السبت , 8 فبراير 2025

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

مارسيليا .. قلب أوروبا الساحرة

مارسيليا .. قلب أوروبا الساحرة
عدد : 12-2018
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com


مارسيليا هي ثاني أكبر مدن فرنسا بعد العاصمة باريس وميناؤها الرئيسي على سواحل فرنسا الجنوبية المطلة على البحر الأبيض المتوسط وأكبر موانئ فرنسا التجارية وتبلغ مساحتها 240.62 كيلو متر مربع وهي عاصمة كل من إقليم بوش دو رون ومنطقة بروفنس ألب كوت دازور وبذلك فهي تعد مركز ثاني أكبر منطقة حضرية بعد باريس. وقد إختيرت عاصمة للثقافة الأوروبية لعام 2013م وهي تشتهر بوجود جالية عربية وإسلامية كبيرة بها ويرى الباحثون أن مارسيليا يمكن أن تصبح أول مدينة ذات غالبية مسلمة في أوروبا الغربية ويحدها من الجنوب البحر الأبيض المتوسط ومن الشمال تحدها سلسلة جبال سانت فيكتوار أما من الشرق فتحدها مناطق ساحلية وعرة يتخللها فيورد صغير كما تحدها من الشرق أيضا سلسلة جبال سانت بوم وغابة من الأشجار النفضية ومدينة تولون التي تقع أيضا علي شاطئ البحر الأبيض المتوسط بالإضافة إلى الريفييرا الفرنسية والتي تمتد حتي الحدود الفرنسية الإيطالية وتعد مدينتا نيس وكان من أهم مدنها ويحدها من الغرب منطقة كامارج التي يتفرع عندها نهر الرون والذى ينبع من دولة سويسرا المجاورة ويعد من الأنهار الأوروبية الهامة قبل مصبه في البحر الأبيض المتوسط إلى فرعين الفرع الأول ويعرف بالرون العظيم والفرع الثاني ويعرف بالرون الصغير ومن ثم يكون دلتا نتيجة هذا التفرع وخليج الأسد الذى يمتد من شرق إقليم كتالونيا الأسباني وحتي غرب مدينة تولون الفرنسية ويصب فيه عدد من الأنهار من بينها نهر الرون وتتميز بوجود مطار دولي بها يقع في الشمال الغربي منها كما تتميز بوجود خليج يسمي خليج مارسيليا به أرخبيل فريول الذي يتألف من أربعة جزر تمثل إحداها موقع قلعة ديف التي إشتهرت بسبب رواية الروائي الفرنسي الشهير الكسندر دوماس الشهيرة الكونت دي مونت كريستو ومن الناحية التاريخية فقد سكن البشر مدينة مارسيليا والمناطق المحيطة بها منذ حوالي 30 ألف سنة حيث تم إكتشاف رسومات في كهوف توجد بالمدينة تعود إلى الفترة ما بين 27 ألف سنة و19 ألف سنة قبل الميلاد كما تم إكتشاف حفريات حديثة ومساكن من طوب حجري تعود إلى عام 6000 قبل الميلاد تقريبا بالقرب من محطة قطارات السكة الحديد .

