الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

قصر باكنجهام .. أعرق القصور الملكية

قصر باكنجهام .. أعرق القصور الملكية
عدد : 11-2018
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com


قصر باكنجهام بالعاصمة البريطانية لندن هو المقر الرسمي لملوك بريطانيا وهو يعد الدعامة الأساسية للنظام الملكي الدستوري فيها ويضم مكاتب أولئك الذين ينظمون ويرتبون نشاطات وواجبات الملكة ودوق أدنبرة وهو لقب زوج الملكة وأسرهم اليومية وهو أيضا المقر الرسمي لإنعقاد الإحتفالات الملكية الكبيرة والزيارات الخارجية والتعيينات والتي تنظمها الأسرة المالكة كما يعتبر مكاناً لجل الأحداث المتصلة بالعائلة البريطانية المالكة ومكانا لإنعقاد العديد من الإجتماعات وزيارات قادة الدول إضافة لكونه نقطة جذب سياحية رئيسية حيث يعتبر القصر مزار جذب سياحي ونقطة محورية هامة وأساسية للشعب البريطاني في لحظات الفرح والأزمات والمتاعب ومن هناك أيضا تصدر جل التصريحات الصحفية التابعة للمكاتب الملكية وهو يقع تحديدا في منطقة ويست مينستر في وسط العاصمة البريطانية لندن والأرض التي بني عليها هذا القصر الشهير كانت في البداية مزرعة ملكية قبل عدة قرون من بناء القصر الحالي وسكن العاللة المالكة فيه حيث إمتلك إدوارد ذا كونفيسور الأرض قبل غزو النورمان لإنجلترا عام 1066م وهم خليط من شعوب الدول الإسكندنافية وتحديدا شعوب الدانمرك والسويد والنرويج ثم إستصلحها في عام 1531م الملك هنري الثامن الذى حكم إنجلترا بين عام 1509م وعام 1547م ومن بعده كان الملك جيمس الأول ملك إنجلترا بين عام 1603م وعام 1625م يخطط لتكون الأرض مزرعة لتربية دود القز لإنتاج الحرير وذلك بعد أن تولى العرش ولكنه تخلى عن الفكرة وصرف النظر عنها بعد ذلك وقد أقيم أول بناء في موقع القصر الحالي عام 1624م بناءا على أوامر السير وليم بلاك وكان هذا التاريخ بداية لفترة مختلطة جدا ومثيرة للجدل للغاية بالنسبة لملكية أرض موقع القصر الحالي فقد إستمرت حالة من الإرتباك حول الملكية الحقيقية للأرض تم فيها تبادل الحجج القانونية والوثائق الدالة علي ملكية الأرض لعدة سنوات .


