الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

هوجو..أبرز أدباء الحقبة الرومانسية

هوجو..أبرز أدباء الحقبة الرومانسية
عدد : 02-2020
بقلم المهندس/ طارق بدراوى


فيكتور ماري هوجو أديب وشاعر وروائي فرنسي بارز ويعتَبر من أبرز أدباء فرنسا في الحقبة الرومانسية في القرن التاسع عشر الميلادى وكانَ مشهورا في فرنسا بإعتباره شاعِرا في المقام الأول ثُم كراوائي وقد ألّف العديدَ من الدواوين لعل أشهرها ديوان تأملات وديوان أسطورة العصور وقد ترجمت أعماله إلى أغلب اللغات المنطوقة أما خارِج فرنسا فقد كان مشهورا لكونِه كاتِب وراو أكثر من كونه شاعِر وكان من أبرَز أعمالِه الروائية التي نالت شهرة عالمية روايتا أحدَب نوتردام والبؤساء واللتان إقتبست منهما العديد من الأعمال التليفزيونية والسينمائية والغنائية والمسرحية وقد تم تكريم ذكراه بعدة طُرق فمثلا وضِعت صورته على الفرنك الفرنسي وتم إطلاق إسمه علي العديد من الشوارع في المدن الفرنسية وأيضا خارج فرنسا وعلاوة علي كونه شاعر وروائي فقد إشتَهر في حياته أيضا ِبكونِه ناشطٌ إجتماعي وسياسي حيث كانَ يدعو لإلغاء حكم الإعدام في كتابه الشهير اليوم الأخير لمحكوم عليه بالإعدام كما أنه كانَ مؤيدا للنظام الجمهورى في الحكم ولذا فقد كانت أعماله تَمَس القضايا الاجتماعية والسياسية في وقته وقد ولد هوجو في يوم 26 فبراير عام 1802م في مدينة بيزنسون التي تقع شرقي فرنسا وكان هو الإبن الثالث والأصغر لعائلة مسيحية كاثوليكية تتكون من الأم صوفي تريبوش والأب جوزيف ليوبولد سيجيسبيرت هوجو والذى كان يعمل ضابطًا عسكريا ثمَ أصبح جنرالا تحت قيادة الإمبراطور الفرنسي الشهير نابليون بونابرت وكان يعتبره مثلا أعلى له بينما كانت والدته صوفي كاثوليكية متدينة ومن مؤيدي النظام الملكي في الحكم وقد أدى كثرة سفر والده بحكم طبيعة عمله وإختلاف وجهات نظره السياسية مع والدته إلى إنفصالهما في النهاية وبعد ذلك إستقرت صوفي مع أبنائها في العاصمة الفرنسية باريس وتولَت مسؤولية تعليمهم مما جعل فيكتور يتأثَّر بآراء والدته المؤيدة للملكية في البداية ولكنه تمرد على هذه الآراء عقب ثورة عام 1848م الفرنسية وصار من مؤيدي الجمهورية وهذه الثورة تعرف أحيانا بثورة فبراير حيث كان هو الشهر الذى وقعت فيه أحداثها في العام المذكور وكانت واحدة من موجة الثورات التي حدثت في بعض بلاد أوروبا في نفس العام وقد ترتب عليها إنهاء النظام الملكي في فرنسا الذى إستمر من عام 1830 حتي عام 1848م وتأسيس الجمهورية الفرنسية الثانية وذلك عقب الإطاحة بالملك لويس فيليب الأول ومن ثم قادت الحكومة نهجا محافظا مما أدى إلي أنه في يوم 23 يونيو عام 1848م أي بعد حوالي 4 شهور بدأ شعب باريس عصيانا وتمردا عرف لاحقا بإسم إنتفاضة أيام يونيو وكان تمردا دمويا قام به العمال المعارضين لتحول نهج الجمهورية إلى الفكر المحافظ لكنه فشل .