ويطلق على مارسيليا لقب أقدم مدن فرنسا حيث تأسست على يد الإغريق الذين قدموا من منطقة تعرف الآن باسم فوتشا في أقصى غرب تركيا عام 600 قبل الميلاد تقريبا لتكون ميناء تجارى وأسموها ماساليا والتي كانت واحدة من أول الموانئ الإغريقية في أوروبا الغربية وفاق عدد سكانها الألف نسمة حينذاك كما كانت أولى المستوطنات التي تحولت إلى مدينة في فرنسا وقد واجهت المدينة الجديدة خطرا بسبب تحالف قرطاج بشمال أفريقيا والكلت بغرب أوروبا ومنطقة إتروسكان بمنطقة توسكانا بإيطاليا حاليا ضدها فقامت المدينة بتحصين نفسها خصوصا مع بزوغ نجم الجمهورية الرومانية في ذلك الوقت وقد إزدهرت المدينة خلال العمل كحلقة وصل بين بلاد الغال وهو الإسم الذى كان يطلق قديما علي فرنسا وباتت تصدر السلع والنبيذ بشكل مطّرد بحلول عام 500 قبل الميلاد وحينما شعرت روما أنها بحاجة إلى عبيد ومنتجات جديدة فقام يوليوس قيصر بإحتلال ماساليا بعد وقوفها في صف عدوه بومبيوس الكبير وخسرت بذلك المدينة إستقلالها لأول مرة عام 49 قبل الميلاد وذلك بعد وقوع المدينة في أيدي القوات الرومانية بعد معركة بحرية ومن ثم تمت مصادرة الأسطول من قبل السلطات الرومانية وسميت المدينة بإسم ماسيليا إبان العصر الروماني وتم إستبدال معظم البقايا الأثرية من الحقبة الإغريقية من خلال الإضافات الرومانية وفي وقت لاحق تأقلمت مارسيليا جيدا مع وضعها الجديد تحت حكم روما وفي العهد الروماني كانت المدينة محكومة من قبل 15 عضو مختار من أصل 600 سناتور ثلاثة منهم كانوا يملكون السلطة التنفيذية وكان من ضمن القوانين التي سنها المجلس تحريم شرب النبيذ على النساء وجواز مساعدة الناس على الإنتحار ثم ظهرت بعد ذلك المسيحية في مارسيليا لأول مرة ويدل على ذلك سراديب الموتى وسجلات الشهداء الرومان وأنشئت أبرشية مارسليا في القرن الأول الميلادي ولما إنهارت الإمبراطورية الرومانية الغربية في القرن الخامس الميلادى سقطت مارسيليا في أيدي القوط الغربيين ثم إستولى عليها الفرنجة في منتصف القرن السادس الميلادي ثم منح الإمبراطور شارلمان وسلالة الكارولنجيين السلطة المدنية لمدينة مارسيليا بداية من الثلث الأخير من القرن الثامن الميلادى وظلت ميناء تجارى شديد الأهمية حتى العصور الوسطى وفي منتصف العصور الوسطي وخلال القرن العاشر الميلادى إستعادت مدينة مارسيليا الكثير من ثروتها وأهميتها التجارية عندما أُعيد إحياؤها من قبل كونتات منطقة بروفنس وهي منطقة في جنوب شرق فرنسا تطل على البحر الأبيض المتوسط تقع قرب الحدود الفرنسية الإيطالية وفي عام 1262م ثارت المدينة في وجه الحكام الأنجويون الذين حكموا المنطقة الواقعة ما بين جبال البرانس أو البرينيه التي تفصل بين فرنسا وأسبانيا حاليا جنوباً حتى أيرلندا شمالا بما فيها إنجلترا وحوالي نصف فرنسا خلال القرن الثاني عشر ومنتصف القرن الثالث عشر الميلاديين لكن الثورة أخمدت من قبل كارلو الأول ملك نابولي حينذاك الذى حكمها بين عام 1266م وعام 1285م .

