الجمعة, 24 يناير 2025

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

طفولة حب

طفولة حب
عدد : 08-2018
بقلم الدكتور/ محمود رمضان

بخجل واضح استوقفتني، قالت: لا تنظر إلى وجهي وأنا أحكي حكايتي..
تعديت الأربعين، لكن حبه لم يزل في قلبي، لم أتزوج حتى الآن، هذا الأمر نسيته تماماً، وأغلقت باب قلبي على طفولة حب، أو قل: حب الطفولة!
هو ذاك المذاق القديم، الرائق الوسيم مثله تماماً، أحببته كما لم تحب فتاة فتى، أدخلته بين حنايا الروح وثنايا قلبي، أغلقت عليه جدران وأبواب حياتي، قلت له ذات مساء ربيعي منعش: هل تشعر بنبضات قلبي وأنت تحتضنني؟ هل تسمع صرخات روحي بالحروف الأربعة؟ أحبك، توقفت عن عدّ الدقائق والساعات والأيام عندما جئتني، لم يعد لأنين الليل معنى في حضورك، خلعت عني ثوب الصبر وتدثرت بعباءة حبك وحنانك وارتواءك، أعشق ذراعيك وأنت تعتصرني، ودعت ألف انكسار وانكسار، تمسح دموع روحي بحنانك الفياض.
ضمني إليه أكثر، تعالت ضحكاتي صاخبة، كانت قبلته- آنذاك- تملأ العالم بهجة من حولي، ألقى حباله وعِصيه فالتقمت سحرها، فتح لي نوافذ النور والحب والشبق الروحي، وليس الجسدي، فاضت دموعي من فرط النشوة، أسمع نداء روحك المرهقة، أهدهدها بحناني، فتضيع أحزانك كهشيم تذروه الرياح، فلم تعد تقول كُلي شروخ وجروح لا تلتئم، فنجمات روحي لامعات يشرق بريقها في ناظريك.
ومرت أيام، وانتهينا من دراستنا، لتخبرني، وقلبك يعتصره الألم، أنك مهاجر مع والديك لأمريكا، غامت الدنيا في وجهي وسقطت مغشيا علي.
والآن، بعد مرور ثلاثة وعشرين عاما على آخر لقاء بيننا، لم يلمس روحي أحد ولَم يعانقها إلا طيفك، لم يعد بريق عيني كما كان بوجودك!، يخبو نورها، وحياتي انكسار ووحشة، لكن بين لحظات وأخرى يراودني طيفه وذكراه عن نفسي فأستسلم تماماً له، وأستعيد حلاوة حروفه الأربعة «أحبك».