الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

محلات صيدناوى

محلات صيدناوى
عدد : 11-2018
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com


محلات سليم وسمعان صيدناوى هي شركه مصرية تأسست عام 1913م وأممت في الستينيات من القرن العشرين الماضي وبعد صدور قرارات التأميم سميت الشركة بالإسم الحالي شركة الملابس والمنتجات الإستهلاكية بعد دمج محلات شملا والطرابيشى وإسلام في شركة واحدة عام 1967م وهي تعمل في مجال تجارة السلع الإستهلاكيه والغذائية وهي تتبع الشركة القابضة للسياحة والفنادق والسينما ويبلغ عدد فروع محل صيدناوى عدد 70 فرع منتشرة في كل مدن مصر إلي جانب عدد 65 مخزن وتبدأ قصة بداية هذه المحلات من دكان صغير للخردوات في منطقة الحمزاوي بحي الأزهر بالقاهرة إلي أن أصبحت أشهر سلسلة محلات لبيع الملابس والمنتجات الإستهلاكية في مصر والعالم العربي علي يد الشقيقين سليم وسمعان صيدناوي واللذان ينتميان إلي قرية صيدناوي والتي منها إشتق إسميهما وهي قرية تقع شرق العاصمة السورية دمشق ففي عام 1878م وفد سمعان صيدناوي إلي القاهرة مطرودا كعقاب من والديه بعد أن غضبا عليه بسبب إرتكابه خطيئة دينية كبرى عندما فاز بورقة يانصيب وهو الأمر الذي إعتبراه بمثابة الخطيئة التي يستحق أن يرحل فاعلها حتي لا تحل اللعنات علي القرية التي يقيم بها وعند وصول سمعان صيدناوى إلي القاهرة عمل مع عمه نيقولا صيدناوي في مجال التجارة فأظهر كفاءة ومهارة متميزة مما دفع الأخير لتشجيعه علي الإستقلال في العمل وساعده في فتح دكان صغير للخردوات في منطقة الحمزاوي المشار إليها في السطور السابقة وأصبح دكانه هذا بعد فترة وجيزة قبلة الزبائن والتجار من مختلف مناطق القاهرة لما عرف عنه من أمانة وصدق وبضائع جيدة معتدلة الأسعار وفي هذه الأثناء حضر سليم صيدناوى الشقيق الأكبر لسمعان فأشركه معه في إدارة الدكان الذي سرعان ما إكتسب شهرة كبيرة تتطلب التوسع حيث أصبحت تجارتهما لا تناسبها مساحة الدكان الصغيرة التي يتاجران من خلالها فإشتريا عقارا أوسع مساحة في ميدان الخازندار بالموسكي .


