الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

تعرف على جعفر والي رئيس "الأهلى" فى العشرينيات

تعرف على جعفر والي رئيس -الأهلى- فى العشرينيات
عدد : 11-2018
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com


جعفر والي باشا سياسي ووزير مصري من العهد الملكي ينتمي لأسرة عريقة ذات أصول شركسية وكان من مؤسسي النادي الأهلي المصري عام 1907م ثم أصبح رابع رئيس له عام 1922م كما كان أول رئيس للإتحاد المصري لكرة القدم عندما تم تأسيسه عام 1921م كما كان أيضا من مؤسسي جمعية الإخاء الشركسية عام 1932م وقد شغل جعفر والي باشا منصب ناظر الأوقاف في نظارة حسين رشدى باشا الرابعة خلال الفترة من يوم 9 أبريل حتي يوم 22 أبريل عام 1919م والتي كانت من أقصر النظارات المصرية عمرا ثم أصبح ناظرا للمعارف العمومية في نظارة عدلي يكن باشا الأولي خلال المدة من يوم 16 مارس عام 1921م وحتي يوم 24 ديسمبر عام 1921م ثم عين مرة أخرى وزيرا للأوقاف في حكومة عبد الخالق باشا ثروت الأولي بعد تغيير المسمي من ناظر إلي وزير والتي حكمت مصر من يوم 1 مارس عام 1922م وحتي يوم 29 نوفمبر عام 1922م ثم صار وزيرا للحربية في الحكومة الثانية لعبد الخالق باشا ثروت مابين يوم 21 أبريل عام 1927م وحتي يوم 16 مارس عام 1928م وإستمر في نفس المنصب في وزارة مصطفي النحاس باشا من يوم 16 مارس عام 1928م وحتي يوم 25 يونيو عام 1928م وعاد ليشغل منصب وزير الأوقاف في وزارة محمد محمود باشا الأولي خلال الفترة من يوم 25 يونيو عام 1928م وحتي يوم 4 أكتوبرعام 1929م وجدير بالذكر أنه قد تم ترشيح جعفر والي باشا لمنصب رئيس مجلس الوزراء عدة مرات إلا أن الحظ لم يحالفه ولم يتم الإجماع على هذا الإختيار.

ولد جعفر والي باشا إبن والي بك حلمي في القاهرة يوم 15 يناير عام 1880م ونشأ بها وتلقى تعليمه في المدرسة الناصرية الإبتدائية ثم في المدرسة الخديوية الثانوية ثم إلتحق بعد حصوله علي شهادة إتمام الدراسة الثانوية بالقسم الإنجليزي بمدرسة الحقوق الخديوية وتخرج منها عام 1903م وكان من أوائل خريجي هذا القسم وتم تعيينه عقب تخرجه في النيابة العامة ثم أصبح سكرتيرا بنظارة المالية عام 1907م ثم ترقي إلي منصب مفتش بها ثم إختاره مستشار الداخلية الإنجليزي سكرتيرا له عام 1908م ثم عين سكرتيرا لقسم الإدارة في وزارة الداخلية فوكيلا لوزارة الداخلية في عام 1918م .

