بقلم الدكتور/ محمود رمضان
إلى سوق الخراف ذهبت لأبتاع خروفاً مناسب
قال البائع: هذا الخروف الأقرن إن اشتريته ثم بعته تكسب
فلمثله يأتي التجار ليربحوا بشرائه مني وأبيعه بسعر مناسب
أصله عريق ولكبار العائلة الخرفانية والجديان ينسب
هو ظريف ولطيف ويلقي النكات ومع الأطفال يلهو ويلعب
بشرط أن تطعمه البرسيم الطازج ومن المياه المعدنية يشرب
ووفر له وسادة من ريش نعام وفراش وثير وأنت الكاسب
ولا تضربوه فهو يغضب بسرعة وينطح ولا للعواقب يحسب
يستحم في البانيو كل يوم بشامبو وبلسم ففروته شعرها يتسبسب
واجعلوا له مواعيد نوم ولا تزعجوه بصوت التلفاز فيلعنكم ويسب
وهو يجيد البلاي استيشن ويتصل بالمحمول والآيباد والحواسب
وإذا أجلستموه في المقهى فهو كريم يخرج الفيزا كارد ويحاسب
ويعشق النغم الجميل أما أغاني المهرجانات فهو عليكم يحتسب
وإذا أدخلتموه سباق الخرفان فهو سريع ورهوان يعدو ويكسب
واذهبوا به كل جمعة لحبيبته النعجة الأصيلة وأنت تحاسب
فادفع الآن سبعة آلاف من الجنيهات ثمن الخروف للمحاسب
قلت للبائع: جئت لشراء خروف وليس لحظيرة ذات نسب
مالي وإجادته الآيباد والمحمول والبلايستيشن والحواسب
هل أشتري خروفا أم برنامجاً للكمبيوتر ألعب وأكسب
أريد خروفا أضحي به في العيد والمرق منه يتسرب
ونعمل الفتة ونهبر اللحم الشهي فلن أمتحنه وينجح أو يرسب
خذ أربعة آلاف من الجنيهات وهذا السعر أراه الأنسب
قال: هاتها وخذ الخروف وقليل من المال فيه مكسب
|