الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

عودة حراس الوطن لأرض الذهب

عودة حراس الوطن لأرض الذهب
عدد : 07-2019
كتبت/ ريهام البربري
rehamElbarbary2006@yahoo.com

في صعيد مصر تقع النوبة "أرض الذهب" بمحافظة أسوان.. أهلها من أقدم الشعوب المتحضرة في العالم.. أصولهم تعود إلى مملكة كوش (القرن الثامن ق.م.) والأسرة الفرعونية الـ25.. وصفهم الرئيس السابق لمصر محمد نجيب ب"حراس النيل".. حياتهم نهرعطاء.. وتاريخهم حافل بالتضحيات.. هاجر أول 10 أسر منهم عام 1902 لبناء خزان أسوان ،ومع تعليتة عام 1912 وارتفاع منسوب المياة تمت الاطاحة ب8 قرى.. وعند تعليته للمرة الثانية عام 1932 غرقت 10 قرى .. ومن أجل بناء السد العالى وحماية مصر من أخطار السيول والفيضانات عام 1963 هاجر أهالى 44 قرية الى كوم امبو وإسنا.. يشهد تاريخهم العسكرى على ريادتهم وزعامتهم منذ الملك مينا موحد القطرين وحتى القائد البطل النوبي "أحمد إدريس" صاحب فكرة استخدام اللغة النوبية كشفرة سرية للعمليات المصيرية التى شنها الجيش المصرى على العدو الاسرائيلى خلال حرب أكتوبر 1973، وروعة اخلاصه عندما تكتم على تلك الشفرة سنوات طوال حتى تم الإعلان عنها عام 2010.. تضحياتهم كانت منبع كل ملامح النماء الزراعى والتجارى والصناعى فى كل ربوع مصر.. ورغم كل تلك العبقرية الانسانية تعمدت عدة حكومات متعاقبة من اهمال شئون النوبيين مما خلف وراءه صدام شعبي حكومى ، بعد رفضهم التام بيع أراضي توشكي وخور قندي اللتين تقعان ضمن أراضي النوبة القديمة، بالمزاد العلني أو حق الانتفاع للمستثمرين ورجال الأعمال وفق مشروع زراعة 1.5 مليون فدان ، مطالبين بإعادة توطينهم على كامل أراضيهم ، مستندين الى المادة «236» من الدستور والتى تكفل لهم «حق العودة» وتمكينهم من المشروعات الاستثمارية في النوبة، خلال عشر سنوات.

وأخيرا، الحلم والامل يتجددان لاهالى النوبة بعد قرار الحكومة احتواء الأزمات المتراكمه لأهالى النوبة منذ عام 1902 واعلانها تعويض المتضررين من التهجير، من خلال تمليكهم الأراضى التى قاموا بالبناء عليها، أو منحهم حق الانتفاع بها دون مقابل، أو تعويضهم بأرض زراعية أخرى على أن يجبر كسر الفدان إلى فدان لمن يملك دون الفدان، ويكون التعويض فى منطقة خور قندى بمساحة 6000 فدان ، ومنطقة وادى الأمل بمساحة 1200 فدان ، مع امكانية صرف 25 ألف جنيه للمتضرر كتعويض نقدى عن الفدان الواحد ، وتعويض متضرر المساكن بمسكن آخر داخل أو خارج أسوان ويمكنه صرف 225 ألف جنيه كتعويض نقدى.

وفى خطوات مشرقة أخرى، قد تمحو مرارة سنوات التهجير، تقوم الحكومة بانجاز العديد من المشروعات هناك،أهمها (النهر السياحى) الذى يضم 66 فيلا ، و92 عمارة إسكان اجتماعى، وأعمال "مياه، صرف صحي، طرق" ، واستثمارات خدمية، ومنطقة صناعية على مساحة 2651 فدانًا.

ومما لاشك فيه أن كل تلك الحقائق التى تتم بجهود أبناء مصر المخلصين من شأنها استعادة هوية النوبة وتراثها وانفرادها العالمى كمحطة إشعاع حضارى. لذا أدعو جميع مسئولى السياحة فى مصر الى تسليط الضوء على مؤشرات التنمية المستقبلية في جنوب مصر من خلال طرح برامج سياحية متنوعة بتكاليف يسيرة تناسب دخل المواطن المصري كى يقف أبناء الجيل الحاضر والقادم شهداء على قضية انتماء ونضال دامت نحو أكثر من قرن من الزمان دون ادنى تذبذب في مشاعر أصحابها.. فالنوبة بما تملكه من معالم سياحية وأثرية ومقومات طبيعية وثقافية تصنع لنفسها طريق حياة،وأنتم ستكتشفون بأنفسكم عند زيارتها عبقرية أجدادكم في ( معجزات معبدى أبوسمبل، وروعة وجمال جزيرة فيلة ،وكنوز متحف النوبة، وعجائب جزيرة النباتات، وفولكلور حفلات جزيرة هيسا ، وتماسيح قرية غرب سهيل )،كل هذا والكثير والكثير فى انتظاركم ،يسبقهم جمال روح وصفاء ابتسامة وحسن خلق وكرم ضيافة أهالينا هناك.. لذا اسمحوا لى أن أهنئهم بلسانكم بمناسبة احتفالاتهم باليوم العالمى للنوبة وأيضا لقرب حلول عيد الأضحى المبارك، وأقول لهم بلغتهم العريقة "كوريج أنجا ناليه" أى "عيدكم سعيد".