وعن قصة تأسيس الإتحاد المصرى لكرة القدم وإختيار جعفر والي باشا ليكون أول رئيس له نبدأ ونقول إن مصر قد عرفت كرة القدم الحديثة مع بداية الإحتلال البريطانى عام 1882م وذلك بعد أن شاهد شباب مصر جنود الإحتلال يلعبون الكرة داخل ثكناتهم ومن ثم إنطلقوا من مجرد المشاهدة إلى الممارسة في شوارع القاهرة والإسكندرية ومدن القناة حيث كانت تتواجد ثكنات ومعسكرات قوات الإحتلال البريطاني وبعد سنوات قليلة إنتشرت هواية ممارسة كرة القدم وبدأ الشباب يشكلون الفرق داخل كل حي وأصبحت فرق الأحياء تتبارى فيما بينها وجاء عام 1895م بحدث هام في تاريخ الكرة عندما عرفت ميادين القاهرة أول فريق مصري يخرج بنشاط الكرة من عصبية الأحياء إلى الوطنية بقيادة محمد أفندي ناشد ويلعب هذا الفريق بإسم مصر مع فرق الجيش البريطاني وكان هذا الفريق يضم بعض اللاعبين الذين كانت لهم شهرة في المبارايات التي كانت تقام بين الأحياء آنذاك ومنهم أحمد رفعت ومحمد خيري والأخوان جبريل وفي هذه الفترة ظل النشاط الكروي قاصرا على فرق الأحياء والمدارس حتى بدأ تأسيس الأندية الرياضية وقد عرفت مصر أول مسابقة في تاريخها عندما قدمت جريدة الإمبرزيالي كأسا بإسمها لبطل المسابقة التي إشتركت فيها فرق الجاليات الأجنبية وإستمرت المسابقة موسما واحدا فقط وفاز بها نادي الهوكي ببولاق الذى أصبح بعد ذلك نادى السكة الحديد وفي عام 1908م إختارت اللجنة الأوليمبية الدولية أنجلو بولانكي اليوناني المصرى ممثلًا لمصر في اللجنة وبدأ بولانكي في تأسيس الإتحاد المختلط للأندية الرياضية في مصر وإختار مقره بمدينة الإسكندرية وضم الإتحاد سبعة أعضاء من مختلف الجنسيات ليس من بينهم مصري واحد وبعد أن دانت للإتحاد كل الأنشطة الرياضية قرر أن يمد سلطانه إلى نشاط كرة القدم فنظم مسابقة عام 1913م إشترك فيها عدد من أندية الإسكندرية وبعض فرق الجاليات الأجنبية بالقاهرة وكانت جائزة هذه المسابقة أن يحصل الفائز على ميدالية المسابقة التي رسم على أحد وجهيها الإسكندر الأكبر وعلى الوجه الآخر تاريخ المسابقة ولكن الأندية المصرية تمردت على نشاط هذا الإتحاد ورفضت المشاركة في مسابقاته وإكتفت بالمبارايات الودية فيما بينها وكان نشاط المدارس آنذاك قد إنتظم في مسابقات رسمية تحت إشراف أحمد حشمت باشا وزير المعارف العمومية في ذلك الوقت .