وفي يوم 2 ديسمبر عام 1848م إنتخب لويس نابليون إبن شقيق نابليون بونابرت رئيسا للجمهورية الثانية معتمدا على دعم الفلاحين بصورة كبيرة وبعد ثلاث سنوات بالضبط وفي عام 1851م قام لويس نابليون بتعليق المجلس المنتخب وأعلن قيام الإمبراطورية الفرنسية الثانية التي إستمرت حتى عام 1870م وإستمر لويس نابليون خلال هذه المدة ملكا علي فرنسا وأطلق علي نفسه إسم نابليون الثالث وما بين عام 1815م وعام 1818م درسَ فيكتور هوجو القانون وتدرب بالفعل علي ممارسة أعمال المحاماة إلا أنه لم يمارس هذه المهنة طيلة حياته وشَرَع في كتابة الأعمال الأدبية بعد تشجيع والدته له وأسس جريدة المحافظون الأدبية لنشر أعماله الشعرية وأعمال أصدقاءه الأدبية وتوفيَت والدته في عام 1821م وفي نفس العام تزوج ونشر أول كتاب شعري له بعنوان قصائد وأشعار متنوعة وقام بنشِرَ أولى رواياته عام 1823م وكان عمره 21 عاما وقد جلبت له بلاغته في الأعمال التي قام بنشرها النجاح والشهرة في سنٍ مبكرة وقد تأثَّر هوجو بشدة بفرانسوا رينيه الشخصية الشهيرة في الحركة الأدبية للرومانتيكية والشخصية الأدبية البارزة في فرنسا في أوائل القرن التاسع عشر الميلادى وبعد روايته الأولي قام هوجو بنشر العديد من المسرحيات ومن الملاحظ أن إبداع هوجو الرومانسي تطور خلال العِقد الأول من حياته الأدبية ففي عام 1831م نَشر هوجو أحد أكثر أعماله شهرة وخلودا وهي رواية أحدب نوتردام وهي رواية تاريخية رومانسية وتعد من روائع الأدب العالمي وتدور أحداثها في العصور الوسطى وتوجِه إنتقادات قاسية للمجتمع والتي مهدت الطريق لكتاباته السياسية اللاحقة وتتناول أحداث هذه الرواية التاريخية كاتدرائية نوتردام باريس والتي تدور فيها الأجزاء الأكثر أهمية من الرواية وقد وصف الشاعر الفرنسي الكبير الفونس دي لامارتين فيكتور هوجو بعد ظهور هذه الرواية بشكسبير الرواية والأديب فيكتور هوجو نجده كان يأخذ دائما موقفا ضد الظلم وغياب العدل كما أنه كان ينصت لصوت الضعفاء والمحرومين وهو كمبدع أصيل لم يعش حياته بجبن مطمئن على نفسه بالصمت ومن هذه المؤثرات مجتمعة أبدع فيكتور هوجو روايته الشهيرة أحدب نوتردام .

و تدور أحداث هذه الرواية في كاتدرائية نوتردام في باريس حيث يربي قس الكنيسة الدوم كلود فلورو طفل أحدب قبيح يدعى كوازيمودو ويقدم الكاتب من خلاله شخصية خيالية تحمل من قبح المظهر ما لم يحمله أحد قبلها ولن يحمله أحد بعدها لكنها تحمل من الجمال الداخلي الكثير ويقوم القس بتدريب كوازيمودو على قرع أجراس الكنيسة ويبقيه دوما فيها ولا يسمح له بالخروج منها حتى لا يرعب الناس في الخارج بشكله القبيح لكن في أحد الأيام يتم إختيار الأحدب ليكون زعيم المهرجين في إحتفال المهرجين الذي يقام في باريس وتظهر في الإحتفال الراقصة الغجرية أزميرالد التي يحاول القس إغوائها وإقناعها بحبه لها ثم تدور الكثير من الأحداث ويقع الأحدب أيضا في حب هذه الراقصة الجميلة لتبدأ الرواية برمزيتها في سرد الصراع الإنساني ونبش معاناة المحرومين وبلقاء القبح الخارجي الذي يحمل بداخله النبل الأخلاقي والجمال الإنساني والمتمثل بشخصية كوازيمودو بالراقصة الغجرية أزميرالد وإستعداده للتضحية من أجلها ويبين الكاتب من خلال الرواية إيمانه بأن الجسد وإن فنى