وعانت المدينة الأمرين عندما إجتاحها وباء الطاعون المعروف بإسم الموت الأسود حتى عام 1361م وتسبب في مقتل حوالي 15 ألف شخص من أصل 25 ألف نسمة هم سكان المدينة في تلك الفترة ويعتقد أن مدينة مارسيليا كانت واحدة من أول مدن فرنسا التي واجهت هذا الوباء وقد تتابعت المصائب على المدينة بعد ذلك تباعا حيث تعرضت للنهب من قبل تاج أراجون حكام أسبانيا عام 1423م ولكن سرعان ما تعافى وضع مارسيليا الإجتماعي والإقتصادي وفي عام 1437م وصل إلى المدينة ريناتو الأول ملك نابولي الذي خلف أباه لويس الثاني دوق أنجو ليصبح ملك صقلية ودوق أنجو وبعد وصوله بنى فيها حصوناً وجعلها أشد المدن تحصينا في جميع أنحاء فرنسا بإستثناء باريس كما عمل الحاكم الجديد على رفع مكانة المدينة ومنحها إمتيازات خاصة وإستخدم ريناتو الأول مارسيليا كقاعدة بحرية إستراتيجية في سبيل إسترجاع مملكة صقلية التي ضاعت منه وأراد ريناتو الأول تقوية خطوط المدينة الدفاعية فأمر ببناء سلسلة من المتاريس لحماية المدينة وكان ذلك بين عام 1447م وعام 1453م وإزدهرت بعد ذلك التجارة في المدينة وأمر الملك ريناتو بتأسيس مؤسسة للصيادين وفي عام 1481م إتحدت مارسيليا مع بروفنس ثم إندمجت مع فرنسا في العام الذي تلاه لكنها ما لبثت أن تمردت في وجه الحكومة المركزية بعد حوالي 30 عام من الإندماج وفي هذه الفترة قام فرانسوا الأول ملك فرنسا بزيارة المدينة من أجل رؤية لوحة وحيد القرن لدورر التي عزم مانويل الأول ملك البرتغال على إرسالها للبابا ليو العاشر لكنها غرقت قبل أن تكمل مسيرتها وكنتيجة لهذه الزيارة شيدت الحصون عند قلعة ديف بأرخبيل جزر فريول وهذا كان أحد العوامل التي ساعدت على حماية المدينة من التعرض للحصار من قبل قوات الإمبراطورية الرومانية المقدسة وفي عام 1536م أصبحت مارسيليا قاعدة بحرية للقوات الفرنسية والعثمانية المتحالفة حيث تمركز الأسطول الفرنسي العثماني في مينائها مما هدد الإمبراطورية الرومانية المقدسة وخاصة ميناء جنوة بإيطاليا وفي أواخر القرن السادس عشر الميلادى إجتاح الطاعون المدينة من جديد وتأسس مستشفى أوتيل ديو على إثر ذلك وبعد ذلك بحوالي قرن من الزمان عادت المشاكل إلى مدينة مارسيليا مرة أخرى لدرجة أن لويس الرابع عشر ملك فرنسا جاء بنفسه على رأس الجيش من العاصمة باريس لقمع إنتفاضة محلية قامت ضده وكنتيجة لذلك تم إنشاء حصنين جديدين وأسطول بحري كبير في ميناء المدينة وإزدادت بذلك أهمية مارسيليا بصفتها الميناء العسكري الرئيسي لفرنسا على البحر المتوسط وفي عام 1720م ضرب مدينة مارسيليا الطاعون مرة أخرى وفتك بحوالي 100 ألف شخص من سكان المدينة والمناطق المحيطة بها ومابين عام 1770 وعام 1791م كتب كاتب العدل الملكي جان بابتيست جروسون كتاباً يتحدث فيه عن تاريخ مارسيليا وأسماه مجموعة من القطع الأثرية والآثار التي يمكن أن تثير التاريخ والفن والذي ظل لفترة طويلة المرجع الرئيسي لتاريخ المدينة ومعالمها الأثرية .

وأثناء الثورة الفرنسية إنخرط سكان مارسيليا بحماس فيها وأرسلت المدينة 500 متطوع إلى العاصمة باريس في شهر يوليو عام 1792م للدفاع عن الحكومة الثورية وغنى المتطوعون وهم في طريقهم من مارسيليا إلى باريس أغان للثورة عرفت بعد ذلك بإسم لامارسييز والتي أصبحت النشيد الوطني في فرنسا منذ عام 1879م وحتي الآن وخلال القرن التاسع عشر الميلادى كانت مارسيليا موقعا للإبتكارات الصناعية ونمت فيها الصناعة بشكل ملحوظ وحفز ظهور الإمبراطورية الفرنسية والفتوحات التي قامت بها فرنسا لا سيما في الشمال الأفريقي في تونس والجزائر والمغرب التجارةَ البحرية في مارسيليا وإزدهرت جراء ذلك المدينة وإزدادت فرص العمل فيها أيضا مع إفتتاح قناة السويس في شهر نو فمبر عام 1869م وإنعكست هذه الفترة من تاريخ مارسيليا في ظهور الكثير من معالمها مثل المسلة النابليونية