الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

النقش على وجه الماء

النقش على وجه الماء
عدد : 08-2018
بقلم الدكتور/ محمود رمضان

قالت لي:
إن حياتي لم تكن إلا قصة حب نقشت على وجه الماء ، دعني أروي لك قصتي..
التقيت خطيبي في ليلة عيد، كانت الموسيقى تنساب حالمة رومانسية، في كافيه راق بأحد فنادق القاهرة ذات النجوم السبعة، عيناه تحتضنني بشوق ولهفة، وتنام يدي بين كفيه كحمامة بيضاء، همساته أحلى وأرق من شدو العصافير وتغريد البلابل.
بجوارنا منضدة يجلس إليها فتيات فاتنات، لم ترتفع عيونهن عنا، وبين الحين والآخر يتهامسن وتعلو ضحكاتهن الرقيقة، فتزيد من وهج المكان ونوره.
هو وسيم وثري للغاية، وملابسه من أرقى معارض باريس، وعطره الثمين يتجاوز ثمنه آلاف الدولارات، ومن حين لآخر يقول لها: إنهن يحسددننا على حبنا، فترد بثقة: لا أغار منهن، دعهن وشأنهن، ولننعم بكل لحظة تحتويني فيها بعينيك وروحك وقلبك.
قامت لبعض شأنها لدقائق ثم عادت، لتجد الفتيات قد غادرن، وهو يجلس ينفث دخان سيجاره الكوبي، وداعبها قائلا:
- ماذا لو فسخنا خطوبتنا؟
- أنت في قلبي ولا حبيب سواك، وأعلم أنك تمزح، لكن هذا المزاح الثقيل لا يتناسب مع فرحتنا معا في ليلة العيد.
- وهل أنا مجنون لأفسخ خطبتي من جميلة جميلات العالم؟
- حبيبي، هل تحبني حقا مثلما أحبك؟
- بل أكثر مما تتوقعين.
في الرابعة عصر يوم العيد دق جرس الباب، فتحت شقيقتها، لتجد خطيب أختها يحمل هدايا ثمينة، واستقبلته الأسرة وجلس يهنئهم، ودارت الجلسة في ود ودفء عائلي، ويرن هاتفه، فيتردد في الرد، لتأخذ خطيبته الهاتف وتفتح المكالمة، فإذا بصوت أنثوي لعوب: هاي أحمد.. أنا مروة اللي كانت في الفندق أمس، هيا ولا تتأخر، أنتظرك.
كان «الاسبيكر» مفتوحا، فسمع الجميع صوت الأنثى اللعوب من الهاتف، وفجأة قام وغادر غاضبا، وأدركت خطيبته أن المتصلة كانت ضمن الفتيات اللاتي كن يجلسن بالمنضدة المجاورة لهما، فصوتها يتطابق تماما مع إحداهن.
نصحها والداها بالتروي وعدم اتخاذ قرارات متسرعة.
بعد ثلاثة أيام اتصلت به، ليخبرها بسفره مع الحسناء لقضاء شهر العسل في باريس، وأن تحتفظ بالشبكة لنفسها أو تبيعها بمليوني جنيه، لتوسع على أسرتها متوسطة الحال.
حطم قلبي وطعنه بخياتنه وغدره، وأنا التي كنت أظن نفسي خطيبته وحبيبته، ورسمت أحلاما وردية في خيالي لإسعاده، لكن ذلك كان نقشاً على وجه الماء!.