بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com
فالنسيا أو بلنسية هي عاصمة مقاطعة فالنسيا التي تقع في شرق مملكة أسبانيا على البحر المتوسط وهي من أكبر مدن البلاد وقد عرفت بإسم بلنسية أيام الحكم الإسلامي لأسبانيا ويعود إسم فالنسيا إلي اللغة اللاتينية حيث أنه مشتق من الكلمة اللاتينية فالنتيا والتي تعني القوة أو الشجاعة ومن ثم فقد تم تسميتها بهذا الإسم بعد أن أظهر الجنود الرومان شجعاتهم في الحروب ومن هذا المنطلق تم تسمية المدينة بالقوة أو الشجاعة وهي تمتد على مساحة 13465 كيلو متر مربع وتعتبر ثالث أكبر مدن البلاد من حيث التعداد السكاني بعد العاصمة مدريد والتي تبعد عنها 357 كيلو متر في إتجاه الشرق ومدينة برشلونة التي تقع في شمالها علي ساحل البحر المتوسط أيضا وتبعد عنها حوالي 351 كيلو متر ويبلغ عدد سكانها حاليا حوالي 900 ألف نسمة أغلبهم من الأصول الأوروبية الأسبانية وهم يتحدثون اللغة الخاصة بهم وهي اللغة الفالنسية بالإضافة إلى اللغة الأسبانية وهي اللغة الرسمية في الدولة وعلي مدى العقود القليلة الماضية تحولت مدينة فالنسيا من بلدة ساحلية هادئة إلى واحدة من المناطق الحضرية ووجهة سياحية مثيرة للإهتمام وهي تتميز بأنها من المدن البرية البحرية حيث تكثر فيها الأنهار والأشجار وتشتهر بهدوئها وجمال مناظرها الطبيعية وقد أسس الرومان هذه المدينة عام 139 قبل الميلاد وفي عام 413م إستولى عليها القوط الغربيون وفتحها المسلمون بعد ذلك في عام 714م وأقاموا فيها قواعد أساسيةً لنشر الحكم الإسلامي وأسسوا فيها مملكة إسلامية بعد ذلك في عام 1010م وقد شهدت المدينة في عهد الحكم الإسلامي إزدهارا وتطورا كبيرا في العديد من المجالات كما تم إنشاء نظام خاص بالمياه في أراضيها في هذا العهد حيث تم شق 31 ترعة على جانبي واديها المسمي بالوادي الأبيض وأجروا منها المياه لري الأراضي الزراعية بأكملها مما أدى إلى نمو الزراعة وإزدهار السهول وإنتشار العديد من الأشجار المثمرة وكانت هذه الترع تسمي السواقي وقد دخلت هذه الكلمة إلي اللغة الأسبانية ومازالت موجودة حتي الآن .
وظلت فالنسيا تابعةً للحكم الإسلامي حتى عام 1238م عندما بدأ حصارها من قبل جيش مملكة أراجون الأسبانية في الخامس من شهر رمضان عام 635 هجرية الموافق يوم 20 أبريل عام 1238م وشدد الأراجونيون الحصار على المدينة حتي نفذت المؤن والأسلحة من المسلمين المحاصرين بالمدينة وأدركوا أن لا فائدة من المقاومة خاصة بعد أن طلبوا المدد والعون من الإمارات الإسلامية الأخرى بأسبانيا التي كانت مازالت قائمة ولم تسقط بعد إلا أنه لم يستجب لهم أحد فلم يكن أمامهم إلا أن طلبوا الصلح مع ملك أراجون وبالفعل تم التسليم يوم الجمعة 27 من شهر صفر عام 636 هجرية الموافق التاسع من شهر أكتوبر عام 1238م ودخل خايمي الفاتح ملك أراجون وزوجته الملكة فيولانتى وأكابر الأحبار والأشراف والفرسان الأراجونيين وممثلو الجماعات الدينية مدينة فالنسيا ورفع علم أراجون على قمة أعلى برج في أسوار المدينة وتحولت المساجد في الحال إلى كنائس وطمست قبور المسلمين وبإنتهاء الحكم الإسلامي لأسبانيا أعلن إنهاء وجود مملكة فالنسيا وضمها إلى المملكة الأسبانية وتتميز فالنسيا بإقتصاد قوي جدا وذلك بسبب دور السياحة والصناعات المحلية في دعم إقتصادها وتوفر قطاعات العمل المختلفة فيها العمل لنسبة 84% من سكانها ويعد تأثير قطاع الصناعة مهما جدا في زيادة الناتج المحلي الخاص بها مع وجود نسبة مشاركة بسيطة للقطاع الزراعي في إقتصادها حيث توجد فيها العديد من المزارع التي تنتج الحمضيات وأهمها البرتقال والفواكه بأنواعها وفي عام 2009م تمكنت فالنسيا من تحسين قطاع الإقتصاد الخاص بها من خلال الإعتماد على التجارة الداخلية والخارجية وعلى دور وسائل الإعلام في تشجيع السياح على زيارتها لمشاهدة معالمها السياحية المتنوعة والإستمتاع بشواطئها الرائعة الجمال وهذا ما ساهم في نموها وتطورها بشكل ملحوظ وفعال .
