الخميس, 6 فبراير 2025

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

نصف متيم

نصف متيم
عدد : 08-2018
بقلم الدكتور/ محمود رمضان

تحيرت كثيراً من نَزَق المراهقات في ربيع الأربعين ودلال ورقة و نَزِق طباعهن المتذبذب بين العشق والحب والهوى والإبتعاد عن الحنين إليهم أحياناً ...
أسرعت شاردة وكأن الجموح وشذى العبير تعانقا..
أقبلت..
وعلامات الاستياء مرسومة على وجهها، استوقفتني، وقالت:
أحببت شاباً وسيماً، وبادلني مشاعر الحب، لكنه يستجيب لدعابات النساء ويعلق عليها بكلمات مكشوفة، والغريب في الأمر أنهن لا يغضبن منه أبداً.
ناقشته كثيراً بضرورة التأدب معهن في حضوري، فالغيرة طبع وغريزة أنثوية أصيلة، يوافق أحياناً ويندمج معهن في أحايين كثيرة، ضقت ذرعاً به، أكد لي أنه نصف متيم بي!
لكني أحبه بجنون، رفقاً بي يا قلب، هو يربت على قلبي بحنانه، ويقتحم عالمي الخاص، وحينما نسهر معا فنسمات الليل الرقيقة تداعب روحي وتلامس كياني ووجودي بكلماته الحانية، هو لا يشبه الفصول الأربعة، وتتبدل أحواله بين طرفة عين وانتباهتها فور وجود فاتنات بجوارنا في المقهي الفاخر بالحي الراقي، أخجل من نفسي، أفكر في الانصراف، يراودني حنيني إليه ألا أتركه نهباً لهن.
هل يقدس آلام معاناتي بالغيرة الشديدة عليه؟
أنين جراحي أسمعه وحدي، وجمرة الشوق إليه في بعده تحرقني، لكنه دوماً يقول: أنا رجل شرقي، له طباع تدركينها جيداً.
أقطن وحدي في كوني البائس، أدرك جيداً أنه مد إلى يده وقت تخلي الجميع عني في محنة لا أنساها، وأدرك أيضاً أنه يحبني، كان الملاذ عندما همت على وجهي أفتقد وجهة الحياة، وتحمل هجران الآخرين من أجلي، أخشى أن أثور في وجهه فأفقده للأبد.
عندما كنت على شفا حفرة الموت، مد ساعده القوية فانتشلتي، أعاد لي الأمل من جديد، أحببته بكل نزق المراهقات وجنونه، لكنه أحبني بنصف قلب ونصف عقل ونصف روح، لماذا يسلب من قلبي طمأنينته وسلامه؟ لماذا يعذبني بحبه وهجرانه، وكقطة أعود إليه، أتمسح فيه، أداعبه وأشاكسه، فتعود ابتسامته الصافية لشفتيه التي أقبلهما بنهم.
أعيش في جحيم الألم والأمل، يتردد صداهما في قلبي وروحي وعقلي، وكلما هددته بفراقي تشبث بي، واحتضنني، فأنسى كل شيء، وكأن شيئاً لم يكن.
لكن إلى متى؟