السبت , 7 ديسمبر 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

ارادة المصريين وقناة السويس

ارادة المصريين وقناة السويس
عدد : 08-2019
بقلم الدكتور/ عادل عامر

قناة السويس كنموذج واقعي لقوة إرادة المصريين وليس فقط المصري بل والإفريقي أيضًا إنهم يستطيعون تحقيق أحلامهم من خلال الإرادة،

فمن الصعوبة بمكان أن نتصور انجازا بشريا آخر استطاع أن يغير الطبيعة أكثر مما فعلت هذه القناة، حيث استطاعت العملية الجغرافية البسيطة التي ولدت بها القناة أن تختزل قارة بأكملها هي القارة الأفريقية وأن تعيد وضع مصر والشرق العربي في قلب الدنيا وبؤرة خريطة العالم.

كل هذه المزايا خلقت لقناة السويس مجالا تجاريا واقتصاديا يفوق المساحات والمسافات المجردة مما يجعلها عالمية ومهمة، فالأهمية الاقتصادية لقناة السويس بالنسبة للاقتصاد العالمي بصفة عامة وبالنسبة لأوروبا بصفة خاصة،

فقد كانت القارة الأوروبية أكثر المناطق التي تأثرت اقتصاديا من إغلاق هذا الممر الحيوي الواصل بين المحيط الهندي والبحر المتوسط حيث تأثرت من جراء رفع أسعار شحن البترول المصدر من منطقة الشرق الأوسط نتيجة لاضطرار السفن للدوران حول القارة الأفريقية للوصول لأوروبا وتأثرت مرة ثانية جراء زيادة أسعار بترول الخليج العربي الذي صاحبته ايضا زيادة في اسعار البترول من شمال أفريقيا.

وهذا ما جعل لها الأثر الكبير في التأثير على اقتصاديات الدول، بالإضافة إلي كونها ممرا للقوافل العسكرية التي تمر من البحر الأحمر متجهة إلى حوض البحر المتوسط مثل الأسطول الروسي الرابض في ميناء طرطوس السوري وسفن البحرية الأمريكية التي تصول وتجول في مياه الخليج العربي، هذا الأمر جعل قناة السويس تعتبر بوابة لساحة صراع على النفوذ بين القوى الكبرى في الشرق الأوسط.

وأن مسيرة التنمية والبناء في مصر مستمرة حتى تحقق كل أهدافها في الارتقاء بالخدمات التي تقدم للمواطنين في كل محافظات مصر، بالإضافة إلى جذب مزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية. وقد وجهت الحكومة الشكر والتقدير والامتنان لشعب مصر العظيم الذي شيد هذه المشروعات القومية بإرادة المصريين التي لا تعرف المستحيل وتحب النجاح وتكره الفشل. النجاحات والإنجازات التي حققتها مصر خلال السنوات السبع الماضية -إرادة المصريين في معركتي «البقاء والنماء». حدوته مصرية نفخر بها -نحن المصريين -بكل الإنجازات والتضحيات التي قدمها المصريون لتعود مصر قوية عفيه وعظيمة».

ان المكسب الحقيقي من ذلك المشروع هو انه أصبح لدينا جيل قادر وكوادر مدربة من كافة التخصصات على تنفيذ ذلك النوع من المشروعات العملاقة، مؤكدا أن العامل المصري أثبت كفاءة منقطعة النظير في استيعابها،

ان معدلات حفر النفق قد سارت بمعدل متقدم على البرنامج الزمنى ويجرى العمل الآن بمداخل ومخارج النفق وما يضمه من مبان ادارية وخدمات وأنظمة تشغيل مختلفة. أن إرادة المصريين لابد أن تنتصر للأمل التي تحقق بذلك وانتصرت حتى نهاية معركة البناء والتنمية فالإرادة الصادقة للإنسان. تشبه قوة خفية تسير خلف ظهره، وتدفعه دفعاً للإمام على طريق النجاح. وتتنامى مع الوقت حتى تمنعه من التوقف أو التراجع لكن فلسفة التحدّي تنطلق من هنا من مصر بلد التحدي والإرادة تعد منظومة القيم في أي مجتمع هي المعبر الحقيقي عن قوته وتماسكه أو ضعفه وانهياره، والمجتمع المصري كان يتمتع بمنظومة قيمية قوية على مدار فترات طويلة من تاريخه، يتخللها فترات أخرى تهدم هذه المنظومة بفعل ممنهج للسيطرة عليه وعلى موارد البلاد.

إن أوضاع التنشئة الاجتماعية في مصر قد أصابها هي الأخرى قدرا من الانهيار أو عطب الأداء، وقد نجم عن هذا الأمر العديد من المظاهر، من أبرزها: تهتك النسيج الأسري، انهيار العملية التربوية والتعليمية، تحول الإعلام من داعم وبان لمنظومة قيم إيجابية إلى عامل هدم وتبديد لقيم الثقافة القومية.