وقوس النصر الملكي وخلال النصف الأول من القرن العشرين الماضي إحتفلت مارسيليا بنفسها بصفتها ميناء الإمبراطورية الفرنسية من خلال معرض إستعماري إفتتح عام 1906م ثم تكرر في عام 1922م وفي عام 1934م قدم إلى المدينة الكسندر الأول ملك يوغوسلافيا ليلتقي بوزير الخارجية الفرنسي لويس بارثو لكنه قتل على يد الثوري البلغاري فلادو شيرنوزيمسكي وأثناء الحرب العالمية الثانية تعرضت المدينة للقصف من قبل القوات الألمانية والإيطالية عام 1940م ونجح الألمان في إحتلال المدينة في شهر نوفمبر عام 1942م وظلت محتلة حتي تم خروجهم منها بعد دخول جيوش الحلفاء فرنسا في شهر أغسطس عام 1944م وجدير بالذكر أنه في يوم 22 يناير عام 1943م تم القبض على أكثر من أربعة آلاف يهودي في مارسيليا وإحتجزوا في معسكرات الإعتقال قبل أن يتم ترحيلهم إلى بولندا النازية ليقتلوا وقد تعرض ميناء المدينة القديم للقصف من قبل قوات الحلفاء عام 1944م في سعيهم لتحرير فرنسا وأُعيد بناء أجزاء كبيرة من المدينة في الخمسينيات من القرن العشرين الماضي حيث دفعت حكومات المانيا الشرقية والمانيا الغربية وإيطاليا تعويضات هائلة بالإضافة إلى فائدة مركبة لتعويض المدنيين الذين قُتلوا أو جرحوا أو شردوا أو خسروا أملاكهم بسبب الحرب التي تسببوا فيها وبعد الحرب العالمية الثانية دخل عبر مارسيليا أكثر من مليون مهاجر إلى فرنسا وفي عام 1962م تدفّقت أعداد كبيرة من الجزائر المستقلة حديثا إلي جانب حوالي 150 ألف مهاجر من الدول الأفريقية التي كانت تحتلها فرنسا مثل مالي والسنغال وكوت ديفوار والكاميرون وبقي كثير من هؤلاء المهاجرين في مارسيليا وأسسوا فيها حيا فرنسيا أفريقياً يحتوي على سوق كبير وأصبحوا يمثلون عددا كبيرا من العمالة في فرنسا حيث يعملون كسائقي تاكسي وحافلات وعمال نظافة وأفراد أمن وكاشيرات وخلافه وفي بدايات القرن الحادى والعشرين الحالي قررت الإرادة السياسية الفرنسية جعلها مدينة جاذبة للشركات والسكان وبالتالي أُطلقت العديد من عمليات التجديد من أجل تطوير الميناء وكذلك تطوير البنية التحتية السياحية من فنادق ومراكز مؤتمرات وغير ذلك .


وفي وقتنا الحالي ينحدر حوالي ثلث سكان مارسيليا من أصول إيطالية كما تعد مارسيليا ثاني أكبر قاعدة للأرمن والكورسيكيين في البلاد كما يشكل المغاربة والأتراك والصينيون والفيتناميون والقمريون أى مواطنون ينتمون لدولة جزر القمر جزءا هاما من نسيج المجتمع كما ينحدر حوالي 40% من الشباب في أجزاء عديدة من المدينة من أصول مغاربية يكون أحد الوالدين على الأقل مهاجر كما تلقب مارسيليا بلقب الولاية رقم 49 للجزائر أي أنها متممة لولايات الجزائر التي يبلغ عددها 48 وذلك يعود لكثرة أعداد الجزائريين الذين يقطنون فيها ومثل بقية مدن فرنسا فإننا نجد مدينة مارسيليا ذات غالبية مسيحية منذ العصور الوسطى وفقا لإحصائية تعود لعام 2013م وتبلغ نسبتهم حوالي 68.2% من إجمالي السكان ويليهم المسلمون حيث يمثلون ثاني أكبر الطوائف الدينية في مدينة مارسيليا وتقدر نسبتهم بحوالي ثلث السكان وتعود أصول غالبيتهم العظمى إلى دول المغرب العربي وتركيا كما أن المدينة موطن لثاني أكبر جالية يهودية في البلاد بعد العاصمة باريس وهناك أيضا حضور للبوذيين واللادينيين في المدينة وتمتلك مارسيليا العديد من المقومات التي جعلتها واحدة من كبرى مدن فرنسا السياحية حيث تتميز المدينة بشواطئها وتاريخها