الثلاثاء, 16 أبريل 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الحرية والمجتمع

الحرية والمجتمع
عدد : 03-2019
بقلم: رانيا عكاشة

لا شك أن الحرية جزء هام من مسيرة الحياة وتوازن المجتمع .. ولكن !!!إذا كان مفهوم الحرية لدي الكثير من الأشخاص هو .. انا أريد .. إذا أنا أفعل بدون حدود أو قيود .. فهذا مفهوم خاطئ .. نعم خاطئ لأنه يحمل بعضا من الدكتاتورية الفكرية التي تُخيل لصاحبها أنه قادر أن يغير ويفرض ويشرع رغما عن الجميع خاطئ لأن الحرية في كل مكان ومجال حدودية .. حدود يفرضها العقل والواجب الإنساني والقانون وطبيعة المجال وعادات وتقاليد المجتمع (الُعرف) كل هذه حدود للحرية .. وحرية الفكر والرأي تختلف كثيرا عن حرية التنفيذ والفعل دون وجه حق .. الحرية لها قوانين تكفل لك حقك وايضا حقوق الأخرين .. الإنسان يفكر في أشياء كثيرة ويصل بأفكاره وعقله وخياله إلي أعالي القمم وإلي إنجازات عظيمة وتغيير اجتماعي واقتصادي وسياسي وثقافي وفكري في مجتمعه الذي يعيش فيه وفي المجتمع الخارجي .. ولكن السؤال هنا ..هل يفكر فيما يحكم مجتمعه هذا من قوانين ؟ هل يفكر في كيفية تحويل أفكاره هذه إلي إنجازات ملموسة علي أرض الواقع ؟ للأسف لا يفكر ولكن يريد تحقيق أحلامه بكل حرية رغما عن القانون . رغما عن الإمكانيات . رغما عن عادات وتقاليد المجتمع . رغما عن الظروف المتاحة . ولا يفكر في أن هناك بعض القوانين التي تحكم أو تتحكم في هذه الحرية ومنها الإمكانيات المادية والبشرية والطبيعية والفكرية أو العقائدية لدي المجتمع الذي يعيش فيه ..فمن الممكن أن تكون أفكاري جيدة وهامة لإنجاز مشروع ما... يخدم كثيرا من الشباب أو إنشاء مؤسسة تخدم كثيرا من المواطنين أو تغيير توعوي لدي الشباب اقتصاديا لتوفير حياة كريمة لهم أو إنجاز في عملي الحكومي الذي أعمل به وأقيد ضمن كشوفه موظفا مؤتمنا علي أموال الدولة ومصالح المواطنين وتحكمني قوانين عملي وقد ارتضيت بها قوانين أحافظ عليها وعلي عملي الذي أتعايش منه ..... الخ
أفكار كثيرة نفكر فيها جميعا بكل حرية .. ولكن هل من المعقول وهل من المتاح وهل من القانوني ان نقوم بتفعيلها داخل المجتمع الذي تحكمه قوانين وعادات وتقاليد عرفية أو داخل الذي تحكمه قوانين وعادات وتقاليد عرفية أو داخل عمل بمؤسسة حكومية تحكمها قوانين وتشريعات ولائحة عمل من قبل الحكومة والإطار الدولي لخطط العمل التنفيذية .. هل من المعقول مخالفة أراء وتشريعات دولة وخبراء دوليين في وضع قوانين العمل لتحقيق أفكار؟ أجري عليها تجارب لبيان نجاحها من عدمه ..مجرد أفكار وأحلام بالطبع لا .. لا ...وليست كلمة لا هذه معناها لا للحرية ولكن لا لتخطي حدود الحرية .. لا للفوضوية.. لا لأفكار تشرع قوانين عشوائية تحدث تطرفا فكريا .. قوانين غير معترف بها لأنها ليست خاضعة لتجارب فعلية ناجحة .. وليس لا لحريتك.. ما دمت تفكر.. فأنت حر .. ماُ دمت تبدع داخل مجالك فأنت حر .. ماُدمت توجه اهلك وأصدقائك حسب رؤيتك الشخصية للصالح العام فأنت حر .. ُحر بمعني الحرية الحدودية .. فاعلموا جميعا أن أي شيء زائد عن حده ينقلب إلي ضده .. وإذا خرجت الحرية عن إطار حدودها المشروعة والمتداولة بيننا فهي قد خرجت أو زادت عن حدودها ومن المنتظر أن تنقلب إلي ضدها ولكن تنقلب علي من خرج بها عن الحدود فتغيره هو .. تغيره من صاحب فكر حر إلي صاحب عقد نفسية .. يتغير سيكولوجيا فيصبح غير مهئ نفسيا لتقبل قوانين بلده وعادات وتقاليد أهله وعشيرته فينقلب إلي شخص متطرف.. ناقم علي الحياة.. غير متقبل لأفكار الأخرين .. دكتاتور .. مستبد بأراءه هو فقط .. وهذا شئ مرفوض فطريا وفكريا .. فطبيعة الكون نفسه تسير في إطار حدودي يحكمه خالقه جل وعلا .. فالله أعطانا جميعا الحرية ولكنها ليست مطلقة فشرع لنا القوانين التي تحكم كلا منا علي قدر استيعابه الديني والدنيوي لذلك علينا جميعا أن نكون أحرارا كما خلقنا الله سبحانه وتعالي ولكننا ملتزمون تجاه هذه الحرية بحدود تحكمنا.. إذا أصبح مفهوم الحرية .. انا أريد .. إذا انا أحاول أن أفعل في حدود .. حدود أفكار وعقائد مجتمعي .. حدود ديني .. حدود قوانين وتشريعات وطني الذي أعيش فيه ويعيش من أجلي .. حدود بالفعل هي تحكمني ولكنني أعيش الحرية بمعناها الحقيقي ..ويكتمل المعني العام للحرية بالرضا والسعادة والتطوير من أفكاري وتطويعها في حدود إمكانياتي وإمكانيات مجتمعي