الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الامراض والوفاة فى المجموعة الاولى

الامراض والوفاة فى المجموعة الاولى
عدد : 09-2019
كتب/ مصطفى عزمى

تعد حضارة المجموعة الأولى هى حضارة مميزة للنوبة السفلى وهى معاصرة لحضارة ما قبل الأسرات فى مصر العليا. وكان أول من تعرف على هذه الحضارة هو "جورج رايزنر" والذى قدمها ضمن قالبه الزمنى للحضارات النوبية عام 1910.

يعتبر "نوردشتروم "من خلال كتاباته أعوام (1972 و1996 و2004) والذى شارك فى البعثة الأسكندنافية عام 1962, قد أجرى الدراسات الأكثر تفصيلا عن أهل المجموعة الأولى. وبالرغم من ذلك فإن تفاصيل الحياة اليومية وشكل تنظيم المجتمع وكذلك اختفاء حضارة المجموعة الأولى لا زالت غير معروفة بشكل جيد حتى الآن.


ظهرت هذه الحضارة فى النوبة مع نهاية الألفية الرابعة ق.م، وقد أظهر الأثاث الجنائزى من داخل مقابر المجموعة الأولى ازدهار حقيقى لهذه الحضارة، حيث تميزت بفترة من الرخاء تبعتها زيادة فى المنتج الثقافى والأدوات الخاصة بها.
الأمراض وأسباب الوفاة عند المجموعة الأولى

أ‌- أمراض أهل المجموعة الأولى

تعتبر دراسة كلاً من "سميث" و"وودجونز" فى هذا المجال هى الدراسة الأولى فى هذا الصدد, وقد تميزت هذه الدراسة بالواقعية فى تحليل الصفات الجسدية أكثر من التركيز على تحليل الأصل العرقى. وقد كتب البعض أيضا تقريرا عن علم أمراض المجموعة الأولى، والذى لم يضف كثيرا عما قدمه "سميث" و"ودجونز" لكنه اعتمد على قياس وتحليل هذه الصفات بهدف المقارنة بين المجموعات البشرية.

وقد أظهرت التقارير أن هناك مرضين كانا سائدين فى مجتمع المجموعة الأولى، هما:

 المرض الأول: خراج اللثة

تعددت الأمراض التى أصابت أسنان البالغين فى فترة المجموعة الأولى وخاصة خراجات اللثة، والتى ربما نتجت بسبب طبيعة الطعام الخشن الذى يحتوى على مزيج من الغرين والرمل والذى تسبب بطبيعته فى حدوث الدمامل الحوصلية.

وكان التهاب عظام الفك واللثة من ضمن أمراض الأسنان فى كل أفراد المجموعة الأولى ولكنه ليس مرتبطا بتسوس الأسنان، حيث لاحظ "سميث" أن الشكل المعتاد من تسوس الأسنان كان نادرا فى النوبة ومصر العليا ولم يكن شائعا بين الطبقات الأفقر إلا فى العصور الحديثة. ومن الواضح أن تسوس الأسنان قد انتشر بعدما عرف الناس الرفاهية, كما أن استهلاك الطعام الممزوج بالرمل أدى إلى تآكل فى الأسنان، وهذا أدى إلى انتشار العدوى لعظام الفك نفسها.

 المرض الثانى: التهاب مفاصل العظام

حاولت معظم الدراسات فى هذا المجال الربط بين أعراض مرض التهاب المفاصل من جانب وبين طبيعة التركيبة الاجتماعية لمجتمع المجموعة الأولى (على سبيل المثال الجنس والعمر) من جانب آخر. ومن بين الحالات المرضية المتنوعة التى يمكن ملاحظتها فى المجموعة الأولى، فإننا نجد التهاب المفاصل وجروح العظام يعدان من أكثر الأمراض شيوعا في حضارة النوبة القديمة.

وقد توالت الدراسات التى أثبتت أن الصدمات الخفيفة المتكررة تعتبر من أهم العوامل الأساسية لحدوث هذا المرض. ويربط البعض، بين الإجهاد المتكرر للمفاصل والعظام بسبب العمل البدني الشاق بين الطبقات الاجتماعية (مثل الجنس والعمر) والنشاط الاقتصادى من ناحية أخرى.

وفى الأصل، فإن مرض التهاب مفاصل العظام هو مرض ناتج عن تحلل فى عظام ومفاصل العمود الفقرى, الركبة, الكتف, الذراع, الورك، الفك. وهذا المرض لم يكن فقط عند أهل المجموعة الأولى، وإنما كتب البعض أن كافة الشواهد توضح امتداد هذا المرض إلى الحقبة القبطية فى مصر، ويبدو أنه كان حال كل الحضارات القديمة على مستوى العالم.

ب‌- أسباب وفاة أهل المجموعة الأولى

اعتمد "سميث" فى تحديده لجنس المتوفى فى أغلب الحالات على عظام الحوض.( ) وقد اتضح من خلال الدراسات الأثرية أن سبب الموت لم يكن دائما واضحا وذلك من خلال دراسة الهياكل العظمية - باستثناء جروح الرأس كما فى المقبرة رقم (257) فى منطقة شلال-بالإضافة إلى ذلك النوع من الجروح، فقد كان هناك حالات وفاة بسبب قطع فى الجانب الأيمن من الجمجمة والناتج غالبا من أداة نحاسية، وذلك لوجود صبغة خضراء (متاكسدة) على العظام المكشوفة.( ) ويرى الباحث أن هذه الصبغة الخضراء ربما ترجع للصدء الخاص بالأداة النحاسية أو لكونها صبغة من اصباغ التجميل.

مثال آخر هو مقبرة رقم (8) بمنطقة "وادى قمر" حيث كانت الجمجمة مهشمة والفقرات ملطخة بالدماء. ولابد من الإشارة إلى أن الموت العنيف ربما يكون مرتبطا بالجنس (ذكرا وأنثى) فى المجموعة الأولى، حيث لم تظهر أى بقايا هيكل عظمى لأنثى بها جروح بالغة. ولكن لايمكن التعميم نظرا لقلة البيانات.

وقد لاحظ البعض حالة واحدة مصابة بمرض "استسقاء الرأس"hydrocephaly لشاب يافع حوالى 16عاما، من المقبرة رقم (54) بالجبانة رقم (215) قرب أبو سمبل, وقد تم تشخيصه هكذا بسبب اعوجاج فى عظام الجمجمة نتيجة الضغط الداخلى للدماغ. وفى مقبرة أخرى بمنطقة نجع الكرميلة، وبناءً على نتائج التحليل البيو-أركيولوجى، كانت المقبرة تحتوى على بقايا عظام سيدة بالغة يترواح عمرها بين 20 - 25 عاما، وتُظهر عظامها علامات قليلة عن مشاكل صحية، وسبب الوفاة غير معروف.

ومن الجدير بالذكر أن الأمراض الخبيثة مثل مرض السرطان والشلل والجذام لم يتم التعرف عليها كأمراض موجودة فى البقايا العظمية الخاصة بفترة ما قبل الأسرات، وكذلك المجموعة الأولى. وبشكل عام فقد لاحظ "سميث" غياب 3 أمراض وهى السل والزهرى وكساح الأطفال. هذا، وربما تسببت الأحمال الثقيلة على الرأس فى حدوث مرض تقرح الرأس وربما لذلك هو شائع فى الإناث عن الذكور.
 
 
الصور :