وفي عام 1916م إستطاعت بعض العناصر المصرية أن تجمع فريقا يضم معظم اللاعبين الممتازين ولعب بإسم منتخب مصر مع منتخب القوات البريطانية على ملعب نادي المختلط الذى أصبح الزمالك حاليا في يوم 5 مايو عام 1916م وفاز الفريق المصري 4/2 وكان يمثله محمود مرعي لحراسة المرمى وإبراهيم عثمان ومحمد السلحدار للدفاع ومصطفى حسن وسليمان فايق ورياض شوقي للوسط وحسين فوزي وكامل عبد ربه وطه فرغل وعباس صفوت ونقولا عرقجي للهجوم ورأت العناصر المصرية المعارضة لنشاط الإتحاد المختلط تشكيل هيئة تعمل بعيدا عن سلطانه فسعت إلى تنسيق نشاطها مع فرق القوات البريطانية وفي الساعة الرابعة مساء يوم الإثنين 11 سبتمبر عام 1916م عقد أول إجتماع بجريدة الإجيبشيان ميل وحضره ممثلون عن القوات البريطانية وعدد 50 مندوبا عن أندية القاهرة والإسكندرية وطنطا كما أرسلت أندية بني سويف والشرقية والمنصورة موافقة كتابية على المشروع وإتفق الجميع على إنشاء إتحاد ينظم مسابقات كرة القدم في القطر المصري وكانت أول مسابقة يتم تنظيمها هى الكأس السلطانية المهداة من السلطان حسين كامل الذى كان يحكم مصر آنذاك وتتنافس عليها الفرق المصرية والأجنبية وكان لنجاح هذه المسابقة السلطانية في سنواتها الأولى أثرا كبيرا في إزدهار اللعبة وإنتشارها وجاءت ثورة عام 1919م ضد الإحتلال البريطاني مما شجع العناصر الوطنية للتخلص من النفوذ الأجنبي في جميع المجالات وأخذت تسعى لتمصير نشاط الكرة وفي يوم 14 سبتمبر عام 1919م تم توجيه أول دعوة للنظر في تمصير الكرة من طرف إبراهيم علام وحسين حجازي وذلك للإجتماع بمكتب أحمد بك لطفي المحامي بميدان الأوبرا يوم الثلاثاء 16 سبتمبر عام 1919م في الساعة السابعة مساءا وتوالت الإجتماعات بعد ذلك من أجل إتخاذ الإجراءات والخطوات اللازمة لتنفيذ هذا الهدف وما أن حل صيف عام 1921م حتى تكللت جهود العناصر الوطنية بالنجاح وأمكن تحقيق هدف تمصير الكرة حيث إجتمعت اللجان المختلفة لوضع النظام الأساسي لإتحاد كرة القدم المراد تأسيسه ولوائح المسابقات التي سيقوم بتنظيمها وفي يوم 3 ديسمبر عام 1921م تأسس الإتحاد المصري لكرة القدم وتم تشكيل أول لجنة لإدارته والتي ضمت جعفر والي باشا رئيسا وفؤاد بك أباظة وكيلا ويوسف أفندي محمد سكرتيرا وإسماعيل سري باشا أمينا للصندوق والأعضاء عباس حلمي زغلول ومحمد صبحي وإبراهيم علام ونقولا عرقجي وطاهر السرجاني وزكريا عباس ورياض شوقي وعبد الحميد محرم وعلي صادق ومحمد جاهين ومحمد إبراهيم وبدأت اللجنة إجتماعاتها بمقر النادي الزراعي بميدان الأوبرا ثم نقل مقر الإتحاد إلى النادي الأهلي ثم إلي شارع المدابغ سابقا شارع شريف باشا حاليا فشارع الشواربي بوسط القاهرة إلى أن إنتقل إلى مقره الحالى 5 شارع الجبلاية بالجزيرة وإنضم بعد ذلك الإتحاد المصرى لكرة القدم إلى الإتحاد الدولي لكرة القدم المعروف بإسم الفيفا في يوم 21 مايوعام 1923م ثم إنضم إلى الإتحاد الأفريقي لكرة القدم والمعروف بإسم الكاف عند تأسيسه عام 1957م وقد ظل جعفر والي باشا رئيسا له حتي عام 1928م ثم عاد مرة أخرى لرئاسته من عام 1930م وحتي عام 1933م ويذكر لجعفر والي باشا مساهمته في إشتراك مصر في أولمبياد أتتويرب ببلجيكاعام 1920م ثم في أولمبياد باريس بفرنسا عام 1924م وفي عام 1930م لم يتمكن الفريق القومي المصرى من الإشتراك في أول بطولات كأس العالم لكرة القدم التي تم تنظيمها في أوروجواى بقارة أمريكا الجنوبية نظرا لبعد المسافة وإرتفاع تكاليف السفر وفي عام 1934م وبعد أن ترك جعفر والي باشا رئاسة إتحاد الكرة عام 1933م شارك الفريق القومي المصرى في ثاني بطولة لكأس العالم بإيطاليا عام 1934م بعد أن تأهل علي حساب منتخب فلسطين ولعب مباراة واحدة بها خسر فيها من المجر بنتيجة 2/4 وأحرز هدفي مصر لاعب نادى الزمالك عبد الرحمن فوزى .

