الخميس, 18 أبريل 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

تعرف على أبو المحرقة النازية

تعرف على أبو المحرقة النازية
عدد : 02-2020
بقلم المهندس/ طارق بدراوى


هاينريش هيملر كان أحد قيادات الحزب القومي الإشتراكي للعمال الألمان المعروف بإسم الحزب النازى الألماني وكان أحد الرجال الأقوياء المقربين إلي الزعيم الألماني أدولف هتلر وأكثرهم شراسة وإستطاع أن يصل إلي أن يكون الرجل الثاني في المانيا النازية بعد هتلر وتولي في وقت من الأوقات قيادة فرقة القوات الخاصة الألمانية المعروفة باسم الإس إس والتي كانت منظمة شبه عسكرية كبرى بقيادة أدولف هتلر والحزب النازي في المانيا النازية وبعد ذلك في جميع بلاد أوروبا التي إحتلتها ألمانيا خلال المرحلة الأولي من الحرب العالمية الثانية كما ترأس أيضا البوليس السري الألماني المعروف بإسم الجستابو وأشرف على عمليات إبادة المدنيين في معسكرات الموت الألمانية وهذا الجهاز كان يعد أكثر أجهزة الأمن الألمانية شهرة وسرية وتأسس في الأصل لحماية الدولة الألمانية والحزب النازي في يوم 26 أبريل عام 1933م وكان هو الجهاز المسؤول عن العديد من عمليات الإغتيال والتدمير للملايين خلال فترة الحكم النازي .

ولد هيملر في يوم 7 أكتوبر عام 1900م بالقرب من مدينة ميونيخ عاصمة ولاية بافاريا بجنوب شرق المانيا والتي تعد أكبر الولايات الألمانية الستة عشر لعائلة متوسطة الدخل وكان أبوه يعمل مدير مدرسة وفي طفولته كان تلميذ صغير ودود يعاني ضعف البصر ومنخرط بأفضل الطرق وألطفها في محيطه الإجتماعي وكان تعلقه الكبير بوطنه المانيا الذي تعلمه على يد والده ذي النزعة القومية المحافظة سببا أساسيا جعله يتجه إلى سلك الجندية خاصة بعد هزيمة المانيا في الحرب العالمية الأولى وما تركه ذلك من حسرة في نفوس الشباب الألمان ومن ثم فقد إنضم بعد الحرب لأحد الكتائب اليمينية المتطرفة وكان ما أكثرها في ذلك الوقت والتي كانت ممتعضة أيما إمتعاض من خسارة المانيا للحرب وقرروا الدفاع عن الحدود الألمانية من إنتهاكات الجيش الأحمر السوفيتي والعمل على إجهاض أي تحركات أو تنظيمات شيوعية داخل المانيا والتي كانت قد بدأت في الظهور بولاية بافاريا كما إلتحق بالفوج البافاري الحادي عشر بالإضافة لإنخراطه في جمعيات صغيرة قومية حين كان طالبا في كلية الهندسة الزراعية في مدينة ميونيخ ما بين عام 1919م وعام 1922م والتي قادته فيما بعد في منتصف العشرينيات من القرن العشرين الماضي إلى الإنضمام إلى الحزب النازى الذي كان أدولف هتلر قد أعاد تأسيسه .