وعمارتها وثقافتها ويوجد فيها 24 متحف و42 مسرح وقد بلغ عدد زائري المدينة 4.1 مليون سائح خلال عام 2012م وقد حصلت مارسيليا في هذا العام على المركز رقم 86 بين مدن العالم الجاذبة لسياحة العمل بعد أن كانت في المركز رقم 150 في العام الذي سبقه وفي السنين الأخيرة عملت بلدية مدينة مارسيليا علي تطوير العديد من المشاريع الحضرية بالمدينة مع التركيز علي المنتزهات والمتاحف والأماكن العامة والمشاريع العقارية ودور السينما والمسارح والنوادي والحانات والمقاهي والمطاعم ومحلات الأزياء والفنادق والمعارض الفنية لجعل المدينة أكثر جاذبية بإعتبارها مركزا سياحيا وترفيهيا رئيسيا في جنوب البلاد ومن أهم معالم هذه المدينة :-

-- كاتدرائية نوتردام دي لا جارد وهي كاتدرائية كاثوليكية رومانية شهيرة تم بناؤها خلال القرن السادس عشر الميلادى وفق طراز المعمار البيزنطي الجديد وأشرف على إنشائها مهندس المعمار هنري جاك إسبيرانديو وقد بنيت على أنقاض حصن مارسيليا القديم الذي كان موجودا في أعلى مناطق المدينة إرتفاعا وقد تكرست الكنيسة في يوم 5 يونيو عام 1864م لتحل محل كنيسة كانت تحمل نفس الإسم والتي كان قد تم بناؤها في عام 1214م وأعيد بناؤها في القرن الخامس عشر الميلادى ثم تم بناء الكاتدرائية الحالية في القرن السادس عشر الميلادى بأمر من فرانسوا الأول ملك فرنسا ومن الجدير بالذكر أن الأحجار الجيرية الخضراء المميزة التي إستعملت في بنائها قد تم جلبها من منطقة فلورنسا الإيطالية خصيصا لهذا الغرض وقد حدثت أعمال ترميم واسعة النطاق لها خلال الفترة من عام 2001م إلى عام 2008م بما في ذلك ترميم الفسيفساء التي تضررت من الدخان وتأثير الرصاص أثناء فترة تحرير فرنسا من الإحتلال النازى في نهاية الحرب العالمية الثانية ويرى أغلب سكان مارسيليا أن كنيسة نوتردام دي لا جارد تعتبر هي الحارس وحامي حمي المدينة وبوجه عام فهي تعتبر من معالم المدينة الهامة حيث يزورها الحجيج في 15 أغسطس من كل عام بمناسبة عيد إنتقال السيدة العذراء وهي تعرف أيضا بإسم كنيسة الأم المجيدة أو لا بون مير .

-- كاتدرائية مارسيليا وهي تعتبر من أهم أماكن السياحة في مارسيليا بطابعها الديني الكاثوليكي الروماني ناهيك عن كونها نصبا تذكاريا وطنيا مهما في فرنسا عموما وقد تم تجديد ها عام 1896م وقد إعتبرت في السابق مقرا لأبرشية مارسيليا حتى عام 1948م وهي الآن تعد مقرا لمطران مارسيليا .

-- قصر لونجشامب وهو يوجد في الدائرة الرابعة من المدينة وهو واحد من أهم أماكن السياحة فيها وأكثرها زيارة وهو يحتوي الآن على متحفين أولهمامتحف خاص بالفنون الجميلة والذى يقدم أعمال النحاتين والرسامين الإيطاليين والفرنسيين خلال الفترة من القرن السدس عشر الميلادى وحتي القرن التاسع عشر الميلادى بينما يمثل المتحف الثاني مجموعة من عصور ما قبل التاريخ وعلم الحيوان وهو يحتوي على غرفة منفصلة للتعارف مع تاريخ بروفانس وتحيط بهذا القصر حديقة تسمي حديقة ونجشان بارك التي تخضع لإشراف وزارة الثقافة الفرنسية وتعتبر واحدة من أجمل وأهم الحدائق الفرنسية على الإطلاق وقد أنشئ هذا القصر إحتفالا بحفر قناة مارسيليا التي تمد المدينة بالمياه العذبة من نهر دورانس وتم وضع حجر أساسه في أواخر عام 1839م على يد الدوق أورليانز إلا أن أعمال البناء قد إستغرقت 30 عاما بسبب نفقات التشييد الباهظة جدا وقد قام بتصميمه المهندس هنري إسبيرانديو أيضا .