وإلي جانب رئاسة جعفر والي باشا للإتحاد المصرى لكرة القدم فقد ساهم في تأسيس النادي الأهلي عام 1907م بعدد 5 أسهم بقيمة 25 جنيه حيث كانت قيمة السهم 5 جنيهات مصرية وذلك عندما طرح عمر لطفي بك فكرة تأسيس النادي الأهلي والتي تولدت في ذهنه خلال رئاسته لنادي طلبة المدارس العليا الذي أنشئ عام 1905م لأنه إعتبر أن فكرة تأسيس نادي طلبة المدارس العليا كانت فكرة سياسية في المقام الأول ووجد أن هؤلاء الطلبة بحاجة إلى ناد رياضي يجمعهم لقضاء وقت الفراغ وممارسة الرياضة فقام بعرض فكرة إنشاء النادي على مجموعة من أصدقائه الذين تحمسوا للفكرة وكان علي رأسهم الزعيم مصطفي كامل باشا وجعفر والي باشا وإسماعيل سرى باشا وأمين سامي باشا ليتم تأسيس النادي الأهلي عام 1907م وكان أول ناد للمصريين في مصر وقد ظل جعفر والي باشا عضواً في لجنته العليا لعدة سنوات حتى إنتخب رئيساً للنادي في عام 1922م وليستمر في قيادة النادي مدة 18 عام وهي المدة الأطول لأي رئيس جاء في تاريخ النادي حتي الآن وكان له دور كبير في تطوير القلعة الحمراء وفي نفس العام 1922م دخلت الكهرباء للنادي الأهلي لأول مرة وكان ذلك واحدا من مشروعات النادي الكبري حيث كان النادي يضاء بالفوانيس والغاز منذ تأسيسه عام 1907م حتى دخول الكهرباء إليه وتكلف دخول الكهرباء للنادى آنذاك 52 جنيها ليحتفل بذلك أعضاء النادى إحتفالا كبيرا بهذه المناسبة كما شهد عام 1922م حدثا هاما في تاريخ النادى الأهلي الكروي حيث إنضم لاعب كرة واعد يمتلك موهبة فذة إسمه محمود مختار أو كما إشتهر بين الجميع بعد ذلك بإسم مختار التتش لصفوف الفريق ولعب أول مباراة بفانلة النادى الأهلي ضد فريق الطيران الإنجليزي في كأس السلطان حسين كامل وسجل هدف الفوز في المباراة التي إنتهت بنتيجة 2/1 لصالح النادى الأهلي وأصبح مختار التتش فيما بعد واحدا من النجوم الكبيرة وأحد أساطير النادي ومنتخب مصر لكرة القدم وعلاوة علي ذلك ففي يوم 8 يناير عام 1929م إستطاع جعفر والي باشا أن يضع النادي الأهلي تحت رعاية الملك فؤاد ملك مصر حينذاك .

