abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

نحلتنا حياة

نحلتنا حياة
عدد : 11-2019
كتبت/ ريهام البربري
Rehamelbarbary2006@yahoo.com

رغم أن النحل والذباب يشتركان في تصنيف علمي واحد (الحشرات) إلا أن الفرق بينهما كبير ، فالنحل تلقى وحياً وتعاليم من السماء (وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) النحل 68 ،وعندما إلتزم ونفذ هذه التعاليم أصبح يأكل أفضل ما في الطبيعة (رحيق الأزهار) ثم يعطي أفضل الأطعمة (العسل) هادئاً متماسكاً مترابطاً فى بيئة نظيفة... بينما الذباب لم يتلق تعاليم سماوية فأخذ يأكل أقذر ما في الطبيعة ويحيا مزعجاً مفككاً بدون نظام في بيئة قذرة مسبباً للازعاج والأمراض .. أيضاً النحل يمد نا بالعسل الشافي (فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ) النحل 69 ،ويسهم في تلقيح النباتات التي نعتمد عليها في غذائنا، بينما الذباب بكثرة مضاره يسلب صحتنا (وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً) الحج 73.. هذا وإن كنتم من هواة التدقيق والدراسة والمراقبة حتماً ستجدون لأنفسكم عبرة من المنظومة الحياتية لتلك الحشرتين ألا وهى استحالة العيش فى مجتمع صحى ونظيف ومنتج وهادىء دون الإلتزام بتعاليم الله عز وجل.

وكل إنسان منا يعيش في تلك الحياة فترة محددة يحمل فيها بداخلة تطلعات ومتطلبات لا تحصى، ولكن قدراته وإمكاناته فيها محدودة ، وليس أمامه إلا تنظيم حياته ليحققها ،ومن يقرأ المشهد المجتمعى المعاصر سيجد أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات الجريمة وأن الاشتباكات الصارخة باتت تنشب بين أفراد المجتمع بمختلف أعمارهم ومستوياتهم الاجتماعية على أتفه الأسباب !!! .. مما أدى الى احتلال مصر المرتبة الـ26 عالميًا فى معدلات الجريمة، رغم أن عهدنا ببلدنا الحبيبة مهدا للحضارات والأديان، ولم ولن تكن أبدا ذات كيان هامشى على الخريطة العالمية بدليل قوله تعالى:" ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ".

ولقد أرجعت بحوث أساتذة البحث الجنائي والاجتماعي أسباب ارتفاع معدلات الجريمة في مصر الى تردى الأوضاع الاقتصادية والزيادة السكانية التى تؤدى الى الازدحام والاحتكاك ،لافتين إلى ضرورة الإسراع في رفع المستوى المعيشي للمواطن،وزيادة الأماكن الترفيهية المجانية له للتخفيف من الضغوطات النفسية العنيفة لديه.. ولكن ماذا عن حال المجتمعات الدولية المتقدمة التى تشهد أيضاً ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات الجريمة لديها؟!.. مما ينفي أن الارتقاء الاقتصادى والترفيه يمكنهما وحدهما من الحد من ارتكاب الجريمة، وأنه لابد من العودة لبحث أسباب المشكلة من جذورها التى ستقودنا الى النواة الأولى للمجتمع التى إن صلحت صلح معها ،وإن فسدت فسد معها ألا وهى الأسرة التى تصدعت ثوابتها وسلكت مسار العلاقات الجدلية فكرياً المضطربة نفسياً، فطرأ عليها قسوة وجفاء المشاعر بدرجات مختلفة وصلت إلى حد انتهاك حرمة الدماء والشرف بين أفراد الأسرة الواحدة.

لذلك دون إلتفاف أو تحايل لابد من التمسك بالعودة الى تعاليم الدين الذى يملك الكثير من الأسرار والمعجزات لمعالجة تلك الفوضى الانسانية العارمة التى حلت بكل أشكالها وصورها على مناحى حياتنا ،والاعتراف الصادق بأن القانون السماوى هو الاختيار المحمود لنا ولاسبيل للاستقامة بدونه .

فنحن بحاجة الى التخلق بأخلاق الله عز وجل لاستعادة فطرتنا السوية وتعزيز ترابطنا الإنسانى من أجل بناء وتنمية مجتمعاً حضارياً متقدماً أشبة بمملكة النحل لايكل ولا يمل من العطاء.. هذا بالطبع إن لم يكن هنا أو هناك ثمة تواطؤ شيطانى يدفعنا كى نكون كالذباب!!