-- شاطئ دو برادو وهو من شواطئ البحر الأبيض المتوسط الرائعة ومن أجمل أماكن السياحة في مارسيليا خلال أشهر الصيف وقد تم إعداده خلال سبعينيات القرن العشرين الماضي بإستخدام الحصى الناتج عن أعمال حفر المترو وقد إستضاف شاطئ دو برادو كأس العالم عام 2008م للكرة الشاطئية وهي البطولة العالمية التي ضمت منتخبات ستة عشر دولة مختلفة حيث جرت جميع المباريات على ذلك الشاطئ. وهي أول مرة تقام فيها بطولة كأس العالم لكرة القدم الشاطئية خارج دولة البرازيل ومن الأنشطة الشيقة لشاطئ دو برادو السباحة والتزلج الهوائي وركوب الأمواج بالإضافة إلى الكرة الطائرة وكرة القدم الشاطئية التي يتميز بها هذا الشاطئ كما تقام عليه العديد من فعاليات طوال العام .
-- شاطئ بروفيتي وهو من أجمل شواطئ مارسيليا ويتمتز برماله الناعمة ويعد ملاذ لكثير من سكانها المحليين ومن خارجها ليستمتعوا بطبيعته الساحرة حيث يضم الشاطئ ملعب كرة يد كما يمكن ممارسة الرياضات البحرية الشيقة بداية من السباحة في المياه الكريستالية الصافية والتجديف والإبحار بالقوارب ومشاهدة أنواع الأسماك المتنوعة بألوانها المبهجة كما يمكن تناول وجبة خفيفة أو هزيمة حرارة الشمس مع تناول الأيس كريم الشهي .
-- شاطئ الكاتالونية وهو يتميز بموقع رائع بالقرب من الميناء القديم في قلب المدينة كما يعد من أفضل شواطئ مارسيليا والأكثر حيوية وحركة خلال أيام الصيف وأيضا في الشتاء حيث يشتهر بملاعب الكرة الطائرة الشاطئية التي تجذب اللاعبين لإقامة المبارايات طوال أيام العام وهو أيضًا المكان المثالي لإقامة الحفلات على الشاطئ ويمكن السباحة في المياه العميقة لهذا الشاطئ والغوص في أماكن عديدة مخصصة لمزاولة هذه الرياضة والإبحار على ظهر قارب واكتشاف الخلجان .
-- وحدات لو كوربوزييه السكنية والتي قام بتصميمها المهندس المعمارى الشهير شارل إدوار جانيريه كري المعروف بإسم لوكوربوزييه وقد أنشئت تلك الوحدات مابين عام عام 1946موعام 1952م بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية وهي من تطبيقات نظريات لو كوربوزييه العملية الذي إقترح بناء وحدات سكنية إقتصادية أكثر آلية وقدرة إستيعابية حيث تضم كل وحدة عددا من الشقق يسكنها في المجموع حوالي 1600 شخص وقدإعتبر هذا الإتجاه إحدى الاتجاهات الحديثة في مجال التصميم والعمارة الحضارية والتي تميزت بها هذه الحقبة الزمنية التي أعقبت الحرب العالمية الثانية حيث كانت الحاجة ملحة إلي تشييد مساكن نمطية قليلة التكاليف نظرا لسوء الأحوال الإقتصادية حينذاك وقد أقام لوكوربوزييه خمس وحدات سكنية وفقا لهذا الطراز في كل من المانيا وفرنسا وكل منها عبارة عن وحدة متعددة الطوابق تتسع لسكن حوالي ألف وستمائة شخص وتحتوى على ثلاثمائة وسبع وثلاثين وحدة سكنية تراوحت بين ثلاثة وعشرين نموذجا سكنيا وتفاوتت مساحة كل نموذج فمنها ماهو مكون من غرفة واحدة ومنها ماهو مكون من غرفتين ومنها ما يسع حتي عائلة من ثمانية أفراد وبالإضافة إلى الوحدات السكنية إشتمل المبنى على طابق وسطي مخصص للمحال التجارية التي تخدم المساكن كان بمثابة سوق داخلي لخدمة إحتياجات السكان كما قام لو كوربوزييه بإ تغلال سطح المبنى كساحة كبيرة ومسبح مكشوف وإلي جوارهما جزء مخصص كروضة أطفال على السطح كما تم رفع الطابق الأرضي عن سطح الأرض على أعمدة ضخمة لتوفير مساحة مظللة على مستوى الأرض الطبيعية لخدمة السكان وإتاحة الفرصة لهم للتمتع بالطبيعة المحيطة بالمبنى من كل جانب وفي هذا المشروع أمكن للوكوربوزييه إخراج جملة من أفكاره في مجال الإسكان التي سعى لتحقيقها منذ فترة العشريينات على الأقل إلى حيز الوجود بنجاح كبير في البداية لكن مع الوقت لاقي هذا النمط من المساكن إنتقادات واسعة خاصة مع تحسن الظروف الإقتصادية في الدول الأوروبية وتجاوز أزماتها الإقتصادية .