وفي عهد تولي جعفر والي باشا رئاسة النادى الأهلي بدأ في حصد البطولات ففي شهر أبريل عام 1923م أدخل فريق كرة القدم بقيادة التتش أول بطولة لخزانة النادي الأهلي عندما حقق كأس السلطان حسين كامل متفوقا على نادى المختلط حامل اللقب آنذاك عندما إقتنص الفريق الكأس لأول مرة بالفوز علي فريق دراجونز المكون من أعضاء الجيش البريطاني وفاز النادى الأهلي بالمباراة 2/1 بهدفي أحمد مختار وخليل حسني لتنطلق إحتفالات تاريخية لم تشهدها مصر من قبل حيث قامت مظاهرة شعبية من ملعب المباراة بالعباسية وحتى مقر النادي الأهلي بالجزيرة وحمل جمهور النادى الأهلي لاعبيه علي الأعناق في شوارع القاهرة إحتفالا بالفوز على الإنجليز والذي إعتبره الكثيرون إنتصارا للوطنية حيث حرصت المظاهرة على المرور أمام ثكنات الجيش البريطاني في قصر النيل حتى يشاهدها الإنجليز ويسمعون هتافاته ثم أضاف بعد ذلك 6 ألقاب أخرى من تلك البطولة ليكون صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز حتى آخر نسخة من هذه المسابقة والتي أقيمت عام 1938م حيث فاز النادى الأهلي بعد عام واحد فقط بلقب كأس مصر في عام 1924م بإنتصاره علي نادى السكة الحديد 4/1 في إياب المباراة النهائية بعد إنتهاء مباراة الذهاب بالتعادل السلبي وسجل مختار التتش هدفين كما سجل كل من أحمد مختار وخليل حسني هدفا لكل لاعب ثم حقق النادى الأهلي بطولة دوري منطقة القاهرة لكرة القدم للمرة الأولي في نسختها الثالثة عام 1925م ليبدأ مسيرة تفوق إستمرت حتى آخر نسخة من هذه البطولة عام 1958م حيث وصل عدد مرات فوز النادى الأهلي بها إلي 16 مرة وضعته في مقدمة الأندية الحاصلة عليها ثم أضاف المارد الأحمر في نفس العام لقب بطولة كأس السلطان حسين كامل بالفوز علي نادى الإتحاد السكندري بنتيجة 4/1 في ذهاب النهائي بفضل هاتريك أى ثلاثة أهداف لسيد أباظة وبعد أيام قليلة يعود النادى الأهلي ليهزم نادى الإتحاد السكندرى مجدداً بنتيجة 3/0 في إياب النهائي والذي سجل فيه سيد أباظة أيضا هدفا إلي جانب ثنائية حسين حجازي وبذلك حقق النادى الأهلي الثلاثية المحلية وهي بطولة السلطان حسين كامل وبطولة كأس مصر وبطولة دورى منطقة القاهرة لكرة القدم لأول مرة في تاريخ أندية مصر بفوزه بجميع بطولات موسم عام 1924م/1925م .

وفي نفس العام 1925م صدر قرار جريء من الجمعية العمومية للنادي الأهلي والتي كان يترأسها جعفر والي باشا بألا يقبل النادي في عضويته إلا المصريين وفي عام 1926م حقق النادى الأهلي لقبا غاليا عندما فاز بكأس السلطان حسين كامل للمرة الثالثة منتصرا علي نادى الترسانة 1/0 في النهائي وكانت أهمية هذا اللقب أنه أعطي النادى الأهلي الأفضلية علي نادى المختلط منافسه التقليدى وصاحب أكبر عدد من الألقاب في تلك البطولة آنذاك فأصبح النادى الأهلي في المقدمة ولم يتنازل عن الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بهذه الكأس حتي آخر نسخة من هذه البطولة عام 1938م كما ذكرنا في السطور السابقة وبعد سنتين وفي عام 1927م حقق النادى الأهلي الثلاثية الثانية ثم حققها للمرة الثالثة في عام 1931م وفي موسم عام 1927م/1928م جاء ولأول مرة في التاريخ إصطدام النادى الأهلي بمنافسه التقليدي نادى المختلط في المباراة النهائية لكأس مصر وإستطاع المارد الأحمر الإحتفاظ بلقب البطولة للمرة الرابعة والثانية علي التوالي بفوزه 1/0 بهدف ممدوح مختار صقر وفي صيف عام 1929م قام فريق الكرة بالنادى الأهلي بعمل جولة أوروبية هي الأولي من نوعها حيث سافر الفريق لمواجهة عدة أندية أوروبية مثل فناربخشة وجلطة سراي في تركيا ثم توجهت البعثة إلي ألمانيا لملاقاة فرق لايبزج وبوروسيا برلين وميونيخ 1860 وجلزنكيرشن وإنتهت الرحلة في بلغاريا بمباراتين ضد فريقي ليفسكي صوفيا وسلافيا صوفيا وفي شهر نوفمبر عام 1930م تفوق النادى الأهلي علي منافسه التقليدي نادى المختلط بنتيجة 4/0 في مباراة ضمن دوري منطقة القاهرة شهدت تألقا تاريخيا لمختار التتش الذي أصبح أول لاعب يسجل هاتريك أى ثلاثة أهداف في تاريخ لقاءات ديربي القاهرة بين الناديين الكبيرين ومنذ بداية الثلاثينيات من القرن العشرين الماضي إهتمت إدارة النادى الأهلي بقيادة جعفر والي باشا بإدخال المزيد من الألعاب الرياضية إلي النادى وبحلول عام 1932م وصل إجمالي الألعاب التي تمارس داخل النادي الأهلي إلي 10 ألعاب مختلفة هي كرة القدم والملاكمة والكرة الطائرة والتنس وكرة السلة وتنس الطاولة ورفع الأثقال وألعاب القوي والبلياردو والكروكيه وكان لاعبو هذه الرياضات هم عماد منتخب مصر في كل لعبة منهم وبهذه المناسبة وبمناسبة الإحتفال باليوبيل الفضي للنادى بمرور 25 عاما علي إنشائه أصدر النادي الأهلي كتابا يسرد فيه تاريخ وبطولات النادي في شهر أبريل عام 1932م .

