الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

"العجلاتى" وكابوس الانقراض

 -العجلاتى- وكابوس الانقراض
عدد : 01-2019
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com

العجلاتي هو الشخص الذى كان يقوم في الزمن الماضي بإصلاح الدراجات أو العجلات أو البسكليتات كما كان يطلق عليه كما كان يقوم بتأجيرها للأطفال والصبيان حيث كانت تمثل العجلات وسيلة للنزهة والترفيه خاصة خلال فترة العطلة الصيفية ومواسم الأعياد وغيرها حيث كان معظم الأطفال والصبيان يقضون أوقاتهم في التجوال بالدراجات والتي كانت تتوافر بمقاسات مختلفة تتناسب مع الأطفال والشباب والكبار وهي مقاس 18 ومقاس 24 ومقاس 26 ومقاس 28 وكان أشهرها مقاس 26 الذى كان يفضله معظم الناس وكان معظمها صناعة إنجليزية أو إيطالية أو صينية أوهندية ومع مرور الزمن أصبح من كانوا يستخدمون العجلات حتي من صغار السن يلجأون إلى إيجار السيارات والدراجات البخارية التي إنتشرت وإستهوت بعض الشباب لتأجيرها لعدة أيام وتبعاً لذلك أصبحت محلات صيانة وتأجير العجلات ومهنة العجلاتي إلى زوال وصارت تقاوم الإندثار والإنقراض ففيما مضى كانت محلات صيانة وتأجير العجلات تنتشر بصورة كبيرة في المدن والقرى وكانت مكانٍ شهير يقبل عليه طلاب المدارس الإبتدائية والإعدادية والثانوية في العطلات الصيفية ومن ثم كانت مهنة العجلاتي مهنة للكثير من الناس ومصدرا لأرزاقهم وفي الآونة الأخيرة بدأت هذه المهنة في التلاشي والزوال، ويقول أحد أصحاب المحلات العريقة سابقا:" إنه كان يقوم بتأجير وصيانة العجلات بأنواعها المختلفة مثل رالي وفايزكسي ماستر وغيرها بثمن زهيد ولكن الآن ومع زيادة أسعارها التي بلغت حوالي 2000 جنيه فأكثر حسب إمكانيات كل عجلة تناقصت أعدادها وتحولت من الجانب الترفيهي إلى سوق العمل فقد إتخذها البعض وسيلة لنقل وتوزيع الخبز من المخابز ونقل أنابيب الغاز والثلج والزيوت وتوزيع الصحف وأصبحت بعض المحلات التجارية تعرض عجلات الأطفال الصغيرة فقط". فيما ذكر آخر من أصحاب المحلات القديمة :"إنه قد ترك العمل بهذه المهنة لأنها لم تعد كما في السابق وتحول الى العمل في زينة وإكسسوارات وقطع غيار وفرش السيارات" .

وقد ظلت العجلة الهوائية ذات الإطارين وقتا طويلا مصدرا للفخر والتباهي بين أبناء المجتمع سواء في المدن أو في القرى يقتنيها أصحاب الدخل المتوسط دون غيرهم ويتفننون في تزيينها وفي تجميلها حيث كانوا يضعون عليها أدوات الزينة من الأشرطة الملونة والمرايات العاكسة للأضواء والأنوار على أجزاء متفرقة منها ومن ثم فقد كانت العجلة في السابق موجودة داخل أي منزل ووقتها كان العجلاتي يحظى بعائد مجزٍ في اليوم الواحد كما كان من يريد الإستثمار في جانب مضمون يتجه لفتح محل لصيانة وتأجير الدراجات ولكن بمرور الزمن تحولت محلات العجلاتية إلى محلات لأنشطة أخرى وأيضا فقد كان في السابق الإبن عندما ينجح في المدرسة يطلب من والده بأن تكون الهدية عبارة عن عجلة ولكن الآن في ظل التطور الذي نشهده أصبح الإبن يطلب دراجة بخارية أو سيارة ولم يعد الأب يعد إلا أبنائه الصغار في السن والذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 إلي 6 أعوام علي الأكثر بعجلة صغيرة ذات 3 عجلات حيث أصبح هؤلاء الأبناء هم الشريحة الوحيدة التي تتطلع لإمتلاك العجلة .

وتعالوا بنا الآن نلقي الضوء علي الدراجة وتاريخها وكيف تطورت حتي وصلت إلي ما وصلت إليه حاليا فالدراجة الهوائية هي مركبة بسيطة صغيرة الحجم تعتمد على الحركة البشرية وتعمل من خلال دفع الدواسات المتمركزة أمام العجلات الخلفية عن طريق إستعمال الساقين وهي تحتوي على عجلتين متصلتين بالهيكل الخارجي للدراجة الهوائية وتعتبر إحدى وسائل المواصلات المستعملة منذ القدم وقد وجدت الدرّاجات الهوائية منذ القرن التاسع عشر الميلادي في أوروبا وحاليا يوجد حوالي بليون دراجة هوائية على مستوى العالم كله متفوقة بذلك على عدد السيارات بمعدل دراجتين لكل سيارة هذا وتعد الدراجة إحدى وسائل النقل الأساسية في العديد من المناطق إلى يومنا الحاضر وبالإضافة إلي كونها وسيلة مشهورة للترفيه والتنزه فإنها تعد أيضا جهاز للياقة البدنية كما أنها تستخدم في خدمات البريد السريع كما تقام لها سباقات وتعد رياضة أوليمبية ضمن الرياضات التي يتنافس فيها شباب العالم في الدورات الأوليمبية التي تقام كل 4 سنوات في واحدة من المدن الكبرى حول العالم .

