الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

بهدوء..هل نستطيع؟

بهدوء..هل نستطيع؟
عدد : 12-2018
كتبت/ ريهام البربرى
Rehamelbarbary2006@yahoo.com

أكتب إليكم الأن وفى هذا التوقيت من العام الذى أوشك على طى صفحاته الحلوة والمرة تعلن مصرنا الحبيبة للمرة الرابعة فى مؤتمر منعقد بمدينة الغردقة - أنها تستطيع- حيث تتباحث مع أبنائها المفكرين والعلماء والباحثين وذوى الخبرة فى الخارج والداخل كيف تنهض بمصرنا من خلال وضع منظومة تعليمية تساهم فى بناء مواطن متحضر قادر على مواكبة أساليب الحياة الحديثة مع التمسك بالقيم الدينية الوسطية والموروثات الثقافية الأصيلة.

وإن كنا نتحدث عن التعليم، فقد يرد فى أذهان حضراتكم أن الدولة حينما تعلن أنها تستطيع ،وأن عام 2019 هو عام التعليم فى مصر، أن هناك جيلاً بأكمله سيتهىء بمفاهيم تربوية وعلوم وسلوكيات وثقافة مختلفة من أجل مواكبة العصر، وهذا فى حد ذاته بذرة أمل رائعة، تستحق الإشادة والتقدير، ولكن ماذا عن جيل أبائهم الذين هم رغم معترك حياتهم،ورغبتهم فى الانتقال من الواقع الذى نعيش فيه الى حالة نتمناها تبعث فينا السعادة والرضا ،الا أنهم فى كل حين ينشغلون بأمور تافهة لاقيمة لها ، أخرها الإطلالة الجريئة لإحدى الفنانات المصريات في أحد أهم المهرجانات السينمائية الدولية التى تجرى سنوياً على أرض مصر، وتقوم وزارة السياحة برعايتها كنمط سياحى ثقافي يستهدف جذب مزيد من السائحين ، لتصبح فى يوم وليلة الحرية الشخصية للفنانة في ارتداء فستان عارى حديث القاصى والدانى، بينما الأمر برمته وما شابهه لو حدث في مجتمع أكثر وعياً كان يمكن أن يتم إجهاضه إجتماعياً بهدوء بالتجاهل التام باعتباره سلوكاً فردياً شاذا، فهل هناك أحد منا يعرف دورا جديراً بالذكر للناشطة المصرية "علياء المهدى" وهى تطل على العالم بجسد عارى في سنوات الثورة.. أو ما هى الرسائل السامية التى من أجلها يتم تكريم الراقصات والفنانات بمنحهن لقب "الأم المثالية" باعتبارهن رمز للكفاح والعطاء ؟!


أعتقد من وجهة نظرى المتواضعة، أن إصرار معظم وسائل الاعلام على تسخير كل طاقاتها لتوجيه اللوم والعتاب أو التجاوز والاتفاق مع سلوك الفنانة المذكورة من منطلق الحرية الشخصية ،ما هو إلا عوار في صناعة الوعى المجتمعى، واجهاض ممنهج لأحلام عديدة على أعتاب المحاولات ، وتأكيد على عدم اكتراث أدوات القوى الناعمة (فن وثقافة) بأداء دورها في تثبيت أركان الدولة واستعادة أصالة وشهامة وعبقرية الشخصية المصرية.. وإن كان الإعلام مرآة المجتمع، فلماذا تستغل أدواته في ابراز السلوكيات الخليعة التى تصدر من بعض المصريات وتصديرها للعالم الخارجى، بينما في المقابل يتم تجاهل من هن ذوات الحياء والعفة ،أهل العلم والدين، من تحيين وتموتن وهن على عهدهم مع الله عزوجل في تقديم رسائل سامية تفيد البشرية بحق.. على سبيل المثال لا الحصر، أين مرآة المجتمع من حياة ووفاة العالمة الدكتورة "منى بكر" المصنفة كواحدة من أهم خمس علماء مصريين والملقبة بـ"ملكة النانو تكنولوجي" ،والتى قامت باستحداث عقارا جديدا لزيادة نسبة الهيموجلوبين في الدم من 7 إلى 16 أملا في علاج أكثر من70% من سكان مصر المصابين بالأنيميا ؟!... وأين وأين وأين...........؟

يا سادة كفانا استفزاز بعضنا البعض، وإثارة عواصف جدلية بلا نضج انفعالى كلما طرأت علينا بعض السلوكيات الفردية الغير مسئولة، فثقافة وتعليم وسلوكيات أطفالنا لن تتقدم إلا اذا عقدنا العزم نحن الآباء والأمهات على تغيير أنفسنا، واستبشرنا بما هو آت من صنع أيدينا، ووثقنا في أن مصرتستطيع بجهود أبنائها كتابة قصة حياة..لذا انهضوا من كبوتكم ،واستعيدوا من ذاكرتكم المفقودة قيم الرأفة والرحمة والتسامح فيما بينكم لترتقوا بمشاعركم وكلماتكم ، ونظموا أهدافكم لضمان الجدية والاتقان والانجاز ،واسعوا لتحقيق أحلامكم بالبذل والتضحية ، وفي كل مجال اختاروا من بينكم القائد الأمثل القادر على استخراج طاقاتكم الكامنة لإعمار الأرض لا إفسادها... دمتم أبد الدهر أمة حضارية عصية على أعدائها.