وتشتهر مدينة فالنسيا أيضا بوجود نادى فالنسيا لكرة القدم بها والذى تأسس في يوم 18 مارس عام 1919م وهو يلعب في دوري الدرجة الأولي الأسباني ويشتهر بقمصانه البيضاء وقد إتخذ الخفاش شعارا له ولذلك قصة طريفة مفادها أن إقليم فالنسيا وجزر البليار كانتا تحت حكم الملك خايمي الأول ملك أراجون خلال النصف الأول من القرن الثالث عشر الميلادى وطبقا للروايات القديمة أنه عندما أتى الملك خايمي ليدخل المدينة حط خفاش أسود من خفافيش إقليم فالنسيا والتي تشتهر بكثرتها على قمة علم الملك ماتم إعتباره فأل خير عليهم في ذلك الوقت ولذا فقد إتخذ نادى فالنسيا في القرن العشرين الماضي حين تأسيسه الخفاش شعارا له من باب الفأل الحسن أيضا ويعد فريق النادى من أكبر وأنجح فرق كرة القدم الأسبانية حيث فاز بالدوري العام الأسباني 6 مرات وبكأس أسبانيا 7 مرات وبدوري أوروبا بالمسمى القديم كأس الإتحاد الأوروبي مرة واحدة وبكأس الإتحاد الأوروبي للأندية أبطال الكؤوس مرة واحدة كما حقق كأس السوبر الأوروبي مرتين وعلاوة علي ذلك فإن نادى فالنسيا هو أحد أعضاء مجموعة جي 14 المتصدرة للأندية الأوروبية كما أنه قد وصل إلى 7 نهائيات في مشاركاته الأوروبية فاز في 4 وخسر في 3 كان منها مرتان متتاليتان الأولى كانت أمام مواطنه الأسباني الشهير نادى ريال مدريد والثانية كانت أمام الفريق الألماني الشهير أيضا بايرن ميونخ وخسر في النهائيين هذا ويلعب الفريق مباراياته الرسمية على ملعب الميستايا الشهير والذي تأسس في عام 1923م ويتسع لأكثر من 50 ألف متفرج وكان من أشهر من لعبوا له ماريو كمبس نجم الأرجنتين وهداف كأس العالم الحادية عشر التي تظمتها الأرجنتين عام 1978م وحارس مرمي المنتخب الأسباني خوسيه سنتياجو كاليزاريس والنجم الأسباني والهداف التاريخي لمنتخب بلاده دافيد فيا كما كان من أبرز من دربوا النادى الفريدو ديستفانو نجم نادى ريال مدريد في الستينيات من القرن العشرين الماضي وهيكتور كوبر المدرب الأرجنتيني الشهير والذى درب منتحب مصر مابين عام 2015م وعام 2018م ويعد نادي ليفانتي هو المنافس التقليدي له في مدينة فالنسيا وبخلاف هذين الناديين الكبيرين هناك ناديان آخران يقعان في منطقة فالنسيا هما نادى فياريال ونادي إيركوليس .
