الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

نبضات دامية

نبضات دامية
عدد : 11-2018
بقلم / رانيا عكاشة

ينبض قلب الريف المصري نبضات يملؤها الحب والسلام والخير والمودة والمؤاخاة .. ولكن علي صعيد آخر ينبض نفس القلب بنبضات دامية .. فما سبب هذا التعارض الذي ينبض به قلب واحد ؟! .. إنه سرطان الثأر .. الثأر هو المرض اللعين المتفشي داخل القري الريفية الصغيرة.. فيسيل سلسال من الدم ليس له آخر بين الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء والأصهار .. ولأي سبب ؟ لأتفه الأسباب ومشاكل يصعب حلها ولكن العصبيات المتوارثة من الجاهلية والحياة القبلية هي التي تسيطر علي عقول وقلوب أهالي الريف المصري فنجد أي خلاف أو نزاع بسيط يسقط بسببه قتيل .. فتنزف القلوب دما لمرارة هذه الأحداث ومايعقبها من سلسال الدم ويرجع هذا للجهل بالمفهوم الصحيح للثأر وفهم الفروق العديدة بين القصاص والثأر .. فتتوالي نبضات القلوب نبضة تلو الأخري ولكنها نبضات دامية تنبض بدماء الأبرياء الذين ماجنوا شيئا إلا أنهم أقارب للقاتل الحقيقي .. فتتشرد أسر وأطفال أبرياء تيتم .. وبعد أن يقضي القاتل الحقيقي عقوبته القضائية إن قضاها يترك حرا طليقا أمام أعين أهل القتيل ولا يقدروا أن يقتربوا منه لأنهم أخذوا ثأرهم من غيره .. فأين العدل والقصاص هنا ؟؟ أين الشفاء لما في صدورهم .. فقد قال المولي عز وجل ( ويشف صدور قوم مؤمنين ) فإن كانوا مؤمنين حقا بكلام الله.. بشرع الله لشفيت صدورهم .. فهم قوم لا يطبقون شرع الله بالقصاص وستظل قلوبهم عليلة..

فالفروق واضحة بين الثأر والقصاص في القتل حيث يؤخذ في القصاص بشخصية العقوبة .. بمعني أن الذي يُقتل هو القاتل بعينه الذي ثبت إرتكابه للجريمة بشهادة الشهود .. أما الثأر فهو مخالف للشريعة الإسلامية تماما .. حيث تقوم القبيلة أو العائلة بقتل أحد من قبيلة أو عائلة القاتل وإن كان بعيدا تماما عن سبب القتل أو النزاع لا يعلم شيئا .. وهناك فرق آخر يشفي الصدور وهو أن القصاص عادل وهادف لأنه يهدف إلي معاقبة الجاني الحقيقي بهذا العقاب الرادع والمؤلم وأيضا تطهيره مما ارتكب لشدة آلامه بهذا العقاب .. لأن العقوبة كما ثبت لدي فقهاء الشريعة أنها ردع وزجر وتطهير للجاني ..

كما أن القصاص يحسم أيضا تداعيات الفتن .. فكأنما تضع جمرة النار التي كمنت في القلوب في الماء فتنطفيء لذلك يقول الله سبحانه وتعالى ( ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون) أي في القصاص إحياء لقلوبكم يا أصحاب العقول ..أما الثأر فهو بداية لتفجر الدماء وتعاقب سفكها

وهناك حقيقة شرعية أخري أصبح يتجاهلها البعض في الريف المصري وهي ( العفو ) فالقصاص أيضا فيه يجوز العفو بمعني أن أهل القتيل من الممكن أن يسترضون ( فدية مسلمة ) فيعف أهل القتيل بقبولهم الدية ويُحسم الأمر ..أما الثأر فلا مجال فيه للعفو ..
فأتوسل اليكم بشرع الله أهل الريف المصري أجمع ..لا تجعلوا لحياتنا بينكم ولقلوبنا.. نبضات دامية.. أو موت بطئ.. فمن يأخذ لنا ثأرنا من الثأر؟؟..إنه شرع الله فطبقوا القصاص.. بالله عليكم