بقلم الدكتور/ محمود رمضان
رأيت نورك نقشاً على جدران معبد الأجداد
تتألقين رغم مرور الحقب والقرون والآباد
زهرة لوتس برونقها وأوراقها يانعة الأعواد
ممشوقة القد فرعونية القسمات فريدة في الأجساد
عشت بزمن المعجزات والعلوم والفلك بأيد صنعت الأمجاد
فريدة الحسن رافعة هامتك وتركبين عربة تجرها الجياد
كريمة عظيمة تعلم التاريخ كيف يكون الأجواد
وحيدة الفن ملهمة الروح يحرسك خير الأجناد
أجهد العالم الحديث نفسه ليكتشف أسرار الأوراد
وتخيل العلماء والأثريون حياتكم في الحرب والأعياد
وجدوا الفراعين الأولين غاية في الرشد والإرشاد
يهدون العالمين الفن والرقي والنور والبهجة والإسعاد
هم العزيمة أولي البأس الشديد ليس لهم أنداد
يخوضون المعارك ببسالة وقوة وجميعهم آساد
ينتصرون ويأسرون أعداءهم ويقرنونهم في الأصفاد
رسموا خرائط العالم والمجرة ببيان واضح الأبعاد
أول حضارة سادت وتسود بين الورى هم سادة الأسياد
بذلوا الجهد في العلم النفيس وعلموا العالم الاجتهاد
تصفو نفوسهم وتروق نقوشهم بحب ليس فيه أحقاد
زينوا حكمهم بالعدل والقسطاس والرحمة دون استبداد
برعوا في فنون العمران واحتشدت هممهم أي احتشاد
وعرفوا التوحيد قبل الخلائق وعبدوا الإله رب العباد
عاشوا في نور العلوم وغيرهم غفل وبالضد تعرف الأضداد
توصلوا لسبل الرشاد بحكمة ورفضوا العبودية والاستعباد
أهرام خالدة وبثوا الروح في أبي الهول وهو الجماد
معابد الأقصر شيدوها بمعجزة هندسية راسخة الأوتاد
وأسود تحرسها بإباء وشمم بحضارة متقدة بلا إخماد
علومهم راسخة ينهل العالمين منها وحضارة بلا استنفاد
وعيد الملك وتوليه تشرق الشمس على وجهه في موعد معتاد
وأوراق بردى ومسلات لها سرها يرتعد العالم منها ارتعاد
مينا وسنوسرت وحور ورمسيس وغيرهم ملوك مصر الشداد
هم نور العلوم والفنون والفلك متقدة وفي ركبهم ينشد الإنشاد |