الخميس, 6 فبراير 2025

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

سبيل أوده باشى

سبيل أوده باشى
عدد : 07-2019
بقلم الكاتب/ أبوالعلا خليل

أنشأ أسسا أشادا سوا ... وقفا حبسا أباحا سبيلا .
ذو المعالى محمد وأخوه ...فى العلا ذوالفقار نالا قبولا .
رغبا فى الثواب ضاعفه ... الله وأولاهما الجزاء الجزيلا .
وكلا الواقفين للجنة أرخ ... سبل الماء كوثر سلسبيلا .

منشئا هذا السبيل هما الأمير محمد وأخيه الأمير ذوالفقار أحد كبار العسكريين زمن تباعية مصر للدولة العثمانية سنة 1084هـ / 1673م " أثر رقم 591 " .

وقد نعتت وثيقة وقف هذه المنشأة الخيرية الأميريين المذكورين بالنص التالى ( الأمير ذوالفقار كتخدا طايفة مستحفظان والأمير محمد كتخدا طايفة مستحفظان سابقا سردار – أى قائد – طايفة مستحفظان مصر ) .

وطايفة مستحفظان التى شغلها الأخوين ذوالفقار و محمد هى فرقة عسكرية تكلف بحراسة قلعة الجبل مقر أقامة الوالى العثمانى . اقاما الأخوين هذا السبيل ضمن عمارة كبيرة بشارع باب النصر تتضمن مسجد للصلاة وسبيل وحوض لشرب الدواب ووكالة عرفت " بوكالة الخيش " كانت مسجلة برقم " 371 " .

يذكر د. محمد أبوالعمايم فى آثار القاهرة الإسلامية فى العصر العثمانى ( وفى عام 2001م تم هدم الوكالة وأعيد بنائها بهيئة أخرى من الخرسانة المسلحة تحت مسمى " مشروع تنمية الجمالية " تحت رعاية محافظة القاهرة والأوقاف وموافقة الآثار ) .

وتعرف الوكالة الآن بوكالة كحلا وهى تسمية ارتبطت بمسمى قديم حيث عرفت قبلها بمصبنة كحلا . وعلى نهج عمارتهما بشارع باب النصر أقاما الأخوين بشارع الجمالية السبيل المعروف بسبيل أوده باشى أثر رقم 17 ( 1084هـ / 1673م ) وشيدا بجواره البوابة الجميلة على رأس حارة الميضة أثر رقم 356 .
واليهم ينسب الآثر رقم 19 المعروف بواجهة منزل ووكالة أوده باشى على رأس شارع حبس الرحبة محل وكالة قديمة للسلطان المؤيد شيخ عرفت بوكالة الوجه .

وقد شهدت الفترة التى شيد فيها هذا السبيل رواجا كبيرا فى إعمار مثل هذه المنشآت الخيرية وقد سجلها عيانا الرحالة التركى اوليا جلبى الذى زار مصر عام 1092هـ / 1680م فكتب فى سياحتنامه مصر (...وقد بنى فى سبعة أعوام سبعون سبيلا جديدا ومنها السبيل بباب النصر سبيل ذوالفقار كتخدا الحبشى وكتابه وهو سبيل عظيم يسع الف حمل بعير ماء ) .

كانت فاتحة اعمال الأمير ذوالفقار تشييده وحده عام 1079هـ / 1668م وكالة الخيش بشارع سوق العصر ببولاق اثر رقم 537 لتنطلق بعدها أعماله الخيرية ومنشآته التجارية الى أن بزغ نجمه وعظمت سيادته زمن الوالى العثمانى عبدالرحمن باشا عام 1087هـ .

وعن ذلك يذكر احمد شلبى بن عبدالغنى الحنفى فى التاريخ العينى ( وأظهر الوالى العثمانى عبدالرحمن باشا زين الفقار وألبسه قفطان السنجقية – وهى رتبة عسكرية يتقلدها كبار الأمراء – وأمارة الحج فى يوم واحد ) . كانت امارة الحج من المناصب العليا والهامة فى الدولة العثمانية ، وهى تكليف وتشريف لصاحبها بخدمة حجاج بيته الحرام ، ومن ثم كان الصراع على أشده بين أكبر طائفتين على هذا المنصب طائفة القاسمية نسبة الى زعيمها قاسم بك والفقارية التى ينتمى اليها الأمير ذوالفقار بك .

ومما يدل على عظم ونفوذ الأمير ذوالفقار بك احتكاره لأمارة الحج إحدى عشرة عاما ( من عام 1087هـ الى عام 1097هـ ) .يصفه الجبرتى فى عجائب الآثار فى التراجم والأخبار ( كان أمير الحاج الشريف الأميرذوالفقار بك أميرا طاهرا محافظا على الصلوات الخمس فى أوقاتها ، معظما للعلماء ذو شفقة على الفقراء قاسيا على المفسدين ) .

ويستكمل أحمد الرشيدى فى حسن الصفا والأبتهاج بذكر من ولى إمارة الحاج ( كانت أيامه كلها مباركة من فعل للخيرات والشفقة على الفقراء الى أن توفى فى سادس عشرين من شعبان سنة 1098هـ وألبس الوالى العثمانى حمزة باشا ولده ابراهيم بك الصنجقية عوضا عن والده ) .

عرف هذا السبيل بسبيل أوده باشى وهى تسمية جرت على منشآت هذا الأمير ، وهى كلمة تركية من أودة بمعنى غرفة وباشى وتعنى رئيس ، وهو لقب لموظف عسكرى عثمانى كان يقيم عادة فى أوضة .

ويغلب على الظن تسميته بأسم أودة باشى لما آلت ملكية هذه المجموعة المعمارية اليه .

ولسبيل أوده باشى واجهة واحدة تفتح على الشارع بشباك للتسبيل مستطيل الشكل مغشى بمصبعات نحاسية ضاع الجزء السفلى منها وسد هذا الفراغ بقطعة من الخشب . وعلى يسار شباك التسبيل مدخل السبيل يعلوه نص تأسيسي حجرى مشابه تماما للنص التأسيسي لسبيل الأميرين المذكورين بالجمالية ناصية حارة الميضة .
 
 
الصور :