الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

قصــــر السـكاكيني

قصــــر السـكاكيني
عدد : 06-2019
بقلم المهندس/ فاروق شرف
استشارى ترميم آثار

هو لحبيب سكاكيني باشا (1841 ـ 1923) من أصل سورى عمل موظفاً بشركه قنال السويس ، وكان له حظوة لدى دليسيبس وقربه إليه وعينه كرئيس ورش تجفيف المستنقعات والبرك فى القاهره .. وأتجه حبيب السكاكينى للعمل بمجال المقاولات وذاع صيته ووصل للخديوى اسماعيل وأعجب بقدراته ، فأمره أن يعمل فى الأوبرا الخديويه تحت قياده المعمارى الايطالي بيترو أفوسكاني واقترح السكاكينى لعمل بنظام الفترات كل فترة 8 ساعات ليتواصل العمل على مدار اليوم مما ساعد فى افتتاح الاوبرا بموعدها المحدد (19 نوفمبر1869) وأصبح السكاكيني من أثرياء المحروسه يمتلك العديد من العقارات والاطيان ، ومقرباً من الخديو ومن السلطان العثمانى . منحه السلطان عبد الحميد لقب بيك ثم لقب باشا ، كما منحه بابا روما لقب كونت تقديراً لمجهوداته فى خدمه طائفة الروم الكاثوليك وبناء دار للايتام وشراء قصر دى بيفور فى الفجاله وأهداءه للطائفه ، كما بنى مقابر للجاليه فى حى مصر القديمه ودفن بها حين وفاته سنه 1923 ويتصدر ضريحه تمثالاً له صنع فى فرنسا

وعن القصــــر ..

كانت الأرض التى بني عليها القصر بركه تسمى (قرجا التركمانى) وهو احد أمراء مماليك السلطان الناصر محمد بن قلاوون وحصل السكاكيني باشا على الأرض عن طريق المزاد ويعتقد أنه كان هناك بعض التسهيلات من الخديوى لحصوله عليها ، وتوجد حجه صادره من المحكمه المختلطه مؤرخة يونيو 1880 تثبت ملكية الباشا للأرض جفف الباشا البركه وتأهيل الأرض ورصف الشوارع حول المكان الذى أختير لبناء القصر في وسط ميدان من حوله ثمان شوارع تؤدى إليه ، وسميت المنطقه على أسم السكاكينى باشا . تم بناء القصر سنه 1897 على مساحة 2698 متر مربع ، مكون من خمس طوابق عدا البدروم ويضم 50 غرفه ويحيط بالقصر سور حديدى وحديقة صغيرة نسبياً تتناثر بها حوالي 300 تمثال ، ويزين المدخل الرئيسى تمثالان لأسدين من المرمر والباب الرئيسى مصنوع من الخشب المزين بالحديد المشغول يؤدى لصالة مستطيلة مفتوحة غرف مزينة حوائطها وأسقفها بالزخارف والرسومات . عاش الباشا بالقصر حتى وفاته سنة 1923 ومن بعده ورثته حتى سنة 1952 فوهب أحد الورثة حصته لوزاره الصحه كما تنازلت باقى الأسره عن القصر للحكومة .

تحول القصر سنه 1961 كأحد مقرات الأتحاد الاشتراكى ، ثم تحول لمتحف تثقيف صحى وأستخدم البدروم كعيادات طبيه ، وعانى القصر من سوء الأستعمال والأهمال حتى تم تسجيله كأثر وضمه إلى المجلس الاعلى للاثار سنه 1986 وكان من المفترض العناية الدولة به لأهميته وتميزه ، لكن للأسف أستمرت المعاناة والأهمال حتى وصل الى حالة يرثى لها ، بالرغم من أعلان دكتور زاهى حواس سنة 2003 إنه سيتم ترميم القصر وتحويله إلى متحف لعلوم الطب عبر العصور .

وهذا وقد شرفت بعمل دراسة وافية عن أعمال الترميم الدقيق وايضا ترميم وتنظيف التماثيل الرخامية خارج القصر .. ولكن كان مصيرها الأدراج.

القصر تحفة فنية رائعة فمن الداخل توجد الزخارف الهندسية والنباتية ذات ألوان زاهية وخاصة أعمال التدهيب بالورق الفرنساوى .. أما من الخارج التماثيل والمنحوتات البارزة والغائرة والزهريات والسلالم والبرامق والجلسات والكوبستات وكلها من الرخام الكارارا والبيانكو الأبيض الإيطالى.

اللهم إلا أن القصر أغلق امام الجمهور وأصبح مقر رئيسي لحى وسط التابع لوزاره الاثار، وهو حالياً معرض للأنهيار والتصدع والتعدي على معالمه ومقتنياته وتماثيله بالتدمير أو السرقة....؟ واخيرآ أأمل أن ينظر اليه بعين الرعاية لإعتباره أثرآ شاهدآ على عصره.

القصر يقع بميدان السكاكينى وعلى بعد خطوات منه اعرق مساجد القاهرة ( الظاهر بيبرس) الذى استخدمه الإنجليز أثناء الإحتلال مذبحآ.
 
 
الصور :