وفي عام 1913م قاما بهدم هذا العقار القديم وأقاما مكانه صرحا معماريا كبيرا علي شكل تحفة معمارية رائعة من حيث التصميم المعمارى والبناء بإرتفاع عدد 4 طوابق تبلغ مساحة كل منها حوالي 2000 متر مربع فتكون المساحة الإجمالية له قدرها 8000 متر مربع تقريبا ليعمل في نشاط بيع المنتجات والمنسوجات مصرية الصنع وكانت هذه هي نقطة الإنطلاق لإسم صيدناوى في مصر ثم توالي بعد ذلك إفتتاح الفروع الجديدة في القاهرة والإسكندرية والمنصورة وطنطا وباقي مدن محافظات مصر بالوجهين البحرى والقبلي وعن وصف المبني الأثرى لمحلات صيدناوى نجد أنه محاط بسور حديدي به بوابة تؤدى إلي ساحة كبيرة بها نافورة يحيط بها سور حديدى صغير يشبه أوراق الأشجار أما المبني فواجهاته مطلية باللون الأصفر الجيرى ويحتوى في أعلاه وأعلي المدخل الرئيسي للمبني على ما يشبه القبتين ويتوسطهما إسم صيدناوى بمساحة كبيرة حتى يمكن رؤية إسم المتجر من مسافة بعيدة وأعلى مدخل المبنى توجد قطعة من الرخام محفور عليها إسم سليم وسمعان صيدناوى وشركاهم أما المبني من الداخل فهو يتكون من عدد 4 أدوار كل دور مساحته 2000 متر مربع تقريبا كما ذكرنا في السطور السابقة وبه عدد 2 مصعد كهربائي باللون الذهبى ذات الطراز القديم والتي تمتاز بجمال الشكل وبالطابق الثانى يوجد ماكيت داخل صندوق زجاجى كنموذج مجسم لشكل المبنى كله أما عن سقف المبنى فهو عبارة عن لوحة من الزجاج الملون الكبير الذى يشبه الفسيفساء فى جماله ويتدلى من السقف عدد من النجف العملاق وقد إستغرق بناء هذا المبنى نحو 3 سنوات وقد تم إفتتاحه رسميا عام 1913م في عهد الخديوى عباس حلمي الثاني وكان متخصصا في المقام الأول فى بيع الأقمشة والمنسوجات مصرية الصنع وأيضا الأثاث المصرى الصنع والتي كانت تصنع جميعها في الورش التي أنشأها الأخوان لتغذية فروع متجرهما بالبضائع اللازمة والتي كانت تتمتع بسمعة طيبة ولم يكتف الشقيقان سليم وسمعان صيدناوى بالعمل التجاري وإنما ساهما في المجال الخيري بطرق مختلفة أبرزها تكفلهما بإنشاء مستشفى سمعان صيدناوي الواقع بشارع الجمهورية حيث كان مكان المستشفى في الأصل سراي ليعقوب باشا آرتين الذي تحول بعد وفاته إلى فندق ثم هدم ليتبرع سمعان صيدناوي ببناء مستشفى مكانه لكنه رحل عن عالمنا عام 1936م فقام ورثته بإكمال عمله وإفتتحه الملك فاروق فضلًا عن بناء مدرسة بطريركية الروم الكاثوليك بشارع رمسيس لمحدودى الدخل إضافة إلى المساهمة في بناء مستشفى دار الشفاء بالعباسية .


وفي إطار سياسة التأميم التي قامت بها ثورة يوليو عام 1952م وتحديدا في عام 1967م تم تأميم محلات صيدناوي بمختلف فروعها وفي عام 1989م تحولت شركة محلات صيدناوي إلي شركة مساهمة مصرية وخضعت بعدها للقانون رقم 203 لسنة 1991م الذي صدر بعد ذلك وإنتقلت تبعيتها من الشركة القابضة للتجارة إلي الشركة القابضة للسياحة والفنادق والسينما أما رأس مال الشركة فبلغ 6.5 مليون جنيه مصري موزعة علي 6.5 مليون سهم بواقع 1 جنيه للسهم الواحد ويبلغ عدد أفرعها عدد 71 فرع منها 59 فرع مستأجرإلي جانب عدد 21 فرع مملوك للشركة وللأسف الشديد تدهور حال مجموعة محلات صيدناوى سواء في القاهرة أو في المحافظات من ناحية حالة مباني الفروع نفسها أو من حيث كمية ونوعية وجودة السلع المعروضة بها وبالتالي أصبحت حالتها مزرية فلا يوجد أى رأس مال لشراء بضائع جيدة للفروع ولا لترميمها وإعادة تأهيلها وذلك نظرا لعدم خبرة القائمين على إدارتها الأمر الذي تسبب في ضياع ما صنعه الأخوان صيدناوى في عدة سنوات بالجهد والعرق وقد دفعت القيمة الفنية والتاريخية للمبني الرئيسي للمحلات بالخازندار الجهاز القومي للتنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة لتسجيله كأحد المباني ذات القيمة التاريخية المميزة وذلك طبقا للقانون رقم 144 لسنة 2006م .


