الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

مغارة "العارض"

مغارة -العارض-
عدد : 10-2019
بقلم الكاتب/ ابوالعلا خليل

المكان جبل المقطم جهة الأبجية وعلى درجاته توجد هذه الأطلال وهى بحالها أقدم ماحفظه لنا الزمان فى تلك البقعة المكللة بالبهاء والجلال ويذكرها التاريخ " بالعارض " يذكر موفق الدين بن عثمان فى مرشد الزوار الى قبور الأبرار ( العارض أسم يطلق على مغارة تقع على درجات الجبل المقطم ، نقر المغارة وأنفق عليها أبوبكر أحمد بن مسلم القارئ ) .

وعن السبب فى إعمار مسلم القارئ لمغارة العارض يذكر شمس الدين بن الزيات فى الكواكب السيارة فى ترتيب الزيارة ( بنى مسلم القارئ العارض المعروف بجبل القائم وكان قد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم هناك ) . وفى قرافة القاهرة يذكر د. محمد حمزة ( المسجد المعروف بالعارض هو بناء عالى مستطيل متصل بجبل المقطم شبه الصومعة ) .

ويستكمل المقريزى المتوفى عام 845هـ / 1442م فى خططه ( وحسن للخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله – فى القرن الرابع الهجرى – لما علم ببركة المكان عمارة العارض وأنشأ فيها منارة هى باقية الى اليوم ) . كان العارض قبلة أهل مصر من الزهاد والمتصوفين اتخذوه لهم مقاما ومن ترابه مناما بعدما علموا من قداسته وطيب ثراه . يذكرحسن البصرى ( يحشر من الجبل المقطم الشهداء يوم يحشر الخلق الى الجبار ) .

وقد شهد العارض بدايات سلطان العاشقين سيدى عمر بن الفارض المتوفى عام 632هـ وصار العارض معتكفه ومقر سياحته حتى عرفت مغارة العارض بعدها بمغارة ابن الفارض ، وتحت العارض قبر الشيخ عمر بن الفارض رحمه الله ولله در القائل :
جز بالقرافة تحت ذيل العارض / وقل السلام عليك يابن الفارض

ويصف د. محمد أبوالعمايم فى تاريخ وآثار مصر الإسلامية ماتبقى لنا من أطلال العارض ( وجدير بالذكر أن مغارة العارض ومئذنته لاتذال آثارهما باقية الى الآن من أعلى جامع جاهين الخلوتى وتحوى المغارة أماكن متعددة بها محاريب عجيبة وغريبة متنوعة التصميم جميعها منحوتة فى الصخر داخل أماكن تعتبر معابد منقورة فى الجبل ومطلة على القرافة .

وتوجد بعضها فى مستويات مختلفة من وجه الجبل وكان يربطها درج منقور لايزال بعضه ظاهرا ، وبعض هذه الأماكن يتصل بالآخر عن طريق أنفاق منحوتة فى الجبل ) . وبجوار العارض بنى الشيخ شاهين الخلوتى زاويته والى جوارها حفر قبره ليدفن به حين يأتى الأجل المحتوم ودفن به عام 954هـ . سأل كعب الأحبار رجلا يريد السفر الى مصر فقال له : أهد لى ترابا من سفح مقطمها .

فقيل له : يرحمك الله وماتريد به ؟ قال : أضعه فى قبرى .

فقال له : تقول هذا وأنت فى المدينة فى البقيع . قال : نعم لأضعه فى قبرى .فأتاه الرجل منها بجراب فلما حضرت كعبا الوفاة أمر به ففرش تحت جنبيه فى قبره ، وفعل مثل ذلك عمر بن عبدالعزيز. طيب الله أطلال العارض وأكرم بالجبل المقطم وعطر تراب الجبل المقطم .
 
 
الصور :