من الخط العربي الجميل والذى أطلق عليه إسم الخط الجليل ومجموعة الألواح البرونزية المذهبة التي تغطي بعضها أجزاء من الأبواب الأربعة أو الأفاريز الواصلة بين تيجان أعمدة الأروقة وتتميز بأصالتها وجمالها وغناها الزخرفي وتسيطر عليها أوراق العنب والعناقيد المعالجة بمهارة متجددة وقد جاء الإستغناء عن الصور الممثلة للإنسان والحيوان وفقا لأحكام الديانة الإسلامية وإستعيض عنها بالأشكال الطبيعية والرسوم المركبة والتقليدية مما أعطى المكان رونقًا يمتاز عن غيره بما يبعث في النفس الشعور بالهدوء والطمأنينة والتأمل العميق وهذه الزخارف في مجموعها مكونة من أشكال متباينة مرنة التكييف ولا شك أن الفنان الصانع لها كان أمينًا في صنعه على المبادىء الأساسية لأساليب الزخرفة التي كثيرا ما أهملت وهي أن تأتي الزينة والزخرفة متناغمين مع المكان الذي تجملانه وهندسة البناء الداخلية هي التي تطلبت أن تكون الزخرفة على ما جاءت عليه وخلاصة القول إن قبة الصخرة في تصميمها وهندستها وشكلها وزخرفتها كانت ولا تزال من أجمل وأروع المباني في العالم وقلما يوجد في أى مبني آخر في العالم ما يفوقها أو يضارعها بهاء وروعة وجمال فبالإضافة إلي زخرفة سقوفها المذهبة وجدرانها الرخامية ونوافذها الزجاجية نجد بها الفسيفساء التي تفتن العين بجمال تأليفها وألوانها التي جاءت كلها على أحسن تناسق وتناغم وإنسجام وبالأشكال المختلفة التي إستعملت والأساليب والألوان ودقة الصنع التي بلغت الحد الأعلى من الكمال كل هذا جعل في النهاية من قبة الصخرة أثرا فريدا ونادرا متميزا في تاريخ العمارة الإسلامية والفن الإسلامي .

• وخامس مساجد المسجد الأقصي هو مسجد البراق وهو يقع أسفل جزء من الساحة الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى وسمي بذلك نسبةً إلى الحائط الذي ربط فيه النبي محمد صلي الله عليه وسلم دابته البراق في رحلة الإسراء والمعراج وفيه حلقة عثمانية يقال إنها وضعت في مكان الحلقة التي ربط عندها البراق ويعتبر اليهود هذا الحائط جزءا من هيكل سليمان كما يعتبرونه أيضا الأثر الأخير الباقي من هذا الهيكل وذلك في رأي أغلبية حاخامات اليهود كما يعتقدون أيضا أن الدخول إلى الحرم القدسي محظورا على اليهود منذ خراب الهيكل ولذلك فإن هذا الحائط هو أقرب نقطة من مكان الهيكل التي يمكن لليهود الصلاة فيها حسب الشريعة اليهودية العصرية وهم يسمونه بإسم حائط المبكي نسبة إلى الطقوس التي يؤدونها قبالة هذاالحائط حدادا على خراب الهيكل كما يحتوي المسجد على محراب أموي وكان يوجد في جهته الغربية باب قديم يسمى باب البراق وقد اُغلق هذا الباب بعد العهد الأموي والذي كان يصل مباشرة إلى ساحة البراق خارج المسجد الأقصى وينزل إلى مصلّى البراق حاليا من خلال الرواق الغربي للأقصى بدرجات حجرية والذي يتم فتحه كل يوم جمعة وفي بعض المناسبات للزيارة .

• وسادس مساجد المسجد الأقصي هو مسجد المغاربة وهو يقع في الزاوية الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى جنوبي حائط البراق وله بابان واحد مغلق في الجهة الشمالية وآخر مفتوح في الجهة الشرقية وقيل إن أول من بناه هو السلطان صلاح الدين الأيوبي عام 590 هجرية الموافق عام 1193م وكانت تقام فيه الصلاة على المذهب المالكي وهو يستعمل اليوم كقاعة عرض لمقنيات المتحف الإسلامي الذي نُقل من الرباط المنصوري إلى هذا المسجد وذلك في عام 1348 هجرية الموافق عام 1929م وجدير بالذكر أن الرباط المنصورى كان يعتبر ملجأ الفقراء من الصوفية وقد وقفه السلطان المملوكي المنصور قلاوون الصالحي على فقراء وزوار القدس في عام 681 هجرية الموافق عام 1283م كما يتبين من نقش كتابي فوق بابه ود أشرف علاء الدين البصير على عمارته وهو من المؤسسات السلطانية القليلة التي بنيت خارج المسجد الأقصى وقد تولى الإشراف عليه عدد من الشيوخ.

