الخميس, 18 أبريل 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

درة جبل المقطم.. وأقدم المآذن الفاطمية

درة جبل المقطم.. وأقدم المآذن الفاطمية
عدد : 11-2018
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com

مسجد الجيوشي والذى يقع علي حافة جبل المقطم في مواجهة طريق صلاح سالم مسجد من العصر الفاطمي قام ببنائه بدر الجمالي قائد جيوش الخليفة الفاطمي المستنصر بالله عام 478 هجرية الموافق عام 1085م ومن هنا جاءت تسميته بمسجد الجيوشي وقائد الجيوش بدر الجمالي هو أبو النجم بدر الجمالي وكان مملوكا أرمني الأصل إشتراه أحد الأمراء إسمه جمال الدولة بن عماد ولذلك تلقب بلقب الجمالي وقد تقلد العديد من المناصب الهامة حتي علا شأنه وتولي إمارة دمشق عام 455 هجرية الموافق عام 1062م في زمن الخليفة الفاطمي الثامن والإمام الثامن عشر لطائفة الشيعة الإسماعيلية المستنصر بالله فلما حدثت أحداث شديدة بمصر وإختلت أحوال الخلافة الفاطمية وتهددت بالسقوط نتيجة وقوعها في أيدى الطامعين والمغامرين وإشتعال الفتن والثورات بين فرق الجيش والتنافس علي إمتلاك الجاه والسلطان وذلك علي الرغم من أنها كانت قد إستقرت تماما وإتسعت أملاكها إتساعا هائلا وبلغت دعوتها في نشر المذهب الشيعي أقصى مدى لها في الذيوع والإنتشار وإمتلأت خزائنها بالأموال فإستدعاه الخليفة الفاطمي المستنصر بالله إلي القاهرة عام 465 هجرية الموافق عام 1072م فأعاد الأمور إلي نصابها وقضي علي حركات الفتنة والتمرد والثورات وعاد الإستقرار من جديد إلى شئون الخلافة وبذلك أصبح له شأن كبير وتحكم في مصر تحكم الخلفاء والملوك وأصبحت له سلطات تقارب سلطات الخليفة خاصة وأن الخليفة المستنصر بالله قد كلفه بالعديد من المهام الكبيرة والتي أنجزها كلها بنجاح كبير ومشهود وقد توفي بدر الجمالي في سن الثمانين من عمره عام 487 هجرية الموافق عام 1094م .


ومن مهام الوزير بدر الجمالي التي كلفه بها الخليفة الفاطمي المستنصر بالله عدة أعمال في مدينة القاهرة ومن أهم هذه الأعمال التي قام بها غير بناء هذا المسجد قيامه بتوسيع مدينة القاهرة بأمر من الخليفة الفاطمي المستنصر بالله وهو العمل الذى إستدعي نقل سورها القديم في إتجاه الشرق لمسافة حوالي 150 متر فأدخل جامع الحاكم بأمر الله داخل حدود السور بعد أن كان خارجه وجعل جدار السور الشرقي ملاصقا لجدار القبلة به كما أنه قام بنقل بابي الفتوح والنصر إلي موضعيهما الحالي كما أنه قام بتجديد باب زويلة في نفس موضعه دون نقله وبالإضافة إلى ذلك قام أيضا بتجديد وإصلاح وتطوير مسجد العطارين في الإسكندرية عام 477 هجرية الموافق 1084م والذى يعد من أقدم مساجدها ومن أهم معالم العمارة الإسلامية بها إلي جانب قلعة قايتباى ومسجد أبو العباس المرسي ومسجد البوصيرى ومسجد النبي دانيال ولذلك فإنه أحيانا يسمى أيضا مسجد العطارين بإسم مسجد الجيوشي لكونه قد قام بأعمال الإصلاح والتجديد والتطوير به وذلك عندما قدم إلى مدينة الإسكندرية في العام المذكور لإخماد الثورة التي قام بها إبنه الأكبر الأوحد أبو الحسن الملقب بمظفر الدولة الذي كان قد تحصن بمدينة الإسكندرية بعد أن ولاه أبوه عليها وقد نزل بدر الجمالي على أبواب المدينة وحاصرها لمدة شهر حتى طلب أهلها الأمان وفتحوا له أبوابها فدخلها وأخذ إبنه أسيرا وعاقب أهل الإسكندرية الذين أيدوا حركة إبنه الأوحد بأن فرض عليهم جميعا مسلمين وأقباط مائة وعشرين ألف دينار علي سبيل الجزية حملت إليه فجدد بها بناء جامع العطارين .