فإن الصفات الإنسانية تبقى ولا يمكن إخفاء جمالها وأن الإنعزال الذي عاشه الأحدب يمثل رفض المجتمع لأي إختلاف أو عاهة ونبذها ويمكن أن يتسع التأويل ليتعدى رفض المجتمع للإختلاف الجسدي وليشمل الإختلاف الفكري أيضا وقد إستطاع هوجو أن يصل بروايته هذه إلى أعلى مستويات الوصف وأن يقف فيها ضد الظلم والحرمان ليثبت أن القوة تجتمع في يد الأحدب المشوه جسديا بنظر الآخرين لكنه مكتمل تماما من الداخل لينتصر على آفة الظلم السائدة وقد تحولت هذه الرواية إلي فيلم سينمائي تم إنتاجه أكثر من مرة منها ماتم عام 1956م وكانت البطولة لأنتوني كوين وجينا لولو بريجيدا ومنها أيضا ماتم إنتاجه عام 1982م بطولة أنتوني هوبكنز وديريك جاكوبي وديفيد سوشيت وليزلي آن داون وجون جيلجود كما تم تحويلها إلي فيلم كارتون عام 1996م علاوة علي أنه قد إقتبست من القصة الأصلية فكرة العديد من الأفلام السينمائية سواء في السينما المصرية أو العالمية منها فيلم الأحدب إنتاج عام 1946م بطولة سامية جمال ومحمود إسماعيل وزينب صدقي وإخراج حسن حلمي وإقتبست أحداث الفيلم من تلك الرواية الكلاسيكية الشهيرة ولكن في طابع مختلف وتدور قصته عن أديب معوق ينطوي على نفسه بعيدا عن المجتمع حتى يقع في حب فتاة إعتقد أنها تبادله الشعور نفسه ومنها أيضا فيلم مع الذكريات إنتاج عام 1961م إخراج سعد عرفة وبطولة أحمد مظهر ومريم فخر الدين ونادية لطفي وصلاح منصور وفتوح نشاطي وأحمد لوكسر وفيه يقوم الفنان صلاح منصور بدور مدبولي الرجل الأحدب الطيب والساذج والذى يعانى من قسوة الجميع وإستهزائهم به وسخريتهم منه لكن شريف والذى يقوم بدوره الفنان أحمد مظهر كان يعطف ويحنو عليه ويعامله بالحسنى حتى أحبه وأخلص له لذلك وعرفانا بفضله وبجميله عليه يقوم بكشف خيانة إلهام التي كان يحبها وينوى الزواج منها له والتي قامت بدورها الفنانة مريم فخر الدين .

ولكون هوجو كاتبا غزير الإنتاج صار أحد أبرز الشخصيات الأدبية في فرنسا بحلول عام 1840م وكان قد بلغ من العمر 38 عاما وفي العام التالي 1841م تم إنتخابه عضوا بالأكاديمية الفرنسية الأدبية كما تم ترشيحه لمجلس النُبلاء في عام 1845م وكان هوجة في عام 1843م قد تعرض لصدمة قوية حينما توفيت إبنته الكبرى والمفضلة ليوبولدين في حادث غرق أليم في نهر السين مع زوجها ومن ثم كتب العديد من القصائد في رثائها ولتخفيف آلامه وأحزانه شَرَع هوجو في كتابة أعمال أدبية جديدة ولكون هوجو كان من أنصار النظام الجمهورى في الحكم فعقب إنقلاب عام 1851م الذى قام به لويس بونابرت وإلغائه للنظام الجمهورى وتقلده العرش كإمبراطور لفرنسا بإسم نابليون الثالث فَر هوجو هاربا إلى العاصمة البلجيكية بروكسل وعاش فيها كما زار أيضا الجزر البريطانية ثم عاد إلي فرنسا بعد سقوط الإمبراطور نابليون الثالث في عام 1870م ووقوعه في الأسر خلال الحرب الفرنسية البروسية التي نشبت في العام المذكور والتي حققت خلالها بروسيا وهي المانيا حاليا نصرا كبيرا وحاسما علي فرنسا بقيادة القائد البروسي الشهير هيلموت فون مولتكه وكانت المعارك الرئيسية في هذه الحرب قد وقعت في شهر واحد بين يوم 7 أغسطس ويوم 1 سبتمبر عام 1870م وهزمت فرنسا فيها كلها ولم تستمر الحرب طويلا إذ أن الجيش الفرنسي كان في حالة يرثى لها