الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

السياحة العلاجية .. كنز اقتصادى وقت الأزمات

السياحة العلاجية .. كنز اقتصادى وقت الأزمات
عدد : 12-2018
بقلم دكتورة/ مرفت خليل


يعانى المقصد السياحى المصرى من عدم التنوع فى الأنماط السياحية التى يمكن الإعتماد عليها وقت الأزمات والتى يمكن ان تساهم فى زياده نصيب مصر من الطلب السياحى العالمى فى غير أوقات الأزمات. ومن هنا تأتى أهمية السياحة العلاجية كنمط بديل يمكن الأعتماد عليه فى وقت الأزمات وغيره ،حيث يمكن ترويج المناطق الاستشفائيه والعلاجية المصرية في إطار اتباع استراتيجية بديلة عند إدارة الأزمات .

وتتميز المناطق السياحية الأستشفائية فى مصر بأنها غنيه بالمياه الكبرتية و المعدنية مثل حمامات فرعون وعيون موسى وسفاجا وجنوب وشمال سيناء وجنوب الوادى وأسوان وأبو سمبل.

حيث تعتبر مصر فى مقدمة الدول التى تحقق عائد إقتصادى كبير فى تصدير السياحة العلاجية حيث يتوفر فى مصر بينابعها المعدنية والكبريتية ذات الخصائص الطبيعية والتى تختلف فى منطقة لاخرى فى العمق والسعة ودرجة الحرارة وتصلح هذه العيون المائية لشفاء الكثير من الأمراض لاحتوائها على أعلى نسبة من عنصر الكبريت مقارنة بالآبار المنتشرة فى شتى أنحاء العالم. وتستطيع العيون الكبريتية بما لها من خواص علاجية شفاء العديد من امراض العظام والجهاز الهضمى والتنفسى والامراض الجلدية وغيرها ، كما ثبت ايضا أن يمكن الاستشفاء من مرض الروماتيزم المفصلى عن طريق الدفن فى الرمال . كما أكدت الأبحاث أن مياه البحر الاحمر بمحتواها الكيميائى ووجود الشعاب المرجانية فيها تساعد على الاستشفاء من مرض الصدفية.

وتتعدد المناطق السياحية العلاجية ذات الشهرة التاريخية العريقة فى مصر،فمنها: حلوان ، عين الصيرة ، العين السخنة ، الغردقة ، الفيوم ، الواحات ، أسوان ، سيناء ، واخيراً مدينة سفاجا الرابضة على شاطىء البحر الاحمر والتى تمتلك جميع عناصر السياحة العلاجية والتى يفد اليها العديد من الأفواج السياحية لقدرة رمالها السوداء على التخلص من بعض الأمراض الجلدية.

ولقد أدركت الحكومة الأهمية الطبية والعلاجية لهذه الأماكن، فقامت على رعايتها والاهتمام بها حيث صارت من أرقى أماكن الاستشفاء العالمية .و أحتلت مصر موقعاً متميزاً على خريطة السياحة العلاجية واصبحت مقصداً لراغبى الاستشفاء من جميع انحاء العالم حيث يأتى اليها السائحون للأستمتاع بالمناخ الصحى والعلاج الطبى الطبيعى تحت رعاية أطباء متخصصين فى جميع الفروع والمستشفيات الحديثة التى يتوافر بها أحدث الاجهزة العالمية يساندهم أخصائيون فى التمرين والعلاج الطبيعى على أعلى مستوى من الخدمة ،الى جانب تقديم برامج سياحية متنوعة لزيارة الاماكن السياحية الفريدة فى مصر.

وترجع الأهمية الأقتصادية للسياحة العلاجية إلى أن السائح العلاجى يمتاز عن نظيره العادى بطول مدة الأقامة فى المدينة التى يعالج فيها والتى تترواح ما بين أسبوعين و أربعة أسابيع بالإضافة إلى الإنفاق على الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة للسائح المريض ، وهناك الإنفاق على الخدمات السياحية والفندقية التى تقدم له أيضا من خلال النزهة والتسوق، بالاضافة الى أن السائح العلاجى غالبا يمد زيارته للتمتع بالمناطق والمزارات التاريخية والأثرية السياحية الأخرى المنتشرة فى كل أنحاء مصر .

وأخيرا ..هل حان الوقت لتعريف وحث رجال الأعمال المصريين على الإستثمار فى مناطق السياحة العلاجية الطبيعية المنتشرة فى مصر وما تتمتع بها هذه المناطق من مميزات سياحية علاجية ؟..هل حان الوقت لتنظيم برامج إعلامية جيدة تساهم فيها الصحافة والإذاعة والفضائيات للتعريف والأهتمام بالسياحة العربية القادمة لمصر بوصفها أقرب الأسواق إلينا بما يتجاوز مجرد القرب الجغرافى وأن السائح العربى أجدربالرعاية والأهتمام لأنه الأطول إقامة والأكثر انفاقا لذا يجب التخطيط للتعامل مع الأسواق السياحية العربية دون الأعتماد على أن السائح العربى قادم دون بذل أى جهد تنشيطى ؟

هل حان الوقت لتحقيق الحلم الذى يراود بعض علماء الطب والمرضى من جميع بلدان العالم حيث يسمعون ويقرأون عن علاجات لأمراضهم تحت شمس مصر الساطعة وعلى أراضها وداخل رمالها وفى عيونها الطبيعية الكبريتية الفريدة من نوعها؟..هل حان الوقت كى نصدر الشمس والماء والهواء للسائح الذى يدفع أكثر من 3 ألاف دولار فى أسبوع علاجى أو من أجل الاستجمام فى عيون "مونت كانتر بايطاليا" أو " بادن بألمانيا " أو مصحات البحر الميت بالأردن ،والتى لا يمكن مقارنة أى منهما بعيون مصر الكبريتية؟

وأخيرا..يمكننا إستغلال نمط السياحة العلاجية وتصديرها بأقل جهد وأقل تكلفة وأعلى ربح وفي أسرع وقت ،خلال فترة الركود والأزمات السياحية بمصر، فهى تصدير بلا تصدير!!!
 
 
الصور :