الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

مزولة أحمد باشا كور

مزولة أحمد باشا كور
عدد : 07-2019
بقلم الكاتب/ ابوالعلا خليل


المزولة هى إحدى الأدوات الفلكية التى تستخدم لتحديد مواقيت الصلاة بواسطة مراقبة ظل العمود المثبت على سطحها المتدرج .يذكر د. أحمد عبدالرازق فى الحضارة الإسلامية فى العصور الوسطى – العلوم العقلية ( وقد نالت المزاول الشمسية قسطا وافرا من التطوير على أيدى علماء المسلمين الذين جعلوا منها الآت غاية فى الدقة لقياس جميع ساعات النهار وأنصافها وأرباعها حتى الدقائق كان يمكن حسابها على لوحة المزولة ) .

والصورة لأثمن ماخلفه لنا الزمان من مزاول شمسية ، مزولة أهداها للجامع الأزهر الوالى العثمانى أحمد باشا كور عام 1163هـ / 1749م ولقب كور الذى أقترن بأسمه اطلقه عليه المصريون لحول بعينيه وجحوظها فكانت تشبه الكرة .

يذكر الجبرتى فى عجائب الآثار فى التراجم والأخبار ( وفى عام 1162هـ وصل الى مصر حضرة الجناب الأفخم الوالى العثمانى أحمد باشا المعروف بكور فلما استقر بالقلعة وقابله صدور العلماء ثم تكلم معهم فى الرياضيات فأحجموا وقالوا : لانعرف هذه العلوم . فقال الباشا للشيخ عبدالله الشبراوى شيخ الجامع الأزهر : المسموع عندنا بالديارالرومية أن مصر منبع الفضائل والعلوم وكنت فى غاية الشوق الى المجئ اليها ، فلما جئتها وجدتها كما قيل " تسمع بالمعيدى خير من أن تراه " .---والمعيدى مثل يضرب لمن له صيت وذكر ولامنظر له والمعيدى هو معد بن عدنان أحد رجالات العرب وقد صغروه وخففوا منه الدال -. فقال له الشيخ عبدالله الشبراوى : هى يامولانا كما سمعتم معدن العلوم والمعارف . ولكن غالب أهل الأزهر لايشتغلون بشئ من العلوم الرياضية الا بقدر الحاجة الموصلة الى علم الفرائض والمواريث ) .

طلب الوالى العثمانى أحمد باشا من الشيخ عبدالله الشبراوى الأتصال بأحد العلماء المشتغلين بعلم الفلك فأشار عليه بالشيخ حسن الجبرتى والد المؤرخ عبدالرحمن الجبرتى فاستدعاه وتناقش معه وكان يتردد اليه يومين فى الأسبوع ليقرأ عليه كتب الرياضة والفلك ، وقد بلغ أعجاب الوالى العثمانى بالشيخ حس الجبرتى انه كان يقبل يده وأهداه فروه سمور ثمينه . ويستكمل الجبرتى فى عجائب الآثار ( ثم اشتغل عليه الوالد برسم المزاول والمنحرفات حتى أتقنها ورسم على أسمه عدة منحرفات على ألواح كبيرة من الرخام صناعة وحفرا بالأزمير كتابة ورسما ، وعمل له تاريخا منظوما نقشه عليها وهو هذا:

مزولة متقنة ... نظيرها لايوجد
راسمها حاسبها ... هذا الوزير الأمجد
تاريخها أتقنها ... وزير مصر أحمد

ونصب واحدة بالجامع الأزهر – وهى الآن فى أعلى الواجهة الغربية المطلة على الصحن بالصورة – وهى لفضل دائر العصر والغروب وأخرى بسطح جامع الأمام الشافعى وأخرى بمشهد السادات الوفائية ) . وقد كشف لنا الزمان وجود مزولة أخرى لهذا الوالى الفنان بسطح الجامع الأزهر . تذكر كراسة لجنة حفظ الآثار العربية السابعة والعشرون ( أبلغ كبير المهندسين بأن هناك مزولة من الرخام فوق سطح الجامع الأزهر يرجع تاريخها الى عام 1163هـ وعليها أسم أحمد باشا وزير مصر ) . كانت المزولة الثانية ملقاة على سطح الجامع الأزهر ثم نقلت الى داخل المكتبة بالمدرسة الأقبغاوية ثم تخيرها بعد ذلك المرحوم د. أحمد قدرى رئيس الهيئة السابق ضمن جملة من التحف الآثرية للعرض بمتحف الترانزيت بمطار القاهرة الدولى فى بداية التسعييات من القرن الماضى . الا ان متحف الترانزيت لم يستمر طويلا وعادت مزولة سطح الجامع الأزهر ضمن ماعاد الى ظلمات مخازن الآثار.