• وأما سابع وآخر مساجد المسجد الأقصي فهو جامع النساء وهو يقع داخل المسجد الأقصى ويمثّل الجزء الجنوبي الغربي منه حيث يمتد بمحاذاة حائطه الجنوبي بدءا من الجدار الغربي للجامع القبلي وحتى الحائط الغربي للمسجد وهو اليوم مقسم إلى ثلاثة أقسام أولها غربي ملحق بالمتحف الإسلامي وثانيها في الوسط وبه توجد مكتبة الأقصى الرئيسية وثالثها شرقي ملاصق للجامع القبلي ويستعمل الآن كمستودع وهذا المسجد عبارة عن بناء كبير واسع مرتفع عن مستوى الجامع القبلي ويرى باحثون بأن بناءه يعود إلى العهد الصليبي حيث بني ككنيسة ليعيده السلطان صلاح الدين الأيوبي لمصلى خصص في ذلك الوقت للنساء .

ويضم المسجد الأقصي المبارك عدد من المصاطب تنتشر في ساحاته عددها 26 مصطبة وهي خاصة بالساحات الغربية له وأغلبها يعود للفترة العثمانية وهي عبارة عن مساحات مسطحة ترتفع ببناء لمسافة أقل من متر عن سطح الأرض وهي مبنية من الحجر ويتم الوصول إليها من خلال عدة درجات وغالبا ما يكون لها محراب على شكل حنية أو تجويف في جدار صغير يحدد إتجاه القبلة وتستخدم هذه المصاطب للجلوس والصلاة والتدريس خاصة في فصل الصيف كما أن أغلبها غير مؤرخ.


وإلي جانب مساجد المسجد الأقصي السبعة ومصاطبه الستة وعشرين توجد بالمسجد الأقصي عدد 15 قبة تعد من أبرز معالمه وإحدى التحف الإسلامية الخالدة وأجملها كما أنها تضفي عليه جوا قدسيا خاصة درتها قبة الصخرة المشرفة الواقعة في قلب المسجد الأقصى المبارك وموقعها بالنسبة له ككل كموقع القلب من جسد الإنسان وقد تحدثنا عنها أثناء وصفنا لمسجد قبة الصخرة أما باقي الأربع عشر قبة الأخرى فهي كالتالي :-

-- قبة السلسلة وهي تقع داخل المسجد الأقصى المبارك شرقي قبة الصخرة وتم تشييدها بناءا على أوامر الخليفة الأموي الخامس عبد الملك بن مروان عام 72 هجرية الموافق عام 692م ويشير إبن عبد ربه مؤلف كتاب العقد الفريد إن سبب تسميتها بقبة السلسلة أنه كانت توجد بها سلسلة يمسها المتقاضون وأن هذه السلسلة حليف كل صادق في القول وأنها تبتعد عن كل من يكذب وتربط هذه الروايات بين هذه السلسلة وتلك التي كان يتخذها النبي داود لحسم النزاع بين الخصوم في مجلس القضاء وهذا لاشك من الخزعبلات والخرافات الغير المقبولة ومن المعروف أن هذه القبة قد تعرضت للإنتهاك أثناء الحملات الصليبية وأعيد تجديدها عدة مرات بعد إسترداد صلاح الدين الأيوبي بيت المقدس وقد أوقفت سلطات الإحتلال الصهيوني عمليات الترميم التي كانت جارية بها في عام 1970م ثم إستكملت في التسعينيات من القرن العشرين الماضي وهذه القبة علي شكل سداسي ويحملها مضلع مسدس يتكون داخليا من عدد ستة أعمدة تحمل بدورها العقود التي ترتكز عليها القبة وخارجها أحد عشر عمودا تحمل عقودا ممااثلة وقد سد فيما بعد بين إثنين من هذه الأعمدة لإنشاء المحراب الموجود بها وعلى ذلك فإن لهذه القبة سبعة عشر عمودا وقد كسيت هذه القبة ببلاطات من القيشاني التركي عند ترميمها في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني في القرن السادس عشر الميلادى .