وغير متأهب للقتال وأسلحته قديمة نسبيا مقارنة مع الأسلحة البروسية الحديثة بالإضافة إلى الكفاءة العالية للجنود البروسيين والقيادة المتميزة لهيلموت فون مولتكه رئيس الأركان البروسي وخلال أسابيع قليلة نجح هذا الجيش في محاصرة الجيش الفرنسي فيما يعرف بحصار ميتز فتحرك نابليون الثالث لنجدته فإندلعت معركة سيدان التي إنتهت بهزيمة الجيش الفرنسي وتم أسر نابليون الثالث ونقله لبروسيا وبعد أن علم الفرنسيون بأن نابليون الثالث قد أسر في المعركة وأن جميع القوات الفرنسية أسرت وان الطريق أصبح مفتوحا إلى باريس قام الفرنسيون باسقاط نظام الإمبراطورية الفرنسية وتأسيس الجمهورية الفرنسية وتشكيل حكومة الدفاع الوطني الفرنسية وقد إشتملت أغلب الأعمال التي نشرها هوجو خلال فترة هربه في بلجيكا وحتي عودته إلي فرنسا على سخرية لاذعة وإنتقادات إجتماعية حادة ومن ضمن هذه الأعمال كانت رواية البؤساء والتي نشِرَت في عام 1862م وتعد من أشهر روايات القرن التاسع عشر الميلادى مع أنها كانت قد تعرضت في البداية لإنتقادات حادة من النقَاد قبل أن تتحول لرائعة من روائع هوجو والتي يصف فيها وينتقد الظلم الإجتماعي الذى ساد في فرنسا بين سقوط الإمبراطور نابليون بونابرت في عام 1815م والثورة الفاشلة ضد الملك لويس فيليب في عام 1832م وكتب في مقدمة هذه الرواية تخلق العادات والقوانين في فرنسا ظرفا إجتماعيا هو نوع من جحيم بشري فطالما توجد لا مبالاة وفقر على الأرض فإن كتب كهذا الكتاب ستكون ضرورية دائما وتتناول هذه الرواية الشهيرة حياة عدد من الشخصيات الفرنسية على طول القرن التاسع عشر الميلادى الذي يتضمن في بداياته حروب الإمبراطور نابليون بونابرت مركزةً على شخصية السجين السابق جان فالجان ومعاناته بعد خروجه من السجن بعد قضائه 19 سنة سجينا كما تعرض هذه الرواية طبيعة الخير والشر والقانون في قصة أخاذة ورائعة تظهر فيها معالم مدينة باريس والأخلاق والفلسفة والقانون والعدالة والدين وطبيعة الرومانسية والحب العائلي وقد إستلهم هوجو فكرة هذه الرواية من حادثة حقيقية وقعت أمام عينيه وكان ذلك عام 1829م عندما رأى ثلاثة غرباء وضابط شرطة حيث سرق أحدهم رغيف خبز ليطعم به شقيقته وإبنتها وتم القبض عليه وسجنه .

وتبدأ هذه الرواية بإطلاق سراح السجين جان فالجان في عام 1815م وتحديدا في مدينة ديني الفرنسية بعد أن قضى 19 سنة في داخل سجون مدينة طولون حيث سجن خمس سنوات إثر سرقته خبزا لأطفال أخته الذين عانوا من الجوع الفاحش وإعتقل 14 عاما بسبب محاولته للهروب مرات عديدة وبعد خروجه من السجن حاول النزول في أحد الفنادق إلا أنه رفض إستقباله بسبب حصوله على جواز السفر الأصفر الذي يفيد بأنه من أصحاب السوابق مما إضطره إلى النوم في الطرقات وفي قلبه غضب وحسرة وبعد ذلك إستضافه شارل ميريل أسقف مدينة ديني في منزله إلا أن جان فالجان فر هاربا من المنزل بعد سرقته بعض الأواني الفضية من الأسقف وبعد إلقاء القبض عليه أخبر ميريل الشرطة بأنه هو من أعطى فالجان الأواني الفضية وأنه لم يقم بسرقتها ولم يقف عند هذا الحد فقد أعطى جان فالجان شمعدانين فضة كهدية وإشترط ميريل على جان فالجان بأن يهب حياته لله وأن يجعل من نفسه رجلا صالحا مقابل هذه الفضيات ولكن فالجان سرق مرة أخرى من أحد