وفي عام 1703م قرر دوق باكنجهام ونورماندي إنشاء منزل كبير على الأرض والذي يشكل جزءا كبيرا من قصر باكنجهام الحالي وكان البناء في هذه الفترة بسيطا وفي عام 1761م بيع منزل باكنجهام للملك جورج الثالث ملك بريطانيا مابين عام 1760م وعام 1820م مقابل 21 ألف جنيه إسترليني وخصصه لزوجته الملكة شارلوت وأصبح من يومها يعرف للجميع بإسم منزل الملكة وفي العام التالي 1761م كلف الملك جورج الثالث المهندس السير وليم تشامبرز بإعادة تأسيس وتأهيل القصر لكي يتناسب مع متطلبات الملكة وبلغت تكلفة هذه العملية نحو 73 ألف جنيه إسترلينى وفي عام 1820م تم تطوير البناء الذى أقامه دوق باكنجهام بأمر من الملك جورج الرابع عندما كلف المهندس جون ناش بإجراء تعديلات على قصر الملكة شارلوت كما قام بإعادة تصميم الحدائق التابعة للقصر وصمم أيضا مدخل ماربل أرش أو القوس الرخامي والذي تم نقله فيما بعد إلى الركن الشمالي الشرقي من حديقة هايد بارك وفي عام 1847م وعلى يد إدوارد بلور تم توسيع واجهة القصر ثم أُعيد تصميمها على يد السير أستون ويب في عام 1913م كخلفية للتمثال التذكاري للمكلة فيكتوريا بينما بقيت حديقة جون ناش على حالها وحتى عام 1837م عندما إعتلت الملكة فيكتوريا العرش لم يكن قصر باكنجهام هو المقر الرسمي لإقامة العائلة الملكية كما هو الحال الآن وعندما تزوجت الملكة فيكتوريا من الأمير البرت في عام 1840م بدأ ظهور قصر باكنجهام الذي نعرفه اليوم كمقر رئيسي للعائلة المالكة البريطانية وأضيف إليه مبنى آخر حينذاك حيث كانت لا توجد بالقصر غرف للأطفال كما أن غرف النوم به كان عددها قليل ولا يتناسب مع عدد أفراد العائلة المالكة وزوار القصر وكان الحل الوحيد من أجل تنفيذ ذلك هو نقل مدخل ماربل أرش المشار إليه في السطور السابقة إلي حديقة هايد بارك بوسط لندن من أجل بناء جناح رابع مكانه وليأخذ القصر شكله الحالي المعروف به .


وبإتمام هذا العمل أصبح قصر باكنجهام هو المقر الرسمي للعائلة المالكة البريطانية وقد أقامت به الملكة فيكتوريا حتي وفاتها عام 1901م ومن بعدها أقام فيه جميع ملوك بريطانيا بداية من خليفتها الملك إدوارد السابع مابين عام 1901م وعام 1910م وحتي الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا الحالية والتي تولت العرش في شهر فبراير عام 1952م بعد وفاة والدها الملك جورج السادس الذى حكم بريطانيا من شهر ديسمبر عام 1936م وحتي وفاته في أوائل شهر فبراير عام 1952م وجدير بالذكر أنه خلال الحرب العالمية الثانية مابين عام 1939م وعام 1945م رفض الملك جورج السادس والأميرة إليزابيث ولية العهد حينذاك مغادرة لندن إلي إسكتلندة بعيدا عن غارات الطيران الألماني ومن ثم كان قصر باكنجهام مستهدفا للقصف الجوى الألماني هذا ويبلغ طول واجهة قصر باكنجهام 108 مترا ويبلغ عمقه 120 مترا بما في ذلك الساحة المربعة المركزية وإرتفاعه 24 مترا وهذه الساحة كان قد تم تصميمها خصيصا في عام 1911م لتكون مكانا مناسبا لتبديل الحرس الملكى كجزء من مشروع النصب التذكارى للملكة فيكتوريا الذى تم إقامته أمام الواجهة الرئيسية للقصر كذلك تم إستكمال بوابات وأسوار القصر فى العام نفسه وتشمل هذه البوابات البوابة الوسطى الشمالية وهى المدخل المعتاد للقصر والبوابة الوسطى وتستخدم فى المناسبات الرسمية ومغادرة الحرس عند تغييره وكانت هذه الأعمال قد إنتهت قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914م ويوجد به 775 غرفة منها 19 غرفة دولة و52 غرفة ملكية وغرف للضيوف و188 غرفة للموظفين و92 مكتبا و78 حماما وهذه هي الغرف الرسمية بالقصر والتي نجدها تحتوى على لوحات عالمية ومنحوتات وآثار نادرة وقطع خزف ومقتنيات ملكية وقد تم فتح هذه الغرف للجمهور لأول مرة في التاريخ في شهر أغسطس عام 1993م وتبلغ قيمة تذكرة الدخول 30 جنيه أسترليني وبالإضافة إلي الغرف الرسمية بالقصر توجد الغرف الخاصة بالملكة والتي تقع في الجانب الشمالي منه .