ومقاطعة فالنسيا والتي عاصمتها مدينة فالنسيا تقع في وسط شرق مملكة أسبانيا وتحدها من الشمال منطقة أراجون ومنطقة كتالونيا والتي تطالب بالإنفصال عن أسبانيا وعاصمتها مدينة برشلونة وتحدها من الجنوب منطقة مرسية التي تقع جنوب شرق أسبانيا وعاصمتها هي مدينة مرسية وتحدها من الغرب منطقة أراجون أيضا ومنطقة كاستيا لامنتشا التي تقع في وسط أسبانيا وعاصمتها مدينة توليدو والتي كانت تسمي طليطلة في فترة الحكم الإسلامي للمنطقة ويحدها من الشرق البحر البلياري وهو قسم من البحر الأبيض المتوسط يحيط بجزر البليار الأسبانية والتي تتكون أساسا من أربع جزر كبرى رئيسية تحيط بها عشرات الجزر الصغيرة المتناثرة حولها وهي جزيرة ميورقة عاصمة جزر البليار وأكبرها مساحة وجزيرة منورقة وجزيرة إيبيزا وجزيرة فورمينتيرا وهي أصغرهم وتبلع مساحتها 23255 كيلو متر مربع وتعد ثامن أكبر منطقة من حيث المساحة في أسبانيا وتتميز بأنه تمر بها عدة أنهار هي نهر سينيا ونهر خوكار ونهر توريا ونهر ميخارس ونهر فينالوبو ونهر بالانسيا ونهر شقورة أو النهر الأبيَض وهو نهر ينبع من وسط أسبانيا ليصب في البحر الأبيض المتوسط ويمر بمدينة مرسية وقد جاء ذكر لهذا النهر في كتاب الشريف الإدريسي الشهير نزهة المشتاق في إختراق الآفاق بقوله وأما النهر الأبيض الذي هو نهر مرسية فإنه يخرج من أصل الجبل ويحكى أن أصلهما واحد أعني نهر قرطبة ونهر مرسية ثم يمر نهر مرسية في عين الجنوب إلى حصن أفرد ثم إلى حصن مولة ثم إلى مدينة مرسية ثم إلى أوريولة إلى المدور إلى البحر ومن شقورة إلى مدينة سرتة مرحلتان كبيرتان وهي مدينة متوسطة القدر حسنة البقعة كثيرة الخصب وبمقربة منها حصن فتة ومن حصن فتة إلى طليطلة مرحلتان .
وتحتوي مدينة فالنسيا على معالم عمرانية من عهد الحكم الروماني والعربي لها فتوجد فيها العديد من المعالم الأثرية التي تدل على التاريخ القديم الذي عاصرته منذ تأسيسها وحتى الوقت الحاضر وتنتشر فيها العديد من المدارس والجامعات ومن أهمها جامعة فالنسيا والتي تعد من أقدم الجامعات الأسبانية والتي تأسست في عام 1499م وتعتبر واحدةً من الجامعات المتميزة في أسبانيا كما أن المدينة تقيم العديد من المهرجانات المحلية والأنشطة الترفيهية التي تهتم بإبراز طبيعة الثقافة الأسبانية والفنون الشعبية السائدة فيها وذلك لكون سكان فالنسيا دائما ما يتحمسون للحفاظ على تقاليدهم ومن ثم فإن أقصى درجات التعبير عن تلك التقاليد تكمن في العديد من المهرجانات على مدار العام ولعل أشهرها مهرجان لاس فاياس الذي يشارك فيه الآلاف من الزائرين في شهر مارس من كل عام وعلاوة علي ذلك تمتلك فالنسيا العديد من الشواطئ الرائعة الخلابة والمنتزهات الرائعة والفنادق عالية الرقي والفخامة وبوجه عام فقد تطورت المدينة من حيث السياحة بداية من منتصف التسعينيات من القرن العشرين الماضي إذ أصبحت المدينة واحدة من أجمل وأهم المدن السياحية في العالم وذلك بسبب تطورها الصناعي وإنشاء العديد من المناطق السياحية فيها وذلك بجانب كونها مدينة ثقافية وتراثية وتجارية وإستثمارية مهمة ومن أهم معالمها :-
-- كاتدرائية فالنسيا وهي تحفة معمارية تزين المدينة وتتميز بطرازها المعماري المستمد من عدة حضارات وحقب زمنية تعكس الأحداث والثورات الثقافية التي شهدتها المدينة منذ وخلال 8 قرون حيث بنيت هذه الكاتدرائية على شكلها الحالي عام 1238م من قبل أول أسقف لفالنسيا بعد سقوط الحكم الإسلامي لها في العام المذكور وقد تم بناؤها على موقع سابق لكاتدرائية قوطية والتي قام المسلمون بتحويلها إلى مسجد وبناء مئذنته العملاقة في فترة سيطرتهم على المدينة بين عام 714م وعام 1238م ويظهر في طراز هذه الكنيسة العمارة القوطية في نسختها الكاتالونية أو المتوسطية وهو النمط السائد لبنائها وذلك على الرغم من أنها تحتوي أيضا على العناصر الرومانية والقوطية الفرنسية وعصر النهضة والباروك والعناصر الكلاسيكية الجديدة وتحوى الكاتدرائية على العديد من اللوحات الفنية التي تعود إلى القرن الخامس عشر الميلادى والمرسومة من قبل بعض الفنانين المحليين والبعض الآخر لفنانين من روما تم رسمها بتكليف من بابا فالنسيا ألكسندر السادس كما تتميز هذه الكاتدرائية بجرسها ذي الطراز المغربي الشرقي وبرجها المعد للتسلق وإلتقاط الصور الفوتوغرافية .