المارة إلا أنه ندم على فعلته فبحث عن الشخص الذي سرقه ليعيد له نقوده إلا أنه كان قد قام بالإبلاغ عن السرقة فإضطر فالجان للإختفاء خوفا من أن تعتقله الشرطة ويدخل السجن مرة أخرى ثم ظهر في مدينة مونتروي سورمير وهي مدينة صغيرة تقع في الشمال الفرنسي وأصبح يحمل إسم السيد مادلين مخفيا حقيقته بعد ان أصلح حاله وحسن أموره المالية وكون ثروة كرجل أعمال ناجح كما أصبح من أكثر المحسنين في المدينة مؤمنا بأن الخير الذي ينعم به يجب أن يعمم على المعوزين والبائسين والمظلومين وفتح أبواب التوظيف في شركاته بشرط واحد كان يعرفه الجميع وهو كن أمينا ولما تكررت أعماله الخيرية ومعوناته التي وصل صداها إلى الملك إختاره ليكون عمدة للمدينة مع رغبة جماعية من الناس الذين حملوه على قبول المنصب بعد رفض وتردد من جانبه وعندما أعلنت الصحف عن وفاة الأسقف ميريل عابقا بعبير الطهارة والقداسة عن عمر يناهز الثانية والثمانين عاما قضاها في أعمال البر والخير شوهد مسيو مادلين كما أصبح إسمه في صباح اليوم التالي يرتدي ثوب حداد أسود وعصابة سوداء تطوق قبعته حتى أصبح ذلك حديث البلدة وإستنتجوا من ذلك أنه كان على صلة ما بالأسقف وأثناء سيره وجد رجلا يحتاج إلى مساعدة حيث أنه حصر تحت عجلات عربة ولن يجد من يساعده سوى جان فالجان الذي كان معروفا بقوته وأثناء مساعدته للرجل شاهده المحقق جافيير الذي كان حارسا على سجن طولون خلال مكوث جان فالجان في السجن وإنتابه الشك بأن هذا الشخص ليس هو العمدة وبأن هذه القوة هي فقط لشخص واحد معروف جدا له ألا وهو جان فالجان وفي مشهد آخر كانت هناك عاملة في مصنع العمدة تدعى فانتين كانت لديها طفلة تدعى كوزيت من رجل تخلى عنها وتركها وحيدة مع إبنتها فإضطرت إلى التنازل عن طفلتها لعائلة كان صاحبها رجل فاسد وزوجته سيئة الطباع وإكتشفت الأم سوء معاملتهما لإبنتها فكانت تحاول جاهدة بأن تلبي طلباتهما حتى لا تتعرض إبنتها للسوء وتم طردها أيضا من مصنع العمدة بعد أن تم إكتشاف أن لديها إبنة غير شرعية فتضطر بعد ذلك لبيع شعرها وأسنانها لتدفع للرجل الفاسد نقودا وبعد مرور الوقت تمرض فانتين وتتعرض للمضايقة من أحد المارة فتضربه ويقبض عليها المحقق جافيير الذي توسلت له كثيرا بأن يتركها حتى تتمكن من توفير النقود لإبنتها إلا أنه لم يأبه بذلك وحكم عليها بالسجن لمدة ستة أشهر ولكن بعد تدخل العمدة والمقصود هنا جان فالجان تم إطلاق سراحها وقام بإعادتها إلى العمل بمصنعه ثم أخذها إلي المستشفى للعلاج وفي أحد الأيام يتم القبض على رجل كان يسرق بسبب الجوع على أنه جان فالجان وذلك لما كان له من سوابق مماثلة لهذه الحادثة ويشهد المحقق جافيير زورا بأن هذا الرجل هو فعلا جان فالجان على الرغم من معرفته بأنه ليس هو إلا أن عذاب الضمير الذي إنتاب فالجان وأرقه جعله يقدم نفسه ويعترف بأنه هو جان فالجان حتى ينقذ الرجل البرئ مما أدى إلى محاكمته ولكنه وخلال نقله من مكان الى آخر مع مجموعة من المحكوم عليهم إستطاع الفرار والإختفاء من جديد وليقضى حياته على هذا المنوال هاربا طريدا ولكنه من ناحية أخرى يتبنى إبنة فانتين بعد أن توفيت وكرس حياته لها وبذلك جمعت الأقدار ما بين جان فالجان وكوزيت مكملين حياتهما مع البؤس داخل هذه الرواية المفعمة بالحزن .