-- القبة النحوية وهي تقع في الطرف الجنوبي الغربي لساحة قبة الصخرة ويعود تاريخ تشييدها إلى العهد الأيوبي عام 1207م على يد الأمير حسام الدين أبي معد قمباز في عهد الملك شرف الدين أبو المنصور عيسى الأيوبي لتكون مدرسة متخصصة لتعليم العلوم اللغوية من نحو وصرف وأصول اللغة العربية داخل المسجد الأقصى المبارك فعرفت بالقبة النحوية كما عرفت أيضا بالمدرسة النحوية وهي تتكون من ثلاث غرف متصلة حيث تقوم قبتها الكبرى فوق الغرفة الغربية بينما توجد قبة أخرى أقل إرتفاعا فوق الغرفة الشرقية ولها مدخل رئيسي يقع في واجهتها الشمالية وقد تحولت القبة النحوية إلى مكتبة في عهد الإحتلال البريطاني وتستعمل اليوم كمقر لمحكمة الإستئناف الشرعية وهي جزء من المحكمة الشرعية في القدس والتي تتبع بدورها دولة الأردن وإسمها الدقيق الآن هو مكتب القائم بأعمال قاضي القضاة ومن تحتها أرشيف المحكمة وهي تشرف بشكل واضح على حائط البراق من داخل الأقصى المبارك كما تشرف على باب المغاربة وباب السلسلة وهما من أبواب المسجد الأقصي التي سنتكلم عنها بالتفصيل في السطور القادمة بإذن الله ولذلك فموقعها يعتبر نقطةً ساخنةً وملتهبة عند وقوع إعتداءات صهيونية على المسجد الأقصى المبارك كما حدث في إنتفاضة الأقصى عام 2000م حيث إقتحم الصهاينة الأقصى من باب السلسلة وسيطروا على القبة النحوية ومن ثم سيطروا على الجهة الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى المبارك وقتلوا شهيدا عند باب المغاربة كما إستشهد 5 مصلين برصاص قوات الإحتلال الصهيوني في ذلك اليوم فضلا عن إصابة العشرات أيضا .

– قبة المعراج وهي تقع داخل المسجد الأقصى المبارك إلى الشمال الغربي من قبة الصخرة وشيدت عام 1200م بأمر من الأمير عز الدين الزنجلي والي القدس في عهد السلطان العادل أبو بكر بن أيوب وتم تشييدها لتخليد ذكرى المعراج وتذكر بعض المصادر أن هذه القبة بنيت مكان قبة أخرى قديمة تعود إلى عهد الخليفة الأموى الخامس عبد الملك بن مروان وقد أشار إلى وجودها الرحالة ناصر بن خسرو قبل إستيلاء الصليبيين على المدينة وهدمهم لها ويعتبر التصميم المعماري للقبة فريد من نوعه وهو مثمن الشكل مثل قبة الصخرة المجاورة لها ونجد في كل ركن من أركان المثمن أربعة أعمدة مدمجة إلا الجهة الجنوبية التي بها عمودان ليصبح مجموع الأعمدة ثلاثين عمودا وتحمل الأعمدة ثمانية عقود مدببة سدت فتحاتها بالرخام فيما عدا ضلع واحد يقع في الناحية الجنوبية وقد شيد به محراب حجري تبرز حنيته من الخارج ويقابله ضلع آخر في الناحية الشمالية فتح به باب الدخول إلى القبة وقد شيدت خوذة القبة بعد تحويل أعلى المثمن إلى دائرة وتتميز هذه القبة بوجود قبة أخرى صغيرة فوقها بما يشبه التاج فوق رأسها وهي تستخدم اليوم من قبل لجنة الإعمار في المسجد الأقصى المبارك .

-- قبة الأرواح وهي تقع داخل المسجد الأقصى المبارك بالقرب من قبة المعراج ويعود تاريخ تشييدها إلى العهد العثماني في منتصف القرن السادس عشر الميلادى وقد شيدت هذه القبة على مضلع مثمن الأضلاع يتألف من ثمانية أعمدة رخامية تحمل ثمانية عقود حجرية وهي قبة قليلة الإرتفاع بعض الشيء .

-- قبة النبي سليمان عليه السلام وهي تقع داخل المسجد الأقصى المبارك من الجهة الشمالية ويعود تاريخ تشييدها إلى العهد الأموي وعلى الأرجح في عهد الخليفة الأموى السابع سليمان بن عبد الملك وتقوم هذه القبة على بناء مثمن يبدأ بأربعة عقود من الرخام وتم تخصيص واحد منها لباب الدخول يواجه المحراب وفوق المثمن تم تشييد رقبة أسطوانية فتحت بها ثمانية نوافذ معقودة للإضاءة وفوق هذه الرقبة خوذة القبة وهي حجرية متينة البنيان وبداخلها توجد صخرة صغيرة .