أن الانهيار الثقافي الذي أصاب المجتمع المصري قد أصاب أخلاقه أيضا في مقتل، حيث انتشرت حالة من الفوضى الثقافية والاجتماعية، وهي الحالة التي تعد إخلالا بصيغة العقد الاجتماعي الذي ينظم تفاعل البشر في عيشهم المشترك، وإذا كان من الثابت علميا أن ثقافة المجتمع وأخلاقه قد تنهار وتتآكل في فترة زمنية وجيزة،

فإن استعادة سلامتها وفاعليتها يحتاج إلى زمان أطول وجهود جادة وكبيرة ومخلصة، وهي حالة مرت بها مجتمعات كثيرة وصلت أخلاقها إلى حدود دنيا ثم برزت ظروف وعوامل أعادت الصحوة والفاعلية إلى ثقافتها وأخلاقها حتى أصبحت قادرة على ضبط التفاعل وتنظيمه وتوجيه البشر نحو هدف مشترك.

واجهت القناة العديد من التحديات منذ افتتاحها، لم تكن تلك التحديات من قبيل المنافسة الشريفة أو لملاحقة ما يطرأ على منظومة النقل البحري من تطورات فقط، وإنما جاءت تلك التحديات ـ وفي ظروف تاريخية مختلفة ـ

لتكبل هذا المشروع الحضاري الفريد في تاريخ الإنسانية بالمتاعب والمشاكل، وذلك بغية التضييق عليه أولًا، ثم سلبه في النهاية شريان الحياة، والمتمثل في قوافل السفن العابرة بين الشرق والغرب،

كانت هناك مشاكل متسببة من القناة القديمة وكان لابد من إيجاد حلولا لها، ولذلك كانت هذه الفكرة مساعدة كبيرة للقناة القديمة وسوف نعرف كيف تم ذلك الآن: نجد أن الممر المائي كان ضيقًا وكان لابد من أن يكون الممر كبيرًا من أجل السفن ومن أجل أن يصبح الحجم مناسب وكبير، لذلك نجد أن هذه القناة وفرت حجمًا كبيرًا في هذا الممر وجعلته بحجم مناسب وكبير. القناة الجديدة لها أهمية كبرى في جعل جميع السفن مهما كان حجمها تمر بكل سهولة ومن دون أي عوائق، كذلك أصبح هناك اتجاهين شمالاً وجنوبًا وبذلك لا يكون هناك أي تأخير، فلا نجد أنه يجب على أي سفينة أن تنتظر سفينة أخرى لكي تمر،

فيمكن أن يستغرق هذا الأمر يومًا كاملاً، وهذا يؤدي إلى تأخير كبير في مرور السفن، لذلك نجد أن هذا جعل السفن لا تتأخر في مرورها ولديها الوقت المحدد لها لدخولها وخروجها بكل سهولة، ولم يعد هناك أي قلق عند العبور والانتظار لفترات طويلة. نجد أن قناة السويس الجديدة جعلت هناك دخلاً كبيرًا للبلاد وهذا أدى إلى تحسن الاقتصاد بشكل ملحوظ، فهذا من أجل الزيادة الملحوظة في الإيرادات بسبب العدد الكبير للسفن بسبب هذه التوسعة، وبالتالي هذا أدى إلى تحسن الاقتصاد. نجد أنها جعلت هناك توظيف لأيدي عاملة كثيرة، وبذلك سمحت لجعل نسبة كبيرة من البطالة تنتهي ولا يوجد شخص عاطل بلا عمل. بسبب قناة السويس الجديدة أصبح هناك قدرة كبيرة بالتعاون مع القناة القديمة أن يكون في البلاد العديد من الصناعات الهامة والماكينات اللازمة لكل ما هو جديد مثل الالكترونيات، وأيضًا تكرير النفط. وكما ذكرنا أن هذه القناة وفرت وقتًا كبيرًا للغاية في الانتظار، وكذلك وفرت جهدًا أيضًا من تعب هذا الانتظار.

أن التمويل الذي تم توفيره من الشعب لم يكن كافيًا لحفر القناة، واحتاجت الحكومة إلى قرضين إضافيين من بنوك محلية يقدّران بـ٨٥٠ مليون دولار

لا نجد أن القناة أصبحت هامة في النقل فقط، ولكن من أهميتها أيضًا استغلال جوانبها في عمل مزارع سمكية تساعد أيضًا في زيادة الدخل وتكسب الدولة اقتصاد هائل للبلاد. فنجد أن هذه القناة هي فخر للشعب المصري