-- ميناء فيوكس أو الميناء القديم وهو يمثل مسقط رأس المدينة وهو من أهم أماكن السياحة فيها بصفة عامة حيث أن هذا هو المكان الذي بدأت فيه المدينة كميناء يوناني حوالي عام 600 قبل الميلاد وهو يقع في غربها بالقرب من شارع كانيبير وتحيط به المياه الزرقاء الهادئة والنزهة حول هذا الميناء القديم تعطي الزوار شعورا بأجواء البحر الأبيض المتوسط المزدهرة في مارسيليا ويقول كثيرون إن هذه المنطقة هي أفضل مكان للعثور على بويلابايس أصيلة أو حساء المأكولات البحرية اللذيذ والذي هو من تخصص مدينة مارسيليا وعلى الجانب الشرقي من الميناء تستضيف منطقة كواي دي بلج سوقا للأسماك كل صباح وبصفة عامة فإن ميناء فيوكس ميناء تجاري مهم وهو يستخدم الآن في المقام الأول من قبل قوارب الصيد والحرف الرياضية وهو أيضا نقطة إنطلاق للعبارات التي تبحر إلى إثنين من الوجهات السياحية الشهيرة وهما شاتو دي إف وحديقة كالانك .
-- لو بانير أو المدينة القديمة وهي عبارة عن حي مليء بالألوان يقع على سفح تل فوق ميناء فيوكس وهو المركز التاريخي والقلب الثقافي لمدينة مارسيليا وهو أقدم حي بالمدينة وأحد أروع أماكن السياحة فيها وهو مسكون بالبشر منذ العصور القديمة عندما إستقر الإغريق القدماء به في حوالي عام 600 قبل الميلاد ومع شوارعه الضيقة الصغيرة والمتعرجة والمباني الباستيل الغريبة يقدم هذا الحي لمحة عن شخصية مدينة ماؤسيليا الساحرة وهو يعتبر حي الطبقة العاملة شديد الحيوية ولكنه مع ذلك لا يزال لديه طابع متعدد الأعراق والكثير من المزايا الفنية الرائعة وفيه يجد الزائر الكثير من المأكولات الجزائرية الأصيلة والمحلات التجارية المحلية ومحلات الطعام للذواقة والمعارض الفنية وهو أيضا حي سكني والمنازل نموذجية مع نوافذ مصفحة ويمكن للزوار أن يبدأوا الجولة بهذا الحي سيرا على الأقدام على الجانب الشمالي من حوض ميناء فيوكس في ميناء كواي دو ومن ثم يتمشون إلى شارع لا كانيبير وهو شارع نابض بالحياة ومفعم بالنشاط ويوجد فيه العديد من المعالم الهامة مثل فندق دي فيل تاون هول الذي تم بناؤه في النصف الثاني من القرن السابع عشر الميلادى إستنادا إلى نموذج جنوي المعماري وتشمل المعالم الأخرى كاتدرائية دي لا ماجور وشارع فييل شاريتي الذي يضم متحف جميل مع معارض فنية معاصرة مثيرة للإهتمام . –