وفي عام 1923م شارك هيملر في عملية بول بيير هول بوتش وهي المحاولة الإنقلابية الفاشلة التي نفذها هتلر مع الحزب النازي من أجل الإستيلاء على السلطة في ولاية بافاريا أولا وفي كل المانيا لاحقا والتي بدأت في مساء يوم 8 نوفمبر عام 1923م م وإنتهت بالقشل في ظهيرة اليوم التالي 9 نوفمبر عام 1923م وكان خلال هذه العملية تحت قيادة إرنست روم وهو ضابط الماني ساهم في تنظيم قوات العاصفة المعروفة بإسم الإس إيه والتي كانت عبارة عن جيش سياسي لحماية قادة الحزب النازى والوقوف في وجه دعاة الشيوعية والإرهابيين اليهود والذى كان قد إلتقى بهتلر وأصبحا حلفاء سياسيين وأصدقاء مقربين وبعد فشل هذا الإنقلاب تم محاكمة قواده الذين كان علي رأسهم أدولف هتلر وإرنست روم بتهمة الخيانة العظمى وتم الحكم على روم بالسجن لمدة سنة وثلاثة أشهر لكن أطلق سراحه فورا بعد المحاكمة وحكم على هتلر بالسجن لمدة 5 سنوات قضى منها 8 أشهر ثم أفرج عنه وأثناء ذلك قام روم بتأسيس الفرونتبان كخيار بديل للإس إيه التي كان قد تم حظرها في ذلك الوقت وخدم كعضو في البرلمان كعضو عن حزب الحرية الإشتراكي الوطني لكن الإختلافات زادت فإستقال من البرلمان عام 1925م وهاجر إلى بوليفيا وأصبح مستشار عسكري للجيش البوليفي وكانت بداية صعود نجم هيملر عندما إنضم للحزب النازي المتطرف عام 1925م وإلتحق في نفس العام بالإس إس وأوكل إليه هتلر قيادة القوات الخاصة المعنية بحمايته الشخصية والتي كانت تضم 280 عضوا تم إختيارهم من صفوة عناصر الإس إيه الأكبر حجما وبتعيينه قائداً للقوات الخاصة قام بتطويرها بشكل جيد حتى أصبحت من أفضل الميليشيات المدربة عسكريا وإزداد عددها من 280 عنصرا في عام 1925م إلي أن وصل مجموع عناصرها إلي 52 ألف في عام 1933م وكان هيملر يقوم على فحص كل طلب إلتحاق في القوات الخاصة على حدة للتأكد من نقاء دم المتقدم للطلب حيث لم يرض هتلر بعناصر القوات الخاصة الغير منتمين للعرق الآري والمقصود به عرق شمال قارة أوروبا ولم تكن الإس إس هي الأكبر في الجيش الألماني فقد سبقها في الحجم والقوة الكتيبة الضاربة أو كتيبة العاصفة والمعروفة بالإس إيه والتي كان قد تم فك الحظر عنها ولكن حدثت مشاكل وخلافات ونزاعات حادة داخل دوائر الحزب النازي بين قيادات الحزب وعلي رأسها هتلر من جهة وبين قيادات الإس إيه من جهة أخرى في عام 1930م ومن ثم أرسل هتلر برقية شخصية لروم في شهر يناير عام 1931م ليعود فورا إلي المانيا ويستلم قيادة وحدات الإس إيه ومما يذكر أن روم كانت له أفكار راديكالية كما أنه قام بتعيين خلصائه وأصدقائه المقربين وتمكن من زيادة عدد أفراد الإس إيه ليصبح مليون فرد وكان هو الوحيد الذي ينادى هتلر بإسمه الأول أدولف وليس زعيمي .