وبعد إنشاء الإذاعة المصرية في عام 1934م تم البدء في نقل مباريات النادي الأهلى لكرة القدم على الهواء مباشرة وكان النادى الأهلي يتقاضى مبلغ 75 جنيها نظير نقل المباراة الواحدة وفي هذا الموسم تألق مختار التتش مع الهداف حسين حمدي وإقتنص النادى الأهلي درع دوري منطقة القاهرة متفوقاً علي غريمه التقليدي نادى المختلط في مباراتي المسابقة بنتيجتي 3/0 و2/1 وقد سجل مختار التتش في المباراتين وأضاف النادى الأهلي أيضا بطولتي عام 1935م وعام 1936م متفوقا علي نادي السكة الحديد صاحب المركز الثاني في الموسمين وبعد ذلك إستمر النادي الأهلي مع إدارة جعفر والي باشا ومع مختار التتش ونخبة من نجوم كرة القدم في الثلاثينيات من القرن العشرين الماضي أمثال حسين حمدي وعبد الكريم صقر وأمين شعير ولبيب محمود في قيادة النادى الأهلي للفوز بدوري منطقة القاهرة لعدة سنوات متتالية أكد فيها هذا الجيل الذهبي من اللاعبين الموهوبين هيمنة المارد الأحمر علي البطولات التي ينظمها الإتحاد المصرى لكرة القدم من حيث عدد مرات الفوز وإستمرت مسيرة البطولات مع جعفر والي باشا وفي نهاية موسم عام 1936م/1937م حصد النادى الأهلي الثنائية بالفوز ببطولتي دوري منطقة القاهرة وكأس مصر متفوقاً علي منافسيه المختلط والسكة الحديد حيث حسم النادى الأهلي الدوري في آخر أسبوع عندما حقق فوزا ساحقاً 4/1 علي نادى المختلط ليحسم المركز الأول بفارق 3 نقاط عن منافسه التقليدي وفي نهائي الكأس فاز النادى الأهلي 3/2 علي نادى السكة الحديد في مباراة مثيرة لم يحسمها إلا هدف عبد الكريم صقر في الدقائق الأخيرة وكان عام 1938م هو آخر عام تقام فيه بطولة كأس السلطان حسين كامل والتي بدأت في عام 1917م وفاز النادى الأهلي بنسختها الأخيرة بإنتصار صعب 1/0 علي النادى المصري البورسعيدي في المباراة النهائية وفي الوقت الإضافي حيث كان الوقت الأصلي للمباراة قد إنتهي بالتعادل السلبي بعد أن سجل مصطفي لطيف هدفا في الشوط الإضافي الأول وبهذا الفوز أضاف النادى الأهلي لجعبته البطولة رقم 7 ليصبح صاحب الرقم القياسي من حيث عدد مرات التتويج للبطولة للأبد .