-- ساحة العذراء أو ساحة دي لا فيرجن أى العذراء التاريخية وهي من أشهر الساحات بالمدينة حيث تقام فيها الأُمسيات والإحتفالات والمهرجانات الموسمية ومما يذكر أن الساحات العامة تعد من أهم معالم السياحة في فالنسيا الأسبانية منها ما هو تقليدي تفوح منه رائحة التاريخ العريق ومنها ما هو معاصر راقي تفوح منه رائحة الحداثة والعصرية ويبقى الشئ المشترك في هذه الساحات متاجرها ومطاعمها ومقاهيها ومبانيها التي تختلف في مظهرها بإختلاف العصر الذي تحاكيه .
-- المدينة القديمة والتي لا يمكن لزائر مدينة فالنسيا أن يفوت زيارتها حيث تقع بها أهم المعالم الأثرية من متاحف ومباني وساحات يعود تاريخ بعضها لألفي عام وتحمل رتوش معمارية من حضارات عدة كالإسلامية والرومانية والبيزنطية والتي تشعر زائرها بأنه يعيش في الماضي ويتنفس عبقه كما أن هذا المكان يعد مكان مفضل ومثالي لعشاق الهندسة المعمارية وهواة التاريخ كما يمكن لزائر هذا المكان أخذ جولة ليلًا في أزقة البلدة القديمة المرصوفة بالحصى حيث المتاجر والمقاهي التقليدية البسيطة تعج بالزائرين أو التنزه في المتنزهات القريبة الساحرة .
-- السوق المركزي وهو من الوجهات الجديرة بالزيارة في مدينة فالنسيا ويقع في مبني حديث يبرز الحضارة الأسبانية في العصر الحديث وتتوافر داخله مساحات عديدة يتم إستغلالها بواسطة تجار التجزئة حيث يمكن التسوق بجانب الإختلاط بسكان المدينة الأصليين وهو يعد من أقدم أسواق قارة أوروبا إلي جانب أنه من أشهر الأسواق المحلية في أسبانيا ويمكن لزائره الفوز بفرصة شراء بعض الفواكه والخضروات واللحوم والمأكولات الأسبانية المحلية اللذيذة .
– متحف الفنون والعلوم وهو مجمع معماري يتألف من خمسة هياكل مختلفة مقسمة في ثلاثة مجالات هي الفن والعلم والطبيعة وتغطي مساحة 350 ألف متر مربع وقد تم تشييدها بقاع جاف بنهر توريا بمدينة فالنسيا وقام بالتصميم المهندس المعماري الفالنسي سانتياجو كالاترافا وقد إختيرت في عام 2007م ضمن قائمة كنوز أسبانيا الإثنى عشر وذلك نظرا لجمالها المعماري الفريد الذي رمى بذرته هذا المعماري النابغة في هذا الموقع وليكون أكبر الصروح العلمية الثقافية في قارة أوروبا خلال الألفية الثالثة وقد بدأت الأعمال التنفيذية في هذه المدينة العلمية في شهر يوليو عام 1996م وتصميم هذه المدينة يعد نموذج ومثال للعمارة العضوية وذلك بفضل نوعية فن البناء حيث تمكن المصمم من الجمع بين العناصر الشكلية والمحتوى عاكساً تقاليد حوض البحر الأبيض المتوسط من خلال إستخدام الألوان الزرقاء وبرك المياه والأسمنت الأبيض ومن ثم تحولت هذه المدينة حين إنشائها إلى مثال مثير للإعجاب من العمارة المعاصرة والعناصر السبعة لهذه المدينة العلمية أولها الهيميسفيريك وهي نصف قبة كروية أشبه ما تكون بشرنقة منحنية مصنوعة من الزجاج والخرسانة طولها 110 مترا وعرضها 55.5 متر والتي وضع بداخلها كرة علي شكل كوكب والتصميم الشكلي والحركات التي تستطيع هذه الشرنقة القيام بها هي إبداع بكل معنى الكلمة فهي