الأربعاء, 19 فبراير 2025

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

كوبرى السلام

كوبرى السلام
عدد : 09-2018
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com



كوبرى السلام أو جسر السلام المعلق أو جسر قناة السويس هو أول جسر معلق فوق قناة السويس وثاني جسر معلق في مصر بعد كوبرى أسوان المعلق فوق نيل أسوان وهو يربط قارتي أفريقيا وآسيا وكذلك يربط وادى النيل مع شبه جزيرة سيناء ويعتبر ثاني وسيلة رئيسية لعبور قناة السويس بعد نفق الشهيد أحمد حمدى أسفل القناة وموقعه شمال مدينة الإسماعيلية بالقرب من مدينة القنطرة غرب وتم تنفيذه علي غرار كوبرى البوسفور المعلق بمدينة إسطنبول بتركيا والذى يربط شطرى المدينة الأوروبي والأسيوى وبذلك يربط مابين قارتي أوروبا وآسيا بوجود برجين معدنيين علي ضفتي المجرى المائي يتم تعليق جسم الكوبرى بينهما بواسطة كوابل حديدية عملاقة .


وقد بلغت تكلفة إنشاء الكوبرى حوالي 670 مليون جنيه ساهمت الحكومة اليابانية بحوالي 60 في المائة منها كمنحة وقامت الشركات اليابانية المتخصصة بتنفيذ الجزء المعلق من الكوبرى والذى يبلغ طوله حوالي 730 مترا وقامت شركة المقاولون العرب المصرية بتنفيذ باقي الكوبرى ويبلغ إرتفاع الكوبرى 70 مترا بما يسمح بخلوص ملاحي يساوى هذا الإرتفاع وهو أعلى خلوص ملاحي علي مستوى العالم وحتي لا تحدث أى إعاقة لعبور السفن العملاقة والشاحنات الضخمة في قناة السويس ويبلغ عرض الكوبرى 10 أمتار واجمالي طوله 3.9 كيلو متر تشمل الجزء المعلق والمطالع والمنازل شرق وغرب القتاة ويتكون الكوبرى من 4 حارات بما يستوعب حركة مرورية ضخمة قدرها 50 ألف سيارة يوميا وكانت مواد تنفيذ الكوبرى هي الحديد الصلب والخرسانة سابقة الإجهاد .


واستغرقت عملية تشييد الكوبرى حوالي 4 سنوات وقد تم إفتتاحه ضمن إحتفالات السادس من أكتوبر عام 2001م في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك وقام بإفتتاحه الرئيس مبارك بنفسه وحضر حفل الإفتتاح يومها رئيس مجلس الوزراء ورئيسي مجلسي الشعب والشورى وعدد من الوزراء كان علي رأسهم وزير النقل كما حضر حفل الإفتتاح السيد ريوتارو هاشيموتو رئيس الوزراء الياباني الأسبق ممثلا عن دولة اليابان التي قامت بتصميم وتنفيذ الكوبرى إلي جانب المساهمة بحوالي ثلثي تكلفة تشييده وقال هاشيموتو في الكلمة التي ألقاها في هذه المناسبة إن هذا الكوبري ثمرة للعمل المشترك بين اليابان ومصر حيث أن اليابان قامت ببناء الجزء الأوسط منه‏ كما قام الجانب المصري بإنشاء الجزئين الغربي والشرقي وقال أيضا إن كل السفن التي ستعبر قناة السويس مستقبلا والتي يبلغ عددها سنويا‏ ‏حوالي 14 ألف سفينة ستعرف مدي عمق علاقات الصداقة بين البلدين كما أعرب عن أمنياته أن يظل هذا الكوبري إلي الأبد رمزا لهذه العلاقات الودية بين البلدين وكذلك أعرب عن تقديره لمصر حكومة وشعبا وأشاد بدور مصر الرائد في بناء وتحقيق السلام‏ في منطقة الشرق الأوسط وفي نهاية الإحتفال تفقد الرئيس حسني مبارك ومرافقوه وضيف مصر ريوتارو هاشيموتو رئيس الوزراء الياباني الأسبق موقع كوبري السلام عقب إفتتاحه‏ وقد إلتقطت الصور التذكارية للرئيس مبارك والحاضرين بهذه المناسبة‏ وداعب الرئيس مبارك هاشيموتو ضاحكا بقوله إن الكاميرات اليابانية هي أحسن كاميرات تصوير في العالم‏ وبهذا يكون الكوبري يابانيا‏ والكاميرا يابانية ورئيس مجلس وزراء اليابان الأسبق معنا .