وأما مسابقة دوري منطقة القاهرة فقد حسمها النادى الأهلي في الجولة الأخيرة مجددا وبفوز كبير 5/1 علي نادى المختلط صاحب المركز الثاني في مباراة سجل فيها صالح الصواف هدفين كما سجل كل من مختار التتش وجميل صابر وعبد المجيد العشري هدفا لكل لاعب وبذلك حقق النادى الأهلي رقما قياسيا جديدا من حيث عدد مرات الفوز المتتالي بنفس البطولة عندما فاز ببطولة دوري منطقة القاهرة للمرة الخامسة علي التوالي في موسم عام 1938م/1939م ليصبح بذلك أول فريق مصري يصل لهذا الإنجاز وقد فاز النادى الأهلي في هذا الموسم علي منافسه التقليدي نادى المختلط في كلتا مباراتي الفريقين في الدوري بنتيجتي 3/1 و2/0 و بعد 18 عاما من العطاء أعلن أسطورة النادى الأهلي مختار التتش إعتزاله الكرة عام 1940م وكان يسعي للتفرغ لإصلاح حال اللعبة في مصر والمساهمة في وضع القوانين الخاصة بالرياضة المصرية وعلي الرغم من إعتزال أبرز نجوم فريق النادى الأهلي مختار التتش إستطاع النادى الأهلي أن يحسم بطولة كأس مصر موسم عام 1939م/1940م لصالحه بالفوز علي نادى الترام السكندرى 3/1 في النهائي وسجل للنادى الأهلي كل من حسين مدكور ومحمد الجندي ولبيب محمود وجدير بالذكر أنه في شهر يوليو عام 1940م تولي أحمد فؤاد أنور أول كابتن في تاريخ النادي الأهلي مؤقتا منصب رئيس النادى الأهلي بدلا من جعفر والي باشا وهو ما جعله يكتب في السجلات كأحد الرؤساء في تاريخ النادي الأهلي إلي أن عاد جعفر والي باشا لمنصبه مرة أخرى في شهر نوفمبر عام 1941م وليظل رئيسا له حتي عام 1944م حينما تم تعيين أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكى للملك فاروق آنذاك رئيسا للنادى الأهلي وقد إستمر إستحواذ النادى الأهلي أيضا علي البطولات خلال هذه الفترة ففي عام 1942م حصل النادى الأهلي علي ثنائية الدوري والكأس وفي العام التالي حصل علي الدوري وتقاسم كأس مصر مع نادي المختلط الذى تغير إسمه ليصبح نادى فاروق وفي موسم عام 1945م/1946م في عهد رئاسة أحمد حسنين باشا له حقق النادى الأهلي الثنائية مرة أخرى .