وفى بداية عام 2010م تم طرح مشروع تطوير وإعادة تأهيل مبني محلات صيدناوى الخازندار فى مسابقة معمارية عمرانية بالتعاون بين الجهاز القومى للتنسيق الحضارى وإحدى شركات قطاع الأعمال العام وهى الشركة القابضة للسياحة والفنادق والسينما المالكة لمحلات صيدناوى بهدف تجديد وإعادة إستخدام هذا المبنى التاريخي وإستهدفت المسابقة الحصول على أفضل الحلول المعمارية للمبني مع تغيير نشاطه الحالى ليصبح أول مجمع لتسويق المنتجات الثقافية والفنية فى مصر والوطن العربي وأفريقيا بالإضافة إلى الوصول إلى أفضل الحلول العمرانية لميدان الخازندار الذى يعاني من الإزدحام والعشوائية وكثرة الباعة الجائلين الذين يفترشون الميدان حاليا والتى تتناسب مع أسس ومعايير التنسيق الحضارى للمبانى والمناطق التراثية وتم طرح المسابقة على مرحلة واحدة وكانت مفتوحة للمعماريين منفردين أو في صورة مجموعات أو مكاتب إستشارية متخصصة وكانت شروط التقدم للمسابقة هو أن يقوم المتسابق بملء بيانات إستمارة الإشتراك بالمسابقة من خلال الموقع الخاص بالجهاز ويتم الحصول على مستندات المسابقة إلكترونيا بعد سداد 1000 جنيه مصرى رسوم الإشتراك بالمسابقة وذلك على حساب الشركة القابضة للسياحة والفنادق والسينما بشيك بنكى مقبول الدفع لأمر الشركة وكانت جوائز المسابقة قدرها مبلغ 200 ألف جنيه للجائزة الأولى مبلغ 150 ألف جنيه للجائزة الثانية ومبلغ 100 ألف جنيه للجائزة الثالثة بجانب مبلغ وقدره 25 ألف جنيه لثلاث جوائز تشجيعية وكان مصير المشروعات المقدمة أن تم حفظها جميعا فى الأدراج ولم يتم تنفيذ أى شئ منها علي أرض الواقع .


وجدير بالذكر أن أحفاد سليم وسمعان صيدناوى والذين يمثلون ورثتهما مازالوا يمتلكون عددا من اسهم الشركة المالكة لمحلات صيدناوى ويوجد حفيد واحد فقط ما زال يتردد على القاهرة كل فترة لمتابعة ما تبقى من فروع جديه وخوفًا من أن تضع الدولة يدها علي الشركة وتؤول إليها بالكامل وفي أثناء زياراته للقاهرة يقيم بجوار فرع ميدان الخازندار حيث أنه ملحق بالفرع منزل صغير مكون من 3 طوابق كان فيما سبق يستخدم كمنزلا للخدم الذين كانوا يعملون فى هذا الفرع ويستخدم هذا الحفيد الطابق الثالث والأخير من هذا الملحق أما الطابق الأول والطابق الثانى فهما عبارة عن مكاتب للموظفين العاملين بالمحلات حاليا وقد تم في وقت من الأوقات عرض مليون جنيه عليه لترك الشقة وبيعها ولكنه رفض وتمسك بها كما أن فرع صيدناوى الموجود بميدان الخازندار فى القاهرة كان قد تم تقديم عرض لإستغلاله لمدة 20 سنة بنظام حق إنتفاع قيمته مبلغ 180 مليون جنيه ولكن تم رفضه حيث أن هذه القيمة تمثل مبلغا زهيدا وتعتبر خسارة كبيرة وليست مكسبا فالفرع يتكون كما أسلفنا القول من عدد 4 طوابق والدور الواحد تبلغ مساحته 2000 متر لتصبح المساحة الإجمالية للفرع ككل 8000 متر وعلي ذلك يكون إستغلال تلك المساحة فى مقابل المبلغ المذكور يعتبر إهدار لثروة يمكن أن تستغل بشكل أفضل كما أنه لايفوتنا أن نذكر أن شركة تدعى رنين قد قامت بإستئجار فرعين من فروع محلات صيدناوى الأول فى شارع نوبار باشا بوسط القاهرة والثانى فى مدينة شبرا الخيمة وجارى التفاوض معها علي كيفية إستغلال فرع الخازندار .
 
 
الصور :