بمثابة شبه عين حيث القبة السماوية هي الحدقة والسقف بمثابة جفن يفتح ويغلق وكأنه عين حقيقية من خلال إنعكاس الشكل في الماء فتظهر صورة العين كاملة وعندما عندما يتم فتح الهيكل المتحرك تنكشف الكرة الداخلية وتضيئها مما يجعلها تبدو وكأنها عائمة وبذلك يكون الفضاء المتاخم للقبة السماوية مغطى تماما أو جزئيا أو مكشوفا حسب وضع السقف وثاني عناصر هذه المدينة هو متحف الأمير فيليب للعلوم وهو متحف علوم تفاعلي بشكل يشير إلى الهيكل العظمي لديناصور عملاق وهو منقسم إلى ثلاثة طوابق رئيسية تقريبا كل منها 8 آلاف متر مربع وثالث عناصر المدينة هو ما يسمي الأومبركل وهو مبنى يقع في الجزء الجنوبي من المشروع يبلغ طوله 320 متر وعرضه 60 متر ويتألف من طابقين لوقوف السيارات حتى عدد 900 سيارة وباصات حتى عدد 20 باص وفي الطابق العلوي مسار معروف بطريق المنحوتات مزين بمجموعة واسعة من الأنواع المختلفة من النباتات وهذا الجزء من المدينة هو أكثر جزء مستقبلي ويتميز بوجود ممشي بانورامي طوله بطول المبني أى 320 متر ويتكون من جرانيت وخشب وفولاذ وأعمال فنية ترافق الزوار على طول الممشي إلى مختلف أنحاء مدينة العلوم ومن هذه المنطقة يمكن النظر إلى الحاضر ومستقبل العلوم والتكنولوجيا وبإختصار فإن الأومبركل يتضمن درجة عالية من التكنولوجيا الحديثة وتقاليد الحديقة الشتوية الأوروبية والممشي المشار إليه له 55 قوس ثابت و 54 متحرك إرتفاعها يصل إلى 32.80 متر وفوق هذه الأقواس هناك نباتات متسلقة إختارها كالاترافا من أنواع تتميز بقوتها وأنواع أخرى تتميز بجمالها وتم تزيين بلاط الأومبركل بخشب ألساج الإستوائي المقاوم للماء والرياح والشمس وعلى طول الممشي زرع 50 من الأنواع المختلفة من زهور منطقة فالنسيا وينتهي الممشي الذى يعد حديقة رائعة بعدد 99 نخلة عالية و 78 نخلة قزمة و62 شجرة برتقال و42 شجرة من أنواع مختلفة ولكن عادة ما تكون موجودة في منطقة فالنسيا ومئات من النباتات الأخرى من جميع أنحاء العالم أما رابع عناصر المدينة فهو الأوقيانوغرافية وهو واحد من أكبر أحواض السمك في قارة أوروبا وملحق به حديقة حديقة في الهواء الطلق مساحتها 110 ألف متر مربع وخامس العناصر هو قصر الملكة صوفيا للفنون وهو دار أوبرا ومركز ثقافي إفتتح في يوم 8 أكتوبر عام 2005م وهو بناء ضخم فريد الشكل وظيفته إنشاء وتعزيز ونشر جميع الفنون المسرحية ويبلغ إرتفاعه أكثر من 75 مترا ويغطي مساحة 40 ألف متر ويشمل ثلاثة قاعات القاعة الرئيسية وتسع 1800 شخص وقاعة الطعام وتسع 400 شخص وقاعة في الهواء الطلق على الجزء العلوي من المبنى تستوعب ما لا يقل عن 2500 شخص وسادس عناصر المدينة هو الأجورا وهي ساحة كبيرة مغطاة تستضيف مبني يحمل إسم البحر المتوسط يعد مركزا للمؤتمرات يسع 3 آلاف مقعد وهذه الساحة لها سقف متحرك يمكن أن يفتح ويغلق حسب الحاجة وسابع وأخر عناصر هذه المدينة هو الجسر الذهبي وقد تم تشييده لربط عناصر المدينة ببعضها البعض ويعد عموده هو أعلي نقطة في المدينة وهو بإرتفاع 250 متر .