وقد تطلب الوصول إلى الشكل النهائي للدراجة التي نعرفها اليوم وقتا طويلا ومر بعدة مراحل أساسية ويعود أول تصور لشكلها للفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي في نهاية القرن الخامس عشر الميلادى وتحديدا في عام 1493م ولم تلق فكرته حينذاك الإهتمام الكافي وبقيت الفكرة طي النسيان حتي نهاية القرن الثامن عشر الميلادى وتحديدا في عام 1791م حينما جاء الكونت الفرنسي دي سيفراك الذي كان له الفضل في إختراع أول دراجة وكانت حينذاك بدون دواسات ولا مقود وكانت مصنوعة من الخشب على هيئة دواسة قدم وأطلق عليها إسم سيليريفير ويتم الإنطلاق بها عن طريق دفعها بالإرتكاز على الأقدام والجري وفي عام 1816م إبتكر البارون الألماني كارل فون درايس طرازا معدلا أطلق عليه إسم درايسين وهو مزود بذراع توجيه متصلة بالعجلة الأمامية وفي عام 1839م قام حداد إسكتلندي يدعى كيركباتريك ماكميلان بـإضافة بدالات تدفع بالقدم على الدراجة من طراز درايسين وفي السبعينيات من القرن التاسع عشر الميلادي ظهر طراز جديد من الدراجات يدعى دراجات العجلات العالية أو بني فارذنج ولهذا الطراز عجلة أمامية عملاقة وأخرى خلفية صغيرة وقد وصل قطر العجلة الأمامية في بعض التصميمات إلى متر ونصف المتر وتسبب كل دورة للبدالات في دفع العجلة الأمامية الكبيرة دورة كاملة مما يدفع بالدراجة إلى الأمام مسافة كبيرة لكل دورة واحدة للبدالات وحوالي عام 1885م نجح صانع الدراجات الإنجليزي ستيرلي في الإنتاج التجاري لأول دراجة مأمونة لها عجلتان متساويتان وهما تجعلان ركوبها أكثر سهولة وأمانا عن سابقتها عالية العجلات وبحلول عام 1890م اصبح للدراجات إطارات مطاطية مملوءة بالهواء المضغوط وأضيفت في الوقت نفسه تقريبا الكوابح الخلفية وأذرع التوجيه قابلة الضبط .

وحديثا فقد ظهر نوع من العجلات متعددة السرعات حيث تم تزويدها بصندوق تروس متعدد النقلات مما يجعل جهد تحريك البدالات أسهل على الراكب في أحوال معينة ونلاحظ أن وضع التروس على النقلة الأقل يجعل عملية صعود تل أو السير في إتجاه معاكس للريح أمرا سهلا حيث يؤدي هذا الوضع إلى دوران العجلة الخلفية دورانًا محدودا لكل دورة كاملة للبدالات وبذلك فإن وضع التروس على النقلة الأقل يجعل عملية دفع البدالات أسهل ولكن على حساب خفض سرعة السير مالم يقم الراكب بدفع البدالات بسرعة أكبر أما إستخدام وضع التروس على النقلة الأعلى فيكون عند السير بسرعات عالية فوق سطح مستو أو عند هبوط منحدر وفي هذه الحالة تدور العجلة الخلفية عند النقلة الأعلى للتروس عددا أكبر من الدورات مقابل كل دورة كاملة للبدالات هذا وقد زاد شيوع وإنتشار الدراجات في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي وأيضا في بداية القرن العشرين الماضي ولكن مع التطور الهائل الذي حدث للسيارات إنصرف كثير من الناس عن الدراجات ولكن علي الرغم من ذلك ففي العديد من بلاد أوروبا وخاصة هولندا وألمانيا وفرنسا ما يزال إستعمال الدراجات منتشرا علي نطاق واسع سعيا وراء الصحة الجسدية واللياقة البدنية حيث إختار الكثير من الناس من الجنسين وفي جميع المراحل السنية ركوب الدراجات كنوع من التدريبات الرياضية كما أنها تشيع الدفء في الجسم حيث يتسم الجو بالبرودة القارصة في تلك البلاد وقامت الكثير من المدن بتمهيد ممرات خاصة لراكبي الدراجات سواء في الحدائق العامة أو على طول الطرق منها مدن أمستردام ولاهاى وفرانكفورت وكولونيا وشتوتجارت وميونيخ وباريس كما أصبحت سباقات الدراجات هي الأخرى أكثر شعبية ويتم تنظيم العديد منها في هذه المدن ويشارك فيها الكبار والصغار من الجنسين في شتي المراحل العمرية .
 
 
الصور :