بقلم الدكتور/ محمود رمضان
تنزف المشاعر بصمت في دروب الحياة عندما تحترق مسافات العشق التياعاً بين العاشقين،فيغرق المحب في بحور من الدموع ويرسم من محبرة الشوق قنوات من النزف الصامت تلك المعاناة في الحب ..
من بين طوفان دموعها، قالت لي:
إلى متى أنزف بصمت؟
منذ توشحت برداء الحياة وانكساراتي تتوالى، حتى في لحظات لقاءنا كانت نداهة الحزن الوجع تتخفى بين ضلوعي، تخبرني أن شيئاً ما يلوح في الأفق، لا تراه عيني.
إنه عالم مرهِق، أُغلقت بوابة الزمن على وهج مشاعري، تحترق في صمت، وأنثر رمادها في بحر اللوعة ككاهن هندي، هي عالقة في مكان ضبابي، أفرغت طوفان ألمي في راحتيك، لكنك فضلت البعاد، وتركت لي رصيداً لا ينفد من آلام وجراح، تنزف بغزارة، تتوق لرشفة ضوء تخرجها من عتمة الحياة والموت.
رفعت رايتي البيضاء، كنت أستسلم لحبك بكل الحنين، والشوق، واللهفة، لم أكن أغار عليك، فقد ملكت كيانك، وملكت كياني، لكنك أوصدت بهجرك أبوابا تربطني بك، وتركتني ودموع قلبي تنزف من روحي بدماء ساخنة، في صمت.
لم يرتفع نشيجي بآهات الألم، فقد كان خنجرك فوق احتمالي، غرسته في قلبي من دون رحمة ولا شفقة، نزف القلب مذهولاً في صمت.
دفنت آلامي وأحلامي، وكتبت على شاهدها: هنا عاشت روح معذبة بحبك، ولاتزال تنزف في صمت.
أسرارنا معا لم تندثر، هي تقبع بهدوء في ثنايا وعيي، مخزونة في عقلي، لم أبح بها لأحد سواك، ولا تبح بها لأحد في ساعة غضب، فربما تشتاق يوما لهمس شفاهي وعطر أناملي ودقات قلبي المتسارعة وتهدج أنفاسي المتلاحقة حينما كنت تلقاني.
والآن، الآن فقط، تجمعت كل غيوم الكون في عيني، فأمطرت دموعا، ودماء، تنزف في صمت.
|