الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الأميرة

الأميرة
عدد : 08-2018
بقلم الدكتور/ محمود رمضان

فرحة، مرحة، تداعب طفلتها الجميلة، استوقفتني، وقالت: دعني أروي لك قصتي..
تعلقت عيناه بي مذ رآني أخطو أولى خطواتي في الجامعة، لست من البنات اللاتي يرتدين ملابس مثيرة، أو تضع المساحيق على وجوههن، بل طبيعية تماماً، وأتعامل بتلقائية مع الجميع.
لفت انتباهي بذكائه ومناقشة الأساتذة مناقشة علمية باحترام شديد، تدل على ثقافته الغزيرة وعلمه الوافر، وهو هاديء الطبع، يبتسم للجميع في محبة وود، تدل على صفاء قلبه ونقاء سريرته.
ذات صباح تعلقت عيناه بي، بينما كنت أتصفح هاتفي، وعندما نظرت إليه ارتبك خجلاً، وانصرف كأنه لص يهرب بغنيمته.
منذ تلك اللحظة، وبغريزة الأنثى، أيقنت أنني مستقرة في قلبه وأملك روحه، وهو صب مستهام بي.
وقبل امتحان العام الجامعي الأول، ألقى علي تحية الصباح، وقال: هذه أهم الأسئلة وأجوبتها، وقد جمعت مادتها من مراجع كثيرة، وهي هديتي لك، وأرجو قبولها.
بابتسامة صافية عبرت له فيها عن إعجابي به، وتعلقي به، ووصلت رسالتي له بسرعة البرق.
وتمر الأيام وينجح بتقدير امتياز في العام الأول، باركت له تفوقه بعد أن جاء ترتيبي في الأوائل بعده مباشرة.
وتكرر الأمر في السنوات التالية، ويوم تخرجنا بامتياز مع مرتبة الشرف، دعاني للغداء في أرقى مطعم بالقاهرة الجديدة التي يعيش فيها في فيلا أنيقة للغاية، فتح لي باب السيارة، وعندما ركبت أغلق الباب بهدوء، واتجه لمكانه ليقود السيارة.
فور دخولي المطعم دعاني لاختيار المكان الذي أرتاح إليه، ثم جذب المقعد ليجلسني كأميرة.
قلت له: ماذا تختار من قائمة الطعام؟ قال: اختاري أنت أولاً، فاخترت، وأشار للنادل وطلب لنفسه ما طلبت لنفسي، وبهدوء شديد قال: تعلمين مدى تقديري واحترامي لك، وربما تعلمين أني أحبك، وإن كنت لا تعلمين، فأقولها لك الآن..أحبك، أعشق صوتك ويردد قلبي صدى همساته، أتمنى رضاك، تعيشين مذ رأيتك في قلبي وحنايا روحي، أنت باقة النور، والآن أهديك قلبي وروحي وحياتي، فهل تقبلينني زوجا؟
احمرت وجنتي خجلاً، وابتسمت، وهززت رأسي دليل الموافقة، فأمسك يدي وشبك أصابعه بأصابعي، وقلت: أعرف مدى حبك لي منذ أول يوم لنا في الجامعة، والآن تخرجنا، ونحن على أبواب الأمل والحياة الجديدة، وأتمنى قضاء عمري كله معك.
قال: أرجو تحديد موعد مع أبيك لزيارتكم وبصحبتي أهلي، وكما تعلمين، فلدي تجارة واسعة تدر علي دخلاً يكفل لنا معا حياة كريمة، ولدي فيللا أنيقة أشرت إليها أثناء ذهابنا لهذا المطعم، وحان وقت الزواج والاستقرار، لنبني معا قصة حب لن تتكرر.
جاء أهله بابتسامات مشرقة، يملؤهم الود والحب الذي يفيض من قلوبهم عبر عيونهم، وكان والده يعامل زوجته كاميرة متوجة على عرش قلبه، وشقيقاته فرحن بي.
وتمر ثلاثة أشهر كأنها دقائق، وفي حفل الزفاف قبل يدي والده ووالدته وشقيقاته، ثم قبل يدي أمام الجميع، ونظراته تحتويني بحب جارف.
في فيلته الأنيقة كانت شقيقاته قد غادرن الحفل وجهزن لنا العشاء، وانتهى الحفل ودخلنا معاً عش الزوجية، كانت منضدة الطعام تضم أشهى المأكولات والمشروبات، والغرفة مضاءة بالشموع الفواحة بأغلى العطور، رقصت معه على أنغام الموسيقى الهادئة رقصة الحب والنور والجمال، همساته وهو يراقصني سحرتني.
وتمر سنوات أنجبت خلالها هذه الطفلة الجميلة، وحصلنا معا على الماجستير والدكتوراه، ولا يزال يسحب الكرسي لأجلس أولا، ويفتح باب سيارته لأركب، ثم يغلقه بهدوء، ويتجه لمقعده ويقود السيارة.
هو يعاملني كأميرة، وهو لي الملك.