-- المتحف الوطني للخزف والسيراميك ويعود تاريخه إلي القرن الثامن عشر الميلادى وكان حينها قصر لماركيز دي دوس أجواس وهو مبنى علي الطراز القوطي وقد قام بتصميمه المهندسان إجناسيو فيرجارا وهيبوليتوروفيرا وقد تم تجديده وإفتتاحه كمتحف عام 1947م وهو يعرض حاليا أكثر من 5 آلاف نموذج من الفخار التقليدي من فالنسيا والمنطقة المحيطة بها ويعرض أيضا خزف مزجج من مدينتي طليطلة وإشبيلية وفخار عربي وفنون زخرفية أخرى مثل فن الغزل والنسيج والملابس التقليدية والأثاث وينقسم هذا المتحف إلى ثلاث طوابق حيث تم تخصيص الطابق الأرضي للمعارض المؤقتة والطابق الأول يشمل الغرف الخاصة بالماركيز دى دوس ويزين أسقفها لوحات رسمها فنانون أمثال بلاسيدو فرانسيس باسكوال وأرضياتها من الرخام ومنقوش عليها حرفي إم ودى الإنجليزيين كما يزين الغرف أعمال فنية ومصابيح وساعات ومزهريات تعكس أناقة وأسلوب ذلك الوقت أما الطابق الثاني فهو مخصص تماماً لمعارض السيراميك ويقع هذا المتحف في شارع كارير ديل بويتا كويرول بالقرب من كنيسة سانت مارتن وهو يتميز بوجه عام بالفخامة والأرستقراطية لكونه في الأصل قصر بالإضافة إلى واجهته المزخرفة ومدخله المنقوش والمنحوت من المرمر .
-- ملعب ميستايا ويعرف سابقاً في الفترة ما بين عام 1969م وعام 1994م بإسم ملعب لويس كاسانوفا وهو ملعب كرة القدم الرئيسي لنادي فالنسيا وتبلغ سعته حوالي 50 ألف متفرج وقد إفتتح بعد مرور أربع سنوات من تأسيس النادي في يوم 20 مايو عام 1923م حيث شهدت مباراة الإفتتاح فوز فالنسيا على نادي ليفانتي بنتيجة 1/0 سجله اللاعب مونتي ويشتهر هذا الملعب بأجوائه التي تثير الرهبة في الخصوم ويعد تاسع أكبر ملعب في أسبانيا وأكبر ملعب بمنطقة فالنسيا وكان هذا الملعب قد إحتضن ولأول مرة مبارايات منتخب أسبانيا لكرة القدم خلال عام 1925م وإحتضن الملعب كذلك العديد من البطولات القارية والدولية ففي مسابقة كأس العالم الثانية عشر لكرة القدم عام 1982م والتي نظمتها أسبانيا إحتضن الملعب مباريات المنتخب الأسباني وأيضا في الألعاب الأوليمبية الصيفية عام 1992م إحتضن الملعب جميع مباريات المنتخب الأسباني طوال البطولة وأقيمت به المباراة النهائية التي شهدت فوز منتخب أسبانيا صاحب الأرض والجمهور باللقب وكان من المتوقع أن ينتقل الفريق إلى نيو ميستايا إلي الملعب الجديد للنادى الذي يتسع لأكثر من 75 ألف متفرج لكن بسبب أزمة نادى فالنسيا المادية تعثر وتوقف بناء الملعب الجديد ولا يعرف علي وجه التحديد متى سوف يكتمل بناؤه .
– حديقة ديل توريا والتي تبلغ مساحتها ما يقرب من حوالي 9 كيلومترات مربعة وهي تمتد على طول مسار نهر ريو توريا السابق وتعتبر مكانا رائعا للتجول والتنزه وقضاء يوم ممتع وسط الطبيعة الخضراء حيث المروج الممتدة والمنحنية والنباتات والزهور الفواحة والنوافير المنحوتة والبحيرات الإصطناعية على طول الجانب الشرقى منها إضافه الى مسارات المشى والركض والدراجات وملاعب كرة القدم وهي تعد من أجمل الأماكن التي يمكن زيارتها أثناء السياحة في مدينة فالنسيا للحصول على مساحة من الإسترخاء والإستجمام وسط مواطن الطبيعة الخلابة ومن المؤكد أنه يزداد جمال المكان إن كان في حضور العائلة .
