بقلم الدكتور/ محمود رمضان
{جانب من صراع المشاعر الإنسانية وتناقضها في التفاني والحب والإخلاص في ظل مساحة البوح الضيقة وظلال الألم والمعاناة للقلوب العاشقة وتجليات الروح وطهرها ونقاء مشاعرها الحانية}.
قالت لي:
تعلمت تجفيف منابع مشاعري، رغم اتقادها وفورانها، لكني أكبتها، فالبوح مؤلم، وتجاهل مشاعر القلب الفياضة يؤلم أكثر، خصوصاً ممن استودعته في حنايا الروح، وثنايا القلب، ودهاليز النفس المعذبة بحبه.
مدية فراقك تذبحني من الوريد إلى الوريد، تنحر شاطيء حبك الهادر، تحول حلمي إلى مناطق موحشة، ضبابية، رمادية اللون، مطفأة السراج، تخفت دقات نواقيس لهفي ووجدي ولوعتي واشتياقي، ينتشر الضباب وتنعدم الرؤية، لكني على قيد الأمل عندما يشرق نور وجودك بروحي.
أفتقد ذاك الطفل الرامح كجواد عصي على الترويض..،
أين ضحكتي الصافية في بعدك؟!
عبراتي الهتون تجري من عيني، لتحفر أخاديداً في وجنتي، جراح غائرات لا يضمدها سوى عودتك، وألثم وجودك وأرشف دموعي حتى الثمالة.
في بعدك قلبي صلد، صخرة ملساء، لا يعلق بها أحد سواك، تعال، ضمني بشوق عينيك، انهل رحيقي، اشرب نوري، لتعيد الروح لقلب فقد بريقه، وإلى عينين غائمتين من السهر والجوى، لتشرق روحي بعطر أناملك، ونور وجودك، وارتعاشة كياني بحضنك متوهج النور والحب والعبير.
في بعدك أضع على وجهي قناع السعادة المزيف، وفي وجودك يرفل النور في عيني، والعبير من شفتي، تضمد جراح روحي، تأسر كياني، وأنا فرحة بقيدك، في لحظة حب تذيب الجليد، وتنهمر شلالات الفرح بروحي.
هل أيقنت الآن أن بعادك مؤلم؟! |