وقد حققت هذه الرواية نجاحا ساحقا في أوروبا والولايات المتحدة الأميريكية وترجمت إلي الكثير من اللغات ومما يذكر عنها أنها كانت أشهر الروايات التي كان يقرأها الجنود الأميريكيون أثناء الحرب الأهلية كما ظهرت على المسرح والشاشة عبر المسرحية التي تحمل نفس الإسم وأيضا تم إنتاج فيلم عالمي مأخوذ عن هذه الرواية بإسم البؤساء وقد حقق عند عرضه إيرادات ضخمة كما حصل على عدة جوائز كما تم إنتاج فيلم مصري عام 1944م بإسم البؤساء أيضا من إخراج كمال سليم وكانت البطولة للفنانين عباس فارس وزكي رستم وسراج منير وفاخر فاخر وبشارة واكيم والفنانات أمينة رزق وليلى فوزي وزينات صدقي وسعاد حسين والمطربة شافية أحمد وفي عام 1978م قدمت السينما المصرية للمرة الثانية ذات القصة بنفس الإسم ولكن مع إختلاف فريق العمل ويحكي الفيلم عن رجل فقير يدخل السجن بسبب سرقته لرغيف خبز وعندما يخرج منه يتمكن من تكوين ثروة وليصبح من الأثرياء ولكن ظل ماضيه يطارده وقام ببطولة الفيلم الفنانون فريد شوقي ويوسف وهبي وعادل أدهم وعبد الوارث عسر والفنانات محسنة توفيق وليلى علوي وفردوس عبد الحميد ومن إخراج عاطف سالم وعن الحياة الشخصية لفيكتور هوجو فضد رغبة والدته إرتبط سرا بأديل فوشير حبيبته منذ الطفولة وتزوجا لاحقا بعد وفاة والدته ورزق الزوجان بطفلهما الأول عام 1823م ويدعى ليوبولد لكنه توفي بعد فترة قصيرة من ولادته ورزقا لاحقًا بليوبولدين ومن ثم تشارلز وفرانسوا فيكتور وأخيرا أديل وتوفيت ليوبولدين وهي في سن 19 عاما بعد وقت قصير من زواجها وذلك غرقا في نهر السين وتوفي زوجها معها وهو يحاول إنقاذها وتلا ذلك تعرض هوجو للعديد من المآسي حيث فقد زوجته عام 1868م ثم فقد إثنين آخرين من أبنائه مابين عام 1871م وعام 1873م وأيضا فقد حبيبته جولييت دوريت التي إرتبط بها بعد وفاة زوجته عام 1873م ولذلك فعلي الرغم من إعتبار هوجو رمزا للإنتصار الجمهوري عقب عودته إلى فرنسا عام 1870م إلا أن سنواته الأخيرة كانت في منتهى البؤس والشقاء بسبب هذه المآسي المتتابعة التي تعرض لها ومن ثم إتسمت أعماله الأخيرة بالكآبة والحزن أكثر من سابقتها وركزت على مفاهيم الإلوهية والشيطان والموت ومما يذكر عنه أنه كانت لديه طقوس غريبة فقد كان ينزع جميع ملابسه ويجلس في غرفة منعزلة بصحبة القلم والورقة فقط ثم يجبِر نفسه على الكتابة وهذا ما فعله أثناء تأليف رواية البؤساء وفي عام 1878م أُصيب بالإحتقان الدماغي وفي ذكرى مولده الثمانين عام 1882م تم إعادة تسمية الشارع الذي يقطن به في العاصمة الفرنسية باريس إلى طريق فيكتور هوجو ثم كانت وفاته في يوم 22 مايو عام 1885م عن عمر يناهز 83 عاما وتم تشييعه في جنازة تشريفية حضرها الملايين ووضِعَ جثمانه أسفل قوس النصر بباريس لفترة ثم دفِنَ في مقبرة العظماء لاحقا والمعروفة بإسم البانتيون في باريس ولا يزال هوجو حتي اليوم أحد عظماء الشعر والأدب الفرنسي .

وكان من أقواله المأثورة :-
-- الحب هو أجمل سوء تقدير بين الرجل والمرأة
-- جحيم الأذكياء أفضل من جنة الأغبياء
-- إذا صغر العالم كله فالأم تبقى كبيرة
-- يقظة الضمير من سباته هي عظمة في الروح ومجد وخلود
-- الألم ثمرة واللهُ لا يضع ثِمارا عَلَى غصن ضعيف لا يَقدر عَلَى حملها
-- المرأة دمعة وإبتسامة دمعة من سماء التفكير وإبتسامة في حقل النفس
-- نحن لا نحب أشخاصا كاملين ولكننا نرى الكمال في من نحب
-- المعاملة الطيبة جواز المرور إلى قلوب الآخرين
-- الموت ليس شيئا رهيبا الرهيب هو أن لا تموت
 
 
الصور :