وبخصوص مسجد الجيوشي في المقطم فهو يعد من المساجد الصغيرة وهو مستطيل الشكل طوله حوالي 18 متر وعرضه 15 متر بمساحة إجمالية قدرها 270 متر مربع غير الساحة وبعض الإضافات الخارجية ومدخله يوجد في وسط الواجهة الشمالية الغربية المواجهة للقبلة وتعلوه المئذنة ويؤدى المدخل إلي ردهة مسقوفة بقبو نصف أسطواني وعلي يمين المدخل حجرة مربعة داخلها سلم يؤدى إلي سقف المسجد وعلي يساره حجرة أخرى مربعة أيضا ومسقوفة بقبو نصف أسطواني وتؤدى الردهة إلى صحن المسجد وهو صحن صغير طوله حوالي 6.5 متر وعرضه حوالي 5.6 متر ومحور الصحن يؤدى الي رواق الصلاة والقبلة في الجانب الجنوبي الشرقي من المسجد وهو يتكون من باكيتين بهما 6 مساحات مربعة أكبرهما المساحتان الوسطيتان وبكل بائكة 3 عقود أكبرها العقد الأوسط والمنطقة المربعة التي توجد أمام المحراب تعلوها قبة أما المناطق الخمس الأخرى فهي مغطاة بأقبية متقاطعة وجدار القبلة والقبة عليهما من الداخل زخارف جصية دقيقة ومتقنة بديعة الشكل بأشكال تميز العصر الفاطمي كما يوجد بهما أشرطة مكتوبة بكتابات بالخط الكوفي ويتوسط حائط القبلة محراب المسجد وهو من المحاريب النادرة بزخارفه الجصية الدقيقة المتقنة ويبلغ إرتفاعه حوالي 3.15 متر ومئذنة المسجد كما أسلفنا تعلو المدخل وإرتفاعها حوالي 20 متر وتتكون من 3 حطات الحطة الأولى أكبرها إرتفاعا وهي عبارة عن قاعدة مربعة وتنتهي بمقرنص ثم تبدأ الحطة الثانية علي شكل مربع أيضا ولكنه أصغر من السفلي ثم الحطة الثالثة علي هيئة شكل ثماني الأضلاع والحطتان الثانية والثالثة إرتفاعهما تقريبا متساوى وهذا الشكل المثمن يحمل رأس المئذنة وهو علي شكل قبة صغيرة مضلعة وتلك المئذنة من المآذن القليلة المتبقية من العصر الفاطمي إلي جوار مئذنتي جامع الحاكم بأمر الله حيث حدث أن إنهارت وتهدمت باقي مآذن العصر الفاطمي في عصور مختلفة ولم يعد لها أى أثر في وقتنا الحاضر ومايتواجد من مآذن حاليا علي مساجد العصر الفاطمي قد تم بناؤها بعد ذلك في العصر المملوكي مثل مئذنة جامع الأقمر ومئذنة الأقبغاوية ومئذنة السلطان الغورى ذات الرأسين بالجامع الأزهر وغيرها وجدير بالذكر أيضا أن هذا المسجد ظهر به المدخل البارز عن جسم بناء الجامع بشكل واضح بعد ظهور ذلك الطراز من طرز بناء المساجد في جامع الأقمر بشكل أقل من حيث بروز المدخل عن بناء المسجد ثم ظهوره بعد ذلك في جامع الحاكم بأمر بالله بشكل واضح بما يشكل كتلة ووحدة معمارية متميزة وكان مسجد الجيوشي هو ثالث المساجد التي يظهر بها هذا الطراز خلال العصر الفاطمي
 
 
الصور :