وعلى أثر التنافس الموجود بين أعضاء الحزب النازي والأحقاد والضغائن المتنامية بينهم وخوفاً من قوة روم وسلطته على الإس إيه بدا هيرمان جورينج الأب الروحي للجستابو وهاينريش هيملر بالدس لهتلر حول خطورة روم وتنامي قوة الإس إيه وإحتمال إستعمالها للإطاحة به خصوصا أن روم كان يؤمن بأن الثورة الحقيقية لم تبدأ بعد بالإضافة إلى مبادئه الإشتراكية وأعدا ملفا عن تقاضي روم لمبلغ 12 مليون مارك كرشوة من فرنسا للإطاحة به وهنا إقتنع هتلر أنه قد جاء الوقت للتحرك وفي فجر يوم 30 يونيو عام 1934م تم تنفيذ العملية التي أطلق عليها عملية ليلة السكاكين الطويلة حيث سافر هتلر إلى ميونيخ وقام بنفسه بإلقاء القبض على روم وتم تطهير الإس إيه وإعدام قياداته كما تم أيضا قتل أعضاء بارزين في الحزب النازي من ذوي التوجه الإشتراكي الراديكالي إضافة إلى سياسيين محافظين ومناهضين للنازية مثل المستشار السابق كورت فون شلايشر والسياسي البافاري جوستاف ريتر فونكهر الذي أفشل إنقلاب هتلر في ميونيخ عام 1923م وعلاوة علي ذلك فقد تم إعتقال أكثر من ألف شخص خلال هذه العملية والتي تمت خارج نطاق القضاء والتي كان الهدف الرئيسي لها تحسين صورة حكومة هتلر أمام المواطنين الألمان الذين إزدادت إنتقاداتهم لأساليب الإس إيه المخيفة ومما يذكر أن هتلر كان لا يرغب في إعدام روم لذلك خيره بأن ينتحر لكنه رفض فتم إعدامه ومن ثم أصبحت الساحة شاغرة لهيملر وأصبح هو الرجل الأبرز والأقوى فيما يتعلق بالأجهزة الأمنية للرايخ الثالث وهو الإسم الذى عرفت به الحقبة النازية في المانيا مابين عام 1933م وحتي عام 1945م بل وعظمت قوة هيملر عندما أصبح جهاز البوليس السري الجستابو تحت إمرته بداية من يوم 17 يونيو عام 1934م حينما بدات الشراكة بين هيرمان جورينج وهاينريش هيملر حيث نقل جورينج سلطة الجستابو لهيملر والذي سمي كرئيس للبوليس في كل الولايات الألمانية في يوم 22 أبريل عام 1934م وحتي ذلك الحين كانت سيطرة هيملر على الشرطة الرسمية جزئية حتى تم تعيينه كوزير للداخلية في عام 1943م حيث أصبحت سيطرته كاملة علي جميع أجهزة الشرطة الألمانية وفي هذا العام إزداد عدد المعتقلات والمعتقلين وبالذات بعد الإنتقادات الحادة التي بدأت تظهر ضد النظام الحاكم خاصة بعد كارثة ستالينجراد وفشل الغزو الألماني لروسيا وتعرض الجيش الألماني لثاني أكبر خسارة له في الحرب العالمية الثانية بعد خسارته الأولي في جبهة شمال أفريقيا والتي كان لها الدور الأكبر في تحول مجرى الحرب فلم يستعد الألمان بعدها قوتهم السابقة كما لم يحققوا بعدها أي إنتصار إستراتيجي في جميع الجبهات وبعدها أيضا بدأت المانيا تتعرض للهزائم في جبهة أوروبا وتم نزول قوات الحلفاء في نورماندى بفرنسا في شهر يونيو عام 1944م والذى كان يعد بداية تحرير فرنسا من الإحتلال النازى وزحف قوات الحلفاء نحو العاصمة الألمانية برلين .

ولننتقل الآن إلي جانب آخر في حياة هاينريش هيملر العملية حيث أنه يعتبر أبا لما أطلق عليه المحرقة النازية أو الهولوكوست حيث بدأ عام 1933م بعد صعود هتلر إلي سدة الحكم في المانيا في تأسيس معسكرات الإعتقال والتي كان يتم فيها وضع عدد كبير من البشر في رقعة صغيرة من الأرض وكان الهدف منها ملاحقة المعارضين السياسيين وغير المرغوب فيهم من اليهود والغجر والشيوعيين وأي عرق غير العرق الآري وفي نهاية عام 1939م ومع بداية الحرب العالمية الثانية كانت هناك 6 من هذه المعتقلات في المانيا كما تم أثناء سنوات الحرب بناء أعداد أخرى في الدول الأوروبية التي خضعت لسيطرة المانيا وكان المعتقلون يقومون في هذه المعسكرات بصورة قسرية بإنجاز أعمال موزعة عليهم كما تم كذلك إجراء تجارب علمية وطبية على البعض منهم وبعد بداية الحرب العالمية الثانية بحوالي سنتين وبالتحديد في عام 1941م تم إنشاء أنواع أخرى من المعسكرات وسميت بمعسكرات الإبادة أو الموت وكانت متخصصة في القضاء على المعتقلين بواسطة الغاز السام أو القتل الجماعي بوسائل أخرى وحرق الجثث بعد ذلك وكانت خبرة هيملر في مزارع الدجاج التي عمل بها بعض الوقت في بداية حياته العملية وكيفية التعامل معها عاملا مساعدا له في كيفية التعامل مع المعتقلين وقد بلغ ضحايا هذه المعتقلات ومعسكرات الإبادة حوالي 6 ملايين شخص مما يجعلها أكبر عملية إبادة في التاريخ وقبيل غزو الإتحاد السوفيتي قام هيملر بالتحضير وحشد تطوعا أو تجنيدا اُناس من كافة أنحاء قارة أوروبا ممن لهم قرابة من الألمان كالدنماركيين والنرويجيين والسويديين والهولنديين وأثناء إجتياح جمهوريات البلطيق الثلاثة أستونيا وليتوانيا ولاتفيا بالإضافة إلي أوكرانيا قام بتجنيد متطوعين من غير الآريين لشن حملة ضد ما أطلق عليهم البلاشفة الملحدين وفي عام 1942م وبعد إغتيال مساعده الأيمن وأحد مهندسي المحرقة راينهارد هايدريش على يد إثنين من القوات الخاصة البلجيكية وبمساعدة من البريطانيين والثوار في دولة تشيكوسلوفاكيا قام بدافع الإنتقام بمجزرة وحشية لكافة السكان وحتى النساء والأطفال وفي يوم 4 أكتوبر عام 1943م صرح هيملر بالبدء في إبادة الشعب اليهودي خلال إجتماع سري للإس إس في مدينة بوزنان والتي تقع في غرب وسط بولندا حاليا وفي نفس العام أصبح هيملر وزيرا للداخلية وقام بدمج الداخلية بالإس إس وفي أواخر عام 1944م أصبح هيملر قائداً لجيش جديد هو جيش أعالي الراين والذي نفذ عملية الرياح الشمالية في يوم 1 يناير عام 1945م في محاولة لرد الجيش الأميريكي السابع والفرنسي الأول وإستطاع الألمان تحقيق بعض التقدم في البداية لكنهم تراجعوا بعد ذلك وفي النهاية لم تتمكن القوات الألمانية من تحقيق أهدافها وإنتهت هذه العملية في يوم 25 يناير عام 1945م .

