بقلم : خالد عبده
Khaledabdo70@yahoo.com
صندوقنا عمره 7000 عام من الزمان عدد قنواته قناة واحده عدساتها صورت وسجلت سجلات مجد وعزه وفخر وانجازات , نقاط البث الرئيسية اشاراتها من نقوشات على الجدران والاحجار , تتراتها الريادة والسيادة فى كل المجالات , اشاراتها استقبلتها صناديق الدنيا فى كل مكان ومرت الايام وتبدلت الاحوال لنرى ونسمع ونشاهد صندوق دنيتنا بيتغير لتتعدد قنواته نجد فيه ما يفرح ونشاهد ما يجعلنا نحزن من سوء ما نشاهده واليوم موعدنا مع حلقة جديدة من مسلسل الفساد الاخلاقى والمجتمعى متمثلا فى المتطفلين...فهناك فئة يتدخّلون في حياتنا ويسألون عما لا يعنيهم، ويتطفّلون عليك ويكثرون من الأسئلة، وما عليك إلا أن تجيب، هؤلاء المُتطفلون لا يتركون شاردة أو واردة إلا سألوك عنها، يحاصرونك بأسئلتهم غير المعقولة كأنك في محكمة، سيل من الأسئلة والتحقيق مستمر، لابدّ أن يعرفوا تفاصيل حياتك، كأن هذه التفاصيل جزء منهم مع أن هذا الأمر لا يعنيهم، بل يتدخّلون في شؤوننا الخاصّة كأن خصوصيتنا هي من باب التدخّل، من حق أي إنسان معرفتها، إنه أسلوب المتطفلين على حياتنا يدخلون حياتنا من الشبابيك، ويقولون هذا من باب الفضول ومعرفة الشيء، نقول ليس كل فضول محمودًا.
فألسنتهم طويله، يحشرون أنوفهم فيما لا يعنيهم، كأنهم وصايا عليك، يخرجوك من الجب ليغرقوك في الوادي، ويعتبرون حياتك حقا مباحا لهم، ما أن تبدأ مبادرا لهم بإبتسامتك العريضه حتى يسكبون فيض أسئلتهم عليك كسيل العرم وتبقى أنت غارق وسط تطفلهم! يفسرون الأمور على هواهم كما يشاؤون!
الأشخاص الفضوليون لا توجد في حياتهم أحداث مهمة وسعيدة لذا هم يبحثون عن أمور غيرهم .. التعامل معهم بلطف وحرمانهم من إجابات وافية يداوي هذا المرض المزعج شفاهم الله.
ايها المتطفل ليس سكوتي عن الجاهل بأنني لا اعرف الكلام ولكن سكوتي عن الجاهل يزيدني شرف ولقد تفنّن هؤلاء المتطفلون بتدخلهم المباشر وغير المباشر في تفاصيل حياتنا أدق التفاصيل العائلية والخاصة، وأصبح هذا الفضول المُزعج ولا يزال تدخل المتطفلين إلى حياتنا الذي لا يُحتمل في كل يومياتنا الحياتية ولا تتوقف هذه اليوميات، وهذا ليس من قبل شغب حياتي بل يريدون أن نقدّم لهم نشرة أخبار اليوم بأدقّ الحياة الخاصّة التي هي ملك الإنسان وليت وصل إلى هذا الحد فقط، بل يريدون أدق التفاصيل.. يعني ماذا أكلت اليوم؟ وماذا شربت؟ وماذا طبخت؟ ما هو راتبك؟ ما هي مصاريفك؟ ماذا تشتري لنفسك وأبنائك؟ من زارك اليوم؟ أين ستسافر في الصيف؟ وماذا تشاهد في التلفزيون؟ وماذا ستفعل اليوم؟ هل نجح أبناؤك؟ وكم أخذوا من درجة؟ كيف تقضي وقتك؟ أين ستذهب في إجازتك؟ متى يتزوج أبناؤك....؟؟. هكذا المسلسل الذي لا ينتهي في حياتنا، كأن هؤلاء المُتطفلين أصبحوا جزءًا من حياتك ينغصون عليك عيشتك، وإذا لم تجب عن الأسئلة فأنت في نظر هؤلاء متكبر، أصبح هؤلاء عبئًا علينا في حياتنا. فيا أيها المُتطفل ضع عنك التطفل فيما لا يعنيك ولا تتدخّل في شؤون الآخرين لكي لا ينفر الآخرون منك ومن تصرّفاتك.
أنَّ الغِيبة من الكبائر، والتي لا تكفِّرها كفَّارة المجلس، وإنما يُكفِّرها التوبة النصوح، فكلُّنا يَعرِف خطَر الغِيبة والنَّميمة وشديدَ عذابها، ولكنَّنا لا نُجاهِد أنفسَنا جِهادًا يكون شفيعًا لنا عند ربِّ العالمين.
ومن أخطار الغِيبة أنها تُحبِط الأعمال، وتَأكُل الحسَنات (حتى قال أحدهم: لو كنتُ سأغتاب أحدًا لاغتبتُ أمي وأبي، فهم أحقُّ الناس بحسناتي!)، وتفسد المجالس، وتَقضِي على الأخضر واليابس، أيضًا فإنَّ صاحبها يَهوِي بها في النار.
وإنَّ رذيلة الغِيبة لا تقلُّ عن النميمة خطرًا، بل أشد منها ضررًا، وصفةٌ من الصفات الذَّميمة، وخُلَّة من الخِلال الوَضِيعة، ولئلاَّ يقَع فيها المسلم وهو لا يَدرِي؛ حذَّر منها الإسلامُ، ووضَّحَها رسولُ الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- ونهى عنها؛ كما في الحديث عن أبى هريرة- رضِي الله عنه- أنَّ رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: ((أتدرون ما الغِيبة؟))، قالوا: الله ورسولُه أعلم، فقال: ((ذِكرك أخاك بما يكره))، قيل: أفرأيتَ إنْ كان في أخي ما أقول؟ قال: ((إنْ كان فيه ما تقول، فقد اغتبتَه، وإنْ لم يكن فيه ما تقول، فقد بهتَّه))؛ أي: ظلمته بالباطل، وافتَرَيْت عليه الكذب، فما أبشَعَها من صورةٍ! وما أبشَعَ ما يفعَلُه أهلُ الغِيبة، وما يقوله بعضُنا في مجالسنا واجتماعاتنا!
أمَّا أهمُّ الأسباب التي تَبعَث على الغِيبة، فهي التَّشفِّي من الغيظ، بأنْ يحدث من شخصٍ في حَقِّ آخَر؛ لأنَّه غَضبان عليه، أو في قلبه حسد وبغض عليه، وموافقة الأقران.
وأيضًا مُجامَلة الرُّفَقاء؛ كأنْ يجلس في مجلسٍ فيه غيبة ويَكرَه أنْ ينصَحَهُم؛ لكي لا ينفروا منه ولا يكرهوه، أو يَغتاب؛ لكي يضحك الناس، وهو ما يُسمَّى المزاح؛ حتى يكسب حبَّ الناس له... واتفرج يا سلام
|