-- قبة النبي الخضر عليه السلام وهي تقع داخل المسجد الأقصى المبارك في الزاوية الشمالية الغربية لساحة قبة الصخرة ويعود تاريخ تشييدها إلى الفترة العثمانية وتقوم هذه القبة على ستة أعمدة رخامية رشيقة وتحمل هذه الأعمدة عقودا حجرية مدببة ومزخرفة تحمل بدورها القبة .

– قبة الميزان وهي تقع في الركن الجنوبي من صحن الصخرة المشرفة ملاصقة للبائكة الجنوبية ومن المعلوم أن بوائك الأقصى تعرف أيضا بالموازين ومنه جاءت تسمية القبة بإسم قبة الميزان ويعود تاريخ تشييدها إلى الفترة المملوكية على يد قاضي القضاة برهان الدين بن جماعة الذي أنشأها عام 1388م وهي تعرف أيضا بإسم منبر برهان الدين وذلك لأنها على هيئة منبر فوقه قبة وقد ذكر بعض المؤرخين أن المنبر كان في بداية عهده عبارة عن منبر خشبي جميل في شكله وفي عام 1388م أعيد بناء المنبر بالكامل من الحجر على النمط الهندسي الذي تشتهر به المنابر المملوكية المعروفة بنقوشها وزخارفها الجميلة ويتكون هذا المنبر من بناء حجري وله مدخل يقوم في أعلاه عقد يرتكز على عمودين صغيرين من الرخام ويصعد منه إلى درجات قليلة تؤدي إلى دكة حجرية معدة لجلوس الخطيب وتقوم فوقها قبة لطيفة صغيرة وقد أقيمت على أعمدة رخامية جميلة الشكل وقد تم تجديد هذا المنبر مرتين الأولى في عهد السلطان العثماني عبد المجيد الأول بن السلطان محمود الثاني عام 1843م والثانية في أواخر سنة 2000م على يد مجموعة من الطلبة الإيطاليين وذلك عن طريق دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس .

– قبة يوسف أغا وهي تقع داخل المسجد الأقصى المبارك على الجانب الغربي من الجامع القبلي وقد تم تشييدها عام 1092هجرية الموافق عام 1681م بأمر من يوسف آغا الوالي العثماني على القدس وقد كانت على ما يبدو مخصصة للعبادة على مقربة من الجامع القبلي وتغطي هذه القبة مساحة مربعة شيدت بمداميك من الأحجار المشذبة وقد فتحت فيها ثلاثة جدران بكاملها تقريبا على ساحة المسجد الأقصى المبارك وذلك بإستخدام عقود مدببة بينما شيد المحراب في الجدار الجنوبي وهو محراب مجوف بسيط .

-- قبة النبي موسى عليه السلام وهي تقع داخل المسجد الأقصى المبارك بالقرب من البائكة الجنوبية الغربية ويعود تاريخ تشييدها إلى عام 1250م في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل الأيوبي ويبدو من تصميمها أنها كانت مخصصة لتعبد أمراء الأيوبيين عند زيارتهم للقدس أو لبعض المشاهير والشيوخ بعد ذلك وهذه القبة تتميز بأنها مربعة الجدران وفتحت بها نوافذ للإضاءة ويقع المدخل في الضلع الشمالي المواجه لجدار القبة ومن ناحية الشكل فقد تم تحويل المربع إلى مثمن وقد فتحت في أضلاع المثمن نوافذ للإضاءة وبعد ذلك تم تشييد خوذة القبة المثمنة .

-- قبة النبي وهي تقع داخل المسجد الأقصى المبارك غرب قبة الصخرة بجوار قبة المعراج ويعود تاريخ تشييدها إلى عام 1538م بأمر من محمد بك والي غزة والقدس الشريف في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني ثم أعاد تشييدها السلطان العثماني عبد المجيد الأول عام 1845م أما عن سبب تسميتها فيعتقد بعض المؤرخين أنها بنيت في المكان الذي صلى فيه النبي محمد صلي الله عليه وسلم إماما بالأنبياء والملائكة في ليلة الإسراء والمعراج حيث تشير بعض النصوص إلى أن المعراج كان على يمين الصخرة ويقول الباحثون إن هذا سبب تعدد القباب على يمين قبة الصخرة كما يعتبر محراب النبي هو أول ما تم تشييده في هذه القبة وهو على هيئة مستطيل رخامي لا يرتفع عن الأرض كثيرا وفي نهايته شكل ثلاثي الأضلاع أكثر إرتفاعا من بقية المستطيل وفي عام 1845م قام السلطان عبد المجيد الثاني بتشييد قبة فوق هذا المحراب مثمنة الشكل قاعدتها تتكون من ثمانية أعمدة رخامية رشيقة تحمل ثمانية من العقود الحجرية المدببة والتي تعلوها القبة .