وفي هذا التوقيت أصدر هتلر أوامره بنقل هيملر شرقا لكي يتسلم قيادة مجموعة جيوش فيستولا وهي مجموعة الجيوش الألمانية التي تأسست في يوم 24 يناير عام 1945م من وحدات من الجيوش الألمانية التي عادت مهزومة من الجبهة الروسية إضافة إلى مجموعة متنوعة من التشكيلات الجديدة التي تم تشكيلها لحماية العاصمة برلين من تقدم الجيوش السوفيتية من بولندا عبر نهر فيستولا وكان المارشال الألماني الشهير هاينز جوديريان الذى كان قد تم تعيينه في شهر يوليو عام 1944م رئيسا لهيئة أركان الحرب الألمانية العليا تلك المجموعة علي عجل كتدبير دفاعي سريع لملء الفجوة في الدفاعات الألمانية بين نهري فيستولا والأودر ورشح لها المارشال ماكسيميليان فون فيخس ولكن تلبية لرغبة هتلر تم تعيين هاينريش هيملر قائدا لها والذى أطلق أوامره بالعقاب والموت لمن ينسى واجبه وكان قوام هذه المجموعة نحو نصف مليون جندي إلا أنها كانت سيئة التجهيز عسكريا حيث كانت تفتقر لبعض المتطلبات الأساسية مثل الخرائط المناسبة ووسائل الإتصال الجيدة وفي يوم 13 مارس عام 1945م ونظرا لإفتقار هيملر للخبرة العسكرية أسندت قيادة هذه الجيوش للجنرال جوتهارد هاينريكي وفي هذا الوقت ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه حاول هيملر بمبادرة شخصية منه أن يتفاوض مع الحلفاء لكنه فشل وهو الخبر الذي أذاعته إذاعة البي بي سي وأثار غضب هتلر وكانت أولي مهام مجموعة جيوش فيستولا هي المحاولة الكارثية لرفع الحصار عن مدينة كوسترين أحد مدن ولاية براندنبرج الألمانية والتي تقع علي جانبي نهر الأودر الذى يفصل المانيا عن بولندا حاليا في أواخر شهر مارس عام 1945م والتي تعرض فيها الفيلق التاسع والثلاثين أحد وحدات تلك المجموعة لخسائر فادحة كما خاضت أيضا هذه المجموعة معركتين عنيفتين كانت أولهما معركة هالب والتي إستمرت خلال الفترة ما بين يوم 24 أبريل ويوم 1 مايو عام 1945م وتمكن خلالها الجيش الأحمر السوفيتي من تدمير الجيش التاسع الألماني بصورة شبه كاملة أما المعركة الثانية فكانت معركة برلين وهي واحدة من المعارك الأخيرة على الجبهة الأوروبية في الحرب العالمية الثانية والتي دارت بين أواخر شهر أبريل وأوائل شهر مايو عام 1945م والتي أطلق السوفييت عليها عملية الهجوم الإستراتيجي على برلين حيث قامت جبهتان سوفيتيان بمهاجمة برلين من الشرق والجنوب بينما قامت جبهة ثالثة بإجتياح شمال برلين وإنتهي الأمر بسقوط برلين وإستسلام المانيا لجيوش الحلفاء وتوقيع وثيقة الإستسلام في يوم 8 مايو عام 1945م وكانت هذه هي نهاية الحرب العالمية الثانية في قارة أوروبا وبهذه النهاية المفجعة والأليمة للألمان حاول هيملر الهروب من قبضة الحلفاء متنكرا ولكن القوات البريطانية ألقت القبض عليه في مدينة بريمن الألمانية في يوم 22 مايو عام 1945م وكان من المقرر إرساله إلى قاعة المحكمة في نورمبرج ليحاكم مع باقي أفراد الحزب النازي كمجرم حرب ولكنه تجرع كبسولة السيانيد السامة التي كانت بحوزته ومات .