– حديقة بيوبارك وهي حديقة الحيوان الخاصة بمدينة فالنسيا وهي تقع على مساحة 25 فدان وهي تحوى مجموعة كبيرة من الحيوانات الأفريقية مثل القردة والفيلة ووحيد القرن والحمير الوحشية والزراف والغزلان وتظهر الحيوانات في بيوبارك فالنسيا تتجول بحرية في الحديقة وهذا عكس حدائق الحيوانات الأخرى التى تقوم بوضع الحيوانات فى أقفاص فهي تسمح لزوارها برؤية الحيوانات وسط حياتهم الطبيعية بلا أقفاص فتعيش الحيوانات في بيئاتها الطبيعية ومن حولها يوجد الزوار والسياح الذين يمرون بتجربة برية ممتعة وشيقة لا مثيل لها .
– حديقة فالنسيا النباتية والتي أنشئت فى فالنسيا عام 1802م وهى أول حديقة نباتية فى أسبانيا وتعتبر واحدة من أجمل الأماكن الجديرة بالزيارة فى فالنسيا والتى يمكن فيها الإستمتاع بالهدوء والإسترخاء وسط الطبيعه الخضراء الجميلة حيث تحوى العديد من أشجار النخيل الظليلة وأنواع النباتات المختلفة وحديقة الصبار كما يقام فيها فى المساء حفلات لموسيقى الجاز يتم الإعلان عنها بصفة دائمة علي الموقع الإلكتروني الخاص بالحديقة .
-- قلعة توريس دو سيرانوس وهي من أهم وأجمل المواقع الأثرية في مدينة فالنسيا ويرجع تاريخها للعصور الوسطى وبالتحديد نهايات القرن الرابع عشر الميلادى ويتميز هذا الحصن بتصميمه المبهر وببرجيه اللذين يقبل السياح في فالنسيا على تسلقهما والتجول فيهما للتعرف على تاريخ المدينة العريق ويعد هذا الحصن واحدا من أصل 12 حصن كانت موزعة علي سور المدينة خلال العصور الوسطي .
– سوق الحرير وهو من أقدم الأسواق التاريخية في قارة أوروبا وكان مخصصا لتجارة الحرير التي كانت مزدهرة خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين ولذا فقد أطلق عليه إسم بورصة الحرير وهو يشمل عدة مباني تم بناؤها علي الطراز القوطي مابين عام 1482م وعام 1533م .
-- قرية ساجنتو وهي قرية تاريخية قديمة يعود تاريخها للقرن الخامس قبل الميلاد وكانت تحتل أهمية كبيرة في خلال حقبة الحكمين الروماني والأيبيري وتقع بمقاطعة فالنسيا شرقي أسبانيا على هضبة تبعد 30 كيلو مترا شمال مدينة فالنسيا قرب شاطئ الأزهار الذى يقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط ومن أهم معالمها المسرح الروماني والمتحف والقصر الأثري .
-- شواطئ فالنسيا فبإعتبارها مدينة ساحلية هامة وساحرة فمن الطبيعي أن تكون من أنشطة السياحة بها السياحة الشاطئية بما تمتلكه من منتجعات راقية وشواطئ خلابة تحوي شعاب مرجانية وكائنات بحرية متنوعة ونادرة بألوان جذابة مع مساحة مناسبة لممارسة الرياضات الشاطئية الممتعة كالصيد والغوص وركوب الخيل والدراجات وأيضا ممارسة الرياضات المائية مثل ركوب الأمواج والتزلج علي الماء وعلاوة علي ذلك تنتشر المطاعم المتخصصة في المأكولات البحرية والأطعمة الأسبانية الشهيرة في تلك الشواطئ ولعل أشهر الشواطئ التي يقصدها السياح في فالنسيا بلايا دي مالفاروسا ودي ليفانتي .
-- جامعة فالنسيا وهي جامعة مقرها مدينة فالنسيا وهي تعد من أقدم جامعات أسبانيا وأقدم جامعة في منطقة فالنسيا وقد أنشئت عام 1499م وتعد من المؤسسات الأكاديمية المرموقة في أسبانيا ويدرس بها قرابة 55 ألف طالب وطالبة ولغة الدراسة في معظم البرامج الدراسية بالجامعة هي اللغة الأسبانية كما تستخدم اللغة الإنجليزية كلغة دراسية في أجزاء من بعض المقررات الدراسية .
|