-- قبة يوسف بن أيوب المعروف بصلاح الدين الأيوبي وهي تقع داخل المسجد الأقصى المبارك جنوب قبة الصخرة ويعود تشييدها إلى عام 1681م خلال عهد السلطان العثماني محمد الرابع وسميت القبة بقبة يوسف تيمناً وتذكاراً بيوسف بن أيوب المعروف لنا بالناصر صلاح الدين الأيوبي وتقوم هذه القبة على بناء مربع تتألف قاعدته من عمودين رخاميين رشيقين وجدار في ناحية القِبلة ومن ثم فهي عبارة عن ثلاثة عقود مفتوحة وجدار مسدود وبوسط هذا الجدار حنية صغيرة تشبه المحاريب المجوفة وبداخلها نص على لوح يحمل إسم صلاح الدين الأيوبي وهذا اللوح مأخوذ من برج بناه السلطان صلاح الدين على سور المدينة عند الخندق وخلف هذا النص من الخارج يوجد نص أخر يبين أعمال البناء التي أجريت في العهد العثماني وإسم المشرف على البناء وهو علي أغا يوسف أغا .

-- قبة عشاق النبي وهي تقع داخل المسجد الأقصى المبارك في الركن الجنوبي الشرقي من باب العتم وهو أحد أبواب المسجد الأقصي ويعود تاريخ تشييدها إلى عام 1817م في عهد السلطان العثماني محمود الثاني ولهذا السبب تعرف بإسم إيوان السلطان محمود الثاني وأما إسمها الحالي قبة عشاق النبي فمصدره إعتياد بعض شيوخ الصوفية الإجتماع للذكر تحتها وهي عبارة عن مبنـى مربع الشكل طول ضلعه 7 أمتار قائم على أربع دعائم ركنية تعلوها أربعة عقود مدببة تعلوها قبـة ضحلة والمبنى مفتوح الجوانب وبه محراب حجري مجوف جميل أضيف في فترة لاحقة في وسط الجهة الجنوبية ويصعد إلـى صحن هذه القبة من خلال ثلاث درجات من الجهتين الغربية والشرقيّة وأرضيتها مبلّطة بالحجر وعلى حافتها من الجهة الشمالية عمودان نائمان يبدو أنهما وضعا في زمن متأخر كدرابزين .

-- قبة الشيخ الخليلي وهي تقع في صحن الصخرة في الجزء الشمالي الغربي من قبة الصخرة وتفصل بينهما قبتا النبي والمعراج ويعود تاريخ تشييدها إلى عهد السلطان العثماني مصطفي الثاني عام 1700م وعرفت بإسم شيخ صوفي كان يجلس داخلها ويتعبد فيها وتعرف كذلك بقبة بخ بخ ومصلى الخضر ومسجد النبي وهذه القبة عبارة عن مبنى مربع مقام على أربعة أركان تعلوه قبة ضحلة على الطراز العثماني وفي الجهات الأربع ثماني نوافذ مستطيلة الشكل حيث يقع في واجهة المبنى الشرقية باب صغير يعلوه نقش يحمل إسم وتاريخ المبنى ويوجد بداخل هذه القبة من جهة القبلة محراب من حجر كلسي ملكي فيه حنية حجرية وتحت مبنى قبة الخليلي يوجد مبنى سفلي يسمى مغارة الأرواح يتم الوصول إليه من خلال سلم حجري مقطوع من الصخر وهذا الكهف قليل التهوية عديم النور ولا يستعمل وتستعمل القبة اليوم كمكتب للجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك .

-- قبة النبي عيسى والمسماة أيضا مهد النبي عيسى عليه السلام وهي تقع عند الزاوية الجنوبية الشرقية لسور القدس وسور المسجد الأقصى وتم تشييدها لتخليد ذكرى النبي عيسى عليه السلام ورغم التجديدات التي لحقت بها على مر العصور فهي تحتفظ بطابعها الأصلي والأساسي والذي ورد في أوصاف المؤرخين والرحالة الذين عاينوا هذا المكان المعروف بإسم مهد النبي عيسى عليه السلام ومسجده وقد تم تجديد هذه القبة في العهد العثماني على نفس طرازها القديم وهي محمولة على أربعة عقود مدببة تستند بدورها على أربعة أعمدة رخامية رشيقة وتحت هذه القبة يوجد حوض حجري يسمى مهد النبي عيسى عليه السلام وأمام هذا الحوض يوجد محراب حجري مجوف .

يمكنك متابعة الجزء الأول من المقال عبر الرابط التالى:
http://www.abou-alhool.com/arabic1/details.php?id=39033
 
 
الصور :