الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

"حارة برجوان" شاهدة على نفوذ الصقالبة

-حارة برجوان- شاهدة على نفوذ الصقالبة
عدد : 08-2019

حارة برجوان بحي الجمالية بالقاهرة المعزية، سميت الحارة ببرجوان نسبة إلى أبو الفتوح برجوان، الخادم الصقلبي الذى تربى ونشأ فى بلاط الخليفة الفاطمي الخامس العزيز بالله نزار بن معد.

انتقل العزيز بالله نزار إلى الرفيق الأعلى عام ٣٨٦هـ، تاركاً ابنه الحاكم بأمر الله وهو في الحادية عشر من عمره، صغيراً على إدارة شئون دولته الواسعة، محاطاً بثلاثة رجال هم أركان دولته: الحسن بن عمار شيخ قبيلة كتامة الامازيغية المغربية، ومحمد بن النعمان قاضي القضاة، وبرجوان كبير الصقالبة خدم الدولة.

غزا نفوذ الصقالبة البلاط الفاطمي، رغم أن الدولة الفاطمية قامت في المغرب العربي بمؤازرة القبائل المغربية القوية، واستأثر زعماؤها فترات طويلة بمناصب الثقة والنفوذ؛ ولكن منذ عهد المعز لدين الله بدأ نفوذ الصقالبة يغزو البلاط الفاطمي ويضاهي نفوذ المغاربة.

كان جوهر الصقلي قائد جيوش المعز بداية ظهور هذا النفوذ، وفي عهد العزيز بالله نزار سما نفوذ الصقالبة وساد في القصر والوزارة؛ وبلغ ذروة قوته في أوائل عهد الحاكم بأمر الله.

في بداية حكم الخليفة الفاطمي السادس الحاكم بأمر الله الذي تولي الحكم وهو في الحادية عشر من عمره، سيطر الوزير ابن عمار على مقاليد الأمور في مصر، وتلقب بأمين الدولة وزاد نفوذه حتى أصبح هو الحاكم الفعلي، وألزم جميع الناس بالترجل له، فأشار عليه أصحابه بخلع الخليفة الصغير غير أن ابن عمار لم يحفل بالفكرة استخفافاً بشأن الخليفة.

ازدياد نفوذ ابن عمار أشعل المنافسة بينه وبين برجوان، كان برجوان يتسم بالذكاء والدهاء، فكتب إلى منجوتكين أمير دمشق وقائد الجيش التركي في الشام يعلمه بما وصل إليه ابن عمار، وأنه بسط يد كتامة والمغاربة في الأموال وأنهم حصروا الحاكم بقصره، وأشار عليه أن يقصد مصر ليكون عوضاً عن الوزير الحسن بن عمار.

أرسل منجوتكين موافقته إلي برجوان وجهز جيشه لقتال جيش ابن عمار، فلقيه بعسقلان وكانت الهزيمة لمنجوتكين والأتراك، وقتل منهم ألفين، وسيق أسيراً إلى مصر، فأبقى عليه ابن عمار وعفا عنه ورد إليه اعتباره.

إلا أن برجوان نجح في إثارة طوائف المشارقة ضد طوائف المغاربة الذين إستبدوا بالحكم مع زعيمهم ابن عمار، فكانت بينهم مواقع عديدة إنتهت بإنتصار برجوان وهزيمة المغاربة، وأصبح لبرجوان مطلق السلطة، وركبه الزهو والغرور، وكون لنفسه طائفة خاصة من الجند، وتنامت ثروته وتراكمت أمواله، إلا أنه تلطَف بإبن عمار ومنحه إقطاعاته التي كانت له من قبل، وإشترط عليه الطاعة وبذلك استمال إليه المغاربة أيضاً.

فطن الخليفة الحاكم بأمر الله إلى نفوذ برجوان واستئثاره بالسلطة، واستبداده بمقاليد الأمور، كان الخليفة قد أشرف في ذلك الوقت على الخامسة عشر من عمره، وأصبح الطفل فتى يافعًا طامحاً لإستعادة السلطة، فأشار عليه أصحابه بالتخلص من برجوان الذي كان يشكل خطراً حقيقاً على عرشه، فدبر الخليفة لبرجوان مؤامرة وقتله بواسطة أحد الخدم.

انتشر خبر مقتل برجوان في القاهرة، فثارت جموع الأتراك والمغاربة وتجمعوا حول القصر، فخرج لهم الحاكم قائلاً: "إنني أنكرت على برجوان أموراً أوجبت قتله فقتلته، فألزموا الطاعة، وحافظوا على ما فيها في رقابكم من البيعة المأخوذة" .... فقبلوا الأرض وقالوا: الأمر لمولانا.

كانت وفاة أبو الفتوح برجوان الصقلبي سنة ٣٩٠هـ، وبذلك انهار نفوذ الصقالبة في البلاط الفاطمي، وقيل إنه حين مات وُجد فى داره من الذهب والملابس والفرش والآلات والكتب ما لا يُحصى.