وبالطابق الأول من القصر توجد عدة قاعات وهي التي تجرى بها الإحتفالات الرسمية والمناسبات الإجتماعية الرسمية وتشمل هذه القاعات قاعة الرقص وتعتبر صالة الإحتفالات الرسمية للقصر وتتميز بفخامة أثاثها وحوائطها المزينة بلوحات زيتية أصلية وقاعة العرش بالإضافة إلى القاعة المعروفة بإسم جاليري الملكة والتي تقع في الجهة الغربية من القصر في موقع كنيسة صغيرة تعرضت للقصف خلال الحرب العالمية الثانية وتم إعادة إفتتاحها عام 1962م وحتى عام 1999م زارها أكثر من خمسة ملايين زائر ثم أغلقت مرة أخرى وتم توسعتها وأضيفت إليها غرف جديدة ليعاد إفتتاحها في يوم 21 مايو عام 2002م خلال الإحتفالات باليوبيل الذهبي للملكة إليزابيث الثانية وهذه القاعة مفتوحة للجمهور أغلب أوقات العام ومعروض بها مجموعة كبيرة تزيد عن 450 قطعة فنية من مقتنيات العائلة المالكة وعلاوة علي ذلك يضم القصر بالإضافة للملوك والأمراء أكثر من 800 عامل وأكثر من 350 ساعة والتي تتم صيانتها من قبل فريق عمل يحرص دائما علي ضبط هذه الساعات وضمان أن تدق طوال الوقت وإصلاح ما قد يتعطل منها كما يضم القصر أيضا العربات الملكية والمركبات التى كان يتم إستخدامها فى الماضى وأيضا العربات التى يتم إستخدامها حاليا وأكثر هذه المركبات التى تخطف الأنظار العربة الذهبية التى تم صنعها للملك جورج الثالث فى عام 1762م ويتم إستخدامها فى كل مراسم التتويج حتى هذه اللحظة كما يضم القصر حاليا أكبر حديقة بريطانية خاصة قام بتصميمها كابابيليتى برون بالإضافة لبحيرة مياه كبيرة تم إمدادها بالمياه من بحيرة سيربنتين الشهيرة التي توجد بحديقة هايد بارك أما فى ساحات القصر الخارجية فتوجد الإصطبلات الملكية للخيول الأصيلة وجراجات لمجموعة أخرى من العربات الذهبية المتميزة التى تستخدم فى حفلات الزفاف الملكية والإحتفالات الكبرى الخاصة بالعائلة الملكية البريطانية .


وفي الوقت الحالي تستقبل الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا في قصر باكنجهام عددا كبيراً من الزوار الرسميين وغير الرسميين حيث تقوم بإستقبال سفراء الدول الأجنبية والسفراء البريطانيين والمفوضيين الساميين والأساقفة وضباط الجيش فيه كما يزور قصر باكنجهام أكثر من 50 ألف شخص سنويا كضيوف للملكة في شتى المناسبات الصغيرة منها والكبيرة ويعد حفل إستقبال الدبلوماسيين الذي يقام في شهر ديسمبر من كل عام والذي يحضره أكثر من 1500 شخص قادمين من حوالي 130 دولة حول العالم من أهم الفعاليات التي تقام في القصر سنويا حيث يعكس هذا الإحتفال أهمية الملكة في العلاقات الدبلوماسية الخاصة بالبلد كما يحتوى قصر باكنجهام على معرض ملكي وهو عبارة عن مكان مخصص لحفظ مجموعة المقتنيات الملكية والتي تتمثل في مجموعة واسعة من الأعمال الفنية العالمية والكنوز الثمينة حيث يقوم هذا المعرض الملكي بعرض أروع وأجمل الأعمال الفنية بما في ذلك لوحات لفنانين عالميين مثل دوتشيو ودور وأعمال فنية لفابرجيه كما يقوم المعرض الملكي بعرض قطع الأثاث النادرة والأعمال الفنية المنحوتة والتماثيل والعديد من المجوهرات الملكية وجدير بالذكر أنه قد بدأت عملية صيانة وترميمات كبرى بقصر باكنجهام منذ شهر أبريل عام 2018م وتستمر حتي عام 2027م ومن المخطط له أن تقوم الملكة إليزابيث الثانية وزوجها الأمير فيليب بإخلاء الغرف الخاصة بهما بالقصر في عام 2025م خلال المرحلة النهائية من عملية الصيانة والترميم ويتم إنتقالهما إلي الشقق الملكية الملحقة بالقصر في الجناح الشمالي منه والإقامة بها لمدة سنتين تقريبا لحين الإنتهاء من هذه العملية .

