بقلم الدكتور/ محمود رمضان
أَلِفَت القبائل في الصحاري الصبر في الحل والذهاب
واستأنست كلاب البر بالوفاء ضراوة أشرس الذئاب
لا تهز رياح الشمال ولا الجنوب الخيام في فصل آب
فعمود الخيمة صامد صلد صنديد وسَّيْفه مهاب
والرأس بالحكمة يعلو والرأي السديد يفتح كل باب
إن غارت الأعادي خيمتنا صبت عليهم الهزائم صباب
إن جُوست الذئاب يوما مرضت صارت والكلاب أصحاب
يا ذيب لا يرهب عواؤك ديوك الحظائر ولا السراب
والنباح لغة تدق أجراسها تفهمها منذرة ولا اقتراب
ذئاب قبيلتنا وكلاب البر ملحمة سجلها التاريخ بإسهاب
ورثت الأجيال الذود عن الأرض والعرض والدين الصواب
لو فقدت القبيلة ما ينبح أو يعوي أو ثغاء حمل إِيقَاب
ستبقى الخيمة علم في الورى وأثرها العز والفضل المستطاب
لم ولن يخَمْص فرسان قبيلتنا والجياد حرة أشهاب
ولا تعرف الذئاب الشجاعة وإن كثرت أو تعددت الأنساب
والكلب وَفَى لمطعمه في حياته وفي الممات أو الغياب
والفارس المغوار إن اِسْتَلَّ سَّيْفه من الغَمد دانت له الرقاب
|