بقلم الكاتب/ أبوالعلا خليل
يعد كرسى المصحف بالقبة الضريحية بمدرسة السلطان الناصر حسن أقدم مثال لكراسى المصاحف فى عمارة مصر الإسلامية ، وهو بحاله أجمل وأرق ماأبدعته يد الفنان المسلم فى ذلك الزمان . وقد نصت وقفية مدرسة السلطان الناصر حسن المؤرخة فى شهر جمادى الأولى عام 761هـ على تخصيص رجلين حافظين لكتاب الله العزيزيقرآن فى المصحف الشريف بالأيوان القبلى – يقصد بالأيوان القبلى الأيوان الذى توجد به القبلة – وتخصيص رجلا يحمل المصحف من مكان حفظه ويضعه على الكرسى للقراءة فى كل يوم بعد صلاة الصبح وقبل صلاة الجمعة ويعيده الى موضعه بعد فراغ القراءة على عادة الجوامع فى ذلك .
يذكر د. محمد عبدالستار عثمان فى نظرية الوظيفية بالعمائر الدينية المملوكية الباقية بمدينة القاهرة ( ويلاحظ ان موضع المصحف فى مقدمة الجزء العلوى من الكرسى امام مجلس القارئ ينبئ عن حجم المصحف الذى كان يوضع عليه إذ كان مصحفا كبيرا ضخما ، كما أن تعيين شخص يحمل هذا المصحف من المكان الذى هو فيه ووضعه على الكرسى عند القراءة وإعادته الى موضعه بعد فراغ القراءة يؤكد على ضخامة المصحف وكبر حجمه ). والكرسى يتخذ شكل الحرف v حتى لاينعكس الضوء على السطور اثناء القراءة .
والكرسى من الخشب المصنوع بطريقة الحشوات المجمعة والمطعم بالصدف والعاج وتشتمل حشواته على أطباق نجمية ووحدات هندسية دقت بالأويمة الدقيقة غاية فى الجمال والرقة . رتب السلطان الناصر حسن بقبته ستين نفرا من القراء يتناوبون القراءة بالقبة المذكورة ثلاثون نفرا بالنهار وثلاثون نفرا بالليل ويدعون بعد فراغ القراءة للسلطان الناصر حسن لتصل ثوابها اليه ليلا ونهارا دون انقطاع |