ولا يفوتنا أن نذكر هنا أنه يضيء القصر أكثر من 40 ألف مصباح كهربائي ويتم تنظيف نوافذه وعددها 760 نافذة كل 6 أسابيع للحفاظ على دخول ضوء الشمس داخل غرف وقاعات القصر كما أنه عند تواجد الملكة إليزابيث الثانية في قصر باكنجهام يتم رفع علم بريطانيا علي سارية القصر وفي حالة عدم وجودها فيه لا يتم رفعه وعلاوة علي ذلك فإنه من أهم الأحداث التي يحرص على إنتظارها ملايين الزائرين والسائحين من كل أنحاء العالم منظر تغيير الحرس الملكي أمام قصر باكنجهام يوميا الساعه الحادية عشر والنصف صباحاً والذى يستغرق نصف ساعة حيث يمكن مشاهدة الحرس الملكي بملابسه المميزة وقبعاتهم الفريدة ومشيتهم المختالة وهذه العملية تعد بمثابة حفل معقد وعريق تراعي فيه مجموعة من التقاليد والشعارات التي لا يمكن التخلي عنها حيث يغادر الحرس القديم القصر ويحل محله الحرس الجديد طبقا لطقوس ومراسم خاصة وذلك علي أنغام موسيقية معينة وجدير بالذكر أنه قد أُنشئت أفواج الحرس الملكي البريطاني أساسا لحماية الملك تشارلز الثاني بعد إرتقائه العرش في عام 1660م وفي وقت السلم تكون مهامهم شرفية في المقام الأول ولكنهم مع ذلك مدربون على فنون القتال الحديثة وعن تكوين الحرس الملكي نقول إنه عبارة عن سبعة أفواج من الجيش البريطاني أولهما فوج فرسان القصر وثانيهما فوج حرس الحياة البلوز الزرق وحرس الحياة الرويالز الملكيين بالإضافة إلي 5 أفواج من المشاة وتشمل حرس رماة القنابل وحرس كولدستريم والحرس الإسكتلندي والحرس الأيرلندي والحرس الويلزي ويرتدى فوج فرسان القصر زى عسكرى أحمر اللون موشى باللون الأزرق مع ريش أبيض أما فوج حراس الحياة الزرق والملكيين فزيهم زى عسكرى أيضا أزرق موشى بالأحمر بالإضافة إلى ريش أحمر وزي الضباط مزركش ببريمات ذهبية على شكل أوراق أشجار السنديان بينما يرتدي الموسيقيون ونافخو الأبواق من أفراد فرقة الفرسان الملكية سترات موشاة ببريمات ذهبية وقبعات من المخمل وهذا الزي ملكي وليس عسكريا ويرتدي أفراد الفرقة الموسيقية من الفوجين الزي نفسه ولكن يمكن التمييز بينهما من هيئة تمشيط أعراف خيولهم إلى اليمين بالنسبة لحراس الحياة وإلى اليسار بالنسبة للزرق والملكيين هذا ومما يميز جنود الحرس الملكي البريطاني ويشتهرون به عالميا قبعاتهم الطويلة السوداء اللون والمصنوعة من جلود الدببة والتي تتكلف صناعة كل منها حوالي 1224 جنيه إسترليني طبقا لموقع صحيفة ميرور البريطانية .
 
 
الصور :