--متحف الحضارات في أوروبا والبحر الأبيض المتوسط وهو مجمع مذهل من ثلاثة أقسام توجد في 3 مواقع مختلفة ويتميز هذا المتحف بأن لديه توسعا كبيرا من الإكتشافات من خلال معروضاته وكذلك المحاضرات وعرض الأفلام ويمكن للزوار إستكشاف تاريخ الحضارة المتوسطية من خلاله وقد تم بناء أحدث جزء من هذا المتحف من قبل المهندس المعماري رودي ريتشيوتي ويتناول هذا القسم موضوعات مثل إختراع الآلهة وكنوز طريق التوابل ورؤى القدس وعجائب الدنيا السبع في العالم ويقع القسم الثاني من المتحف في الغرف المقببة في فورت سانت جين وهو نصب تاريخي يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر الميلادى ويحتوي فورت سانت جين على حدائق متوسطية مذهلة يمكن الوصول إليها بواسطة جسر للمشاة معلق فوق البحر حيث يمكن للزوار الإستمتاع بنزهة خلابة والإستمتاع بالمناظر البانورامية على الساحل والقسم الثالث للمتحف هو مركز الحفظ الموجود في حي بيل دي ماي الذي يقدم نظرة من وراء الكواليس في عمل المتحف الذي يمثل واحدا من أهم أماكن السياحة في مدينة مارسيليا الفاتنة .
-- متحف مرسيليا التاريخي وهو من أهم متاحف مارسيليا وأفخم معالم السياحة فيها وهو يقع في حي المدينة القديمة وعلى بعد خطوات من ميناء فيوكس ويروي هذا المتحف تاريخ تأسيس هذه المدينة العريقة من العصور الوسطى وحتى وقتنا الحاضر ومعروض به مجموعة رائعة من المقتنيات الأثرية التي تغطى 2600 عام من التاريخ ومن أهم مقتنياته هيكل سفينة رومانية يرجع تاريخها إلى القرن الثالث عشر الميلادى كما يضم واحدة من أجمل حدائق المدينة وهي حديقة فيسيتجيس المتميزة .
-- قلعة ديف وهي قلعة شديدة الجاذبية وجديرة بالإهتمام بسبب تاريخها والطبيعة الرائعة من حولها وهي تتكون من 3 طوابق ويحيط بها حديقة ويمكن الوصول إليها من خلال رحلة قصيرة بالعبارة من ميناء مارسيليا حيث أنها تقع على إحدى الجزر في أرخبيل جزر فريول وهي منطقة حفظت الطبيعة التي تضم الجزر الصغيرة من إف وبوميغز وراتونيو وتيبولين لها مشهد مذهل مع الخلجان المحمية والمياه الفيروزية والشواطئ البكر والجداول الرملية ومنحدرات الحجر الجيري المثيرة للإعجاب وبفضل أشعة الشمس في منطقة البحر الأبيض المتوسط يخلق الضوء تأثيرا مذهلا على المياه ويسمح المناخ المميز بأن تزدهر أنواع من الأزهار النادرة وفي هذا الموقع الجميل الذي يعتبر بالكامل أحد أجمل أماكن السياحة في مارسيليا تم بناء قلعة ديف كحصن من قبل الملك فرانسوا الأول في القرن السادس عشر الميلادى وبعد فترة وجيزة تم تحويل القلعة إلى سجن في القرن السابع عشر الميلادى عندما كان البروتستانت لا يزال يتم حجزهم بشكل جماعي كما إشتهرت القلعة بأنها كانت سجناً لعدد من السياسيين الفرنسيين البارزين مثل المناضل الثورى ميرابو وقد وفرت تشاتو دي إف ظروف لائقة نسبيا لمن سجنوا هناك وظهر هذا التاريخ أيضا في رواية الكسندر دوماس الشهيرة الكونت دي مونت كريستو التي قام بتأليفها عام 1844م.
 
 
الصور :
قصر لونجشامب طريق لاكانبيرا لو باتير كاتدرائية نوتردام دي لاجارد متحف الحضارات كاتدرائية مارسيليا ميناء فيوكس القديم