وتعود فكرة إنشاء كوبرى السلام إلي عام 1994م عندما تمت الموافقة والتصديق علي المشروع القومي لتنمية سيناء الذى يعتمد علي توظيف كافة الإمكانيات المتوافرة في شبه جزيرة سيناء لجعلها منطقة جاذبة للسكان بهدف فك وتخفيف الإزدحام والتكدس السكاني في كل من وادى النيل والدلتا وكان ذلك يستلزم وجود وسيلة ثابتة لعبور المجرى الملاحي لقناة السويس من أجل خدمة وتحقيق أهداف تنمية سيناء في الجزء الشمالي منها وذلك إلي جانب نفق الشهيد أحمد حمدى الذى يقع شمالي السويس ويخدم خطط التنمية في جنوب ووسط سيناء وجاءت زيارة الرئيس الأسبق حسني مبارك إلي اليابان عام 1995م هي البداية لهذا المشروع حيث تم الإتفاق مع الجانب الياباني علي المشاركة في تمويل وتنفيذ المشروع وليكون ثمرة من ثمرات التعاون بين الدولتين الصديقتين مصر واليابان في شتي المجالات مع إتخاذ كافة الإحتياطات اللازمة لضمان سلامة تصميم وتنفيذ وتشغيل المشروع مع إستخدام أعلي تكنولوجيا وتقنية متاحة في العالم في هذا المجال مع إضفاء لمسة جمالية علي الشكل النهائي للكوبرى تشير إلي عظمة ومجد الحضارة المصرية القديمة ولذلك تم تصميم الأبراج الرئيسية للكوبرى علي شكل مسلات فرعونية مستوحاة من التاريخ المصرى القديم وقد تم تثبيت لوحة علي الجزء الأوسط من الكوبرى مرسوم عليها علما مصر واليابان وجدير بالذكر أن اليابان دائما وأبدا تقف إلي جوار مصر في مجال تصميم وتنفيذ العديد من المشاريع القومية الكبرى ولاننسي لها مساهمتها في تشييد دار الأوبرا الجديدة بالجزيرة وأيضا مساهمتها في تشييد مشروع المتحف المصرى الكبير بالهرم ولايسعنا هنا إلا تقديم الشكر لشعب وحكومة وإمبراطور اليابان فلهم جميعا منا كل الشكر والتقدير والإحترام .

وجدير بالذكر أن السلطات المصرية كانت قد إضطرت إلي إغلاق هذا الكوبري الهام والإستراتيجي في شهر يوليو عام 2013م لدواعي أمنية تتعلق بوجود أنباء مؤكدة عن تحركات من الجماعات الإرهابية المسلحة في سيناء والتي تسمي نفسها أنصار بيت المقدس بالإضافة إلي تنظيم داعش لتهديد أمن وسلامة الكوبري‮ والمجري الملاحي لقناة السويس ومحاولتهم تنفيذ عمليات تخريبية بهما‮ الأمر الذى لو تحقق لا قدر الله ستكون له تداعيات خطيرة علي الأمن القومي المصرى مما يؤدى إلي فتح الباب أمام تدخل الدول الأجنبية للمطالبة بضرورة تأمين الملاحة في قناة السويس ووضعها تحت الحماية الدولية وتأمينها بواسطة قوات طوارىء دولية الأمر الذى يعد مساس خطير بسيادة وسمعة مصر أمام العالم وقد ظل الكوبرى مغلقا لمدة حوالي 30 شهر أى سنتين ونصف السنة حتي تم فتحه مرة أخرى في شهر يناير عام 2016م .

وجدير بالذكر أيضا أن ننوه علي مدى الأهمية القصوى لهذا الكوبرى في مشاريع تطوير وتنمية شبه جزيرة سيناء وربطها بالوادى وتسهيل الحركة المرورية والتنقل بينها وبين الوادى ومن ثم تشجيع وتحفيز المستثمرين المصريين والعرب والأجانب علي المضي قدما في إنشاء المصانع التي تعتمد علي الخامات المعدنية والطبيعية المتوافرة في سيناء مثل مصانع الأسمنت والجبس والأسمدة وخلافه وللأسف الشديد أثرت مدة السنتين ونصف السنة التي أغلق فيها هذا الكوبرى بالإضافة إلي العمليات الإرهابية التي تتعرض لها منطقة شمال سيناء لمدة زادت حاليا علي 3 سنوات تأثيرا سلبيا علي خطط التنمية في سيناء وتسبب ذلك أيضا في توقف ضخ أى إستثمارات أو رؤوس أموال مصرية أو عربية أو أجنبية في أى مشاريع من التي كان مخططا لها أن تتم في شبه جزيرة سيناء وكلنا أمل أن تنزاح هذه الغمة عن سيناء وعن مصر بصفة عامة ويعود الهدوء إلي سيناء مرة أخرى وتعود من جديد الإستثمارات ورؤوس الأموال إليها ويتم تنفيذ المشاريع المؤجلة والمستهدفة في خطط تنميتها مع محاولة تعويض المدة التي ضاعت سدى بسبب الظروف السيئة التي تعرضت لها سيناء وحمي الله مصر وشعبها والله الموفق والمستعان .
 
 
الصور :