وعن الحياة الشخصية لهيملر فقد تزوج في عام 1928م من ماركريت سيكروث وفي يوم 8 أغسطس عام 1929م رزق هو وزوجته بإبنتهما جودرون ثم تبنت زوجته إبنا لهما ولم يمانع في ذلك ثم إنفصلا عام 1940م لكن بدون أن يطلقها وبعد ذلك أصبح له عشيقة هي هيدويك بودهاست وأنجبت منه إبن في عام 1942م سماه هيلج وإبنة في عام 1944م سماها نانيت دوروثيا وقد لقبت إبنته جودرون بالأميرة النازية وكانت شديدة الوفاء والإخلاص لوالدها وكانت قد هربت هي ووالدتها عقب هزيمة المانيا في الحرب العالمية الثانية إلي شمال إيطاليا وكان سنها حوالي 16 عاما وقامت القوات الأميريكية بالقبض عليهما وتم إحتجازهما في عدة أماكن في إيطاليا وفرنسا والمانيا ولما تم الإفراج عنهما أقاما في مدينة بيليفيد شمالي المانيا وتدربت علي أعمال الخياطة وتجليد الكتب لكنها لم تتمكن من الإستمرار في عمل ثابت بسبب تاريخ وجرائم والدها البشعة وفي عام 1961م إلتحقت بالعمل كأمينة سر في جهاز المخابرات الألماني بإسم مستعار لكن تم فصلها من الخدمة عام 1963م بعد أن تم التحرى عن كل العاملين بالجهاز وتم الإستغناء عن كل من كان له صلة بالنازية والحكم النازى وفي أواخر الستينيات من القرن العشرين الماضي تزوجت من الكاتب وولف ديتر بوريتز وقد ظلت حتى بلوغها سن متقدمة نشطة داخل الدوائر اليمينية في المانيا كما شاركت في المسيرات التي نظمها ما أطلق عليهم النازيون الجدد وكانت تشاهد دائما وهي ترتدى بروش فضي علي صدرها مكون من عدد 4 خيول مرتبة علي شكل الصليب المعقوف الذى كان شعارا للنازية ولم تنأى بنفسها أو تعلن إستنكارها أو رفضها أبدا لجرائم والدها النازية ولم تصدق أبدا أنه قد أقدم علي الإنتحار بل كانت مقتنعة تمام الإقتناع أنه قد تم قتله عمدا علي يد من قاموا بالقبض عليه وعلاوة علي ذلك فقد عملت علي توفير المال والراحة للنازيين الذين أدينوا بإرتكاب جرائم حرب كان منهم كلاوس باربي الملقب بسفاح ليون وأنطون مالوث الذى أدين بقتل الكثيرين في معسكرات الإعثقال النازية وكانت وفاتها في عام 2017م عن عمر يناهز 88 عاما .
 
 
الصور :