وكان من أنشطة جعفر والي باشا أيضا مساهمته في تأسيس جمعية الإخاء الشركسية في عام 1932م والتي كان صاحب فكرة تأسيسها الكاتب الشركسي المصرى عبد الحميد غالب خوست وكان الهدف من تأسيسها إيجاد رابطة تعارف وتعاون وإتصال بين أعضائها وبين إخوانهم في الأقطار المختلفة من أجل التعاون الإجتماعي والثقافي ومساعدة طلاب العلم الذين ياتحقون بالدراسة في جامعة الأزهر وبكافة المدارس الحكومية والأهلية والمساهمة في وجوه البر والإحسان وعلاج المرضي وكان من مبادئ هذه الجمعية الإعتماد في تمويل أنشطتها علي إشتراكات الأعضاء وعلي الإعانات والتبرعات وأنه لا دخل بأنشطتها بالنواحي السياسية وقد قامت هذه الجمعية برعاية الطلبة الشراكسة الوافدين إلي مصر للدراسة في الجامع الأزهر الشريف من الأردن وسوريا وتركيا والقوقاز في أعوام الثلاثينيات من القرن العشرين الماضي بكل ما أوتيت من جهد وإمكانيات وكانت مقصدا للشراكسة عموما الوافدين إلى مصر من مختلف الأقطار العربية والإسلامية حيث كانوا يجدون بها كل حفاوة وترحيب وتكريم وقد قام مؤسس الجمعية عبد الحميد خوست بزيارة إخوانه من الشراكسة المهجرين في الأردن وسوريا وفلسطين وتركيا وفرنسا وتشيكوسلوفاكيا وبولونيا للتباحث معهم في شئونهم السياسية والإجتماعية كما قام بترجمة الكتاب التاريخي القيم تاريخ القوقاز للمؤرخ الشركسي المشهور الجنرال مت يوسف عزت جونة توقة عن اللغة التركية عام 1933م وأوقف ريعه على جمعية الإخاء الشركسية وقد توفي عام 1936م قبل أن يتمكن من طبع ترجمته فتولى أخوه أحمد غالب بك خوست طباعته ونشره في القاهرة عام 1941م وأُعيد طبعه في عمان عام 1948م من قِبل دار النارتيين للنشر لصاحبها الباحث نهاد برزج .


وبعد قيام ثورة عام 1952م إبتعد جعفر والي باشا عن الحياة العامة وعن الشئون السياسية إلي أن وافاته الأجل في يوم 28 سبتمبرعام 1963م عن عمر يناهز 83 عاما وتم دفنه بمنطقة الإمام الليث علي مقربة من مسجد الإمام الليث بن سعد.

ويجدر بنا أن نذكر لجعفر والي باشا مقولة شهيرة وهي :"إن الأخلاق تأتي قبل البطولة" وكانت قصة هذه المقولة إنه في مباراة نهائي الكأس السلطانية عام 1928م وكان جعفر والي باشا وقتها رئيسا للنادى الأهلي رفض حسين حجازي ومعه عدد من لاعبي النادى الأهلي إستلام ميداليات المركز الثاني بعد الخسارة من نادى الترسانة بحجة أن حكم المباراة كان غير عادل وظلم النادى الأهلى فى بعض قراراته فقرر جعفر باشا إيقاف اللاعب الذي كان حينها من أمهر وأشهر لاعبي كرة القدم في مصر لمدة 3 شهور وأرسل النادى الأهلي خطابا لإتحاد الكرة يخطره فيه بإيقاف اللاعب حسين حجازي وحرمانه من تمثيل مصر في أوليمبياد أمستردام العاصمة الهولندية الذى كان سيقام في نفس العام 1928م مع توجيه إنذار لجميع اللاعبين الذين تضامنوا معه ولم يحضروا لإستلام الميداليات بإستثناء الثنائي الذي حضر زكي عثمان ورياض شوقي وحاول بعض أعضاء إتحاد الكرة التدخل لرفع الإيقاف عن اللاعب الذي كان يستعد للمشاركة في الأوليمبياد المذكور لكن جعفر والي باشا أصر علي رأيه وبرر رفضه رفع الإيقاف عن اللاعب بأن الأخلاق تأتي قبل البطولة وضرب بذلك أروع مثل في الإنضباط وتقديم المبادئ علي البطولات ثم كان القرار التربوى الشجاع من مجلس إدارة النادى الأهلي بالإستغناء عن اللاعب الذى رحل بعد ذلك إلى نادى المختلط و أنهى مشواره الكروى هناك وتكريما لهذا الرجل العظيم فقد تم إطلاق إسمه علي أحد الشوارع الرئيسية بحي المطرية بالقاهرة .
 
 
الصور :